لا زالت أحداث طرابلس الدامية تتصدر عناوين الصحف اللبنانية التي اختلفت رؤيتها لخلفيات الحدث الذي يعدّ الأبرز على الساحة المحلية
لا زالت أحداث طرابلس الدامية تتصدر عناوين الصحف اللبنانية التي اختلفت رؤيتها لخلفيات الحدث الذي يعدّ الأبرز على الساحة المحلية. ويلي الحدث الطرابلسي، أحداث الأزمة السورية التي ربطت كثير من الصحف بينها وبين ما يجري في شمال لبنان.
السفير:
كتبت صحيفة السفير أن شمال لبنان وتحديداً طرابلس تتأرجح حالياً بين العنف والتهدئة الهشة. ورأت الصحيفة أن هذا الأمر يحتمل تفسيرين: أن يكون الشارع الطرابلسي قد أفلت من السيطرة وبات يتحكم به أمراء الأحياء والأزقة، أما التفسير الثاني فهو أن الجهات السياسية الشمالية لا تريد ايجاد معالجة جذرية للوضع المهترئ.
فيلتمان «الأممي» يحذر من تفاقم التوتر .. وباريس قلقة على لبنان
طرابلس ـ الضحية: الجيش ينتزع المبادرة من السياسيين
هذا وكتبت السفير: "وفي موقف لافت للانتباه يعكس البعد الخارجي لأحداث عاصمة الشمال، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان، أمام اجتماع لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط، إن الاشتباكات الدموية التي يشهدها لبنان بين أنصار النظام السوري ومعارضيه، سلطت الضوء على ضرورة القيام بتحرك دولي ونبه فيلتمان الى انه «مع استمرار تدهور الأزمة في سوريا، فإن الوضع في لبنان أصبح أكثر خطورة، وأصبح تقديم الدعم الدولي المستمر لحكومة لبنان وقواته المسلحة يزداد أهمية»، مشيراً الى ان «التوترات التي سببتها المخاوف الداخلية والأمنية ما تزال مرتفعة في هذا البلد، ويمكن أن تتفاقم بسهولة بفعل التطورات في سوريا». ورأى أن «تهريب الأسلحة بين سوريا ولبنان مثير للقلق".
واعتبر فيلتمان أن اعتقال الوزير السابق ميشال سماحة، بتهمة ضلوعه في عمليات تهريب متفجرات من سوريا إلى لبنان «عمّق المخاوف من محاولات لجر لبنان إلى التوترات الإقليمية». وأشار الى ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اجرى مؤخراً محادثات مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي حول الازمة، «وما يزال يركز على حماية استقرار لبنان وسيادته". وفي سياق متصل، اعرب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية عن قلقه من تدهور الحالة في طرابلس، وحذر من «إقحام لبنان في صراع لا علاقة له به".
طرابلس: الجيش يبادر
إضافةً إلى ذلك، فقد رأت "السفير" أن اتفاق وقف إطلاق النار الجديد الذي دخل حيز التطبيق مساء أمس في طرابلس، يشكّل اختباراً جديداً لمصداقية الأطراف السياسية، ولمدى التزام المجموعات المسلحة بالتهدئة. وأشارت الصحيفة إلى أن "البيان الصادر عن قيادة الجيش أمس، كان لافتاً للانتباه بمضمونه الذي تضمن رسائل واضحة الى السياسيين، موحياً بأن المؤسسة العسكرية قررت انتزاع المبادرة منهم، بعدما ثبت بالتجربة الحسية عجزهم أو تواطؤهم مع المجموعات المسلحة، فكان لا بد للجيش من ان يوسّع مهامه ويجتهد في صلاحياته...".
وتابعت السفير: "وجاء في البيان أن قوى الجيش تتعاطى مع الوضع بحكمة وتبصر لمنع تحويل المدينة إلى ساحة للفتنة الإقليمية، داعية القيادات السياسية إلى عدم التدخل في ما يحصل ميدانياً على أرض المدينة، وعدم المساهمة في إذكاء الخلافات. وأعلنت قيادة الجيش عن مبادرتها إلى إجراء حوار مباشر مع القيادات الميدانية المسؤولة في المدينة، وخصوصاً في باب التبانة وجبل محسن، من أجل وأد الفتنة ونزع فتيل التفجير، مع تأكيد حسمها في ضبط الوضع. وتحت هذا السقف، عمد الجيش الى تفعيل انتشاره على محاور القتال وفي الشوارع الرئيسية ضمن المناطق الساخنة، بهدف فرض الهدوء بالقوة، والتعاطي بحزم مع المجموعات المسلحة غير المنضبطة، التي عبثت باتفاق وقف إطلاق النار أمس الاول، وسعت الى إجهاضه أمس، مع الإشارة الى ان الجيش يحاول المزج بين الحزم والحكمة في التعامل مع الواقع الأمني المعقد....".
وذكرت "السفير" أن مصادر عسكرية رفيعة صرّحت لها أن "الجيش يتصرف بمسؤولية عالية تجمع بين الشدة حيث يجب، والمرونة حيث يجب، لافتة الانتباه الى أن عمله على الارض يشبه عمل الجراح الذي يستخدم مبضعه لإزالة مكمن الخلل، او المرض، بشكل دقيق، حتى ينقذ المريض، وبالتالي فإن الجيش يستخدم القوة الموضعية خلال تحركه في طرابلس لملاحقة مطلقي النار، ويتجنب القوة المفرطة التي تُستعمل فقط في مواجهة العدو.
وأكدت المصادر العـــسكرية أن مهمة الجيش هي الوقوف الى جانب الأكثرية الطرابلسية، التي تريد الاستقرار ضد الأقلية التي تســتفيد من الشــغب، مرجحة ان ينجح الجيش في إعادة الهدوء الى عاصمة الشمال، لأنه يلــقى كل دعم وتأييد من البيئة الشعبية الحاضنة. وكان قد عقد في مكتب قائد الجيش العماد جان قهوجي في وزارة الدفاع أمس، اجتماع ضم قادة الأجهزة الأمنية في إطار التنسيق المشترك بين الجيش وبينها لمواكبة الأوضاع الراهنة".
ميقاتي يخشى زج لبنان بالنار
كما أضافت "السفير" أنه في هذا الوقت، أعرب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي يزور طرابلس اليوم، عن مخاوفه من «محاولات لتوريط لبنان أكثر فأكثر في الصراع الدائر حالياً في سوريا، بينما المطلوب من الجميع، مسؤولين وقيادات، التعاون لإبعاد لبنان قدر المستطاع عن النار المشتعلة من حوله وحمايته من الأخطار".
واعتبر ميقاتي، وفق ما نقل زواره عنه، «أن الأحداث الدموية الجارية في طرابلس، هي في بعض جوانبها، محاولة جديدة لزج لبنان في الصراع الخارجي على نطاق واسع»، وطالب القيادات المعنية بدعم الجيش اللبناني في مهامه. وقال: إننا من موقعنا المسؤول، مستمرون في تحمل المسؤولية، حتى تنضج الظروف التي دعونا فيها، بعد لقاء طاولة الحوار في بيت الدين، لتشكيل حكومة استثنائية. وكان ميقاتي قد التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وعرض معه التطورات في طرابلس.
الداعوق.. والإعلام
من جهة ثانية، ذكرت الصحيفة أنه "بينما يجتمع وزير الإعلام وليد الداعوق والمجلس الوطني للإعلام مع ممثلي المحطات التلفزيونية والاذاعية، غداً الجمعة، للبحث في كيفية ضبط الأداء الإعلامي، قال الداعوق لـ«السفير» إنه لم يتمّ بعد حسم الخيار الذي سيعتمد في التعاطي مع المخالفات المرتكبة، مشيراً الى ان كل الاحتمالات تبقى واردة، على قاعدة ان «ما يهمنا هو أكل العنب وليس قتل الناطور». وأضاف: العنب هنا هو الحفاظ على السلم الاهلي ومنع الفتنة، فإذا تجاوبت المحطات مع هذا الطرح وعملت بمقتضاه لا مشكلة، أما من لا يريد ان ينضبط فإن تدابير قانونية ستتخذ بحقه".
النهار
كما حضرت أحداث طرابلس في صفحات "النهار" الأولى، حيث وصفت الصحيفة ما يجري بحرب استنزاف تمتد من طرابلس إلى الحدود، ورأت أن ما يحدث هو بمثابة انعكاسات للأزمة السورية...
حرب استنزاف من طرابلس إلى الحدود.. فيلتمان يستنفر الدعم الدولي للبنان
وتابعت "النهار": "وإذ برز في هذا الاطار امس موقف لافت للامم المتحدة اكتسب دلالة من حيث التحذير من زعزعة الاستقرار في لبنان، سجل تطور جديد على الحدود الشرقية مع سوريا مع مقتل أربعة لبنانيين في غارة شنتها المروحيات السورية على قرية جوسيه السورية الحدودية شرق نهر العاصي. وهي الغارة الجوية الاولى على أهداف مدنية أو مسلحة في هذه المنطقة، وقد أدت الى مقتل ثلاثة لبنانيين من عرسال ورابع من الهرمل، والى جرح عشرة من عرسال.
وبينما تستمر التحضيرات على قدم وساق للزيارة التي يزمع البابا بينيديكتوس السادس عشر القيام بها للبنان بين 14 أيلول و16 منه، ترددت أصداء الاحداث الاخيرة بقوة في المحافل الدولية. وافاد مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى امس ان وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان تناول الوضع اللبناني في اطلالة علنية اولى له منذ انتقاله من منصبه في الادارة الاميركية الى المنظمة الدولية في نيويورك. واعلن فيلتمان خلال الاحاطة الشهرية عن "الحال في الشرق الاوسط" في مجلس الامن انه "مع استمرار التدهور في الازمة السورية يصير الوضع في لبنان متزعزعاً اكثر والحاجة الى الدعم الدولي المتواصل للحكومة اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية اكثر اهمية".
وكتبت "النهار": "وإذ لفت الى أن "استمرار القصف عبر الحدود في شمال لبنان وشرقه يؤدي الى اصابات متزايدة"، لاحظ فيلتمان ان "التوتر نتيجة الهواجس المحلية والامنية لا يزال مرتفعاً عبر كل البلاد ويتفاقم بسهولة بسبب التطورات في سوريا". وذكر بأن الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون "عبر مرارا عن قلقه من تهريب الاسلحة في الاتجاهين عبر الحدود اللبنانية – السورية"، كما "ندد بشدة بالخطف وأخذ الرهائن ثأرا في سوريا ولبنان ودعا الى اطلاق فوري لكل هؤلاء المحتجزين من دون وجه حق".
وأفاد ان بان تحادث أخيرا مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي وهو "لا يزال يركز على حماية استقرار لبنان وسيادته" في ضوء قضية توقيف السلطات اللبنانية الوزير السابق ميشال سماحة "لتورطه في تهريب متفجرات من سوريا في اطار ما يدعى انه مؤامرة على أهداف داخل لبنان لغرض مفترض هو اثارة نزاع سني – شيعي". واضاف فيلتمان ان "اصطفاف سماحة العلني مع مواقف الحكومة السورية عمّق المخاوف من محاولات جرّ لبنان الى الاحداث الاقليمية على رغم السياسة الحذرة التي يعتمدها الرئيس (ميشال) سليمان ورئيس الوزراء ميقاتي للنأي بلبنان عن الازمة السورية".
طرابلس
وكتبت صحيفة النهار: "في غضون ذلك، كثفت وحدات الجيش انتشارها مساء أمس على الخط الفاصل بين باب التبانة وجبل محسن عقب اعلان وقف النار. واسترعى الانتباه في هذا المجال ان محطة "المنار" أكدت حصول اطلاق نار على آلية للجيش رد عليها باطلاق نار مما أدى الى سقوط قتيلين في بعل محسن.
كما ذكرت النهار أن مصادر شاركت في اللقاءات الأمنية التي عقدها أمس الرئيس ميقاتي صرّحت لها "إنه جرى تأكيد تجديد الدعم الكامل للجيش وقيادته والتفويض المطلق لها لاتخاذ ما يلزم من اجراءات لإعادة انتظام الوضع الأمني ورفع الغطاء عن المخلين به. وعلمت "النهار" ان الاجتماع الذي عقده الرئيسان سليمان وميقاتي مساء أمس تخلله تشاور في التطورات عشية اجازة ينوي رئيس الجمهورية أخذها، مع العلم ان تحديد موعد جلسة لمجلس الوزراء الاول من ايلول المقبل غايته فسح المجال لمن يرغب من الوزراء في أخذ اجازة قبل معاودة العمل الحكومي".
ميقاتي وبري
إضافة إلى ذلك، فقد قالت "النهار": " لكن الحديث المفاجئ عن الاجازات لم يحجب ملامح تصاعد "أزمات" صامتة أو علنية بين أركان الحكم وداخل الحكومة. وقد برز هذا التطور أمس في بيان للرئيس ميقاتي رد فيه على المطالبين باستقالة الحكومة من جهة وعلى انتقادات وجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحكومة من جهة اخرى. ورداً على قول بري إن ميقاتي "لا يريد أن يحكم"، قال رئيس الوزراء: "في فمي ماء"، ملمحاً الى أن "أحداً لا يستطيع أن يغطي أمراً ويطلب من الحكومة العكس".
وفي حديث الى "النهار" قال ميقاتي إن الملف الحكومي "لا يشكل أولوية بالنسبة اليه أمام ما تشهده البلاد من انكشاف على الازمة السورية ومساع لنقلها الى الداخل اللبناني". وإذ حذر من "أن البلاد في خطر كبير" أعرب عن اعتقاده ان "السلطة السياسية تقوم بمعالجة كل ملف بملفه وتتعامل مع كل أزمة مستجدة على حدة". وأضاف: "المشهد الذي رأيناه يوم الأربعاء الماضي (الخطف) كان مشهد حرب، أما اليوم فقد أصبح من الماضي وطريق المطار لا يمكن ان تقطع مرة أخرى". واعتبر ان "القوى السياسية لديها ارادة قوية لانهاء الحوادث في ساعتها ومنع تفاقمها ولو كانت ثمة نية فعلية لدى بعض الأطراف لاشعال الفتنة فان ما شهده لبنان في الأشهر الأخيرة كان كفيلاً باشعالها".
وفي المقابل، أبدى الرئيس بري لـ"النهار" ملاحظات عدة على أداء الحكومة مستغرباً "كيف قذفت" موعد اجتماعها الى أواخر الشهر في ظل هذه الأحداث وتطوراتها على الأرض. وقال إن الحكومة "تمشي مع المرض الذي يهددها ولا توفر له العلاجات المطلوبة".
14 آذار
وذكرت "النهار" أنه: "ظهر جلياً أمس ان قوى 14 آذار اتخذت قراراً بتغيير اسلوب تعاملها مع الأحداث بالانتقال تدريجاً الى التحركات الشعبية. وقد اصدرت الاشارة الأولى في هذا الاتجاه المنظمات الشبابية والطالبية التابعة لهذه القوى إذ دعت الى اعتصام سلمي أمام مقر وزارة الخارجية الاربعاء المقبل تحت شعارات المطالبة بتوفير الغطاء السياسي للجيش وقوى الأمن لتعقب الخاطفين وتحرير المخطوفين ودعوة القضاء الى القيام بالمطلوب منه في قضية ميشال سماحة وطرد السفير السوري من لبنان".
تجدد العمليات العسكرية في أحياء دمشق ...أوباما وكاميرون يحذّران من استخدام الكيميائية
وفي ما يخص الموضوع السوري، كتبت "النهار": "تجددت العمليات العسكرية في دمشق بعنف امس، اذ قصفت القوات النظامية حيي كفرسوسة ونهر عائشة واقتحمتهما بالدبابات ونفّذت عمليات دهم من منزل الى منزل مما أسفر عن مقتل 35 شخصاً يشتبه في انتمائهم الى المعارضة المسلحة. كما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيش النظامي و"الجيش السوري الحر" للسيطرة على مدينة حلب، كما استمر القتال أقل حدة في جنوب البلاد وشرقها ووسطها".
وأضافت "النهار": "سياسياً، أعلنت باريس عقب المحادثات التي اجراها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في قصر الاليزيه، انها تشاطر الدوحة وجهات النظر في الملف السوري، مؤكدة ان لا حل للازمة السورية قبل رحيل الرئيس بشار الاسد. وأفاد مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان رئيس الوزراء والرئيس الاميركي باراك اوباما اتفقا على ان استخدام سوريا الاسلحة الكيميائية او التهديد باستخدامهما امر "غير مقبول اطلاقاً" وسيجبرهما على اعادة النظر في اسلوبهما المعتمد حتى الآن".
المستقبل
في ما يتعلق بالحدث الطرابلسي، رأت صحيفة المستقبل أن مدينة طرابلس والجيش اللبناني يواجهان مؤامرة النظام السوري الهادفة إلى تفجير الساحة اللبنانية برمتها، بحسب "المستقبل".
ميقاتي يرد على بري والطفيلي يستغرب الاستغراق في جنون دعم النظام السوري..علي مملوك يدير معركة طرابلس
وكتبت المستقبل: "لم تحد الأنظار المحلية والإقليمية والدولية أمس عن طرابلس الجريحة، التي تواجه، مع الجيش اللبناني، مؤامرة النظام السوري الهادفة إلى تفجير الساحة اللبنانية برمتها، في ظل إستمرار أدواته، لا سيما الحزب العربي الديموقراطي في جبل محسن، بتنفيذ أوامر الضباط السوريين، بإبقاء عاصمة الشمال مشلولة تحت مرمى القصف والقنص، من دون الإلتزام بمساعي التوافق على وقف إطلاق النار، ذلك أن معلومات موثوقة كشفت لـ"المستقبل" أن رئيس الحزب رفعت عيد يتلقى أوامر سورية مباشرة، من العقيد حافظ مخلوف، مساعد اللواء علي مملوك في جهاز أمن الدولة، والمعروف بالرجل الأقوى فيه، للذهاب نحو مزيد من التفجير في طرابلس.
يد النظام السوري التي تعبث بأمن لبنان استدعت إستنفاراً دولياً لحمايته، تُوج بدعوة الأمم المتحدة، على لسان مساعد أمينها العام جيفري فيلتمان، "إلى دعم دولي للبنان لحمايته من تداعيات النزاع في سوريا"، بعد ان أشار، في إجتماع لمجلس الأمن حول الأوضاع في الشرق الأوسط، إلى ان "اعتقال الوزير السابق ميشال سماحة عمّق المخاوف من محاولات لجر لبنان الى التوترات الاقليمية"، معتبرا أن "الوضع في لبنان اصبح اكثر خطورة واشتباكات طرابلس سلطت الضوء على ضرورة القيام بتحرك دولي لحمايته من تداعيات النزاع السوري".
كما استهلت صحيفة "المستقبل" صفحتها الأولى بالحديث عن اجتماع الأمانة العامة لقوى 14 آذار الذي خلص إلى أن ما يجري هو مخطط واضح لتفجير لبنان بقرار سوري ايراني..
وفي هذا الصدد، كتبت "المستقبل": "رأت الأمانة العامة لقوى 14 آذار أن الأحداث التي تشهدها الساحة الداخلية منذ اشهر "تندرج ضمن مخطط واضح لتفجير لبنان بالتزامن مع انهيار النظام السوري، وذلك بقرار سوري - ايراني يستخدم أدوات لبنانية كانت ولا تزال تابعة لهذا المحور ورهن تعليماته"، مطالبة الحكومة بـ"إصدار الأوامر الصريحة للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بالتدخل الحاسم للافراج عن جميع المخطوفين، وملاحقة الفاعلين بجرمهم، والتقدم بشكوى أمام الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي ضد الحكومة السورية بسبب انتهاكها سيادة لبنان وزعزعة استقراره وطرد سفير سوريا (علي عبدالكريم علي) من لبنان". وأثنت على المواقف الأخيرة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان حيال الأحداث الجارية، داعية إلى "تطوير هذه المواقف في الاتجاه الصحيح نفسه".
قوات الأسد تقصف دمشق وتغتال صحافياً معارضاً
وفي ما يخص الموضوع السوري، ذكرت "المستقبل" أن: " قوات نظام بشار الأسد أمطرت أمس دمشق بالقذائف وعمدت الى تصفية صحافي معارض، تعويضا، فيما يبدو، عن عدم قدرتها على احراز اي تقدم في مدينة حلب التي بات اكثر من ثلثيها بيد "الجيش السوري الحر"، واضطرارها الى اخلاء مواقع أمنية مهمة في دير الزور بعدما فشلت في الدفاع عنها بوجه هجمات يشنها "الجيش الحر" على مواقع الأمن والشبيحة التابعة لقوات الأسد.
البناء
مزيد من عمليات التسلّل وسقوط قتلى من عرسال داخل جوسيه السورية.. طرابلس بين مدّ وجزر وقيادة الجيش تدعو لعدم إذكاء الخلافات «14 آذار» تصعّد سياسياً والسعودية تطلب من جنبلاط الاستقالة من الحكومة
هكذا عنونت "البناء" صفحتها الأولى، مشيرة إلى أنه: " في ظل إصرار فريق «14 آذار» والقوى المتحالفة معه على استمرار حال النزف في طرابلس من أجل إشغال الجيش وإلهائه عن دوره في حفظ الأمن ومنع تسلل المسلحين وتهريب السلاح إلى سورية خدمة للمشروع الأميركي، عمد هذا الفريق إلى تصعيد آخر في الساعات الماضية عبر السعي مجدداً إلى تأزيم العلاقات اللبنانية ـ السورية انسجاماً مع المخطط الغربي لمحاصرة سورية من الدول المجاورة لها، فلجأت هذه القوى إلى «فبركة» الاتهامات ضد الدولة السورية وصولاً للمطالبة بإبعاد السفير السوري من لبنان.
ويبدو واضحاً أن خليط حلفاء واشنطن في لبنان يدفع البلاد نحو أقصى درجات التوتر داخلياً، ومع سورية بما يتوافق مع توجهات الحلف الغربي ـ الخليجي الساعي إلى تفجير الساحة الداخلية، وصولاً إلى ضرب مقومات الدولة ومؤسساتها بدءاً من مؤسسة الجيش، حتى يمكنه جعل الشمال ومناطق أخرى منطلقاً للتآمر على المقاومة من جهة، وعلى سورية من جهة اخرى.
وتتزامن هذه المحاولات مع ضغوط تمارسها السعودية وقطر لإسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وسط معلومات تؤكد أن حكام السعودية يواصلون ضغطهم على النائب وليد جنبلاط لاستقالة وزرائه من الحكومة، بما يؤدي إلى شل السلطة التنفيذية، لأن ذلك يؤدي إلى ترك الجيش وحيداً ومن دون غطاء سياسي في مواجهة القوى العابثة بالأمن والساعية إلى ضرب الشرعية في بعض المناطق".
جبهة طرابلس
وعن أحداث طرابلس، قالت "البناء": "وكانت فشلت كل الجهود التي بذلت في الساعات الماضية للجم التصعيد والتدهور الأمني في طرابلس بسبب إمعان تيار «المستقبل» والمجموعات المتطرفة التي تدور في فلكه في توتير الشارع ومحاولة توسيع رقعة العنف والاشتباكات بهدف تحقيق بعض المآرب لعلّ أبرزها إرباك الجيش وإلهائه ومحاولة مصادرة قرار طرابلس وأهلها لصالح مشروع تحويل المدينة والشمال إلى خزان لدعم المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
وفي هذا السياق، تساقطت محاولات وقف النار الواحدة تلو الأخرى وبقي مسلحو «المستقبل» وحلفاؤه يطلقون النار ورصاص القنص باتجاهات مختلفة، ما أدى إلى سقوط مزيد من الشهداء والجرحى. ورد الجيش على مصادر النيران وحاول ملاحقة بعض القناصة من أجل ضبط الموقف وكان قد استقدم تعزيزات لهذه الغاية، لكن إصرار المسلحين على استمرار التفجير أدى إلى العديد من الحوادث ووقوع الضحايا".
وقد استأثر هذا الوضع باهتمام أرفع المستويات وجرت اتصالات لهذه الغاية من أجل محاولة تطويق ما يجري. وعلى الموجـــة نفسها، لفت اهتمام المسؤولين تجــاوزات بعض وسائل الإعلام المرئية ومساهمتهــا عن قصد أو عن غير قصد بإشاعة أجواء تساهـــم في خلق مناخ فتنوي. وعلمت «البناء» في هذا المجال أن تحركاً جدياً قد بدأ لتصويب هذا الوضع حيث سيجري وزير الإعلام لقاءات واتصالات لهذه الغاية.
في أحداث سورية
وعن الأزمة السورية، كتبت "البناء": "وفي تأكيد جديد على تورط بعض القوى السياسية في فريق «14 آذار» وحلفائه، كشفت قناة «الميادين» عصر أمس عن مقتل أربعة أشخاص وجرح عشرة آخرين من بلدة عرسال في قرية جوسيه على الجانب السوري من الحدود، فيما أوضحت قناة «المنار» أن الجيش السوري هاجم معقلاً للمسلحين في بلدة جوسيه وقتل عدداً منهم بينهم أربعة لبنانيين من بلدة عرسال".
الوضع في سورية وحراك الإبراهيمي
في هذا الصدد، قالت "البناء": "أما في الشأن السوري، فقد استمر الحلف الغربي في حملة التحريض ضد سورية بالتزامن مع تقديم السلاح إلى المجموعات الإرهابية، في وقت اتهمت روسيا الغرب بتحريض «المعارضة» على مزيد من العنف. في مقابل ذلك، يتوقع أن يقوم المبعوث الدولي الجديد الأخضر الإبراهيمي بزيارة نيويورك نهاية الأسبوع الجاري للقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومسؤولين آخرين للتشاور بشأن مهمته في سورية، كما أشارت إلى وقوع اشتباكات بين الجيش السوري ومسلحين في منطقة الجورة على الحدود بين لبنان وسورية".
روسيا تتهم الغرب بعرقلة التسوية
إضافةً إلى ذلك، كتبت "البناء": قالت الخارجية الروسية في بيان أمس، إن «جميع أعضاء مجموعة العمل حول سورية تعهدوا بموجب البيان الصادر في ختام اجتماعهم في جنيف، بالتعامل مع الحكومة السورية والمعارضة على حد سواء، بهدف إطلاق عملية المصالحة الوطنية في أسرع وقت». وأضافت «شركاؤنا الغربيون رفضوا حتى مناقشة إمكانية إصدار بيان كهذا، يستند إلى اتفاقات جنيف، وأصبحوا يتهمون روسيا بأنها تحبط جهود مجلس الأمن لحل الأزمة السورية». ولفتت إلى أن «روسيا تعمل مع الحكومة السورية والمعارضة على وقف العنف وإطلاق الحوار الهادف إلى حل الأزمة في سورية».
شعبان: الغرب يتحمّل مسؤولية العنف
وفي سياق الموضوع السوري، كتبت "البناء" عن تصريحات المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد:
وفي الإطار ذاته، اتهمت المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس بشار الأسد بثينة شعبان في بيان لها أمس الغرب بدعم «الجماعات المسلحة وحمّلته مسؤولية استمرار العنف» وقالت «هناك الكثير من الأموال والكثير من السلاح يتدفق على هذه الجماعات التي تعمل ضد الشعب السوري، والجيش السوري، والحكومة السورية». ووصفت شعبان «الاقتراح الذي قدمته دول غربية بإقامة منطقة حظر جوي فوق سورية، بأنه سوف يشكل عدواناً ضد سورية التي لن تقبل بأي عدوان عليها وسوف تدافع عن نفسها».
وجددت دعم الحكومة السورية لدور الأمم المتحدة وأضافت «إننا نؤيد المبعوث الجديد الذي عيّنه الأمين العام للأمم المتحدة. وتابعت شعبان، «بيد أن المشكلة هي أن بعض الدول الغربية والعربية تعمل على زعزعة الوضع في سورية من خلال تقديم المال والسلاح للجماعات المسلحة التي ترتكب أفظع الجرائم، بالرغم من أنها تعهدت بدعم خطة أنان للسلام، وحثت باقي الدول على الدعم الحقيقي لمهمة الأمم المتحدة لإنجاحها».