لجنة التحكيم التي رأسها المخرج الأميركي مايكل مان ارتأت منح جائزة «الأسد الذهبي» للكوري الجنوبي كيم كي دوك عن فيلمه «بيتا»
أسدل «مهرجان البندقية السينمائي» مساء السبت دورته التاسعة والستين بحفل توزيع الجوائز. دورة ناجحة ومختلفة هذه السنة بقيادة ألبيرتو باربيرا، طمحت إلى المحافظة على البريق الذي تركه ماركو مولر العام الماضي. أفلام أقلّ في المسابقة الرسمية (18) ومشاركة نسائية ملحوظة، وتفاوتات نقدية للأفلام المشاركة ومخرجيها الذين لم يسلموا أيضاً من النقد الجارح، وسط حضور أقل بدا كأنّه متأثر بالأزمة المالية. أتى إعلان الجوائز ليثير جدلاً أيضاً.
لجنة التحكيم التي رأسها المخرج الأميركي مايكل مان ارتأت منح جائزة «الأسد الذهبي» للكوري الجنوبي كيم كي دوك عن فيلمه «بيتا»: دراما مثيرة عن جابٍ قاسٍ يجمع أموال الدائنين بأي طريقة، تظهر فجأة في حياته امرأة تدعي أنها أمه وتعتذر منه عن تخليها عنه في الماضي. الفيلم الذي قسم آراء النقاد، كما هي العادة مع كل فيلم جديد لكيم، أثار فوزه بالجائزة الكبرى جدلاً، وخصوصاً مع ما كُشف بأنّه نال الجائزة التي كان يُفترض أن تكون من نصيب شريط «المعلم» للأميركي بول توماس أندرسون، إلا أنّه لم ينلها لأسباب تتعلق بقوانين المهرجان.
شريط أندرسون الذي حصد الثناء النقدي، حاز كلاً من جائزة «الدب الفضي» لأفضل مخرج، وجائزة أفضل ممثل تقاسمها كل من خواكين فينيكس وفيليب سيمور هوفمان عن دورهما في الفيلم الذي ارتكزت شخصيته الرئيسية على مؤسس كنيسة الساينتولوجي الحديثة أل. رون هابارد. على ما يبدو، ما حصل أنّ لجنة التحكيم كانت قد منحت الفعل «الدب الذهبي» لـ«المعلم». لكن بما أنّ إحدى قواعد منح الجوائز في المهرجان تقضي بأن لا يحصل الفيلم على أكثر من جائزتين، عاد الأعضاء ليتخذوا قراراً متأخراً بمنح الجائزة للشريط الكوري بدلاً منه. وهذا ما أدى إلى إعلان الجوائز بترتيب غير معتاد في الحفل، وما صرح به بشكل غير مباشر مايكل مان في مؤتمر صحافي لاحقاً.
وبينما خرج المعلم الأميركي تيرينس مالك من دون أي جائزة لشريطه To the Wonder الذي أحبط الحضور، مُنحت جائزة التحكيم الخاصة لشريط النمساوي أولريش سيدل «إيمان»، وهو الجزء الثاني من ثلاثيته المعنونة بـ«الجنة». أما الفرنسي أوليفييه أساياس الذي حصد الإعجاب بشريطه الجديد «بعد أيار» ( أو «شيء ما في الهواء») فقد حاز جائزة أفضل سيناريو، فيما نال الإيطالي فابريزيو فالكو جائزة مارتشيلو ماستروياني لأفضل ممثل شاب عن دوره في كل من «الجميلة النائمة» لماركو بيلوكيو و«الابن كان هنا» لدانيال سيبري الذي حصد جائزة أفضل تصوير سينمائي. جائزة تظاهرة «آفاق» نالها المعلم الصيني وانغ بينغ عن شريطه «ثلاثة أخوات»، وذهبت جائزة «أسد المستقبل» للفيلم التركي «عفن».