المخرج بسام الملا شرع بالفعل بالتحضير لتصوير هذا الجزء، بمشاركة نجم الأجزاء الثلاثة الأولى الفنان عباس النوري، إضافة إلى معظم نجوم الجزء الخامس. وهذا ما أكّده كاتب العمل مروان قاووق
لا جديد في الأخبار التي تسربها الجهة المنتجة للمسلسل السوري الشهير «باب الحارة»، عن نية إنتاج جزء سادس منه. إذ أنّ المخرج بسام الملا شرع بالفعل بالتحضير لتصوير هذا الجزء، بمشاركة نجم الأجزاء الثلاثة الأولى الفنان عباس النوري، إضافة إلى معظم نجوم الجزء الخامس. وهذا ما أكّده كاتب العمل مروان قاووق، بالإعلان عن اتفاقه مع المخرج الملا على انجاز الجزء الجديد، ليكون جاهزاً للعرض في الموسم الدرامي الرمضاني 2013.
كتب ماهر منصور في جريدة السفير اللبنانية:
وربط عباس النوري مشاركته في الجزء السادس، بمضمون النص، بعدما أنجز خلال عامين متتالين عملين، يعدّان من الأهم والأكثر إقناعاً في ما يخص دراما البيئة الشامية، وهما «طالع الفضة» و«الأميمي». حافظ العملان على طابع يشبه حكايا الجدات، لكن ضمن مكان وزمان موثقين، وعلى نحو لا يشوّه تاريخ دمشق القديمة، من أجل الحكاية. هكذا، فإن «باب الحارة 6»، سيكون أمام احتمالين اثنين: أولهما اعتذار الفنان عباس النوري في حال لم يطرأ تغيير جوهري في النص عما تمّ تقديمه في الأجزاء الأخيرة، وبالتالي سنجد أنفسنا أمام جزء سادس لا مبرّر له سوى إعادة اجترار الحكاية القديمة، ومحاولة بث الحياة في جسد يفترض أنه أنهى كل ما عنده في نهاية الجزء الخامس، وربما قبله بكثير. مع العلم أن النوري رفض بطولة مجموعة من أعمال البيئة الشاميّة، هذا العام، بسبب النص الذي لا يحترم خصوصية المكان الدمشقي. وهذا ما يعزز قناعتنا بتشدده تجاه نص «باب الحارة».
أما الاحتمال الثاني، فهو إجراء التغييرات المطلوبة في النص، وموافقة النوري على المشاركة، ليبدأ الجزء السادس بعودة أبو عصام إلى حارة الضبع. وعندها قد يكون المسلسل أمام فرصة عودته بنجاح. ولكن هل يمكن للعطار أن يصلح ما أفسدته الأجزاء الثلاثة الأخيرة، وخصوصاً لناحية تشويه تاريخ أهل الشام، وتقديم صورة منمّطة عن طبيعتهم الاجتماعية وحالهم وأحوالهم الثقافية والمعيشية؟ وهل يمكن أن تخرج سيدات حارة الضبع من دائرة الثرثرة والجهل والتبعية للرجل؟ هل ستهدأ معارك الخناجر وتفتيل الشوارب التي أرهقت الأجزاء الأخيرة من المسلسل الشهير؟ وهل سنخرج من منطق أن عدة رجال ببنادق قديمة أعجزوا الدولة العظمى وقتها فرنسا، ومن منطق الإسقاط التاريخي الساذج؟ (ونقصد هنا الطريقة التي عالج فيها المسلسل قضيّة الإنفاق عند حصار الحارة).
لا نعرف إن كان بوسع «باب الحارة 6» أن يفعل كل ذلك، ليفتح صفحة جديدة مع عشاق دمشق ومؤرخيها وأهلها لا نقادها الدراميين وحسب. ولكن المؤكد أن سوق الإعلان على الفضائيات يريد جزءاً سادساً... ولولا تبني الجهة المنتجة للعمل، إنتاج مسلسل «عمر» رمضان 2012، لما تأخرت بإنتاج «باب الحارة 6» إلى عام 2013. المسألة في النهاية ليست مسألة عمل فني فريد، تفرد له أجزاء أكثر. إنّما هي أشبه بقصّة «بقرة حلوب»، تدرّ على الجهات المنتجة والفضائيات العارضة بالكثير من الأموال. ومن هذا المنطلق، لمَ لا نستنسخ من العمل إذاً جزءاً سادساً وسابعاً و...عاشراً أيضاً.