ممثلون عن مئة وتسعة عشر دولة، بينهم حوالي ثلاثين من رؤساء الدول والحكومات بدؤوا الاستعداد للمشاركة في قمّة دول عدم الانحياز المقررة في 30 و 31 آب/اغسطس الجاري في العاصمة الايرانية طهران.
حسين سمّور
ممثلون عن مئة وتسعة عشر دولة، بينهم حوالي ثلاثين من رؤساء الدول والحكومات بدؤوا الاستعداد للمشاركة في قمّة دول عدم الانحياز المقررة في 30 و31 من آب/اغسطس الجاري في العاصمة الايرانية طهران.
الأمين العام للأمم المتحدة سيحضر الاجتماع رغم الانتقادات
وعلى الرغم من المطالبات الغربية والاسرائيلية بعدم الذهاب الى طهران، ودعوته الى العدول عن المشاركة في القمة، أكّد المتحدث باسم الامم المتحدة ان الامين العام للمنظمة الدولية "بان كي مون" سيشارك في قمة حركة عدم الانحياز في طهران الاسبوع المقبل.
واوضح مارتن نيسركي ان الامين العام "سيستغل الفرصة لنقل توقعات المجتمع الدولي، بشأن برنامج ايران النووي، وحقوق الانسان والازمة في سوريا"،
واضاف نيسركي ان الامين العام للامم المتحدة "سيناقش بصراحة" الازمة السورية، وهو يعتقد ان ايران يجب ان تكون جزءاً من الحل، على ان يناقش عددا آخر من القضايا، من بينها قضايا الارهاب في العالم.
واعتبر المتحدث باسم الامين العام ان الاخير يملك "وعي كامل بالحساسيات " المرتبطة بزيارته، لكنه يعي أيضا مسؤوليته كأمين عام للامم المتحدة، مشيرا الى أن حركة عدم الانحياز تضم نحو ثلثي اعضاء الامم المتحدة. وشدد نسيركي على أن "احدى مسؤوليات الامين العام هي مواصلة الحوار الدبلوماسي مع كل الدول الاعضاء في الامم المتحدة بشأن معالجة مسائل السلام والامن الحيوية بشكل سلمي".
ومن المقرر ان يصل بان كي مون في التاسع والعشرين من الجاري الى طهران، حيث سيلتقي الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على هامش القمة.
دعوات امريكية - اسرائيلية لعدم المشاركة في القمة
وكان كلّ من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية قد استبقا اعلان هذه الزيارة بتوجيه دعوات للأمين العام للامم المتحدة بعدم التوجه للمشاركة في القمة في طهران، اذ سبق ان ابلغه رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من هذا الشهر بأن مشاركته في قمة طهران ستكون "غلطة كبرى".
وحذّر ناتنياهو الامين العام للامم المتحدة من انه سيرتكب ما وصفه "بالخطأ كبيرا" في حال حضوره القمة.
ومن جهتها نصحت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس بان كي مون بعدم المشاركة في القمة، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند ان ايران "سوف تستغل فرصة انعقاد المؤتمر على اراضيها، والحاضرين لمحاولة تشتيت الانظار عن فشلها في تبديد الشكوك بشأن برنامجها النووي"، بحسب نولاند، واشارت انه سيكون "أمرا غريباً" أن يزور الامين العام طهران للمشاركة في القمة.
تحذيرات من السقوط في "فخّ الدعاية" الايرانية
وفي سياق متصل حذر الكيان الصهيوني الامين العام للامم المتحدة وزعماء الدول من عدم السقوط في ما وصفته "فخ" الدعاية الايرانية عندما يحضرون قمة دول عدم الانحياز. واعتبر "يغال بالمور" المتحدث باسم وزارة خارجية العدو ان "ايران ستقوم باستغلال هذا المؤتمر لاغراض دعائية، كما انها ستحاول خلق انطباع اضفاء الشرعية على سياساتها".
واضاف بالمور ان "اسرائيل" تريد من جميع الذين سيحضرون الاجتماع ان يكونوا على علم باي تلاعب مماثل والحذر من عدم الوقوع في الفخ".
وتأتي هذه التحذيرات والدعوات الى عدم المشاكرة في القمة، بعد التصريحات التي اطلقها كلّ من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والامام السيّد علي الخامني، بمناسبة يوم القدس العالمي، والتي وصفا من خلالها الكيان الصهيوني بانه "ورم سرطاني" واكبر مشكلة تواجه العالم الاسلامي حاليا، وهو ما أثار غضب سلطات العدو وواشنطن وبعض الدول الغربية. كما ان بان كي مون انتقد من خلاله التصريحات الايرانية، وطالب في أكثر من مناسبة ايران بان تثبت ان برنامجها النووي سلمي.
حركة عدم الانحياز
وتعتبر حركة عدم الانحياز واحدة من نتائج الحرب الباردة، وهي تاسست من تسعة وعشرين دولة، وهي الدول التي حضرت مؤتمر باندونج عام 1955، والذي يعتبر أول تجمع منظم لدول الحركة.