أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الاربعاء 05-09-2012
أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الاربعاء 05-09-2012
عناوين الصحف
- النهار
مصالحة الحريري - جنبلاط أطاحت قانون الانتخاب والراعي "يفرمل"
إقرار سلسلة الرتب والرواتب اليوم
58 نائباً وقعوا مذكرة لتعليق العمل بالاتفاقات الموقعة مع سوريا
محفوض لـ"النهار": كلام ميقاتي لم يكن مريحاً ونتجه إلى الاضراب غداً
- السفير
أفكار للتحايل على صعوبة التمويل: التقسيط ووقف التوظيف وبيع الهواء!
سلسلة الرتب والرواتب تلتف حول «عنق» الحكومة
- الأخبار
بعبدا ترى مذكّرة 14 آذار غير واقعية
- المستقبل
سليمان سيدرس بـ "تمعّن" مذكرة "14 آذار" .. وفرنسا مهتمّة بالحفاظ على لبنان بـ "منأى عن الأزمة السورية"
الحريري يلتقي فابيوس وجنبلاط في باريس
- الانوار
مشكلة الملياري دولار تضع الحكومة بمواجهة المعلمين والمدارس والموظفين
- اللواء
مجلس الوزراء اليوم ساحة مواجهة حول السلسلة والموقف من سوريا
عون يتوعد.. وحسين الخليل يزور رئيس الحكومة.. و8 آذار ترفض مذكرة 14 آذار لسليمان
الحريري يلتقي فابيوس ... ويستقبل جنبلاط «لإعادة وصل ما انقطع»
- الشرق
مذكرة 58 نائباً: إلغاء المعاهدات وشكوى عربية – أممية ضد سوريا
- البناء
سيدا يصيب 14 آذار فتفتح النار على سورية
علي عبد الكريم: تنفذ أجندات خارجية.. عون: وصلنا إلى مكان خطر جداً
- الشرق الأوسط
علوش يؤكد لـ «الشرق الأوسط» أن تجنب الفتنة يكون بإخراج لبنان من التبعية لـ«ولاية الفقيه»
- البلد
الحكومة تلهو بملفاتها وكرة الثلج السورية تتدحرج
- الحياة
الحريري التقى فابيوس ثم جنبلاط... وعون جدد حملته على فرع المعلومات
مذكرة 14 آذار لسليمان: طرد سفير دمشق وطلب مساعدة اليونيفيل لضبط الحدود مع سورية
- الديار
إحالة مشروع موازنة 2013 على مجلس الوزراء و2012 على مجلس النواب
المواطن يسأل عن حسابات ال 11 مليار دولار وكيفية تجاوز الانفاق العام بين 2006 و2010
- الجمهورية
14 آذار تُحذر اللبنانيين من السفر إلى سوريا وتدعو لتأليف حكومة إنقاذ وطني
تصعيد حملة طرد السفير السوري
أبرز المستجدات
- الجمهورية: هاشم لـ"الجمهورية": كلام نصرالله عن الاستعداد لاحتلال الجليل ضمن أسس الإستراتيجية الدفاعية
أيّ حرب قد تُشنّ للقضاء على خيار المقاومات في لبنان وفلسطين يصبح لزاماً التدخّل فيها...هاشم لـ"الجمهورية": كلام نصرالله عن الاستعداد لاحتلال الجليل ضمن أسس الإستراتيجية الدفاعية
أشار عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم في تصريح لصحيفة "الجمهورية"، إلى أنّ "كلام امين عام "حزب الله" حسن نصرالله عن الاستعداد لاحتلال الجليل، ترك ارتياحاً كبيراً لدى الشعب اللبناني وأكّد له أنّ هناك مقاومة فاعلة تستطيع أن تقارع ليس فقط العدو الإسرائيلي، إنما كلّ مَن تسوّله نفسه الاعتداء على لبنان"، مشدّداً على أنّ "الكلام عن الجليل يقع ضمن أسس الإستراتيجية الدفاعية التي تقوم على مبدأ الجيش والشعب والمقاومة. فلبنان ما زال في دائرة الخطر الإسرائيلي".وقال: "من السابق لأوانه الحديث عن احتمال تدخّل "حزب الله" إلى جانب إيران في حال شُنّت حرب أميركية - إسرائيلية ضد الأخيرة، لأنّ الأحداث هي التي تفرض نفسها على الواقع، ولكنّ أيّ حرب من هذا النوع قد تُشنّ بهدف القضاء على خيار ونهج المقاومات في لبنان وفلسطين، ويصبح لزاماً على كلّ مقاومة معنية بهذا الأمر التدخّل في الحرب"، مؤكّداً أنّ "ما يحصل في المنطقة لا يقف عند حدود ضيقة، إنّما يستهدف الجميع وذلك ضمن إطار مشروع متكامل هدفه القضاء على حركات التحرّر في العالم".
- الديار: حرب أعصاب ارتفع معها مستوى «الادرينالين» خلال اطلالة «التحديّات الأمنيّة» لنصرالله.. أمن المقاومة يربح «الماراتون» بعد تفوّقه على «عدّائي» الموساد في سباق «المائة متر»
مع كل اطلالة تلفزيونية للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اكانت مقابلة او مشاركة عبر الشاشة في افطار او مناسبة او مهرجان، ينطلق بالتوازي معها نوعين من السباق الاول سياسي والاخر امني، فيما يخص الاول فان ما يسبق اطلالاته هو بحث عن الجديد في المواقف، واسباب اختيار التوقيت للظهور، اما ما يليها فاصبح عادة مملة يمارسها خصومه الذين يحاولون البحث بين كلماته عن «زلات» تدينه للبناء عليه وتهشيم صورته وصورة حزبه، وحدها اسرائيل تأخذ بجدية متناهية كل تفصيل يقوله وتبني على الشيء مقتضاه اثر كل معادلة يبرع في تقديمها في الزمان والمكان المناسبين. اما ما يتعلق بالسباق الامني بين اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والغربية وبين امن المقاومة، فذروة السباق والتحدي وصراع الادمغة يكون عادة في زمن وجود السيد على الهواء، واذا كانت المرات السابقة قد شهدت سباقا لفئة المائة متر فان ما حصل اول من امس كان سباق «ماراتون»، حيث كانت دقات القلب وخفقانه وصوت الانفاس يصم الاذان، في حرب اعصاب ارتفع معها «الادرينالين» الى اعلى مستوياته. فما الذي حصل؟ ولماذا يمكن ان يطلق على ساعات الظهور التلفزيوني هذه «اطلالة التحديات» الامنية؟
في تحليلها للمضمون وقبل الحديث عن «صراغ الادمغة»، ترى اوساط سياسية مطلعة انه سواء حملت مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اي جديد نوعي او لم تحمل، فانها ستحصد ردود الفعل نفسها ومن ذات الاشخاص المتخصصين بالرد على كلماته، وما ورد في اللقاء لم يكن مفاجئاً بشكل عام، فلم يكن احد مثلا ينتظراجابات على اسئلة حول الوضع المادي للحزب واسباب افلاس شركاته، وكذلك اسباب استمرار هروبه من البلاد دون مبررات مقنعة، فهذا السيد نصرالله وليس زعيم المعارضة سعد الحريري، واذا كان هناك من كان ينتظر ان يرد السيد على مواقف زعيم القوات سمير جعجع المهجوس بفتح حوار ولو على الهواء مع قائد المقاومة، فهو ايضا غير مدرك لطبيعة الرؤية الخاصة لهذا الرجل وموقفه من تلك «الجعجعة» البعيدة عن الواقع، اما ثبات الموقف من الازمة السورية فكان امرا متوقعا، واعادة شرح المعادلات الخاصة بالصراع مع اسرائيل كان ايضا امرا متوقعا، والموقف الرافض للفتنة السنية الشيعية لطالما كان حاضرا في خطاباته السابقة، واذا كان البعض قد حاول قبل ساعات من اللقاء استدراجه مجددا الى اعتذار من «ثوار» سوريا، فهو مرة جديدة فشل في قراءة عقل ونمط تفكير هذا الرجل وحزبه، وحدهم في اسرائيل عادوا مرة جديدة ستة سنوات الى الوراء وحملوا بين ايديهم، كما فعلوا خلال حرب تموز، ما يساعدهم على تسجيل الملاحظات بعناية دقيقة لمعرفة حقيقة ما ينتظرهم في المستقبل القريب والبعيد اذا ما ارتكبت حكومتهم حماقة جديدة.
وفي هذا السياق ترى تلك الاوساط ان السيد نصرالله كان واضحا في رسالته المشتركة الى الداخل الاسرائيلي والى الداخل اللبناني المتخاصم معه، فهو على طريقة «اللقاح التذكيري»، اعاد تثبيت معادلة «الهجوم»: خير وسيلة للدفاع،عندما تحدث مجددا عن امكانية اعطاء الاوامر لمجموعات المقاومة للدخول الى الجليل اذا ما اقتضت المصلحة ذلك،وهذه المعادلة تذكر الاسرائيليين بان لعبتهم القديمة - الجديدة التي اعطت وتعطي حروبهم على العرب صفة الحرب الدفاعية، ستنقلب عليهم هذه المرة، وما استخدموه في السابق بات مدرسة تبنت المقاومة تعاليمها وبات بامكانها تطبيقها حينما تشاء، اما الخصوم اللبنانيون فبات عليهم توسيع افاقهم البحثية والتعليمية عندما سيعودون مجددا الى طاولة الحوار لبحث الاستراتيجية الدفاعية بعد ان طرأ على هذا النوع من الملفات تقدم نوعي يحتاج الى المزيد من الاطلاع والمعرفة الدقيقة في العلوم العسكرية والتكتية.
وبرأي تلك الاوساط لم يكن الاسرائيليون فقط وحدهم من دقق بكلمات السيد هذه المرة، واذا كان قائد المقاومة قد تقصد الابقاء على «الغموض» بشأن رد الفعل الايراني على اي ضربة لسوريا، فالاميركيون استمعوا وفهموا جيدا المفردات التي استعملها للرد على الرسالة غير المباشرة التي حملها الاوروبيون للايرانيين وفيها تنصل مسبق من اي مغامرة اسرائيلية ضد ايران، وكانت الرسالة واضحة لا تقبل اي التباس مفادها ان اي حماقة اسرائيلية تتحمل مسؤوليتها واشنطن ولذلك لن تبقى القواعد الاميركية بمنأى عن اي رد عسكري ايراني، وهذا يعد رفعاً لسقف التحدي وتاكيداً على وجود القدرة العسكرية اللازمة للقيام بذلك، ولو كانت التكتيكات العسكرية تسمح بفضح الخطط والمعلومات لخرج احد ضباط المقاومة الى جانب السيد ومعه الخرائط التفصيلية لتلك القواعد، ومعها ايضا الخرائط المرمزة للقواعد العسكرية والاستراتيجية في اسرائيل ومعها اسماء وارقام الشوارع والازقة، وحتى اماكن سكن القادة العسكريين والمدنيين.
اما لماذا كانت هذه المقابلة هي «اطلالة التحديات الامنية»؟ فهذا يعود الى محتطين بارزتين خلال هذا اللقاء المطول، الاول تحدي غير مقصود فرضته «مفاجئة تقنية»، والثانية مقصودة اختار السيد نصرالله الكشف عنها عن سابق تصور وتصميم عندما كشف عن زيارته الى دمشق في بداية الازمة السورية ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد، وبغض النظر عن مضمون اللقاء الذي كشف للقاصي والداني عن عمق العلاقة ومتانتها بين الرجلين، وكشف ايضا عن مدى المكانة الكبيرة التي يحتلها السيد في العاصمة السورية، فان مجرد الحديث عن قدرة السيد نصرالله على التحرك في هذه البقعة الجغرافية الواسعة وانتقاله الى خارج الحدود في التوقيت الذي يراه مناسبا، يعد ضربة قاسية للمخابرات الاسرائيلية ومن معها من اجهزة غربية وعربية تترصد تحركاته وتحاول تعقبه اذا ما تنقل بين شارع واخر في ضاحية بيروت الجنوبية، وهو بالامس اراد ابلاغ من يعنيهم الامر ان حزب الله يملك القدرات الكافية التي تخوله التمويه والتأمين والرصد التي تخول امينه العام التحرك متى يشاء واين ما يريد داخل لبنان وخارجه في الدول الحليفة، ومن كان يظن من قادة اسرائيل انه انتصر في حرب 2006 عبر تحقيق انجاز كبير من خلال اجبار السيد نصرالله على الاختباء تحت الارض، فهو اكتشف قبل ساعات من الان ان خيبة امله كبيرة بعد ان اكد السيد نصرالله انه يرى الشمس حين ما يريد.
اما قمة الاثارة فكانت عندما تعطل بث الحلقة فجأة نتيجة انخفاض الترددات سببها عطل تقني فانقطع «الهواء» لمدة تقارب الثمانية دقائق، عندها وعلى عجالة تم طرح سلسلة من الاسئلة التي تحتاج الى اجابات سريعة نتيجة سقوط عامل امني شديد الاهمية كان يشغل الاسرائيليين وعملائهم لساعات طويلة قبل ان يصلوا الى اجوبة دقيقة حوله، وهو هل الحلقة مباشرة ام انها مسجلة؟ والاهم من ذلك كان السؤال المركزي حول اسباب هذا العطل المفاجىء، هل اكتشف احد ما الترددات ودخل عليها ونجح في ايقاف البث؟ اذا ثبت ذلك فيعني ان الخطورة اكبر؟ لذلك كان السؤال المركزي هل تكمل الحلقة ام تتوقف؟ ما هو حجم المخاطرة الامنية من استمرار وجود السيد على الهواء مباشرة بعلم الاسرائيليين ومن معهم من اجهزة اخرى؟ هل يتم الاكتفاء بتقليص الوقت المخصص للحلقة ام تترك الامور كما كان متفق عليه مسبقا؟
كل هذا الكم الهائل من التساؤلات حسمته على عجل الثقة بالاجراءات الامنية المتخذة رغم خسارة عامل الوقت الذي كان ينهك الاسرائيليين ويجعل المقاومة تتقدم عليهم دائما بخطوة، لكن «العيون» الاسرائيلية اصطدمت بسلسلة من الاجراءات الاحترازية المعقدة التي تجعل من امكانية العثور على مكان البث «الحقيقي» امرا شبه مستحيل نتيجة استخدام اكثر من موقع للارسال والبث، وخروج ووصول معقد للترددات المنخفضة عبر استخدام اكثر من «مايكرويف»، وقد ساهمت تلك الامور مجتمعة اضافة الى سلسلة من الاجراءات الميدانية لاخراج فريق العمل والسيد نصرالله من موقع تصوير لن يستخدم مرة اخرى، وقد تاخر الاسرائيليون في اكتشافه،واذا كان امن المقاومة قد ربح في السابق سباق المائة متر في حماية السيد عبر مرافقته للحظات في الشارع واخراجه دون ان يمسه اذى، فهذه المرة تفوق على «عدائي الموساد» في سباق مارتون نوعي استمر لنحو ثلاث ساعات وعلى الهواء مباشرة.
- السفير: رداً على مأزق «حزب الله» الأخلاقي والديني.. الأزمة السورية ومعضلة القيم والمصالح
المدخل الرئيسي للانتقادات الموجهة لموقف «حزب الله» من الازمة السورية يمكن اختصاره بتقديم الحزب لحساباته الإستراتيجية على اعتباراته العقائدية والأخلاقية (كما فعلت مؤخراً الدكتورة هلا امون بمقالها في «السفير» مأزق حزب الله الأخلاقي والديني). وما يزيد من وطأة هذا النقد أنه يصيب المكون المركزي في بنية الحزب, أي المكون القيمي في حزب عقائدي إسلامي امتازت تجربته التاريخية بالصدقية الأخلاقية والمناقبية والثبات الإيماني المرتبط بقضايا المظلومين والمستضعفين.
منهجية حزب الله إزاء معضلة القيم والمصالح
لا شك أن أبرز التحديات التي يمكن ان تواجه لاعباً سياسياً ما هي وقوعه في تناقض بين مصالحه وقيمه. ولا شك أيضاً، أنه لا بد أن يواجه كل لاعب سياسي في لحظة ما تناقضاَ بين قيمه ومصالحه, فذلك من طبيعة السياسة التي تحكمها الصراعات والتوازنات ومحدودية الموارد. في مواجهة هذه المعضلة التي تعرض لها «حزب الله» مراراً في المقاومة والسياسة الداخلية وعلاقاته الخارجية, لا يمكن للحزب ـ كما سواه - أن يتجاهل الوقائع المادية وتوازنات القوى بشكل كامل, وإلا لكان حزباً مجنوناً. لذا ما يقوم به الحزب هو صياغة أهدافه العقائدية ضمن سلم اولوليات، بهدف توجيه موارده المادية المحدودة, عند الضرورة, نحو الاولوية الأهم على حساب اولويات عقائدية اخرى. في هذا الإطار, يشخص الحزب، ومنذ نشأته، موضوع المقاومة كأولوية مطلقة لا يتقدم عليها شيء، وهذا ما أتاح للحزب انتصارات مذهلة، أنتجت تحريراً ومنعة للبنان وتراجعاً عميقاً للمشروع الاميركي - الصهوني في الشرق الأوسط, وهو تراجع أتاح للشعوب العربية إمكانية الانتفاض على حكامها التابعين لواشنطن.إذاً حزب الله حزب عقائدي إيماني ولكن بحسابات إستراتيجية, فالحزب اضطر مراراً لتأخير أهداف قيمية وإيمانية معينة في سبيل حفظ المقاومة، أي أولوية الأولويات, فالحزب لم يتدخل بشكل مباشر في كثير من القضايا المحقة لرفع الظلم عن المسلمين، ومنهم الشيعة اتقاءً لفتنة أو استنزاف يصيب المقاومة ويضعفها. والحزب أيضاً حالف، سياسياً، الفاسدين وأتباع واشنطن رغم الإشكال الأخلاقي في ذلك ليبعد المقاومة عن البازار اللبناني الموبوء, ما استطاع الى ذلك سبيلاً. هذا التقديم لأولوية المقاومة ليس عبثياً وليس محض عقائدي كما يعتقد كثيرون, بل قائم على قراءة سياسية وتاريخية ترى في سياسات الدول الكبرى تجاه المنطقة العقبة الاساسية أمام كرامة وحرية ورخاء الشعوب, فظاهرة الاستبداد ليست إلا تجلياً لهذه للسياسات الإمبريالية. إذاّ حسب رؤية الحزب فإن الاستبداد والظلم غير قابلين للمعالجة بشكل مستدام ما لم تنكفئ الهيمنة الأميركية والسطوة الإسرائيلية.
رؤيته لطبيعة الأزمة السورية
من اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة السورية سارع الحزب الى تشجيع القيادة السورية على إجراء إصلاحات جوهرية، سواء عبر تصريحات الأمين العام او من خلال الرسائل الخاصة بين الطرفين. ولكن هل كل ما يجري اليوم في سوريا هو خلاف وطني بين النظام والمعارضة؟ لقد بلغت الأزمة السورية مستوى من التدويل والعسكرة يندر أن حلَّ سابقاً في أزمات داخلية مماثلة؟ هل نستطيع تجاهل موقف الغرب والخليج وغاياتهم وممارساتهم؟ هل المطلوب من حزب الله المستهدف الأول من الدور الغربي - الخليجي أن يتجاهل كل هذه الوقائع؟ بالمقابل كان موقف الحزب من الحدث السوري متوازناً, الدعوة الى حوار وطني وإصلاحات شاملة وضمانات كافية للمعارضة, فهل هذا يناقض الأسس الأخلاقية والقيمية للحزب؟ وماذا عن تجاهل آلآلاف من التكفيريين والمرتزقة في سوريا وارتكاباتهم, أين الأخلاق في ذلك؟ هل يصدق أحد أن الكتلة الشعبية المنتفضة تحركها تنظيرات ميشال كيلو وهيثم مناع ورفاقهم؟ نعم لم يكن نقد الحزب لأخطاء النظام علنياً وقاسياً ولكن في الموقف السياسي كان الحزب يشدد على إدانة العنف ويسعى للحوار لتحقيق الإصلاح بما يضمن سوريا ديموقراطية ممانعة. لم تلق دعوة الحزب النجاح، ليس فقط بسبب أخطاء النظام، بل بسبب الضغوط الدولية وانجرار المعارضة بقسمها الأكبر نحو القوى الدولية التي تسعى لكل شيء إلا لسوريا ديموقراطية.
تشخيص الحزب لـتأثيرات الأزمة على موقعه في الصراع الإقليمي
هناك مبالغة غير بريئة في اعتبار الأزمة السورية خطراً وجودياً على المقاومة, بالتأكيد إنها تحد إستراتيجي لها ولكن المقاومة قادرة على التكيف مع أسوأ السيناريوهات السورية. بالطبع الحزب تلقى خسائر في سوريا حتى مع بقاء النظام ,إذ تشوهت صورته، ولكن ذلك ليس متربط بأحقية أو ببطلان موقفه بل بفعاليته الإعلامية والسياسية مقابل الآخرين في إبراز تفسيره للمشهد. ونعم أصيب الحزب بالإرباك في بداية الأحداث السورية, ولكن أليس هذا حال واشنطن في أحداث مصر وتونس والبحرين. القول إن الحزب قابل لتلقي الضربات والإرباك ليس نقيصة, هذه حال حتى أعتى القوى الدولية, العبرة في قدرته على التكيف والمرونة والمناورة وابتكار مسارات جديدة, ومن ثم الناتج النهائي للمواجهة. لذا، لا معنى للحديث المفتعل والمضخم عن خوف الحزب وتخبطه. بالنهاية لا منتصر في الأزمة السورية. ما يحد من خسارة «حزب الله» في سوريا هو خروجها من إطار المباغتة والصدمة, والحزب قادر على التأثير السياسي العميق في الوضع السوري بأي مرحلة بشكل مباشر او عبر حلفائه. أما ممرات السلاح فهي أهون المشاكل. مهما صح من انتقادات لسياسات النظام السوري الداخلية إنما، في المقابل لا يصح إنكار شراكة النظام الكاملة في جملة الهزائم التي ألحقت بالأميركيين والصهاينة في المنطقة. وعليه ليس موقف الحزب في سوريا من باب «التعمية» او «الإنكار» او «الولاء شبه المطلق للنظام السوري» (كما اوردت الدكتورة هلا أمون) بل من باب قراءة شاملة للأزمة السورية، ولدور الداخل والخارج فيها، وإدراك عميق لدور سوريا في المقاومة. نعم، تُبرز التغطية الإعلامية والمذهبية للأزمة بأن «حزب الله» يتجاهل التزامه الديني والأخلاقي لأجل مصلحة مادية, ولكن في ذلك جملة شبهات, فالحزب لديه وقائع كافية موثقة بأن ما يجري يتجاوز بكثير كونه انتفاضة شعبية, والتزامه الأخلاقي هو تجاه السوريين جميعاً, معارضين ومؤيدين، تجاه نظام عانى الكثير لوقوفه في خندق المقاومة، حين كانت أنظمة العرب تطعنها بخناجرها الملوثة بالنفط. والأهم أن المصلحة المادية للحزب ليست مصلحة سياسية ضيقة وفئوية، بل تتمثل في حرمان أميركا وإسرائيل من مكسب كبير، ستستغله لإعادة إحكام هيمنتها على المنطقة وشعوبها بعد سنوات من إنجازات المقاومة وتضحياتها.لطالما تحمل حزب الله طوال مسيرته كثيراً من الجراح التي تناستها خدمة للمقاومة, تناسى طعنات السلطة اللبنانية, وغدر خصومه المحليين, وخيانة العملاء, وجشع الحلفاء, وتآمر أنظمة العرب, وإنكار الشركاء, تناسى كل ذلك لأجل المقاومة لأنها مشروع حياة لكل هذه الأمة.«حزب الله» معترف بحق الشعب السوري في تقرير مصيره, ويدعو للحوار ولعملية سياسية بضمانات كافية لكلا الطرفين, فيما الآخرون على شعار، إما رحيل الأسد وإما الحرب المذهبية الطاحنة. أما بعض المثقفين فمكتفون ببياناتهم عن «المدينة الفاضلة» يلقونها في واد سحيق أصم. في خضم كل ما يجري في سوريا, نحن جميعاً في مأزق اخلاقي (وليس «حزب الله» كما رأت الدكتورة هلا). الفارق أن بعض من هم في المأزق وقعوا فيه كراهية تفادياً لمأزق أخلاقي ووجوي آخر أشد وطأة على الأمة جمعاء, في حين وقع البعض الآخر طواعية في المأزق خدمة لمأزق أخلاقي أكثر وضاعة. ليس «حزب الله» مثقفاً في مكتبة او مبشراً في دار وعظ, بل مقاومة في جبهة الحق بوجه استكبار عالمي, ولهذا الموقف تكاليف يرتضيها الحزب من سمعته وصورته ولحمه ودمه, وهذا هو رأسماله الأخلاقي الذي لا يفنى.
- اللواء: المناورات الإسرائيلية تتواصل بكثافة في مرتفعات الجولان ومزارع شبعا
تتواصل المناورات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة الشمالية من فلسطين المحتلة، وفي كل من الجولان ومزارع شبعا المحتلتين، إذ تسارعت وتيرتها خلال الفترة الماضية لتصل إلى ذروتها أمس، حيث نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مناورة عسكرية ضخمة بالذخيرة الحية داخل مرتفعات الجولان المحتلة امتدت لاحقا الى مزارع شبعا المحتلة، شاركت فيها دبابات من طراز ميركافا وناقلات جند مدرعة، في ظل تحليق مكثف للطيران الحربي الذي نفذ العديد من الطلعات الاستكشافية والغارات الوهمية في سماء المنطقة، وصولا حتى تخوم قرى العرقوب المحررة، واستخدمت فيها كافة الأسلحة، بحيث كان يسمع الى داخل المنطقة المحررة دوي الانفجارات مترافقة مع اطلاق رشقات رشاشة ثقيلة بشكل متقطع تزامنت مع تحليق مكثف للطيران المروحي الذي حلق لأكثر من ساعة بشكل دائري وعلى ارتفاعات منخفضة فوق المواقع الاسرائيلية المنتشرة عند الخط الفاصل ما بين المزارع ومرتفعات الجولان انطلاقا من وادي العسل غربا وحتى مركز التزلج شرقاً.بموازاة ذلك، كثفت قوات الاحتلال من دورياتها الراجلة والمؤللة بمحاذاة السياج الحدودي في محاور الوزاني والجزء اللبناني المحتل من الغجر، وصولا حتى العباسية حيث سجل تمركز قوة مشاة مدعومة بثلاث سيارات جيب هامر، مقابل البوابة الشرقية للعباسية، وعملت عناصر الدورية على مراقبة واستطلاع الجانب اللبناني في الجهة المقابلة بواسطة منظار مثبت على احدى الاليات.وتفقدت عناصر اخرى السياج الشائك واجهزة المراقبة المثبتة عليه قبل ان تنكفئ جنوبا باتجاه موقع تلة الضهرة شرقي الغجر.أما في الجانب اللبناني، فقد نشطت الدوريات التابعة لقوات «اليونيفيل» والجيش اللبناني في النقاط الامامية المحاذية للخط التقني مقابل مواقع جيش الاحتلال في محيط الشطر الشمالي اللبناني المحتل من بلدة الغجر وفي محاور العباسية المجيدة بسطرة وبركة النقار، وتمركزت قوة من الكتيبة الهندية مدعومة بناقلة جند مدرعة، لمراقبة ما يجري في الجانب الاخر من السياج الحدودي.
- اللواء: مستقبل لبنان على المحك وسط الأمواج المتلاطمة على الساحتين الإقليمية والداخلية ..تهديدات واستعدادات ومناورات إسرائيلية تطال صواريخ «حزب الله» في أي حرب
{ هل ينجح لبنان في حفظ الحدود مع سوريا بتنفيذ بنود القرارين 1701 و1559؟
يواجه الوضع اللبناني هذه الأيام ثلاثة أنماط من المواجهات تتركز في خلفياتها وظاهرها على الحالة الأمنية، التي تُعتبر محور الحركة على الساحة اللبنانية بين مختلف الفئات المتصارعة حول التأثرات والتأثيرات التي تدور على الساحتين المحلية والإقليمية، ومدى تعاطي كل فئة في مضامين الربح والخسارة التي تضع لبنان في الإطار العام في مواجهة المصير والاستقرار ومدارج الدولة بشكل عام..ففي هذا الوقت وبالتلازم، وجد لبنان نفسه أمام هذه الاستحقاقات التي يتم على أساسها إجراءات تتناول مجمل قضاياه في العمق من ناحية، وفي سبل المواجهة من جهة ثانية، التي تجري على الساحة وفق معطيات وأهداف وآراء كل فئة من اللبنانيين الذين يجدون أنفسهم أسرى الوقائع الداخلية من جهة، والوقائع الجارية على المسرح الإقليمي وحتى الدولي المفروز هو الآخر وفق معطيات الفئات اللبنانية..وجاء التجديد لقوات الطوارئ الدولية «اليونيفل» العاملة في لبنان، بناءً أو انطلاقاً مما يدور في لبنان وينعكس بالتالي على «مجلس الأمن الدولي»، وما يدور فيه من تجاذب وصراعات في صور أخرى مماثلة، ولقد تم الأمر بعون الله واستطاع لبنان أن يحظى بالتجديد لقوات «اليونيفل» سنة أخرى، متعهداً بالتصدي لكل محاولات تهديد أمن لبنان واستقراره نتيجة تزايد العنف وتصاعد التوتر في البلاد..كما استذكر «مجلس الأمن» ضمن القرار الذي أصدره تفويض قوات «اليونيفل» في الجنوب، التصدي لكل محاولات تهديد الأمن والاستقرار في لبنان، مؤكداً عزمه على ضمان ألا تمنع مثل هذه الأعمال التهديدية قوة حفظ السلام التابعة لـ «الأمم المتحدة» في لبنان من القيام بدورها..
الحدود الجنوبية
{ وأول المواجهات أو العقبات - إذا جاز التعبير: هو التجديد لقوات «اليونيفل»، حيث جرى هذا الأمر بالتلازم مع الوضع الدقيق والحساس لما يدور على الساحة الإقليمية ما بين «إسرائيل» التي تهدد وتتوعد بشن حرب واسعة النطاق على إيران ومنشآتها النووية، وما يحيط بها من تشعبات وتداخل ما بين مشاركة سوريا من جهة، وما بين «حزب الله» في لبنان من جهة أخرى، المتعاطفين مع إيران، وتعتبرهما «إسرائيل» نقاط قوة ومشاركة في الحرب التي تهدد بها إيران، وتشمل في الوقت نفسه تهديدات «حزب الله» اعتقاداً، بل وبناءً منها على الاعتقاد، بأن الحزب لا بد أن يُشارك إلى جانب إيران، خاصة بترسانة الأسلحة الصاروخية التي يملكها الحزب، والتي هدد بها «إسرائيل» بالتدمير في حال جرى تنفيذ مثل هذه الحرب، فيما هدد المسؤولون الإسرائيليون بتدمير نصف لبنان في حالة مشاركة «حزب الله» في هذه الحرب.وليس هذا فحسب، بل إن «إسرائيل» بناءً على نواياها العدوانية، واستعداداتها المتلازمة مع إعلاناتها المتكررة عن هذه الحرب بعدة مناورات أجرتها وتجريها، نشرت لها الصواريخ المضادة، وآخر هذه المناورات، المناورة التي أجرتها أواخر الأسبوع الماضي قبالة بلدة عديسة الحدودية، وشاركت فيها الدبابات والطائرات، واستحدثت في أعقابها نقطة مراقبة جديدة بمحاذاة خط الانسحاب، الذي يفصل بين الأراضي اللبنانية المحتلة والأراضي المحررة عند التخوم الشرقية لمزارع شبعا المحتلة، وسط اجراءات أمنية مشددة اتخذتها هذه القوات في محيط المنطقة، إذ استقدمت جرافة ضخمة إلى منطقة جبل سدانة على مسافة 250 متراً من أحد مواقع الكتيبة الهندية العاملة ضمن قوات «اليونيفل»، وقامت بتجريف الأراضي، وإقامة سواتر ترابية في إحدى التلال المحاذية لخط الانسحاب في تلك المنطقة، وضعت عليها نقطة مراقبة جديدة لها تشرف على بركة النقار والأراضي المحررة في الجهة المقابلة، وقد تم تدعيم هذه النقطة بمجموعة من دبابات «الميركافا» وسيارات الأمن وقوة عسكرية من 50 جندياً.ولعل أخطر ما يجري على الساحة الدولية، وعلى ظروف ومعطيات الحرب ما بين «إسرائيل» وإيران، ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من دعوته للقوى العالمية «بوضع خط أحمر واضح للأنشطة النووية الإيرانية».وقال: «إن هذه لم تستطع إقناع طهران بتصميمها على منعها من حيازة أسلحة نووية».
ما بين «إسرائيل» وأميركا
ويقف المحللون أمام عدة تساؤلات مثيرة للاهتمام لما يجري ما بين «إسرائيل» والولايات المتحدة الأميركية حول نوايا «إسرائيل» العدوانية تجاه إيران ما كشفت عنه مجلة «تايم» نقلاً عن مصادر مطلعة في البلدين، «أن واشنطن تخفض بما يفوق الثلثين عدد العسكريين الأميركيين الذين سيتوجهون إلى «إسرائيل»، وتقلص عدد قدرة أنظمة اعتراض الصواريخ التي سيتم استخدامها أثناء مناورات مشتركة يُطلق عليها اسم «أوستير تشالنج 12» ومتوقعة في تشرين الأول».وبدلاً من حوالى 5 آلاف عسكري أميركي، سيرسل «البنتاغون» ما بين 1200-1500، رجل فقط، بحسب «تايم». وسترسل صواريخ «باتريوت» المضادة للصواريخ إلى «إسرائيل» كما هو متوقع، لكن مشغلي البطاريات الأميركيين لن يرسلوا إلى «إسرائيل» - بحسب المصدر نفسه.وبدلاً من سفينتي «ايجيس» المزودتين بدفاعات مضادة للصواريخ، لن يرسل الأميركيون سوى واحدة، لكن إرسال السفينة الواحدة ليس أكيدا حتى، كما أضافت «تايم».وباختصار، فان ما يريد الأميركيون قوله هو التالي: «لا نثق بكم» - كما أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير لمجلة «تايم».واعتبر بعض المحللين أن هذا الأمر يندرج في إطار الاعتراض الأميركي على محاولة «إسرائيل» شن عدوان على إيران، فيما اعتبر محللون آخرون أن المسألة تقع في إطار خدعة عسكرية أميركية بأنها غير مشاركة في هذه الحرب تجاه دول العالم.وعلى كل حال بعيداً من الوقائع الجارية على الساحة الإسرائيلية والدولية، ثمة قرار أعلنته «إسرائيل» عن أن تاريخ هذه الحرب هو الخريف المقبل، وأنه كما يبدو كل الاستعدادات تجري الآن قبل حلول هذا التاريخ، خاصة وأن مثل هذه الاستعدادات والمناورات مكلفة جداً، ولا تحتمل القول أنها مجرد استعدادات لا غير، خاصة أن العديد منها يتناول بشكل مباشر الحدود القريبة من لبنان، ومواجهة مشاركة «حزب الله»، خاصة الصاروخية في هذه الحرب، التي تطال بمداها كل الأرض الفلسطينية المحتلة من قبل «إسرائيل»....
أخبار محلية متفرقة
- الأخبار: «المستقبل» يعرقل الإفراج عن المخطوفين؟
بعد ستة أيّام على وصوله إلى إسطنبول، توجّه الشيخ سالم الرافعي فجر أمس إلى مدينة غازي عينتاب القريبة من الحدود التركية ـــ السورية. الزيارة أعطت انطباعاً بأن وساطة الرافعي من أجل الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين الـ10 في سوريا، قد طرأ عليها تطور مهم، استدعى منه هذا الانتقال.وتفيد المعلومات المتوافرة بأن الرافعي لم يغادر إسطنبول منذ وصوله إليها الخميس الماضي، ومدّد فترة إقامته أياماً بعدما كان مقرراً أن يعود إلى لبنان أمس. ولكن، في اللحظات الأخيرة، تغيّرت وجهته إلى جنوب تركيا بعدما حصل على «مؤشرات إيجابية في قضية المخطوفين»، بحسب مطلعين على ملف هذه القضية.فالرافعي بقي على اتصال مع بعض أعضاء هيئة علماء سوريا الذين تربطه بهم صداقة قديمة، سواء الموجودون في إسطنبول أو على الحدود التركية ـــ السورية، ويتواصلون بدورهم مع زملائهم في الهيئة داخل سوريا ومع الخاطفين.وفيما كان الرافعي ينتظر، حتى مساء أول من أمس، جواب الخاطفين، طلب منه أعضاء في هيئة علماء سوريا زيارتهم في غازي عينتاب لمناقشة الموضوع، لكنه رفض إذا لم تكن لزيارته نتيجة إيجابية. وهو ما تبلّغه بالفعل.وبعيد وصوله سادت أجواء تفاؤل في أوساط المتابعين وأهالي المخطوفين بقرب التوصل إلى مخرج للقضية، خصوصاً أن الرافعي اجتمع بعيداً عن الأضواء مع أعضاء هيئة العلماء. لكن هذه الأجواء تبخّرت تدريجاً نظراً الى تعقيدات عدة طرأت على القضية، منها تجديد الخاطفين طلبهم من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاعتذار علناً من «الشعب السوري»، عدا عن خطف مواطنين أتراك في لبنان.وجراء هذه التعقيدات، توقّع متابعون للملف أن «يكون هناك حلّ جزئي لهذه القضية، عبر إطلاق سراح رهينة أو رهينتين على الأكثر، كنوع من التجاوب المعنوي مع الرافعي، وإكراماً له من قبل هيئة علماء سوريا».ولا يردّ المتابعون هذا التراجع في قضية المخطوفين إلى العوامل السابقة فحسب، بل إلى دخول أطراف عدة على الخط، لبنانية وغير لبنانية، لعرقلة أي جهد يبذل لإيصالها إلى خاتمتها السعيدة، كي لا يسجلها أي طرف سياسي نجاحاً في خانته، أو العكس.وأبدت مصادر مطلعة على هذه الجهود لـ«الأخبار» تشاؤمها من إمكان تحقيق الرافعي نتيجة مرضية، لأن أطرافاً سياسية لبنانية، على رأسها تيار المستقبل، لا تريد لحكومة نجيب ميقاتي أن تسجل أي نجاح في هذا المضمار، وهي مستعدة لعرقلة أي مخرج للقضية إذا لم يكن على يدها.وفيما سمّت المصادر النائب عقاب صقر بالاسم وأنه «هو من يقوم بهذه المهام»، أكد مقربون من الرافعي هذه المعلومات، لكنهم لم يذكروا أسماءً. وأوضح هؤلاء لـ«لأخبار» أن «مشايخ من طرابلس يجهدون داخل لبنان وخارجه عبر اتصالات كثيفة» لإفشال مهمة الرافعي.وأبدت المصادر نفسها خشيتها من «وجود صراع داخلي في لبنان من شأنه أن يعرقل مهمة الرافعي في تركيا، عدا عن وجود جهات خارجية تتقاطع مصالحها مع مصالح هذا الداخل اللبناني لإبقاء قضية المخطوفين مُعلّقة».في غضون ذلك، توقف المتابعون لملف المخطوفين عند ذكر السيد نصر الله، أول من أمس، في حديثه إلى قناة «الميادين»، أن «هناك بعض العلماء من طرابلس يتابعون هذا الملف»، في أول إشارة غير مباشرة من رأس الهرم في حزب الله إلى دور الرافعي في هذا المجال. ما يعدّ «إشارة إيجابية يجدر التوقف عندها، كون أغلب الأطراف في الداخل اللبناني تعاطوا مع ملف المخطوفين من وجهة نظر إنسانية، متجاوزين خلافاتهم السياسية والطائفية والمذهبية». واستشهدت المصادر بزيارة أهل المخطوف السابق حسين علي عمر للرافعي في طرابلس، طالبين منه التوسط عند خاطفيه للإفراج عنه، وهذا ما حصل، ما دفع أهالي المخطوفين الآخرين إلى طلب مواعيد من الرافعي لزيارته والطلب منه تجديد وساطته للإفراج عن أبنائهم.
- الشرق الأوسط: خبير قانوني لـ«الشرق الأوسط»: نشر قوات دولية بحاجة لقرار جديد ولا يمكن أن يتم وفق الـ«1701»
أوضح نائب رئيس كتلة المستقبل النائب السابق أنطوان أندراوس أن دعوة «قوى 14 آذار» لانتشار القوات الدولية على الحدود مع سوريا تنطلق من التجربة الناجحة مع القرار «1701» الذي تمكن من وضع حد للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، لافتا إلى أن الاعتداءات السورية المتكررة على الأراضي والسيادة اللبنانية وسقوط ضحايا بشكل شبه يومي في صفوف اللبنانيين، باتت تستدعي حلا سريعا تتولاه الـ«يونيفيل»، متسائلا: «من يجرؤ من القوى السياسية على التصدي لطلب من هذا النوع بعدما أعرب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وأكثر من مرة عن امتعاضهما من الخروقات السورية للسيادة اللبنانية؟».وإذ أكد أندراوس عبر «الشرق الأوسط» أن خطوات «14 آذار» لن تتوقف عند حدود المذكرة التي وجهتها لرئيس الجمهورية، كشف عن إمكانية التوجه مباشرة إلى الأمم المتحدة عبر رسالة قد تعدها قوى المعارضة، وأضاف: «حان الوقت ليتحمل كل فريق مسؤولياته في هذا الإطار، فليقل من يؤيد الخروقات السورية للبنان ذلك صراحة وليتحمل المسؤولية أمام الجمهور اللبناني قبيل موعد الانتخابات النيابية».وتطرق أندراوس لمطالبة «قوى 14 آذار» بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، معتبرا أنه «مطلب بديهي في ظروف مماثلة، باعتبار أننا نعيش في خطر حدودي كبير، وفي أزمة سيادية تتطلب تكتل اللبنانيين لمواجهتها في إطار حكومة إنقاذ وطني».وفي السياق عينه، لفت عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت إلى أن «المطلوب استدعاء السفير السوري واتخاذ إجراءات دبلوماسية والرد بشكل حازم من الجيش اللبناني عند الحدود أو الاستعانة بقوات (يونيفيل)»، مشيرا إلى أن «المادة (14) من القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن تنص على إمكان استعانة الجيش اللبناني بقوات (يونيفيل)». وسأل: «لماذا مسموح لقوات الـ(يونيفيل) حماية المواطن الجنوبي وممنوع عليها حماية المواطن الشمالي؟».في المقابل، ذكر الخبير في القانون الدولي حسن جوني أن «القرار (1701) صدر نتيجة نزاع عسكري بين لبنان وإسرائيل؛ وبالتالي لا علاقة لسوريا به»، مشددا على أن «نشر قوات دولية على الحدود مع سوريا بحاجة لقرار جديد من مجلس الأمن يعدل مهمة قوات الـ(يونيفيل)»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «مطالبة (قوى 14 آذار) بأمر مماثل بمثابة إعلان حرب بين لبنان وسوريا باعتبار أن نشر قوات دولية على الحدود بين البلدين يحصل في حالات الحروب والنزاعات العسكرية، وهو ما ليس حاصلا حاليا».واعتبر جوني أن «الإصرار على المطالبة بذلك