تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة عدّة عناوين من زيارة البابا للبنان اليوم الى زيارة الاخضر الابراهيمي سوريا الى الاحتجاجات التي عمّت أنحاء العالم الاسلامي
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة عدّة عناوين كان أبرزها زيارة البابا لبنان اليوم وآخر التطورات في الساحة السورية خاصة زيارة مبعوث الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي سوريا ولقاؤه المسؤولين السوررين ولقاؤه المرتقب مع الرئيس السوري بشار الاسد اليوم، والاحتجاجات المتواصلة والتي عمّت أنحاء العالم الاسلامي إحتجاجاً على الاساءة الى رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والديانة الاسلاميّة.
السفير
ركّزت صحيفة السفير الحديث على زيارة البابا اليوم لبنان. أما في الشأن السوري فكتبت عن اللقاء المرتقب للإبراهيمي مع الاسد اليوم. وتحدّثت ايضاً عن الفيلم المشبوه المسيء للإسلام وتداعياته الامنية التي عمّت كل أرجاء العالم الاسلامي والذي نتج عنه أيضاً ردود فعل دولية مستنكرة.
لبـنان يرحّب بالبـابـا بالقلـق على سـوريا ومنها
وكتبت تقول "شرفٌ للبنان أن يستقبل اليوم، دولة وشعباً، البابا بنديكتوس السادس عشر، وأن تكون عاصمته بيروت ـ الأميرة «محطة بابوية» للمرة الثالثة خلال نصف قرن.
في الزيارة الأولى، بتاريخ الثاني من كانون الأول 1964، لم يكن في لبنان ولا في منطقته العربية ما يشغل بال أهلها ويقلقهم على مستقبلهم ويستحق اهتمام الفاتيكان إلا مأساة شعب فلسطين وقد احتل العدو الإسرائيلي أرضه وأخضعه لقهره بعدما شرّد نصفه تقريباً في المنافي، قريبها والبعيد.
أما الزيارة الثانية فكانت مكرسة للبنان أولاً وأخيراً، وقد جاء البابا يوحنا الثالث والعشرون في 11 أيار 1997 حاملاً الإرشاد الرسولي بعنوان «لبنان ـ الرسالة» والذي كان ثمرة السينودس من أجل لبنان والذي شارك في الحوار من أجله ثم في كتابة توصياته رجال دين وعلمانيون يمثلون نخبة من أهل الرأي ورجال الفكر من مختلف الأديان.
كان اهتمام الفاتيكان متصلاً بوحدة لبنان، شعباً ودولة، وتمتينها وتعزيز اطمئنان أبنائه المسيحيين بشكل خاص إلى مستقبلهم فيه كبعض أهله الذين هددت أمنهم واستقرارهم ويقينهم سلسلة من الحروب الأهلية التي كان «الخارج» طرفاً فيها بعنوان الاجتياح الإسرائيلي لبعض أرضه في آذار 1978، ثم لمعظم أرضه بما في ذلك عاصمته بيروت في حزيران 1982، والتي كان من ثمارها المرة انتخاب رئيس للجمهورية بحماية الدبابات الإسرائيلية، فضلاً عن مجزرة صبرا وشاتيلا التي تصادف وصولَ البابا ذكراها الثلاثون، والتي يجيء للمشاركة فيها وفود محترمة من العديد من بعض دول أوروبا سنوياً، وأكبرها هو الذي تصادف وصوله مع تشريف البابا لبنان بزيارته.
وها هو البابا بنديكتوس السادس عشر يهل علينا اليوم حاملاً «الإرشاد الرسولي حول لبنان والشرق الأوسط»، والذي كان نتيجة السينودس الذي انعقد في العام 2010، وإن كان التحضير له قد بدأ إثر الحرب الأميركية المدمرة على العراق بكل نتائجها المأساوية والتي كان بين ثمارها المرة التدمير المنهجي لوحدة أعرق شعب في العالم، مستهدفاً، بشكل خاص، المسيحيين منهم، بهدف تهجيرهم إلى أرجاء مختلفة في الغرب، حيث وجدوا من يستقبلهم ويؤمن على حياتهم. ومفهوم أن هذا التهجير كان من ضمن الإنجاز المشترك للطغيان الداخلي الذي ورثه وأكمل «رسالته» الاحتلال الأميركي، ودفع العراق بشعبه جميعاً ضريبته الثقيلة من استقلال دولته ووحدة شعبه وحقه في مستقبل يليق به فوق أرضه.
وإنه لشرف للبنان أن يخصه البابا بنديكتوس السادس عشر باختياره منبراً لتوجيه الإرشاد الرسولي الجديد الذي فرضت التعجيل في إصداره الأحداث الدموية المريعة التي تهدد سوريا في دولتها ووحدة شعبها بكل أطيافه ومن ضمنها المسيحيون... وإنها للفتة طيبة أن يكون قد تم تبني هذا الإرشاد وإصداره، والمناداة به من أقرب موقع ـ بالناس والجغرافيا والمصير ـ إلى سوريا، أي من لبنان.
هل من الضروري تذكير قداسته أن لبنان وسوريا مترابطان بأكثر