تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء عدّة عناوين كان أبرزها أخر التطورات الامنية في طرابلس..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء عدّة عناوين كان أبرزها أخر التطورات الامنية في طرابلس..
السفير
ميقاتي يبحث مع كبارة التعويضات: «لو أخل ابني بالأمن.. لن أغطيه»
طرابلس في عهدة الجيش.. وعيد يرفض وساطة الشعار
تناولت صحيفة السفير في إفتتاحيتها إجراءات ما بعد أحداث طرابلس وما يقوم به الجيش وكتبت الصحيفة تقول "بدت طرابلس يوم أمس مشدودة نحو ترجمة عملية لتثبيت التهدئة في مناطقها الساخنة، وتنفيذ قرارات وقف إطلاق النار الصادرة عن الاجتماعات المتلاحقة التي توزعت بين دارتيّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والنائب محمد كبارة.
وقد منحت المدينة ثقتها الكاملة لقياداتها السياسية وللجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وتغلب أبناؤها على مخاوفهم وانطلقوا منذ الصباح الباكر نحو ممارسة حياتهم الطبيعية ففتحت المؤسسات والمحال التجارية أبوابها وشهدت الشوارع زحمة سير غابت عنها لاسبوع كامل.
في الشكل، عاد الهدوء الى طرابلس، ومرّت ساعات ليل أمس الأول وطيلة يوم أمس من دون أي خرق أمني على محاور القتال، أو أي ظهور مسلح، ما سمح لبعض «المغامرين» بتفقد الأضرار اللاحقة بمنازلهم، تحت مظلة من التدابير الاستثنائية التي فرضها الجيش اللبناني على خطوط التماس.
أما في المضمون، فان أحدا حتى الآن لا يملك أجوبة شافية للأسـئلة التقليدية والمزمنة المستمرة منذ أيار من العام 2008 وهي: لماذا فتحـت المعركة؟ لمـاذا توقـفت؟ ما هي أهدافها؟ من أشعل المواجهات؟ من أخمدها؟ هل سـيتم الاكتـفاء بوقف صوت الرصاص أم أن الأعمـال الانمائـية سـتنطلق؟ ومـتى الجـولة المقبلة؟
وتأتي هذه الأسئلة انطلاقا من أن كل الاجتماعات التي عقدت والتدابير الأمنية التي اتخذت، إضافة الى التطمينات التي وردت على ألسنة القيادات السياسية والأمنية والشعبية الموجودة في التبانة والقبة، هي نسخة طبق الأصل عن سابقاتها في إحدى عشرة جولة عنف ماضية.
وكانت هذه التطمينات تسقط جميعها عند أي استحقاق أو أي محاولة تفجير جديدة، خصوصا أن الطرف الثاني المعني والمتمثل بـ«الحزب العربي الديموقراطي» ما يزال بعيدا عن الاجتماعات والاتصالات المحلية، الأمر الذي يجعل أبناء طرابلس غير مقتنعين بكل ما اتخذ من إجراءات على قاعدة «من جرّب المجرب كان عقله مخرب».
وما ضاعف من حدة المخاوف هو رفض مسؤول العلاقات السياسية في الحزب العربي رفعت عيد وساطة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار لاجراء المصالحة التي بدأت في العام 2009 ولم تستكمل.
وقد أكد الشعار في هذا الصدد لـ«السفير» أن «ما يهمنا هو أن تحصل المصالحة بغض النظر عن صاحب الوساطة، ونحن لن نتعامل مع رفعت عيد من خلال ما يقوله، لأن كل إنسان يتحدث بحسب الضغوطات والظروف التي يمر بها، ولكن عيد يعلم أنني لست طرفا وما يهمني هو مصلحة طرابلس بكل أطيافها».
وإذ أكد الشعار أن توافقا حصل مع أبناء التبانة والقبة بعدم الرد على أي إطلاق نار يستهدفهم وتسليم مقاليد الأمور الى الجيش اللبناني، شدد على ضرورة العمل على اجتثاث كل أنواع الخلافات بين الطرفين المتقاتلين، لأنهما لا يوجد قضية حقيقية يتقاتلان من أجلها.
في غضون ذلك، أشارت مصادر عسكرية لـ«السفير» الى أن الجيش اللبناني لم يجد شيئا جديدا في البيانات الصادرة عن الاجتماعات السياسية، وهو ينتظر ما ستؤول إليه الأمور لدى تحويل الموقوفين لديه الى المحكمة العسكرية. فاذا حصلت تدخلات سياسية وأدت الى إطلاق سراحهم فان الأمور قد تعود الى نقطة الصفر، أما إذا سارت المحاكمات وفق الأصول والقانون ومن دون أية تدخلات فان ذلك سيؤكد رفع الغطاء عن المخلين بالأمن، وسـاعتها لن يجرؤ أي من المجموعات المسلحة على القيام بأي عمل أمني أو أي تصرف خارج إطار الانتظام العام.
وأكدت المصادر أن الجيش مستمر في تدابيره الأمنية المشددة وفي ملاحقته كل مخل بالأمن، خصوصا بعد المداهمات التي نفذها في الزاهرية والتبانة والقبة يوم أمس الأول، لافتة النظر الى أن الجيش تعاطى مع عائلة الموري في الزاهرية ضمن حادثة أمنية محددة جرى خلالها إطلاق نار من رشاشات حربية، وأنه سيتعاطى بالمثل وبكل قوة وحزم مع أي جهة تقدم على مثل هذا العمل، لأن ما قبل التهدئة ليس كما بعدها بشأن المسلحين.
وينتظر أبناء طرابلس مزيدا من الاجراءات الأمنية لقوى الأمن الداخلي ضمن شوارع وأحياء المدينة، لربط كل المناطق ببعضها البعض وإجراء التنسيق الكامل بين القوى الأمنية المولجة تثبيت التهدئة.
وفي هذا الاطار، اطلع الرئيس نجيب ميقاتي من قائد الجيش جان قهوجي على المراحل التي قطعها الجيش اللبناني في تنفيذ الخطة الأمنية.
وذكرت مصادر رئيس الحكومة لـ«السفير» أنه أبلغ جميع القادة الأمنيين أنه لن ولم يغط أي مخل بالأمن لا سابقا ولا حاليا ولا مستقبلا، وأبلغهم «لو أخل ابني بالأمن في طرابلس.. لن أغطيه»، ولفتت هذه المصادر النظر الى أن ميقاتي مرتاح جدا للجهود التي بذلها النائب محمد كبارة والمبادرات السريعة التي اتخذها من أجل وقف الاقتتال العبثي، وتهيئة الأجواء للوصول الى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.
من جهته، أكد كبارة لـ«السفير» أن الجميع أعلن التزامه بوقف إطلاق النار، وقال أن الجميع أبلغوا أنه اعتبارا من تاريخ أمـس الأول، كل من يطلـق الرصاص أو يخل بالأمن سـيتم إصدار إسـتنابة قضائيـة ومذكرة توقيف بحقه ولن يجد من يغطيه، مؤكدا أن الجيش سيتعامل مع كل حالة شاذة بالقوة والحزم، وهذا من شأنه أن يعيد الأوضاع في المدينة الى طبيعتها.
وأشار الى أنه سيتابع مع ميقاتي قضية صرف التعويـضات عن الأضـرار البشـرية والماديـة، فضلا عن السـبل الكفيـلة بانمـاء تـلك المناطـق المحرومة عبر الـ100 مليون دولار التي أقرتها الحكومة لطرابلـس."
النهار
بعد المخطوفين ملف المفقودين في سوريا
قرار قريب عن احتمال مذكرة توقيف لمملوك
أما صحيفة النهار فأولت إهتمامها للتركيز على موضوع المفقودين في سوريا وكتبت الصحيفة تقول "نهاية سعيدة أخرى كتبت للمخطوف الكويتي عصام ناصر الحوطي الذي أطلق مساء أمس بعد يومين من خطفه في البقاع، لكن "ابتهاج" المسؤولين باطلاقه لم يقلل خطورة المضاعفات والتداعيات المتزايدة لهذه الموجة سواء صنفت في خانة الخطف السياسي أم أدرجت في خانة "الخطف المدفوع البدل"، أي لغايات الحصول على فدية مالية نظرا الى جسامة الكلفة التي باتت ترتبها على الاستقرار الامني وصورة الدولة داخليا وخارجيا.
ولكن وسط انشداد الاهتمامات الى هذه الظاهرة، برز تطور لافت اعاد ملف المفقودين والمعتقلين في السجون السورية الى الواجهة، وتمثل في "اكتشاف" اللجان المعنية بملف المفقودين قبل أيام ان السلطات السورية أقدمت قبل مدة على اطلاق أحد أقدم المعتقلين اللبنانيين لديها منذ 27 سنة وهو يعقوب شمعون الذي آثر الابتعاد عن الاضواء منذ عودته الى لبنان. وكشف رئيس لجنة المعتقلين السياسيين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن لـ"النهار" ان اللجنة أرسلت معتقلا سابقا كان أفرج عنه للقاء شمعون والاطلاع منه على المعلومات المتوافرة لديه عن سائر اللبنانيين المعتقلين في الزنزانات السورية، لكنها لم تتمكن من الحصول منه على أي معلومات تضاف الى السجل الموثق الذي تملكه اللجنة عن المفقودين. إلا أن موفد اللجنة استطاع التعرف على شمعون وتأكد من انه كان رفيقا لمعتقلين أفرج عنهم في معتقلات المزة وتدمر. وأثار هذا التطور اهتماما واسعا لدى هذه اللجنة ذلك أن اطلاق شمعون يثبت ان مفقودين لبنانيين لا يزالون أحياء في المعتقلات السورية على رغم رفض السلطات السورية الاعتراف بوجودهم، كما ان الامر سيرتب تحركا نحو السلطات اللبنانية التي لم يجر أي اتصال رسمي بينها وبين المخطوف المحرر.
وفي اطار مكمل لهذا التطور، برزت دعوة اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس الأسر التي لديها أشخاص فقدوا "خلال النزاعات المسلحة في لبنان" للاتصال ببعثتها من أجل تقديم معلومات عن أقاربهم المفقودين خلال العنف او النزاع في لبنان.
وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في لبنان يورغ مونتاني إن ذلك يندرج في اطار مشروع لجمع البيانات السابقة للاختفاء. وجاءت هذه الدعوة العامة قبل افتتاح معرض لاحياء اليوم العالمي للمفقودين في 30 آب. وإذ ذكّر مونتاني بفقدان الآلاف منذ بداية الحرب في لبنان، أشار الى ان اللجنة الدولية بدأت في نيسان الماضي جمع المعلومات عن المفقودين لاستخدامها في تلبية حاجة الأسر الى المعرفة.
14 آذار
الى ذلك، تتهيأ قوى 14 آذار عبر منظماتها الطالبية والشبابية بكل أحزابها ومكوناتها لاطلاق تحرك شعبي متدرج بدءا بتظاهرة الى وزارة الخارجية غدا على خلفية مطالبة بالتحرك الحاسم لانهاء الفلتان الامني والافراج عن المخطوفين ووضع حد لمعارك طرابلس ونزع السلاح، وكذلك المطالبة بطرد السفير السوري في لبنان والغاء معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق اللبنانية – السورية بعد الانتهاكات السورية للحدود اللبنانية – السورية وملف الوزير السابق ميشال سماحة.
وعلمت "النهار" أن قوى 14 آذار وجهت عبر نشرة داخلية على الإنترنت رسالة الى عدد من الشخصيات والناشطين للمشاركة بكثافة في هذه المسيرة. وقال مصدر بارز في قوى 14 آذار لـ"النهار" ان جميع الاحزاب والتيارات تشارك في هذا العمل المشترك، موضحا ان قيادة 14 آذار رأت ان الظرف يستدعي البدء بتحريك الشارع ديموقراطيا، ووصف المسيرة المقررة غدا بأنها خطوة أولى نحو مرحلة ستشهد خطوات أخرى لاحقا.
وفيما سجل تطور اعلامي بارز أمس في قضية الوزير السابق سماحة تمثل في نشر جريدة "الجمهورية" "المحضر الرسمي" للتحقيقات التي أجرتها معه شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، علمت "النهار" ان اجتماعا عقد في الساعات الاخيرة بين مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر وقاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا تناول تقويما لملف التحقيق القضائي الجاري مع سماحة. وأفادت المعلومات ان قرارا سيتخذ في الايام القريبة في شأن الخطوات اللاحقة في التحقيق ولا سيما منها ما يتعلق باحتمال إصدار مذكرة توقيف في حق مدير الامن القومي في سوريا اللواء علي مملوك والعقيد السوري عدنان (مجهول باقي الهوية).
واستبعدت مصادر وزارية ان يثار ملف العلاقات مع سوريا في مجلس الوزراء قبل ان يقول القضاء كلمته أو يصدر مذكرات التوقيف كاملة في ملف سماحة، خصوصا ان الاوساط القريبة من رئاستي الجمهورية والحكومة أكدت لـ"النهار" ان موقف الرئاستين هو ترك الامر للقضاء وعدم التدخل فيه قبل ان يقول كلمته وعندها يبنى على الشيء مقتضاه.
لكن مصدرا بارزا في قوى 14 آذار استغرب عدم تحرك مجلس الوزراء لتقديم شكوى الى مجلس الامن "فيما هو يملك الوثائق بالصوت والصورة ومتفجرات تثبت ضلوع النظام السوري في مخطط تفجير الشمال من أجل اشعال الفتنة في لبنان". وذكّر باستناد مندوب سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري الى "وثائق مزورة ليقدم أربع شكاوى ضد لبنان على رغم نفي قائد الجيش العماد جان قهوجي في احداها المناورة البحرية بين الجيش والفرنسيين". كما لفت الى ان رئيس الجمهورية طلب من وزير الخارجية ان يبلغ السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي رسالة احتجاج عقب ملف سماحة لكن الامر لم يحصل.
إطلاق الحوطي
وسط هذه الاجواء، نجحت الجهود الامنية والسياسية في اطلاق المخطوف الكويتي عصام ناصر الحوطي مساء امس بعدما كان خطف من أمام منزله في منطقة حوش الغنم السبت. وقد نقل الى ثكنة أبلح. وتبلغ رئيس الوزراء نجيب ميقاتي من وزير الداخلية مروان شربل خبر اطلاق الموقوف الكويتي، وشكر ميقاتي الاجهزة الامنية وكل من ساهم في الافراج عنه "ولا سيما منهم أبناء المنطقة"، واتصل بالحوطي مهنئا بسلامته. كما أجرى المخطوف المحرر اتصالا برئيس مجلس النواب نبيه بري شاكرا له "الجهود الكثيفة التي بذلها للافراج عنه". وأجرى بري اتصالا بالسفير الكويتي عبدالعال القناعي ابلغه فيه اطلاق الحوطي. وعقد عضو الهيئة التنفيذية لحركة "امل" بسام طليس مؤتمرا صحافيا ليلا في بريتال أطل فيه الحوطي ليكشف انه تعرض للضرب خلال عملية خطفه على أيدي اربعة مسلحين اتهموه بتمويل الثورة السورية. وقال طليس إن أي فدية لم تدفع لاطلاق الحوطي، عازيا تحريره الى "ضغط مورس واتصالات كثيفة".
طرابلس
الى ذلك، عاشت مدينة طرابلس يوما هادئا أمس للمرة الاولى منذ أكثر من أسبوع، في ظل الاجراءات الامنية التي اتخذها الجيش وتمثلت في تسيير دوريات مؤللة واقامة حواجز ثابتة وتفتيش السيارات والتدقيق في هويات ركابها في مختلف الاحياء التي كانت مسرحا للاشتباكات. وكانت دوريات الجيش نفذت أمس عمليات دهم ولاحقت مطلوبين وعملت على منع المظاهر المسلحة في المدينة التي شهدت شوارعها حركة سير شبه طبيعية بعدما فتحت المؤسسات والمحال التجارية والاسواق أبوابها. وبعد الظهر سجل خرق أمني مع اعتداء عدد من الشبان في شارع سوريا في طرابلس على فريق عمل محطة "ام تي في" التلفزيونية وتكسير الكاميرا التي كانت في حوزته بعد اتهام المحطة بـ"الكذب"."
الاخبار
الأكثريّة تُبعث حيّة
ركزت صحيفة الاخبار ما حصل أمس من لقاءات رسمية بين أطراف الاكثرية النيابية، كام أنها تطرقت لأخر ما توصلت اليه قضية المخطوفين اللبنانيين وكتبت الصحيفة تقول "يواصل الجيش تنفيذ خطته الأمنية الشاملة في طرابلس، التي أثمرت هدوءاً أمس، بالتوازي مع عقد اجتماعات تحضيرية لإجراء مصالحة بين جبل محسن والتبانة. وفي هذا الوقت، عادت قوى الأكثرية إلى الاجتماع في ما بينها، كما لو أنها بعثت إلى الحياة من جديد خلال الأسابيع الماضية، بدا فريق الأكثرية الوزارية أشبه بائتلاف للخصوم أكثر منه تجمعاً للحلفاء. وحتى يوم أمس، كانت معظم اللقاءات التي جمعت ركني هذا الفريق (حزب الله والتيار الوطني الحر) أقرب إلى جلسات التفاوض بين متخاصمين منها إلى اجتماعات التنسيق بين متفاهمين. فأزمة المياومين تركت ندوباً في جسم التحالف بين فريق الأكثرية، كادت تطيح التفاهمات المعقودة منذ سنين.
يوم أمس، تحركت عجلة الاتصالات الجدية، لتعود الصورة كما كانت قبل ذلك. فبعد ما يشبه القطيعة بين الرابية وحارة حريك، استقبل النائب ميشال عون، أمس، وفداً من حزب الله ضم المعاون السياسي للأمين العام حسين الخليل، ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، بحضور وزير الطاقة جبران باسيل. ولفتت مصادر المجتمعين إلى أن أجواء اللقاء كانت «إيجابية جداً»، وشهدت تثبيتاً لطي صفحة التوتر الماضية، واتفاقاً على عناوين رئيسية للمرحلة المقبلة. وفيما أشارت مصادر من فريق 8 آذار إلى الإعداد للقاء جامع على مستوى الصف الأول في فريق الأكثرية، نفت مصادر أخرى من الفريق ذاته هذه المعلومات. ولفتت إلى أن أي لقاء بين الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصر الله لا يجري الإعداد له، وخاصة أن الطرفين يملكان رؤية موحدة لكل ما يجري على الساحة اللبنانية والإقليمية، والتنسيق بينهما يومي.
وفي الوقت عينه، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل. وتطرق البحث بينهما الى «سبل تفعيل العمل الحكومي»، وخاصة في مجال التعيينات الإدارية. وفي هذا اللقاء أيضاً، بدا أن ترسبات العتب المتبادل بين الرئيسين بري وميقاتي خلال الأسابيع الماضية قد زالت نهائياً. ورغم هذا التقارب بين الأطراف المكونة للحكومة، فإن أياً من المعنيين لم يبد أي تفاؤل بأن تنتج جلسات مجلس الوزراء أي عمل جدي.
قهوجي والحريري
على صعيد آخر، يتجه الوضع في طرابلس نحو تثبيت الهدنة، في ظل الإجراءات الأمنية للجيش في المدينة. وشهدت شوارع طرابلس حركة سير شبه طبيعية بعدما فتحت المؤسسات والمحال التجارية والأسواق.
واستقبل قائد الجيش، العماد جان قهوجي، أمس الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري، الذي عرض معه الوضع الأمني في طرابلس، ومواقف النائب معين المرعبي السلبية تجاه قيادة الجيش.
وعلمت «الأخبار» أن قهوجي كان متشدداً في كلامه الرافض قطعياً التعرض للمؤسسة العسكرية، في وقت ينصرف فيه الجيش الى معالجة التوترات الأمنية والحوادث المتنقلة. وكرر رفضه لأي نوع من أنواع الاعتداء على الجيش، مؤكداً أن الجيش لن يسكت عن أي تصرف مسيء له. وأبلغ الحريري قائد الجيش عدم رضاه وعدم رضى الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة عن تصرفات النائب معين المرعبي وعن هجومه على الجيش وقيادته. لكنه ميّز بين هذا الموقف وبين رفع الحصانة، «لأننا لا نريد أن نشكل سابقة». وأكد في المقابل «أننا معك، ونحن مستعدون لأي مساعدة، ونؤيد كل الإجراءات التي تتخذونها في طرابلس والشمال».
كذلك استقبل قهوجي مسؤول العلاقات السياسية في الحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد، الذي عبر عن ثقته بأداء الجيش وبالإجراءات الأمنية الأخيرة التي اتخذها في مدينة طرابلس لإعادة الاستقرار والحياة الطبيعية إليها.
قضية المخطوفين
على صعيد المخطوفين اللبنانيين في سوريا، أعلن وزير العمل، سليم جريصاتي، إثر اجتماع للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة هذا الموضوع، عن معطيات إيجابية لدى الوزير شربل في هذا الشأن، مشيراً الى أن الحدث أعلن عن ذاته، إن من خلال إطلاق حسين عمر أو الاطمئنان الى مصير المخطوفين العشرة الباقين، وأكد أن التواصل اللبناني _ التركي الرسمي هو الذي أمّن إطلاق سراح عمر.
وفي الإطار نفسه، التقى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم عضوي هيئة العلماء المسلمين: نبيل رحيم، وسالم الرافعي الذي أشار إلى أنه سيسافر إلى تركيا إذا اقتضى الأمر لمتابعة هذا الملف. وأكد أننا «سنوجه نداء آخر للخاطفين لإطلاق سراح من بقي من المخطوفين».
وقد زارت عائلات المخطوفين اللواء إبراهيم وطلبت منه التفاوض وحده بقضية أبنائها.
مطار القليعات
في مجال آخر، انتقد عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد قباني مطالبة بعض النواب بفتح مطار القليعات، لافتاً إلى أن المطار قريب جداً من سوريا، ولذلك فالهبوط والإقلاع يحتاجان إلى المرور فوق سوريا، وبالتالي بحاجة الى اتفاق مع دمشق، وهذا الوقت ليس مناسباً لذلك. فيما نبه النائب الوليد سكرية من أن تشغيل هذا المطار سيفتح طريقاً جديداً لتهريب السلاح الى سوريا عبر مجموعة تستعمل المرفأ والبر للتهريب.
موقف جنبلاط «الثابت»
في غضون ذلك، وفيما يتوجه رئيس الجمهورية اليوم إلى طهران للمشاركة في مؤتمر دول عدم الانحياز، انتقد النائب وليد جنبلاط المشاركين في القمة، وكرر ما وصفه بـ«الموقف الثابت» للحزب التقدمي الاشتراكي من سلاح المقاومة وهو ضرورة تحقيق الاستيعاب التدريجي لهذا السلاح «والاستفادة من قدرات المقاومة في إطار المؤسسة العسكرية دفاعاً عن لبنان، وفقط لبنان كما ورد في دعوة الرئيس ميشال سليمان وبما يؤكد أن يكون قرار الحرب والسلم والإمرة بيد الدولة اللبنانية». ووجّه «التحية للجيش اللبناني الذي يبسط سلطته رويداً رويداً في طرابلس ويثبت أن لديه القدرة على القيام بواجباته، وخصوصاً عند توفر الإرادة السياسية، ما يجعل قيامه بمهمات الدفاع عن لبنان مسألة متاحة إذا ما تمكن من الاستفادة من تفاهم وطني يتم التوصل إليه حول هذا الموضوع».
إلى ذلك، أطلق اللواء إبراهيم جملة مواقف خلال إحياء ذكرى تأسيس المؤسسة الـ 67 للمرة الأولى، فأكد الاستفادة من التجارب المريرة للمساهمة في بناء الوطن على أسس صحيحة ومتينة وزرع فكرة الدولة الواحدة والقانون والمؤسسات في عقول الشباب. كما دعا العسكريين الى التحرر من أي ارتهان سياسي أو طائفي أو مذهبي والسير في رحاب القوانين والتعليمات. من ناحية أخرى، أفرج ليلاً عن المخطوف الكويتي عصام الحوطي. وأكد الأخير بعد تحريره أنه تعرض للضرب على أيدي خاطفيه الذين اتهموه بتمويل الثورة السورية. وشكر الحوطي المسؤولين اللبنانيين، وخاصة الرئيس نبيه بري على الجهود التي أدت إلى الإفراج عنه، «من دون فدية»".
اللواء
ميقاتي التقى كونيللي ومينغاريللي ويترأس لجنة إنماء بعلبك:
تكثيف التحقيقات لكشف ملابسات حوادث طرابلس والمخطوفين
صحيفة اللواء أيضا الرئيس تناولت لقاءات ونشاطات الرئيس نجيب ميقاتي بالاضافة الى مستجدات الاحداث الامنية في طرابلس وكتبت تقول "طالب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأجهزة الأمنية المختصة تكثيف تحقيقاتها لكشف ملابسات الحوادث في مدينة طرابلس والملفات الأمنية المطروحة لا سيما عمليات الخطف التي شهدها لبنان وإطلاق سراح المخطوفين في أسرع وقت، وذلك خلال ترؤسه امس سلسلة إجتماعات أمنية في السراي، حيث استقبل وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وعرض معه للأوضاع الأمنية والتطور الحاصل في موضوع المخطوفين، وتطرق البحث الى موضوع الجريمة التي وقعت فجر السبت الفائت في دوحة الحص وأودت بحياة مواطنين.
كذلك طلب من وزيري الداخلية والعدل، تكثيف التحقيقات في الجريمة والاسراع في كشف ملابساتها وتبيان دوافعها لا سيما أنها تسببت بتوتر شديد في المنطقة على خلفية صراعات حزبية، حيث تم تسطير الاستنابات القضائية على خلفية الحوادث الأمنية التي حصلت أخيرا في مختلف المناطق اللبنانية.
وأكد أن الاجتماع الوزاري والنيابي الذي عقد في دارته في طرابلس الاسبوع الفائت والاجتماعات المتلاحقة جددت تأكيد دعم الجيش ورفع الغطاء عن جميع المخلين بالأمن ، وهذا ما يشكل دفعا اضافيا لعمل الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية المختصة.
واستقبل رئيس الحكومة رئيس وحدة العمل الخارجي في مكتب الشرق الأوسط في الاتحاد الأوروبي هيوز مينغاريللي الموجود في لبنان للمشاركة في محادثات حول خطة عمل سياسة الجوار الجديدة التي سيعتمدها الاتحاد بين العامين 2014 و2017. شارك في اللقاء وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس وسفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان انجيلينا ايخهورست.
ثم استقبل سفيرة الولايات المتحدة الأميركية مورا كونيللي وعرض معها للأوضاع الراهنة في المنطقة والعلاقات الثنائية.
ورحبت السفيرة الاميركية بالإفراج عن المخطوف اللبناني حسين علي عمر ، ودانت خطف أي أشخاص على أساس الجنسية، أو الطائفة، أو العرق، أو من أجل مكاسب إجرامية ودعت إلى الإفراج الفوري عنهم.
وعبّرت بحسب بيان صادر عن السفارة الأميركية، عن قلق الولايات المتحدة إزاء العنف في طرابلس اخيرا، وأعربت عن تعازي الولايات المتحدة الصادقة للذين قتلوا وتمنت الشفاء العاجل للجرحى.
كما عبّرت عن تقدير الولايات المتحدة للجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية إضافة إلى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي للعمل معا لصون الهدوء في لبنان.
وكرّرت دعوة الولايات المتحدة «أن يحترم نظام الأسد سيادة، واستقلال، واستقرار لبنان». كما دعت جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس وإلى احترام استقرار وأمن لبنان.
وأعربت السفيرة الأميركية عن «قلق الولايات المتحدة تجاه رئاسة إيران لحركة عدم الانحياز وتجاه نواياها لمؤتمر حركة عدم الانحياز هذا الأسبوع»، معتبرة «ان استمرار إيران في دعم نظام الأسد بدون تمييز، يمنعها من تسهيل حل سياسي للأزمة في سوريا بشكل فعال».
كما نقلت «ثقة حكومة الولايات المتحدة في أن أعضاء حركة عدم الانحياز لن ُيقادوا من قبل إيران إلى اتخاذ إجراءات تبدو أنها تتغاضى عن دعم إيران لنظام الأسد وعن تجاهلها التزاماتها فيما يتعلق بمنع الانتشار النووي».
وترأس ميقاتي الاجتماع الثاني للجنة الوزارية المكلفة دراسة مشروع إنماء محافظة بعلبك - الهرمل شارك فيه وزراء الدولة لشؤون مجلس النواب نقولا فتوش، المال محمد الصفدي، الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور، الزراعة حسين الحاج حسن، الداخلية والبلديات العميد مروان شربل والدولة بانوس مانجيان.
بعد الاجتماع تحدث الحاج حسن فقال: كان هناك توافق تام وكامل حيال المشاريع التي سيعمل الرئيس ميقاتي على تنفيذها، وهي تتعلق بزراعة الشمندر السكري والري وتربية الأغنام والماعز والبرك المائية وتطوير القطاع الزراعي ككل، وذلك في وقت قريب جداً.
وعصرا ترأس ميقاتي في السراي، اجتماع اللجنة المكلفة دراسة مشروع قانون الصفقات العمومية، في حضور وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش، وزير العمل سليم جريصاتي، ممثل وزير المال محمد الصفدي المهندس عصام بكداش، رئيس مجلس الخدمة المدنية الدكتور خالد قباني، ورئيس هيئة التفتيش المركزي جورج عواد.
وبحثت اللجنة في رزمة مشاريع متعلقة بالاصلاح الاداري في القطاع العام، خصوصا مشروع قانون الصفقات العمومية وآلية اجرائها.
بعد اللقاء، أشار الوزير جريصاتي إلى أنه «تم التوافق على مشروع قانون الصفقات العمومية بصيغته النهائية على أن يرفع قريبا إلى مجلس الوزراء».
ثم استقبل وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، في حضور المدير العام للنقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي، ثم وزير الصحة علي حسن خليل، وبحث معه في الأوضاع الراهنة."
المستقبل
الفاعليات الاقتصادية تدبّ الصوت لتفادي الانهيار.. وطرابلس تستعيد شيئاً من هدوئها
14 آذار تطلق حملة طرد سفير الأسد
وبدورها صحيفة المستقبل تحدثت عمّا يحصل في الشمال كما أعطت أهمية لما ستقوم به "14 اذار" من نشاطات وكتبت تقول "تراجُع التوتر، وسيادة الهدوء النسبي في مدينة طرابلس، أفسحا المجال مرة أخرى لتركيز المعنيين على الأداء الكارثي للحكومة في شتّى المجالات، من الفلتان الأمني المستشري قتلاً وخطفاً وسلباً، وصولاً إلى إطلاق الفاعليات الاقتصادية دعوة لإعلان حال طوارئ والتحذير من "انهيار" الاقتصاد الوطني.
وفي موازاة ذلك، تستعد قوى الرابع عشر من آذار لاطلاق حملة طرد سفير السلطة السورية في بيروت علي عبدالكريم علي تبعاً لأدائه وتصريحاته وتدخّلاته السافرة، كما تبعاً لممارسات نظام بشار الاسد واعتداءاته المتكررة على اللبنانيين والسلم الأهلي والسيادة الوطنية.
طوارئ..
وبعد الدعوة التي وجهها رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير في الأسبوع الماضي إلى الحكومة لإعلان حال طوارئ اقتصادية، تعقد الهيئات المعنية اليوم اجتماعاً يخصص في جانب كبير منه للبحث في الخطوات التي يمكن ان تتخذها الهيئات لتجنيب الاقتصاد الوطني المزيد من التدهور. وأشار شقير إلى أن موضوع فتح مطار القليعات سيكون حاضراً بقوّة خلال الاجتماع "لأنّه يمثّل حاجة اقتصادية ملحّة لكل لبنان". كما انّ الهيئات ستبحث في ملف أزمة المستشفيات والمضمونين، مشيراً إلى اتجاه جدّي لحل هذه الأزمة، "لأنّ الجميع يعملون على تجنيب البلاد مزيداً من الخضّات الاجتماعية في ظلّ الأوضاع الصعبة التي تمر فيها".
كذلك يعقد اليوم في مقر جمعية تجار بيروت اجتماع طارئ يضم رؤساء الجمعيات والأسواق واللجان والنقابات التجارية في لبنان، تحت عنوان "أطلقوا سراح الاقتصاد اللبناني"، وذلك بعد الضربات القوية التي تلقتها الأسواق التجارية خلال العام الجاري خصوصاً في الفترة الأخيرة، إذ وصلت نسبة تراجع الحركة التجارية في العاصمة إلى 50 في المئة، ولامست في المناطق الـ90 في المئة.
اطردوا السفير..
إلى ذلك، وجّهت المنظمات الشبابية في قوى الرابع عشر من آذار دعوة إلى الاعتصام السلمي أمام مبنى وزارة الخارجية عند السابعة مساء تحت شعار طرد السفير السوري من بيروت.
ويأتي التحرك على خلفية امتناع وزير الخارجية عدنان منصور عن استدعاء السفير السوري برغم احصاء أكثر من 50 انتهاكاً سلطوياً سورياً للسيادة اللبنانية وفي ضوء استمرار سلطة بشار الأسد في محاولاتها لتصدير أزمتها إلى لبنان والعمل على إثارة الفتن المذهبية والطائفية، فضلاً عن أنّ السفارة السورية تحوّلت إلى مركز أمني مخابراتي لإدارة عمليات الخطف والتحريض على الفتن.
وأكد منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار فارس سعيد لـ"المستقبل" أنّ التحركات ستستمر "ولن تكون لمرّة واحدة فقط، وأهم خطوة نريد تنفيذها، وأولى الخطوات، هي طرد السفير السوري، وهذا هو العنوان الأساسي". وشدّد على ان المطالب التي تتبنّاها المنظمات الطلابية والشبابية في 14 آذار هي "وضع حد للواقع القائم في لبنان لتتحمّل الدولة مسؤوليتها على كل الاصعدة والمطالبة بإطلاق سراح المخطوفين والموقوفين في سوريا وطرد السفير السوري وإلغاء معاهدة الاخوّة والتعاون والتنسيق التي أُقرَّت في العام 1991\".
طرابلس
وفيما بدأت عاصمة الشمال تستعيد شيئاً من هدوئها وعادياتها، نقل زوّار رئيس الجمهورية ميشال سليمان عنه "انّ جهوداً سياسية تُبذل لتطويق الحوادث الأمنية في طرابلس وتداعياتها، وعلى الشعب اللبناني الالتفاف حول الجيش وتقديم الدعم له لضمان النجاح له في مهمته لإعادة الاستقرار إلى المدينة".
ولفت الزوّار إلى أنّ رئيس الجمهورية متمسّك بالحوار بين اللبنانيين، وأنّه سيقدم في جلسة الحوار المقبلة رؤيته حول الاستراتيجية الدفاعية "التي تستند إلى حق الدولة في امتلاك السلاح وقرار الحرب والسلم"."