الا أن المراقب لـ«طيات» الموقع، يرى أنّ هناك بعضاً من المعلومات تقع في خانة الترويج للتطبيع مع العدو الإسرائيلي انطباع لا تنفيه بارودي برأيهايجب تعديل القانون اللبناني الذي يحظر التعامل مع "إسرائيل"!
في الثاني من أيلول (سبتمبر) الجاري، رسمت جمعية «مارش» بالتعاون مع مجموعة من الفنانين على الحائط المقابل لـ«برج الغزال» في منطقة الأشرفية عبارة «أنت حرّ أو لا تكون» كخطوة أولى لإطلاق «متحف الرقابة الافتراضي» الذي هو كناية عن موقع الكتروني يستعرض مختلف أنواع الرقابة والمنع التي لحقت بشرائح واسعة في لبنان وبميادين عملها منذ العام 1940 حتى اليوم.
كتيت زينب حاوي في جريدة الأخبار اللبنانية:
يأتي قرار إطلاق الموقع بعدما لاحظت الجمعية اللبنانية أنّ الجمهور لا يعلم بكل هذه الأعمال والمضايقات والممارسات الرقابية التي حصلت، وبالتالي لا يستطيع «المحاسبة» وفق ما تقول ليا بارودي من جمعية «مارش» لـ«الأخبار». إذ لاحظت أنّ هناك عشوائية في معرفة ما مورس من رقابات، أكانت رسمية أم غيرها. لذا ارتأت الجمعية تجميع كل ما منع وصودر في موقعها الذي أطلقته أول من أمس. وفي طريق الاستحصال عليها، توجهت الجمعية أولاً الى الأمن العام طلباً للمعلومات عن الأعمال المحظورة على مدى هذه السنوات، الا أنها قوبلت بالرفض، فلجأت الى مصادر أخرى كالمكتبات والمقالات الصحافية وغيرهما لتدعيم هذه الخطوة، وهذا ما حصل.
يقيم «المتحف» شراكة مع المهتمين، إذ يُفسح لهم المجال في تزويده بمعلومات إضافية، ويضم عرضاً لمختلف المصنفات الأدبية والفنية، والصحافية والاجتماعية التي تعرضت للرقابة، ويقدّم سرداً وافياً عن تاريخ الرقابة في لبنان على أيدي الأمن العام. كل ذلك سعياً لتحقيق المزيد من الوعي في صفوف المجتمع. الا أن المراقب لـ«طيات» الموقع، يرى أنّ هناك بعضاً من المعلومات تقع في خانة الترويج للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، كالحديث عن الطائرة التي أقلّت المخرج الأميركي فرانسيس فورد كوبولا ومنع هبوطها في لبنان لاحتوائها على قطع مصنعة في «إسرائيل»، أو عرض كتاب للكاتب توماس فريدمان «من بيروت الى القدس» الذي منع في لبنان.
انطباع لا تنفيه بارودي بشكل قاطع لأنّها تعتبر أنّه يجب تعديل القانون اللبناني الذي يحظر التعامل مع الإسرئيلي، معلقة على موضوع طائرة كوبولا بالقول بهزء كبير «القطع الإسرئيلية تختلف عن الشخص الإسرائيلي! ماذا فعلنا؟ كوبولا لن يأتي مجدداً الى لبنان». «هناك قصص غير منطقية» تكمل: «ماذا يعني المسّ بالسلم الأهلي؟ هل هو بالضرورة أن يكون مصدره اسرائيل؟». وتؤكد هنا على خلو الموقع من أي ترويج أو رأي خاص بالجمعية، واكتفائه بعرض المعلومات بهدف تثقيف الناس، ونشرها كما هي بغضّ النظر عن محتواها: «هناك قصص غلط وقصص صح، والعالم لازم تعرف». هكذا، تختلط المعايير في «رأس» هذا المتحف الافتراضي الذي يهدف إلى الكشف عن الوثائق والمواد التي تعرّضت لمقصّ الرقيب، فإذا به ــ من حيث يدري أو لا يدري ـــ يقع في مطب الترويج للتطبيع مع اسرائيل!..
يذكر هنا أنّ الجمعية ستُطلق في مطلع تشرين الأول (أكتوبر) مجموعة نشاطات تحت شعار «شير بيروت»، يتضمن عرضاً لبعض الأعمال الهامة التي منعتها الجهات الرسمية الرقابية بمشاركة أكثر من 1500 فنان محلي وعالمي في مختلف الميادين .
http://www.censorshiplebanon.org/Home
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه