لم يمض يومان على مغادرة ملك السعودية عبد الله بن عبد الغزيز آل سعود الرياض متوجها الى المغرب حتى بدأ ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود العمل على مرحلة ما بعد عبدالله
لم يمض يومان على مغادرة ملك السعودية عبد الله بن عبد الغزيز آل سعود الرياض متوجها الى قصره في مدينة الدار البيضاء في المغرب حتى بدأ ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود العمل على مرحلة ما بعد عبدالله الذي يمر بحالة صحية صعبة حسب مصادر فرنسية مطلعة.
المصادر تقول أن ولي العهد السعودي دعا الى اجتماع عاجل للعائلة المالكة يومي 31 آب الماضي و الأول من أيلول الحالي ، لمناقشة أوضاع العائلة بعد عبد الله فيما بدا أنه اجتماع للخلافة. وتفيد المصادر الفرنسية أن الملك عبدالله بن عبد العزيز يعيش حالة انعاش ومساعدة طبية منذ بداية العام الحالي وكان عاجزا عن حضور اجتماعات مجلس الوزراء طيلة هذا الصيف، في وقت تمر فيه العائلة الحاكمة والمملكة بمرحلة دقيقة وصعبة، وقد تجبر حالة الملك عبدالله المتدهورة صحيا الأمير سلمان على استباق وفاة الملك من خلال إجراءات تمنع الانفجار داحل العائلة المالكة.
وفي تولى الملك في السعودية يكون سلمان الملك قبل الأخير من سلالة السيدريين الحاكمة الذين يطلق عليهم السبعة المبشرون بالجنة وهم على التوالي الملك فهد، الأمراء (سلطان، نايف، سلمان، عبد الرحمن، تركي، وأحمد) أولاد عبد العزيز آل سعود. وقد حكم هؤلاء المملكة العربية السعودية منذ العام 1975 وتأتي معضلة سلمان بن عبد العزيز أنه سوف يتولى هو أمر تعيين ولي للعهد في هذا الظرف الحرج خصوصا انه أي سلمان تم تعيينه وليا للعهد من قبل الملك عبدالله ودون الرجوع الى هيئة البيعة التي لم يطلب عبدالله انعقادها بل رفض مطالب إخوته طلال وعبد الرحمن وأحمد بتوكيل الهيئة أمر تعيين ولي العهد المقبل. وتقول المصادر الفرنسية أنه من المتوقع أن يعين سلمان شقيقه أحمد اخر الأمراء السديريين وليا للعهد وذلك يعود الى أنه بحسب تراتب السن هو التالي على لائحة الأمراء ولكن ضرورة الحفاظ على التوازن داخل العائلة السعودية الحاكمة وصراعات الأجنحة قد يضطره الى تعيين أحد آل الفيصل وليا للعهد .
في نفس السياق لا تبدو صحة سلمان مطمئنة بتاتا حسب المصادر الفرنسية وهي لا تقل سوءا من صحة عبدالله، فسلمان البالغ 78 عاما خضع لعمليات عديدة في العمود الفقري في مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية، وهو لا يستطيع تحريك إحدى يديه، كما ان أولاده يلازمونه دوما حتى لا تظهر عليه علامات المرض والعجز وفي كثير من الأحيان يتكلم أولاده مكانه حسب سياسيين فرنسيين متابعين للملف السعودي وهذا ما يجعل الولايات المتحدة تعول على الأمير أحمد، لكن عدم قرب الأخير من الدائرة المقررة في التيار الديني الوهابي القوي في البلاد يجعل منه ملكا غير قوي وغير قادر على تثبيت مسألة الخلافة وتوزيع الثروات فضلا عن الحصص السياسية والمالية في الجيل الثاني من العائلة السعودية المالكة...
هنا أيضا يأتي مرض سعود الفيصل أقدم وزير حارجية في العالم، وهو الآخر يمر في حالة صحية حرجة وتأتي مسألة خلافة سعود في وزارة الخارجية في أولويات سلمان الذي يريد الحفاظ على آل الفيصل بجانبه بينما يطمح أولاد سلطان لهذا المنصب، وذلك يعود الى غيابهم عن ولاية العهد واستلام سلمان وزارة الدفاع التي كانت حكرا لأبيهم طيلة نصف قرن من الزمن، وأيضا كون بندر بن سلطان رجل أمريكا القوي في السعودية متزوج من أخت سعود الفيصل الوزير الحالي المريض جدا.
هي السعودية الهدف المقبل للتحولات العربية والتي سوف يحدث سقوطها زلزالا تطال ارتدادته العالم باكمله..
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه