وتقول نبيل: «عملي في قناة «مصر 25»، لا يعني أنني أنتمي بالضرورة، إلى جماعة «الإخوان المسلمين». أنا مذيعة مسلمة، أرتدي الحجاب لأنّ ديني يفرضه عليّ
هل انطلقت فعلاً عمليّة «أخونة» الإعلام في مصر؟ سؤال يتردّد بقوة داخل الأوساط الإعلامية في المحروسة، بعد إطلالة المذيعة فاطمة نبيل على شاشة التلفزيون الرسمي، الذي رفض لسنوات ظهور المحجبات على شاشته. «السفير» تحدثت هاتفياً مع المذيعة فاطمة نبيل، حول أمور عدة تتعلق بالحريات الدينية والإعلامية وارتباطها مسبقاً بقناة «مصر 25» وهي قناة «الإخوان المسلمين». وتقول نبيل: «عملي في قناة «مصر 25»، لا يعني أنني أنتمي بالضرورة، إلى جماعة «الإخوان المسلمين». أنا مذيعة مسلمة، أرتدي الحجاب لأنّ ديني يفرضه عليّ، وأنا مقتنعة بهذا الفرض، وملتزمة به لأنه في مصلحتي التي يعلمها ربي أكثر من علمي بها».
وتضيف: «بدايتي الإعلامية كانت من خلال عملي في التلفزيون الرسمي منذ عام 1999، كمحررة مترجمة. وأنا محجبة منذ كنت في الثالثة عشرة من عمري. ولم يعترض أحد من المسؤولين على حجابي يومها، ما دمت لا أظهر على الشاشة».في منتصف أيلول الماضي أعلن التلفزيون المصري عن مسابقة لاختيار المذيعين، ونجحت نبيل يومها في الاختبار. لكنّها حين حاولت العمل فعلياً كمذيعة، منعها المسؤولون في التلفزيون الرسمي من ذلك. «أصبت بإحباط لأنني كنت أتخيل أنّ المفاهيم ستتغير بعد الثورة. لكنني رغم ذلك لم أيأس، لأنّ رئيس قطاع الأخبار إبراهيم الصياد، راح يسمح للمراسلات المحجبات بالظهور على الشاشة، فشعرت أنّ هناك بارقة أمل».
وعقب نجاح محمد مرسي في انتخابات الرئاسة، قدّمت نبيل مذكرة لوزير الإعلام الجديد صلاح عبد المقصود. «أرفقتُ معها جميع المستندات الخاصة بي، ومنها صورة نتيجة مسابقة المذيعين التي نجحت فيها، كما أرفقت صورة من حوار رئيس قطاع الأخبار مع جريدة «الأهرام» ، والذي قال فيه إنني كنت المذيعة المحجبة الوحيدة التي نجحت في مسابقة التلفزيون».لكن ألا يعدّ عملها في تلفزيون «مصر 25» مخالفةً لعقدها مع التلفزيون الرسمي، الذي يفترض بها العمل معه وحده؟ «ليست مخالفة لأنني في فترة عملي مع المحطّة المذكورة، كنت قد أخذت إجازة من عملي في «ماسبيرو»، نتيجةً لتعسف المسؤولين ضدّي، وإصرارهم على عدم ظهوري في الحجاب على الشاشة».
نسألها أنّ التلفزيون المصري كان يمنع المذيعات المسلمات من ارتداء الحجاب، كما يمنع المذيعات المسيحيات من الظهور بالصليب المعلق على صدورهن لعدم تصنيفهن طائفياً، نقول لها. فتردّ: «الفارق كبير جداً بين الحجاب والصليب، لأن الحجاب فرضته الشريعة على المرأة المسلمة، بينما لبس سلسلة صليب، ليس فرضاً مسيحياً، ولا واجباً».وعن اختيارها للظهور على الشاشة في عصر «الإخوان»، تقول فاطمة نبيل: «وقع الاختيار عليّ، بناءً على معيار الكفاءة بعدما اجتزت اختبارات مهنية، وبالتالي لم يتم اختياري لأني أرتدي الحجاب. كما أنّ حجابي لا يعني بالضرورة انتمائي إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، فمعظم سيدات مصر محجبات، لكنَّ هذا لا يعني أنّهنّ جميعاً إخوانيات». وتختم نبيل: «الحجاب فرض، والإعلام احتراف وله معاييره، ويجب ألا نصنع تضاداً مفتعلاً بينهما».