وقد كشف المسؤول السابق في «الموساد»، فيكتور أوستروفسكي، في كتابه الصادر في نيويورك: «الحرب خدعة»، أن «الموساد» تآمر لدفع الرئيس ريغان الى قصف اقامة القذافي من خلال «حصان طروادة» إلكتروني
لا شك أن الوقت لا يزال مبكراً لمعرفة حقيقة وحجم الدور الذي أداه جهاز الاستخبارات الاسرائيلي «الموساد» خلال الثورة الليبية، اذ يصعب الفرز في ما أثير بشأن هذه القضية من أحاديث بين ما يستند فعلاً الى وقائع ملموسة، وما يندرج ضمن البروباغندا والحرب النفسية، التي سعى من خلالها الدكتاتور الليبي المخلوع معمر القذافي، إلى تشويه سمعة معارضيه.
لكن يبقى الشيء المؤكد أن ثوار بنغازي، لم يكتفوا بالاستعانة بطائرات حلف شمالي الأطلسي وبالقوات الفرنسية الخاصة والباطنية تحت الأرض، بل أوفدوا «عرّاب» ثورتهم، الفيلسوف الفرنسي، برنارد هنري ليفي، للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في القدس المحتلة لطلب الدعم الإسرائيلي، في مقابل التعهد بأن تقيم «ليبيا المستقبل علاقات سلمية وطبيعية مع دولة اسرائيل».
وقد سرد ليفي ذلك بالتفصيل في كتابه عن الثورة الليبية: «الحرب لمن لا يحبها». وبالرغم من أن رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، أصدر تكذيباً قال فيه إن الثوار لم يفوضوا برنار ليفي إطلاقاً لمهمة كهذه، فإن ليفي قال في كتابه لاحقاً إنه يتفهم الحرج الذي وقع فيه ثوار بنغازي، لأن «المهمة التي أُوفدت من أجلها الى اسرائيل ما كان يجب أن تتسرب الى الصحافة». وعلى الرغم من صعوبة التثبت من صحة القصص الكثيرة التي روّجها الموالون لنظام القذافي عن صلات ثوار بنغازي بـ«الموساد»، فانه من المؤكّد أن عداء دولة الاحتلال لـ«مجنون طرابلس» دفعت بـ«الموساد» الى تدبير محاولات متعددة للتخلص منه. ولعل أشهرها الدور الاسرائيلي في دفع «الكاوبوي» الأميركي رونالد ريغان لقصف مقرّ الإقامة الشخصية للقذافي في باب العزيزية بطرابلس في العام 1986.
وقد كشف المسؤول السابق في «الموساد»، فيكتور أوستروفسكي، في كتابه الصادر في نيويورك: «الحرب خدعة»، أن «الموساد» تآمر لدفع الرئيس ريغان الى قصف اقامة القذافي من خلال «حصان طروادة» إلكتروني تم زرعه في أجهزة الكومبيوتر التابعة لوزارة الخارجية الليبية في طرابلس، مما سمح لـ«الموساد» بأن يرسل من خلاله برقيات دبلوماسية لإيهام الاستخبارات الأميركية بأنّ الحكومة الليبية وجهت الى سفاراتها عبر العالم أوامر بتدبير هجمات إرهابية ضدّ المصالح الأميركية.