ولكن التحقيق الذي أجراه الجيش ونشر أمس وجد أن الجنود لم يتصرفوا بـ"نية شريرة" للتقليل من احترام القرآن الكريم أو تشويه سمعة الإسلام، بل انهم لم يتبعوا الإجراءات الملائمة وكانوا جاهلين بأهميته للأفغان
وبّخ الجيش الأميركي تسعة من عناصره بسبب حادثتين أثارتا غضباً شعبياً في أفغانستان هما إحراق نسخ من القرآن الكريم ونشر فيديو يظهر عناصر من المارينز يبولون على قتلى من طالبان، من دون أن تتضمن العقوبة تهماً جنائية أو فترة سجن. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤولين في الجيش أن أربعة ضباط وجنديين تلقوا رسائل توبيخ بسبب قيامهم بإرسال صناديق تتضمن نسخاً من القرآن الكريم من مكتبة أحد السجون إلى حفرة للحرق في قاعدة باغرام في أفغانستان في شباط/فبراير الماضي.
ولكن التحقيق الذي أجراه الجيش ونشر أمس وجد أن الجنود لم يتصرفوا بـ"نية شريرة" للتقليل من احترام القرآن الكريم أو تشويه سمعة الإسلام، بل انهم لم يتبعوا الإجراءات الملائمة وكانوا جاهلين بأهمية القرآن للأفغان ولم يحصلوا على توجيه واضح من قادتهم وهو ما يعود إلى سلسلة من الأخطاء.
وقالت قوة مشاة البحرية الأميركية (المارينز) إن ثلاثة من عناصرها الذين ظهروا في فيديو التبوّل على قتلى من عناصر طالبان في كانون الثاني/ يناير تلقوا "عقوبات غير قضائية" قد تتضمن أيضاً رسائل توبيخ أو تخفيضاً في الرتبة أو تقليصاً في الأجر أو قيوداً على تحركاتهم في القواعد العسكرية أو مهام إضافية أو مجموعة من هذه الإجراءات.
ولم توضح القوة ماذا حلّ بالعنصر الرابع كما لم تصدر نتائج تحقيقها في القضية وقال مسؤولون إن السبب يعود إلى أن التحقيق يتواصل حول مسؤولية ضباط أرفع رتبة في الوحدة المتورطة.
وقال مسؤولون في الجيش الأميركي إن العقوبات ليست خفيفة كما تبدو لأن رسائل التوبيخ عادة ما تقود إلى نهاية مسيرة عسكرية ولكن من غير الواضح كيف سينظر إليها الشعب الأفغاني الذي استشاط غضباً لأيام بعد إحراق القرآن الكريم وقام بأعمال شغب حتى أن الرئيس حميد كرزاي دعا إلى محاكمة علنية للجنود المتورطين.
ولم يفصح الجيش أو المارينز عن أسماء الجنود.