ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء على تصريح المبعوث الأممي العربي للأزمة السورية الأخضر الابراهيمي الاخير وحديثه حول الحل للازمة السورية كما تناولت مقابلة الامين العام لحزب الله
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة على تصريح المبعوث الأممي العربي للأزمة السورية الأخضر الابراهيمي الاخير وحديثه حول الحل للازمة السورية كما تناولت كما تناولت مقابلة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
السفير
صحيفة السفير كتبت عن مقابلة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع قناة الميادين.
نصرالله: لمنع الفتنة السنية الشيعية .. وردع إسرائيل
تشهد إطلالة الاسبوع الحالي حركة لافتة للملفات الداخلية الكبرى، المالية والانتخابية، بالتوازي مع ارتفاع وتيرة التسخين الرسمي والسياسي في اتجاه سوريا، الذي تجلى في طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي توجيه رسالة عاجلة الى السلطات السورية عبر السفارة اللبنانية في دمشق في شأن القصف السوري لبلدات لبنانية. كما تجلى، من جهة ثانية، بالتحركات التصعيدية التي بدأتها قوى 14 آذار ضد النظام السوري، والتي ستستكملها بعريضة يقدمها الرئيس فؤاد السنيورة الى رئيس الجمهورية، ربما اليوم، موقعة من كل نواب المعارضة، وتطالب بنشر قوات دولية على الحدود مع سوريا، وبقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإلغاء الاتفاقيات الامنية بينهما.
في هذه الاجواء أطل الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، في مقابلة مطوّلة مع الزميل غسان بن جدو عبر قناة «الميادين»، مؤكدا «اننا امام مرحلة تحصل فيها تحولات كبرى على مستوى العالم والمنطقة»، وشدد في هذا السياق على «ان فلسطين يجب ان تبقى القضية دائما، والبوصلة يجب ان تبقى هنا، خاصة وأن من أهداف ما يجري من حولنا هو ان تصبح فلسطين منسية».
واكد «اننا معنيون بأن نواجه التهديد بالتهديد» مشيرا الى امتلاك المقاومة «بنك أهداف» داخل اسرائيل بكل احداثياتها، وقال: هناك نقاط ضعف كبرى لدى الكيان الاسرائيلي، وهناك اهداف عسكرية وغير عسكرية ذات طابع اقتصادي او صناعي او كهربائي او كيميائي او نووي، واي هدف على امتداد فلسطين المحتلة يمكن ان تطاله صواريخ المقاومة». ولفت الانتباه الى «ان المقاومة لا تملك سلاحا كيميائيا، بل هي لا تحتاج اليه، فهناك أهداف لو قصفت يمكن ان تحقق نفس النتيجة».
واستخف نصرالله بكل التوصيفات التي يتم اسقاطها على المقاومة بانها خائفة او ضائعة او مرتبكة، وتوجه الى كل محب وصديق كما الى كل خصم وعدو ومراهن قائلا: نحن مرتاحون، واثقون، وقراءتنا للمستقبل متفائلة جدا.
واذ اكد امتلاك المقاومة لقوة مؤثرة تستطيع ان تشكل قدرة ردع حقيقية للعدو، لفت الانتباه الى انه في مواجهة التهديدات والعدوان الاسرائيلي على لبنان كل خيارات المقاومة مفتوحة، وقد لا تكتفي بالدفاع فقط، مذكرا بقوله للمقاومين: «استعدوا فقد يأتي يوم قد ندخل فيه الى الجليل».
وردا على سؤال استبعد نصرالله قيام اسرائيل بضرب ايران، الا انه لفت الى قرار صادر في ايران برد كبير جدا، ولن تكون حدوده داخل الكيان الاسرائيلي، بل سيشمل القواعد الاميركية في المنطقة.
وحول الازمة السورية، استبعد نصرالله أي تدخل اجنبي عسكري في سوريا، «لان تداعياته مفتوحة ولا يمكن لاحد تحديد الى اين يمكن ان تذهب الامور». وكشف انه في الاسبوع الاول من الازمة زار سوريا والتقى الرئيس السوري بشار الاسد الذي اكد له استعداده لاجراء حوار واصلاحات، الا ان المعارضة السورية رفضت ذلك، ورأى ان الحرب على سوريا ليست لاجراء اصلاحات، بل لاسقاط النظام، «ليس الرئيس الاسد كشخص، بل الموقع والخيار والمسار. هذا ما يراد اسقاطه وصولا الى تحويل نظام الرئيس الاسد الى نظام تفريط عربي»، كاشفا في هذا السياق ان احدى الدول العربية الكبرى الراعية للحرب على سوريا، كما بعض الجهات الاميركية، ارسلت الى الرئيس الاسد اشارة في شأن انتهاء الازمة، اذا غير موقفه من اسرائيل، وقطع علاقته بايران و«حزب الله» و«حماس».
واشار الى ان هناك عقلا تكفيريا يستهدف السنة والشيعة من قبل اجهزة مخابرات، ورأى ان من الخطأ الجسيم اعطاء ما يجري في سوريا بعدا طائفيا، وانما هو صراع خيار سياسي، واكد ان اكبر خدمة تقدم الان لفلسطين والمسجد الاقصى والقدس ووحدة الامة، هي «بان يفرض على النظام في سوريا وعلى المعارضة السورية طاولة حوار وصولا الى تسوية سياسية».
وحول الوضع السني الشيعي في لبنان اشار الى «اننا نبذل جهدا كبيرا في اتجاه تجنب الفتنة»، وتوجه الى الطرفين قائلا: فلنتجنب الخطاب المذهبي، وليبق الاختلاف السياسي.
وردا على سؤال رحب نصرالله بزيارة البابا الى لبنان، واكد من جهة ثانية التمسك ببقاء الحكومة الحالية، مشيرا الى انها ليست اقل انتاجية من الحكومات السابقة، واشار الى ان الفريق الآخر يدفع في اتجاه الفراغ الحكومي، وقال: ان الحفاظ على الاستقرار في لبنان بنسبة كبيرة هو من خلال بقاء هذه الحكومة، وذهابها معناه ذهابنا الى المجهول.
وحول الزوار المخطوفين في سوريا، توجه الى الخاطفين قائلا: اذا كان هؤلاء ضيوفا، اكثر الله خيركم، اما آن لهذه الضيافة ان تنتهي؟، فإذا كنتم طلاب حرية وعدالة لا تظلموا هؤلاء، وليس باستخدام ابرياء للضغط تستطيعون اقناعنا بالمستقبل السياسي لسوريا، واذا كنتم حريصين على العلاقة مع لبنان ليس هكذا تبنى العلاقة.
وتحت عنوان السجال السياسي الحاصل بين سوريا ومصر كتبت الصحيفة عن تصريح وزير الاعلام السوري عمران الزعبي حول موقف الرئيس المصري محمد مرسي الاخير من الاحداث في سوريا ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي كما أن الصحيفة تحدثت عن المعارك في حلب والحسم القريب للجيش السوري فيها.
سجال ديبلوماسي بين دمشق والقاهرة واستبعاد أميركي للتدخل عسكرياً
تكهنات باقتراب الحسم في حلب واستهداف جرمانا مجدداً
وكتبت تقول : للمرة الاولى منذ امتداد النيران السورية الى حلب، تحدثت مصادر عسكرية سورية عن الاحتمالات الزمنية لانهاء المواجهات العسكرية فيها بين الجيش النظامي والالاف من مسلحي المعارضة، عندما قال مصدر عسكري، امس، ان ذلك قد يتحقق خلال عشرة ايام.
وللمرة الثالثة خلال نحو اسبوع، تعرضت جرمانا، في ريف دمشق، إلى تفجير جديد، امس، أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 27، ما عزز التساؤلات حول الغرض من استهداف هذه المدينة المختلطة مذهبيا، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «138 شخصا قتلوا، هم 78 مدنيا و24 مقاتلا و34 جنديا ومنشقان. وبين القتلى 18 سقطوا في قصف جوي على مبنى لجأوا إليه في مدينة الباب في محافظة حلب».
وفي هذه الاثناء، رجح مسؤولون أميركيون عدم تدخل الولايات المتحدة عسكريا في سوريا، واستبعدوا إقامة «منطقة عازلة» داخل سوريا، على غرار ما تطالب به تركيا، فيما تحدث معارضون عن وجود 10 آلاف سوري على الحدود التركية.
وقدم المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أمس، نظرة متشائمة لما يمكن أن يقوم به لحل الأزمة السورية، واصفا مهمته بأنها «شبه مستحيلة»، فيما أكدت دمشق انه لن يحقق أي تقدم إلا إذا توقفت الدول الأخرى عن دعم المقاتلين وأعلنت بدلا من ذلك دعمها لخطة النقاط الست.
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان في جنيف، أن رئيسها الجديد بيتر ماورر سيحث الرئيس السوري بشار الأسد ومسؤولين آخرين خلال زيارة لدمشق، بدأت أمس وتستمر لمدة 3 أيام، على تسهيل وصول عمال ومواد الإغاثة إلى المدنيين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، أن «خمسة مدنيين على الأقل قتلوا، وجرح 27، في انفجار سيارة قرب دوار الوحدة في جرمانا، الضاحية الجنوبية الشرقية لدمشق». وأشارت وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى «انفجار عبوة ناسفة ألصقتها مجموعة إرهابية مسلحة بسيارة في حي الوحدة بمدينة جرمانا، أسفر عن إصابة عدد من النساء والأطفال». وكانت سيارة انفجرت في 28 آب الماضي في جرمانا، ذات الغالبية المسيحية والدرزية، ما أسفر عن سقوط 27 قتيلا كانوا يشاركون في تشييع أنصار للنظام السوري.
وتوقع لواء في الجيش السوري النظامي، يقود العمليات العسكرية في حلب، أن يتمكن الجيش من استعادة السيطرة على المدينة «خلال عشرة أيام» بعدما تمكن أولا من السيطرة على حي صلاح الدين، الذي كان يشكل معقلا للمسلحين، فضلا عن انه على وشك السيطرة على حي سيف الدولة.
وأوضح المسؤول العسكري السوري ان نحو ثلاثة آلاف جندي نظامي خاضوا مواجهات في مجمل أحياء حلب مع سبعة آلاف «إرهابي»، وقد قتل من هؤلاء نحو ألفين منذ بدء العمليات.
الإبراهيمي
وقال الإبراهيمي، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بثت أمس «أعلم مدى صعوبة المهمة، وكيف أنها شبه مستحيلة. لا يمكنني القول إنها مستحيلة بل هي شبه مستحيلة»، مضيفا «نحن لا نفعل الكثير. وهذا في حد ذاته عبء كبير».
وتابع «أنا آت إلى هذا المنصب وعيناي مفتوحتان ومن دون أوهام وعلى علم بمدى صعوبته، وافهم إحباط البعض حيال غياب تحرك دولي في سوريا». وأقرّ بأنه «يشعر بالذعر من ثقل المسؤولية بعد أن بدأ الناس يتساءلون ماذا تفعل والناس يموتون»، مضيفا «نحن لا نفعل الكثير، وهذا في حد ذاته ثقل مرعب».
وأعلن الإبراهيمي انه «لم ير أي شقوق في جدار الطوب الذي هزم سلفه كوفي أنان جراء تعنت الحكومة السورية، وتصعيد العنف من قبل المتمردين، وشلل مجلس الأمن الدولي».
وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن الإبراهيمي سيصل إلى القاهرة الأحد المقبل لإجراء مباحثات حول تطورات الأوضاع في سوريا ومهمته التي بدأها. وقال إن «الأوضاع في سوريا ستناقش من جميع أبعادها في اجتماع اللجنة الوزارية العربية الأربعاء، كما تناقش اللجنة الخطوات الواجب اتخاذها لدعم مهمة الإبراهيمي»، موضحا أنه سيتم رفع ما يتم اتخاذه من خطوات إلى الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة، برئاسة لبنان، لإقراره.
وأعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن الدم السوري في رقبة الرئيس المصري محمد مرسي والسعوديين والقطريين والأتراك ممن يرسلون السلاح إلى سوريا. وقال، في مؤتمر صحافي في دمشق، أن «لسوريا مصلحة في نجاح مهمة الإبراهيمي»، مضيفا «أعتقد أن شرط نجاح الإبراهيمي في مهمته يتوقف على قيام دول محددة، قطر والسعودية وتركيا بالالتزام علنا بنجاح خطة النقاط الست، والتوقف فورا عن إرسال السلاح وإغلاق حدودها في وجه المقاتلين وإغلاق معسكرات التدريب والإيواء». وتابع «الكرة ليست في الملعب السوري. الكرة في ملعب السعودية وقطر وتركيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة». وقال «قدمنا لكوفي أنان كل سبل المساعدة وهذا ما سنفعله مع الإبراهيمي».
وردت القاهرة على انتقاد الزعبي لمرسي، معتبرة أنه «لا يعنيها سوى مصلحة الشعب السوري». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي، في بيان، أن «مصر تدعو الحكومة السورية لتركيز جهودها على حقن دماء مواطنيها والتعاون مع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إخراج سوريا من أزمتها الطاحنة الحالية».
روسيا
وأعلن لافروف انه سيناقش مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون المسألة السورية، خلال لقائهما على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (ابيك)، في مدينة فلاديفوستوك.
وقال «مبدئيا لا يوجد اختلاف في موقف روسيا وأميركا. كلانا يريد أن تصبح سوريا ديموقراطية ذات نظام متعدد يحققه السوريون بأنفسهم، مع احترام كافة الدول سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية»، لكنه أشار إلى أن «الاختلاف يكمن في كيفية الوصول إلى الهدف»، موضحا أن واشنطن تريد «تحديد مجرى الأحداث أولا وتنحية الرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل حكومة انتقالية، من دون التشاور مع السلطات السورية الحالية، أي فرض التسوية من الخارج. أما روسيا فتقترح تسوية الأزمة السورية على ضوء الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف، والذي بموجبه على الأطراف المتنازعة وقف إطلاق النار وتعيين ممثلين لهم للمفاوضات».
وكرر لافروف أن روسيا «لا تتمسك بأي نظام أو شخصيات سورية محددة، بل تتمسك بما هو واقعي ومطلوب لتحقيق المهمة الأكثر أهمية: وقف العنف وإنقاذ حياة الناس».
وأعلن نائبه ميخائيل بوغدانوف أن موسكو «تأمل ألا يرتكب أحد حماقة» التدخل العسكري في سوريا، في اشارة الى تهديد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للنظام السوري من أن الرد الغربي سيكون «هائلاً وصاعقاً» إذا استخدم الأسلحة الكيميائية. وقال بوغدانوف إن «دمشق أكدت لروسيا أكثر من مرة، أن الأسلحة الكيميائية في سوريا مؤمنة، وذلك من خلال الاتصالات على المستوى العالي وبيانات الحكومة السورية».
«واشنطن بوست»
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن مسؤولين أميركيين ترجيحهم عدم تدخل الولايات المتحدة عسكريا في سوريا. وأعلنوا أنهم يستبعدون أي توسيع، ولو ضئيل، للدور الذي تقوم به واشنطن في الأزمة السورية خلال الأشهر التي تسبق الانتخابات الأميركية، وربما بعدها. وقال احدهم «يمكن أن ننجر إلى هذا الأمر لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد».
وقال مسؤول آخر إن «إمكانية إقامة (منطقة عازلة في سوريا) يحتاج إلى حظر للطيران»، موضحا انه لا يوجد أي منظمة إنسانية قد تفكر بدخول سوريا إذا لم يكن هناك حماية من الهجمات الجوية و«هذا الأمر يستدعي ضرب الدفاعات الجوية السورية».
لكن المسؤولين الأميركيين كرروا أن جميع الخيارات، ضمنها التدخل العسكري، مطروحة. وقال احدهم «لا يوجد أمر لم ندرسه. نريد القيام بالمزيد، لكننا نضع في الاعتبار ما يمكن أن يكون فعالا وفي مصلحتنا».
وأعرب المسؤولون عن تخوفهم من تسليح المقاتلين بأسلحة مضادة للطيران أو الدبابات، ومن أن تقع في أيدي متشددين. وقال مسؤول «إننا قلقون من أن هناك نسبة كبيرة من الإسلاميين المتشددين في سوريا، ونحن لا نريد أن تقع الأسلحة، في النهاية، في الأيدي الخطأ»."
النهار
صحيفة النهار ركزت في الحديث عن تصريح مبعوث الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي حول سوريا.
الإبرهيمي: مهمّتي في سوريا شبه مستحيلة
وكتبت تقول "في ظل تصاعد الوضع العسكري، وصف المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابرهيمي في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" مهمته بأنها شبه مستحيلة، واعتبر أن الحاجة إلى تغيير سياسي في سوريا أساسية وملحة. وقال: "أدرك كم هي صعبة - انها تقريبا مستحيلة. لا استطيع ان أقول انها مستحيلة - انها تقريبا مستحيلة". وأضاف: "أنا آت إلى هذا المنصب وعيناي مفتوحتان ومن دون أوهام وعلى علم بمدى صعوبته... وافهم إحباط البعض حيال غياب تحرك دولي في سوريا". وأقرّ بأنه "يشعر بالذعر من ثقل المسؤولية بعدما بدأ الناس يتساءلون ماذا تفعل والناس يموتون"، مضيفاً: "نحن لا نفعل الكثير، وهذا في حد ذاته ثقل مرعب". ولفت الى إنه "لم ير أي شقوق في جدار الطوب الذي هزم سلفه كوفي أنان من جراء تعنت الحكومة السورية، وتصعيد العنف من المتمردين، وشلل مجلس الأمن"، حيث استخدمت روسيا والصين حق النقض "الفيتو" ضد قرارات عدة عن سوريا. وفيما أشار الى انه "سيبقي خطة أنان للسلام ذات الست نقاط في صندوق أدواته"، اعترف بأن "لديه أفكاراً وليس خطة حتى الآن بصرف النظر عن الحديث مع أكبر عدد من الناس". ورأى "إن الحاجة إلى تغيير سياسي في سوريا هي أساسية وملّحة"، غير أنه رفض تأكيد ما إذا كان ذلك يعني تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة، كما يطالب الزعماء الغربيون والمعارضة السورية. ثم قال: "التغيير لا يمكن أن يكون تجميلياً وسيكون هناك نظام جديد، ولكن لا أعرف الناس الذين سيكونون فيه وهذا سيقرره السوريون". وردّ على انتقاد المتمردين السوريين لموقفه الحذر قائلاً: "أرجو أن تتذكروا أنني لا انضم الى حركتكم، وأعمل لمنظمتين دوليتين، الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وأنا لا أتحدث اللغة نفسها مثلكم". وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن الإبراهيمي سيصل إلى القاهرة الأحد المقبل لإجراء محادثات في شأن تطورات الأوضاع في سوريا ومهمته التي بدأها. وقال إن الإبراهيمي لن يتمكن من المشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة غداً بسبب ارتباطاته الحالية في الأمم المتحدة واجتماعه مع امينها العام بان كي - مون.
موسكو
في موسكو، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً جاء فيه: "لقد اطلعنا في موسكو بقلق بالغ على تصريحات وزعتها وسائل الاعلام لممثلي ما يسمى الجيش السوري الحر بأن المطارات المدنية الدولية في دمشق وحلب تعتبر من الان فصاعدا اهدافا عسكرية... نحن نعتبر مثل هذه التهديدات غير مقبولة إطلاقاً". واضافت :"من وجهة النظر الاخلاقية والقانونية، ان ذلك يعني اقتراب المعارضة الشديد من الخط الاحمر الذي تكمن خلفه اعمال لا تختلف عن تلك التي يقوم بها تنظيم القاعدة". واشارت الى ان "التصريح الاخير للجيش السوري الحر يؤكد ان الارهاب يتحول الى احد اساليب نشاطه الرئيسية".
والجمعة، نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للانباء عن بيان للمعارضين السوريين نشرته صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية التي تتخذ لندن مقراً لها ان مطاري دمشق وحلب والرحلات التجارية ستستهدف ابتداء من اليوم لأن الطائرات الحزبية السورية تستخدمها.
باريس
في باريس، اكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية من القوات النظامية في سوريا سيثير رد فعل "قويا وخاطفا" من الغرب. وقال: "تحدثنا عن هذا الأمر وخصوصاً مع شركائنا الأميركيين والبريطانيين ونتابعه عن كثب بصفة يومية." وأضاف: "كانت روسيا حازمة للغاية في هذه النقطة والصينيون تبنوا الموقف عينه".
الاخبار
أما صحيفة الاخبار فتناولت مقابلة السيد نصر الله وحديث الابراهيمي حول مهمته في سوريا وتصريح وزير الاعلام السوري حول موقف بلاده من مصر ورئيسها محمد مرسي.
نصر الله: قد ندخل الجليل فــي أي حرب مقبلة
رسم الأمين العام لحزب الله خريطة نتائج أي عدوان إسرائيلي على لبنان أو إيران، محذراً من التداعيات الخطيرة جداً لقيام «نظام تفريط عربي» في سوريا على لبنان والمنطقة، في وقت وجّه فيه رئيس الحكومة رسالة عاجلة إلى دمشق عن خروقات قواتها على الحدود اللبنانية ـ السورية.
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنه «عندما يقول الإسرائيلي إنه سيدمر بلدنا، فأقول أنا أيضاً سأدمر كل شيء»، مشدداً على أن كل الخيارات واردة في المواجهة مع العدو «وقد لا نكتفي بالدفاع، وقد يأتي يوم ندخل فيه إلى الجليل». وأعلن أن رد إيران على أي عدوان إسرائيلي عليها لن تكون حدوده في كيان العدو فقط، بل سيشمل أيضاً القواعد الأميركية في المنطقة.
وأشار نصر الله في حديث إلى قناة «الميادين» الى أن «بعض السياسيين اللبنانيين استغربوا خطابه، وقالوا لماذا يريد هذا الشخص أن يقوم بحرب مع إسرائيل»، معتبراً أن «هذا مؤشر سيئ، ولا يسمعون المسؤولين الإسرائيليين الذين يهددون لبنان بتدميره»، موضحاً أن «لبنان ساكت والحكومة اللبنانية لم تصدر أي موقف، وتقول إن الموضوع على طاولة الحوار. الطاولة لا يصدر منها موقف بسبب تركيبتها. عندما تهدد إسرائيل بتدمير لبنان، فمن واجبنا أن نقول إن هذا الزمن انتهى».
وشدد على «أننا في موقع الدفاع عن أنفسنا وسيادتنا وكرامتنا، ومعنيون بأن نواجه التهديد بالتهديد المستند الى وقائع».
وأوضح أن الرسالة الأولى التي أراد إيصالها في خطاب يوم القدس العالمي لإسرائيل هي «أنه حتى لو فرضنا جدلاً أنكم تعلمون وتستطيعون ضرب أغلب منصات صواريخنا، فهناك منصات صاروخية ستبقى بمنأى عن معطياتكم واستهدافكم بالضربة الأولى. ولو بقيت لنا فقط هذه الصواريخ القليلة، فهي قادرة على تحويل مئات آلاف الإسرائيليين الى جحيم، وبالتالي لا تراهنوا على ضربة أولى». وقال: «عندما يقول الإسرائيلي عن تدمير لبنان لا تعود أهدافنا عسكرية فقط، وعندما يقول الإسرائيلي سيدمر بلدنا فأقول أنا أيضاً سأدمر كل شيء». وأوضح «أن من نقاط الضعف الإسرائيلي وجود أهداف ذات طابع اقتصادي وصناعي وكهربائي ونووي، وإذا كان الإسرائيلي يريد الذهاب بأن لا ضوابط بالعدوان، فلن يكون لدينا أيضاً ضوابط».
وأكد أنه «ليس لدينا سلاح كيميائي، واستخدامه محرّم بالنسبة إلينا ولا نحتاجه»، مشيراً الى أن «إسرائيل لديها سلاح كيميائي ونووي، لكن نقطة القوة لدينا أننا لا نحتاج لهكذا سلاح».
وأكد أن كل الخيارات واردة، وقال: «قد لا نكتفي بالدفاع، وقد يأتي يوم ندخل فيه إلى الجليل».
وأشار إلى أن رد إيران على أي عدون إسرائيلي عليها لن تكون حدوده في كيان العدو فقط، بل يشمل أيضاً القواعد الأميركية في المنطقة.
وفي الشأن السوري، كشف نصر الله أن الرئيس بشار الأسد أبدى له من الأسبوع الأول للأزمة استعداده للحوار والقيام بإصلاحات، لكن المعارضة رفضت ذلك. وقال: «حتى هذه اللحظة، مع ما كل ما حصل، المنطق الوحيد المقبول هو وقف القتال وإجراء حوار والدخول في تسوية سياسية».
وأشار إلى أن «الموضوع ليس موضوع الرئيس، بل المطلوب أن يتحول النظام الى نظام تفريط عربي بكل شيء»، وكشف أنه «في قلب الأزمة، إحدى الدول العربية الداعمة للحراك المسلح في سوريا وجهات أميركية طلبت من الأسد قطع علاقته مع إيران وحزب الله وحركات المقاومة فينتهي الموضوع في سوريا».
وإذ لفت إلى أنه بينما يطالبون بإسقاط النظام في سوريا، كشف في المقابل عن أن السعودية قالت لإيران إن الحل في البحرين يكون بعودة الشعب البحريني إلى بيوته وبقاء النظام على حاله.
وحذر من «أن قيام نظام تفريط عربي في سوريا خطير جداً على لبنان والمنطقة والمقدسات لأن السياسة الأميركية في المنطقة هي إسرائيلية». واستبعد التدخل العسكري الخارجي في سوريا.
وأشار إلى أن أميركا تريد أن تطول الأزمة في سوريا وأن لا يبقى فيها جيش ولا شعب. ورأى «أن الصحيح أن تأتي تركيا والسعودية وقطر وأيضاً مصر وبمساعدة دولية للقيام بحوار وتسوية في سوريا، ولا حل إلا هذا الأمر»، لافتاً إلى أنه «لا يمكن الطلب من النظام أن يستسلم، ولا من المعارضة أن تستسلم»، معتبراً أن «أكبر خدمة لفلسطين والقضية الفلسطينية ووحدة هذه الأمة أن تأتي الدول مجتمعة وتفرض وقف إطلاق نار في سوريا وتسوية سياسية».
وفي قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا، توجه نصر الله إلى الجهة الخاطفة قائلاً: «إذا كان المخطفون ضيوفاً، أما آن لهذه الضيافة أن تنتهي؟ وليس من خلال هذه الصورة تستطيعون إقناعنا بالصورة المقبلة لسوريا»،
ورحب بزيارة البابا بنيديكتوس السادس عشر للبنان.
الإبراهيمي يقرّ بالمهمة «شبه المستحيلة» وواشنطن ضد التد خل العسكري
دمشق: الكرة في ملعب السعودية وقطر وتركيا
وكتبت الصحيفة تقول :صعّدت دمشق لهجتها في مواجهة القاهرة ورئيسها «شبيه مبارك الملتحي»، في حين أقرّ الأخضر الإبراهيمي بمهمته «شبه المستحلية»، بينما رأى سيرغي لافروف أن موسكو تختلف مع واشنطن على «طريقة الحلّ» في سوريا
كرّرت دمشق هجومها على الرئيس المصري محمد مرسي، مصنّفة القاهرة إلى جانب الدوحة وأنقرة والرياض لمسؤوليتها في «إراقة الدمّ السوري»، إذ حمّل وزير الإعلام السوري عمران الزعبي مصر وقطر والسعودية وتركيا مسؤولية الأحداث الدموية في سوريا. ورداً على المواقف الاخيرة للرئيس المصري محمد مرسي، قال الزعبي إن الرئيس المصري «كان صادقاً عندما قال إن الدم السوري في رقبته، وهذا الكلام صحيح، لأن الدمّ السوري برقبته ورقبة القطريين والسعوديين والأتراك».
وأردف الوزير السوري «حتى في أيام الرئيس (السابق) حسني مبارك كنا دائماً نتطلع الى مصر على أنها النموذج القومي، لكن من المؤسف أنه بعد أن رحل الرئيس مبارك حلّ مكانه رئيس آخر ولا فارق بينهما سوى أن الأخير ملتحٍ. أين النظام الجديد من كامب ديفيد والأمن القومي؟».
من ناحية أخرى، أضاف الزعبي «أنا أعتقد أن شرط نجاح الأخضر الإبراهيمي في مهمته يتوقف على قيام دول محددة، قطر والسعودية وتركيا، بالالتزام علناً بنجاح خطة النقاط الست، والتوقف فوراً عن إرسال السلاح، وإغلاق حدودها في وجه المقاتلين وإغلاق معسكرات التدريب والإيواء». وتابع «الكرة ليست في الملعب السوري. الكرة في ملعب السعودية وقطر وتركيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة».
وأشار الزعبي إلى أنّ «ما قاله أردوغان وغيره من الغربيين عن أن الرئيس الأسد فقد شرعيته كلام تافه ولا معنى له ولا يغيّر من الأمر شيئاً، ومن يحدد شرعية أي رئيس هو صناديق الاقتراع». وتابع أنه في مسألة السيادة الوطنية «هناك خطوط حمراء، وإذا مسّها أحد سنرّد عليه ونقطع يده، وسيدفع ثمناً غالياً. فما يطرح من مناطق عازلة آمنة هو عدوان على الأرض السورية». وأشار الى أن سوريا «ستقدم لمبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي أقصى حدود المساعدة، وستعمل كي لا تصل مهمته إلى حائط مسدود، كما وصلت إليه مهمة سلفه كوفي أنان بسبب عدم استجابة الأطراف الخارجية له».
في السياق، وصف الأخضر الإبراهيمي مهمته بأنها شبه مستحيلة، ورأى أن الحاجة إلى تغيير سياسي في سوريا أساسية وملحة. وأضاف، في مقابلة تلفزيونية، «أنا آت إلى هذا المنصب وعيناي مفتوحتان ومن دون أوهام، وعلى علم بمدى صعوبته. وأفهم إحباط البعض حيال غياب تحرك دولي في سوريا». وأقرّ بأنه «يشعر بالذعر من ثقل المسؤولية بعد أن بدأ الناس يتساءلون ماذا تفعل والناس يموتون»، مضيفاً «نحن لا نفعل الكثير، وهذا في حدّ ذاته ثقل مرعب». وأضاف «التغيير لا يمكن أن يكون تجميلياً، وسيكون هناك نظام جديد، ولكن لا أعرف الناس الذين سيكونون فيه، وهذا سيقرره السوريون».
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا والولايات المتحدة تتفقان على الهدف المطلوب تحقيقه في سوريا، ولكنهما تختلفان على كيفية الوصول إليه. ولفت في تصريح إلى وكالة أنباء «نوفوستي» إلى أنّه سيلتقي نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون على هامش اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، الذي بدأ أعماله في مدينة فلاديفوستوك الروسية أول من أمس، ويبحث معها الشأن السوري إضافة الى جملة أمور أخرى.
وأوضح لافروف أن الولايات المتحدة تريد الوصول إلى الهدف المطلوب تحقيقه من خلال تنحية الرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل حكومة انتقالية من دون التنسيق مع السلطات السورية الحالية، في حين يتضمن الحلّ الذي تقترحه روسيا لإنهاء النزاع السوري وقف الطرفين السوريين المتنازعين (الحكومة والمعارضة) لإطلاق النار وتعيين المتفاوضين الذين يجب أن يقرروا جميع المسائل الأخرى بأنفسهم من دون تدخل الأطراف الخارجية.
في موازاة ذلك، جدّد مسؤولون أميركيون، قبل تسعة أسابيع من انتخابات الرئاسة الأميركية، معارضة حكومة الرئيس باراك أوباما التدخل العسكري المباشر في سوريا لجهة إقامة مناطق آمنة للنازحين السوريين أو إمداد المتمردين السوريين بالأسلحة. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله «إنه على الرغم من توسيع الولايات المتحدة لدورها داخل سوريا، من غير المرجح أن تقوم واشنطن بشنّ هجوم عسكري خلال الأشهر القليلة المقبلة أو ربما بعد ذلك». وأضاف «قد ننجر إلى حرب في سوريا بلا شك، ولكن نحن لم نصل بعد الى هذا القرار».
وعلى صعيد آخر، قال رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا، إثر لقائه وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو، في مدريد، «نحتاج إلى تدخل إنساني ونطالب بتدخل عسكري من أجل حماية المدنيين السوريين». وأضاف «نطالب بتحرك سريع جداً للمجتمع الدولي». ورأى سيدا أن الاتحاد الاوروبي يمكنه خصوصاً إقناع روسيا بـ«تغيير موقفها» داخل مجلس الامن الدولي لجهة تأمين ممرات إنسانية للاجئين. في السياق، أعلن المعارض السوري رضوان زيادة أنّ المجلس الوطني السوري «يبحث إنشاء حكومة انتقالية، تضمّ القوى المعارضة». وحمّل زيادة المجتمع الدولي جزءاً من مسؤولية فتور اتصالات «المجلس الوطني السوري مع القوى الغربية الكبرى، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، لعدم اتخاذه الإجراءات المطلوبة لدعم الشعب السوري».
إلى ذلك، أعلن وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال، سميح المعايطة، أن بلاده لا تتدخل في الشؤون الداخلية السورية، موضحاً أنّ ما يهم عمان هو تماسك الدولة السورية بغض النظر عمن يحكمها، كما نفى أن تكون بلاده «ممراً للمسلحين الذين يقاتلون مع المعارضة في المدن السورية ضد الجيش النظامي». وأضاف «لا شكّ في أن هناك انعكاساً للأزمة في سوريا على الأردن يتمثل في قضية اللاجئين، وهو انعكاس اقتصادي»، موضحاً «لكن هذا لا يعني أنّه لا توجد أبعاد أخرى جراء انعكاس الأحداث في سوريا علينا»."
المستقبل
من جهتها تناولت صحيفة المستقبل موقف كل من بريطانيا وروسيا من الاحداث في سوريا
لندن تحشد لتحرك دولي ضدّ نظام دمشق والمجلس الوطني يطالب بتدخل عسكري يحمي المدنيين
وكتبت تقول "جدّدت بريطانيا أمس عدم استبعادها أيّ خيار لإنهاء مأساة السوريين في تلميح إلى الخيار العسكري، موضحة أنها ستقوم بتحركات من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة لحشد الدعم لخيارات الشعب السوري.
وفي موسكو تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة على الهدف المطلوب تحقيقه في سوريا، ولكنهما تختلفان على كيفية الوصول إليه.
سياسياً، طالب المجلس الوطني السوري المعارض أمس بتدخل عسكري سريع لحماية المدنيين من قصف قوات النظام السوري، وذلك خلال زيارة رئيس المجلس لمدريد.
وقال رئيس المجلس الوطني عبدالباسط سيدا اثر لقائه وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو "نحتاج الى تدخل انساني ونطالب بتدخل عسكري من اجل (حماية) المدنيين السوريين".
وأوضح سيدا ان النزاع في سوريا خلف حتى الان اكثر من ثلاثين الف قتيل واجبر ثلاثة ملايين شخص على ترك منازلهم، اضافة الى اكثر من 250 الف لاجئ فروا من البلاد ونحو مئة الف معتقل. واضاف "نطالب بتحرك سريع جدا للمجتمع الدولي".
واعتبر سيدا ان الاتحاد الاوروبي يمكنه خصوصا اقناع روسيا بـ"تغيير موقفها" داخل مجلس الامن الدولي لجهة تأمين ممرات انسانية للاجئين.
وفي لندن، دعا وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ امام مجلس العموم أمس، إلى عدم استبعاد اي خيار لإنهاء مأساة السوريين مشيرا الى تحرك سيتم من خلال الجمعية العامة للامم المتحدة اواخر ايلول الجاري سيكون "للشعب السوري كل الحق في توقعه من قبل المجتمع الدولي". وفند هيغ بإسهاب الجهود التي بذلتها لندن حتى الآن في سبيل مساعدة الشعب السوري وما هي النقاط التي ستركز عليها ديبلوماسيا في المرحلة المقبلة. واستهل كلامه بتعداد ضحايا النظام وآلة قتله الوحشية قائلا "لقد لقي اكثر من 20 الف شخصا حتى الآن حتفهم بسبب الصراع الدائر في سوريا. هناك نحو مليون ونصف من المشردين داخل الاراضي السورية فيما لجأ نحو 230 الفا الى لبنان وتركيا والأردن والعراق. وبحسب احصاءات الامم المتحدة يوجد مليونان ونصف مليون سوري بحاجة الى المساعدة الانسانية وهو رقم تضاعف منذ الاحصاء السابق في آذار الماضي". اضاف "النظام يستخدم القصف بلا رحمة والطيران العسكري والمروحيات وايضا ميليشيات تابعة له كي يرهب المدنيين. وهناك تقارير عن مجزرة ارتكبت في داريا راح ضحيتها نحو 400 شخص".
وأكد هيغ ان "مغادرة الاسد السلطة هو امر لا مفر منه لأن نظامه محكوم عليه بالفشل ويجب على الاسرة الدولية التحضير سريعا لخطة داعمة للحكومة المقبلة في سوريا".
وختم الوزير البريطاني خطابه بقوله "سنبذل كل المساعي الديبلوماسية المتاحة لمساعدتهم وذلك بالعمل مع الامم المتحدة ومجموعة اصدقاء سوريا والاتحاد الاوروبي والدول العربية وحلفائنا الرئيسيين كفرنسا والولايات المتحدة وتركيا. ولن نستبعد اي خيار ونحن نرى هذه الازمة تزداد خطورة. وفي الجمعية العامة للامم المتحدة اواخر الشهر الجاري سنسعى مجددا الى تحرك دولي متحد يتناسب مع ما تتطلبه هذه الأزمة وهو التحرك الذي يحق للشعب السوري ان يتوقعه منا".
وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا والولايات المتحدة تتفقان على الهدف المطلوب تحقيقه في سوريا ولكنهما تختلفان على كيفية الوصول إليه.
وقال لافروف في تصريح لوكالة أنباء "نوفوستي" أمس، إنه سيلتقي نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون على هامش اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ الذي بدأ أعماله بمدينة فلاديفوستوك الروسية أول من أمس، ويبحث معها الشأن السوري إضافة الى جملة أمور أخرى.
وأشار إلى أن روسيا والولايات المتحدة تصبوان إلى تحقيق الهدف الواحد في سوريا وهو أن "تتحول سوريا لنظام ديموقراطي تعددي يمارسه السوريون بأنفسهم، في حين تحترم جميع الدول الأخرى سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها"، ولكن تختلفان على كيفية تحقيق هذا الهدف.
من بغداد (علي البغدادي)، اتهمت رئاسة اقليم كردستان العراق حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتأييدها الكامل لنظام الاسد مقارنة بموقفها المساند لمطالب الشعب السوري.
وأوضح رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان العراق فؤاد حسين في بيان صحافي ان "تاثير هذه الازمة الداخلية في العراق بين بغداد واربيل واضح على السياسة الخارجية العراقية وموقفها من الاوضاع السياسية التي تمر بها المنطقة، وبالاخص ما يجري حاليا في سوريا، والتناقض الموجود في موقفي الاقليم وبغداد من هذه الاحداث، فحكومة المالكي تؤيد تأييداً كاملاً لنظام بشار الاسد في سوريا، في حين يؤيد اقليم كردستان مطالب الشعب السوري"، مشددا على "اهمية العمل على معالجة الازمة بين بغداد واربيل كي يفكر الساسة العراقيون في كيفية التعامل مع الازمة السياسية التي تعصف بالمنطقة خاصة قضيتي سوريا والربيع العربي".
ومن جنيف اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان رئيسها بيتر مورر سيلتقي الرئيس السوري على ان يتركز الحديث على الوضع الانساني والمشاكل التي تواجه عمل اللجنة الدولية والهلال الاحمر العربي السوري لمساعدة الاشخاص الذين تأثروا باعمال العنف."
اللواء
بدورها صحيفة اللواء تناولت ما صرح به وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ومطالبته قطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة الاميركية بوقف تسليح وإرسال الارهابيين الى سورية.
دمشق: نجاح مهمة الإبراهيمي رهن بتوقُّف الدول عن دعم المعارضة المسلّحة
عبد الباسط سيدا يطالب من مدريد بـ«تدخّل عسكري سريع» لحماية المدنيين
وكتبت تقول الصحيفة "قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في مؤتمر صحفي بدمشق: «ما يجري على الأرض في سوريا هو مؤامرة وعناصرها واضحة وظاهرة ومتوفرة وهي ليست جديدة».
وأضاف: «أنا أعتقد بأنّ شرط نجاح الأخضر الإبراهيمي في مهمته يتوقف على قيام دول محددة.. قطر والسعودية وتركيا بالالتزام علنا بنجاح الخطة.. خطة النقاط الستة.. والتوقف فورا عن إرسال السلاح وإغلاق حدودها في وجه المقاتلين وإغلاق معسكرات التدريب والإيواء».
وتابع: «الكرة ليست في الملعب السوري.. الكرة في ملعب السعودية وقطر وتركيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة».
وانتقد الزعبي الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي الذي قال في الأسبوع الماضي بأنّ التضامن مع الشعب السوري «ضد نظام قمعي فقد شرعيته واجب أخلاقي بمثل ما هو ضرورة سياسية واستراتيجية».
ومضى يقول: «من المؤسف أنه بعد أن يرحل الرئيس مبارك يحل محله رئيس آخر الفرق بينه وبين مبارك هو اللحية.. فأين النظام الجديد من كامب ديفيد والأمن القومي. إن مرسي يدعم اسرائيل ولم يساعد القضية الفلسطينية».
وأردف قائلا: «إنّ الدم السوري في رقبة محمد مرسي ومن هم مثله بسبب إرسالهم السلاح والمال والدعم السياسي واستضافتهم القتلة على أراضيهم».
الإبراهيمي
من جهته، وصف المبعوث الدولي مهمته المقبلة بأنّها شبه مستحيلة، مؤكدا انه يخشى ثقل المسؤولية التي تحملها مهمته.
وقال الابراهيمي الدبلوماسي المحنك، الذي خلف كوفي انان الذي قال انه لم يعد ير سبيلا لانجاز مهمته، في مقابلة مع BBC في نيويورك: «ادرك كم هي صعبة - انها تقريبا مستحيلة. لا استطيع ان اقول انها مستحيلة - (انها) تقريبا مستحيلة».
وأقرَّ الابراهيمي ايضا ببعض المخاوف حيال مهمته، قائلا بأنّه يفهم احباط البعض من غياب تحرك دولي في سوريا.
وأضاف: «أشعر بالذعر من ثقل مسؤوليتي. الناس تقول الناس تموت وانت ماذا ستفعل؟ ونحن لا نفعل الكثير، وهذا في حد ذاته ثقل مرعب».
سيدا لحماية المدنيين
في المقابل طالب المجلس الوطني السوري المعارض امس بتدخل عسكري سريع لحماية المدنيين من قصف قوات النظام السوري، وذلك خلال زيارة رئيس المجلس لمدريد.
وقال رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا اثر لقائه وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو: «نحتاج الى تدخل انساني ونطالب بتدخل عسكري من اجل (حماية) المدنيين السوريين».واوضح سيدا ان النزاع في سوريا خلف حتى الان اكثر من ثلاثين الف قتيل وأجبر ثلاثة ملايين شخص على ترك منازلهم، اضافة الى اكثر من 250 الف لاجىء فروا من البلاد ونحو مئة الف معتقل.
وإذ طالب بتحرك سريع جدا للمجتمع الدولي، اعتبر سيدا ان الاتحاد الاوروبي يمكنه خصوصا اقناع روسيا بـ«تغيير موقفها» داخل مجلس الامن الدولي لجهة تأمين ممرات انسانية للاجئين.
وردا على الانتقادات التي تطاول المجلس الوطني كونه لا يضم مختلف مكونات المعارضة السورية، ذكّر سيدا بقرار المجلس توسيع اطاره التمثيلي ليضم ممثلين لمجموعات معارضة جديدة، وذلك في ختام اجتماع لقيادة المجلس في ستوكهولم السبت.
وقال في هذا السياق: «نحن مستعدون لضم كل المكونات، نحن مستعدون لاطلاق حوار وطني ينفتح على كل القوى» الديموقراطية.
وأضاف: «سوريا بلد متعدد العرق والديانة وسيكون هناك مكان للجميع في المستقبل».
الصليب الأحمر
ومن جنيف، اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس عن ان رئيسها الجديد بيتر مورر في طريقه الى دمشق حيث سيلتقي الرئيس السوري بشار الاسد.
وقالت المنظمة الدولية في بيان: «إنّ رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر مورر يصل الى دمشق في زيارة تستمر ثلاثة ايام هي الاولى منذ توليه منصبه في الاول من تموز».
وأضافت: «إن مورر سيلتقي الرئيس السوري بشار الاسد ووزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ووزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم الشعار ووزير الصحة سعد عبد السلام النايف ووزير الدولة للمصالحة الوطنية علي حيدر»، موضحة أن المحادثات ستتناول خصوصا «القضايا الانسانية الملحة».
ونقل البيان عن مورر قوله: «من المهم جدا لنا وللهلال الاحمر السوري ان نتوصل الى تعزيز عملنا الانساني بشكل كبير».ولفت مورر إلى أنه سيواصل أيضا جهود ضمان وصول الصليب الأحمر لمراكز الاعتقال السورية تقول جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان بأنّ عشرات الآلاف ممن اعتقلوا أثناء الصراع المستمر منذ 17 شهرا محتجزون فيها وإن من بينهم مراهقين.
وقال في بيان: «في وقت يتعرض فيه المزيد والمزيد من المدنيين لعنف شديد فإن نجاحنا ونجاح الهلال الأحمر العربي السوري في زيادة استجابتنا الإنسانية بدرجة كبيرة تكون على أقصى قدر من الأهمية».
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأنّها وزعت بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري مواد إغاثة على أكثر من 800 ألف شخص هذا العام معظمهم نازحون ويقيمون في ملاجئ مؤقتة من بينها مدارس وضمنوا حصول أكثر من مليون شخص على ما يكفي من المياه النظيفة.
فابيوس
وفي المواقف، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأنّ أي استخدام للأسلحة الكيماوية أو البيولوجية من جانب القوات النظامية في سوريا سيثير رد فعل «قويا وخاطفا» من الغرب.وأضاف فابيوس: «تحدثنا حول هذا الأمر خاصة مع شركائنا الأمريكيين والبريطانيين ونتابعه عن كثب بصفة يومية».
وقال فابيوس لقناة (بي.اف.ام) التلفزيونية: «ردنا.. سيكون قويا وخاطفا. إن الأسلحة الكيماوية تشكل خطرا كبيرا للغاية في الأزمة السورية».
ولدى سؤاله حول ما إذا كانت القوى الغربية قد اتفقت على طبيعة الرد على استخدام الأسلحة الكيماوية قال فابيوس بأنّه يعتقد بأن هذه القوى ستتحد.
وأضاف: «كانت روسيا حازمة للغاية في هذه النقطة والصينيون تبنوا نفس الموقف»."