تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين عدة مواضيع كان أبرزها عودة البابا بنديكتوس السادس عشر إلى الفاتيكان بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى لبنان كانت حافلة بالكلمات والوصايا...
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين عدة مواضيع كان أبرزها عودة البابا بنديكتوس السادس عشر إلى الفاتيكان بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى لبنان كانت حافلة بالكلمات والوصايا...
السفير
هموم مسيحيي الشرق تجتمع في قداس حاشد بمشاركة مئات الآلاف
البابا «يوصي» اللبنانيين: أنبذوا الفتنة وعزِّزوا الشراكة
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "عاد البابا بنديكتوس السادس عشر الى الفاتيكان، ولكن الكثير منه بقي في لبنان والمنطقة. بقيت أصداء كلماته ووصاياه، وظلال يده المرفوعة لمباركة «جمهوره» الواسع. عاد البابا الى «عالمه»، لكن الأكيد ان معظم اللبنانيين كانوا يتمنون لو ان إقامته في ربوع بلدهم طالت أكثر، حتى يستظلوا أطول وقت ممكن بفيء عباءته وإرشاداته.
صحيح أن زمن المعجزات قد ولّى، وأن البابا لم يحمل في يده عصا سحرية تصنع العجائب، إلا ان الصحيح ايضا أنه استطاع بهذه الخلطة السحرية، من البساطة والبلاغة، ان يجمع ـ ولو الى حين ـ أولئك الذين تفرّقوا طويلا، وان يهدي النفوس القلقة على الحاضر والمستقبل سلاما داخليا هجرها منذ زمن بعيد.
لقد أعاد البابا الاعتبار الى مفردات، كانت قد وُضعت في الإقامة الجبرية في لبنان والشرق، تحت وطأة الصراع المحتدم، فخرجت مجددا الى النور، ورافقت «الحبر الأعظم» في إطلالاته على كل المنابر التي أطل منها، الأمر الذي أتاح امام كل من استمع اليها، فرصة الخروج من تحت ركام اللغة الطائفية المذهبية، والإنصات الى خطاب مغاير، يحض على الوحدة والسلام والمحبة والمصالحة والتوازن، ونبذ العنف والأصولية، واحترام الآخر وحقوق الانسان والتمسك بالأرض ورفض الهجرة.
وإذا كان لبنان بما يمثّل من تنوّع وبما يختزنه من حضور مسيحي وازن قد استقطب البابا لزيارته، إلا أن الإرشاد الرسولي الخاص بالشرق الأوسط موجّه الى مجموع المسيحيين في هذه المنطقة الساخنة من العالم، وبالتالي فإن لبنان كان بمثابة المنصة او الشرفة التي أراد من خلالها البابا أن يطل على المحيط الأوسع، ليقول له كلمته. وفي أي حال، كان الزائر الاستثنائي حريصا على تظهير أهمية دور كنائس الشرق من خلال اللقاء الذي جمعه مع رؤساء الطوائف المسيحية غير الكاثوليكية، الى جانب اهتمامه بدور الشبيبة، كضمانة للمستقبل.
وكان لافتا للانتباه أن البابا تفادى خلال محطات زيارته الغوص في السياسة على الطريقة اللبنانية، فتجنّب السير في الزواريب وابتعد عن الاصطفاف والتصنيف، مفضّلا أن يبشّر بالقيم العابرة للحدود الجغرافية والطائفية، وهو المنزّه عن المصالح والحسابات التي تتحكم عادة بسياسات المجموعات والدول، فتدفعها الى تغليب الشر على الخير، والظلم على العدل، والقوة على السلام، والباطل على الحق.
والتحدي الأكبر الآن في مرحلة ما بعد الزيارة، هو العمل كي لا يلقى الارشاد الرسولي الخاص بالشرق الاوسط، المصير الذي آل اليه الارشاد السابق المخصص للبنان، من إهمال، وهذا يتطلب من المسيحيين الالتزام الفعلي بخريطة الطريق التي رسمها البابا عبر تحويل حبرها الى نمط حياة، وبالتالي الأخذ بها، كما هي، سلّة واحدة ومتكاملة، بعيدا عن الاستنسابية في القراءة والتطبيق، تبعا لـ«المزاج السياسي».
لقد ارتاح اللبنانيون خلال الأيام الثلاثة الماضية من ضجيج السجالات العقيمة وآلام الانقسامات الحادة، بعدما «استحى» زعماؤهم من الزائر الاستثنائي، فأوقفوا العمل، ولو مؤقتا، بمحركات التحريض والتعبئة، ومنحوا الملفّات الخلافية «إجازة «، يُخشى أن ينتهي مفعولها بدءا من اليوم.
لكن، بدءا من مساء أمس، بدأ يراود اللبنانيين هاجس ان تُطوى وصايا البابا وإرشاداته في الأدراج، وان يعود كل شارع الى «مرشده». والأرجح، أن اليوم سيكون في روزنامة الطبقة السياسية يوما آخر لا علاقة له بزمن زيارة البابا، فتعود الى الواجهة والمواجهة الملفات الداخلية المعلّقة، والمفتوحة على كل أنواع التجاذبات.
سليمان: استثمار الزيارة بالحوار
من ناحيته، أبدى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ارتياحه الكبير لنجاح زيارة بنديكتوس السادس عشر إلى لبنان، ولا سيما لجهة المعاني التي حملتها، وللإجماع الوطني الذي تم التعبير عنه في كل مراحل الزيارة، الأمر الذي يبرهن أن اللبنانيين قادرون على فعل أي شيء إذا وجدت الإرادة الوطنية الجامعة.
وقال سليمان لـ«السفير» إن «العبرة مما حصل خلال هذه الزيارة وهي عبرة أساسية، أننا عندما نكون متوافقين على أمر ما نستطيع إنجاز كل شيء، من الاستقرار إلى الأمن، إلى الحشود الشعبية التي تضم كل الطيف اللبناني، إلى التنظيم المتناهي الدقة. وعندما نركن إلى التجاذبات حول أي من الأمور نضيّع البوصلة، في حين ننجز ما نريد بوحدتنا ولو بالحد الأدنى من التناغم والتفاعل».
وشدد على أن «الاستثمار الطبيعي لنتائج هذه الزيارة وما رافقها هو بالحوار الذي يشكّل خبزنا وملحنا، وأنا شددت عليه في كلماتي وتحديدا في اللقاء الجامع الذي عقد في قاعة 25 أيار في القصر الجمهوري، وهذا ما شدد عليه قداسة البابا أيضا، وتم التعبير عن إرادة الحوار في هذا الجو الرائع الذي ساد اللقاء الجامع، ولا نحتاج إلى جهد كبير لكي نصل إلى النتائج المرجوة».
ولفت سليمان الانتباه إلى أن «أكثر ما يريحه أنه برغم كل الأمور التي حصلت، وتحديدا الفيلم المسيء للرسول، فإن الزيارة تمت وسقطت كل ادعاءات أنها لن تتم، وكل شيء أنجز على خير وسلام من تنظيم وحضور الشخصيات الوطنية من دون استثناء، والمشاركة الشعبية من كل الطوائف».
وأوضح «أن الحبر الأعظم والوفد المرافق عبّرا عن سعادتهما بما رافق هذه الزيارة، وهما يعتبرانها ناجحة من كل النواحي».
البابا للبنانيين: أنبذوا الفتنة
وقبيل مغادرته بيروت مساء، وسط وداع رسمي وشعبي، ألقى البابا كلمة أكد فيها أنه يصلي لله من أجل لبنان، لكي يحيا في سلام ويقاوم بشجاعة كل ما من شأنه أن يقوّض هذا السلام أو يقضي عليه. وتمنى للبنان الاستمرار في السماح بتعددية التقاليد الدينية، وألا يصغي لأصوات من يريدون منعها، وأن يعزز الشركة بين جميع سكانه، بغض النظر عن طوائفهم وأديانهم، بالرفض القاطع لكل ما قد يدفع للتفرقة.
القداس الحاشد
وكان البابا قد أحيا قداسا إلهيا عند واجهة بيروت البحرية، حضره أكثر من 350 ألف شخص الى جانب شخصيات سياسية من كل الطوائف والاتجاهات.
وقال البابا في عظته إنه يصلّي للرب كي يمنح منطقة الشرق الأوسط خداما للسلام والمصالحة فيتمكن الجميع من العيش بهدوء وكرامة. مضيفا: إنها شهادة أساسية، على المسيحيين أن يقدموها هنا، بالتعاون مع كل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة. إني أدعوكم جميعا للعمل من أجل السلام. كل على مستواه وحيث يتواجد.
وفي كلمة منفصلة في ختام القداس، تناول البابا الوضع في سوريا، قائلا: نتضرع للسيدة العذراء لتساعد كل شعوب المنطقة وخصوصا الشعب السوري. تعرفون المشكلات التي تعصف بالمنطقة فالالام كثيرة، ولا نزال نستمع الى صراخ الأرامل والأيتام والنساء والأطفال هم أول الضحايا. لماذا هذا الكم من الموت. ادعو المجتمع الدولي والدول العربية الى اقتراح الحلول التي تحترم حقوق الإنسان.
وتابع: «احترام حقوق الانسان من الحقوق الضرورية وخصوصا حرية ممارسة الشعائر الدينية. ليس من السهل أن نحترم الآخر ونحبه اذا كان مختلفا جدا، لكن هذا ضروري من أجل أن يحل السلام. أتمنى أن يحل السلام في هذه المنطقة».
النهار
البابا للبنانيين: أرفضوا التفرقة واختاروا التعددية
وتناولت صحيفة النهار زيارة البابا وكتبت تقول ""أصلي لله من أجل لبنان، لكي يحيا في سلام ويقاوم بشجاعة كل ما من شأنه أن يقوض هذا السلام أو يقضي عليه. وأتمنى للبنان الاستمرار في السماح بتعددية التقاليد الدينية، وألا يصغي لأصوات من يريدون منعها. أتمنى للبنان أن يعزز الشركة بين جميع سكانه، بغض النظر عن طوائفهم وأديانهم، بالرفض القاطع لكل ما قد يدفع للتفرقة، وباختيار الأخوّة بحزم.
وليكن لبنان دائما مكانا يستطيع فيه الرجال والنساء العيش معاً في تناغم وسلام بعضهم مع البعض ليعطي العالم لا الشهادة لوجود الله فحسب، بل أيضا الشركة بين البشر، أياً كانت حساسياتهم السياسية والطائفية والدينية".
بهذه الكلمات ودع البابا بينيديكتوس السادس عشر اللبنانيين في المطار مساء امس، مختتما زيارة رسمية وراعوية امتدت ثلاثة ايام التقى فيها المسؤولين السياسيين والروحيين من مختلف المذاهب والاديان، ووقع الارشاد الرسولي الخاص بسينودس الشرق الاوسط، مؤكدا ضرورة المحافظة على "التوازن اللبناني الشهير كنموذج لسكان المنطقة والعالم".
واذ دعا الى بناء السلام بين الشعوب، أشاد بمشاركة المسلمين بالترحيب به، قائلا: "العالم العربي والعالم برمته قد شاهدا في هذه الاوقات المضطربة مسيحيين ومسلمين مجتمعين للاحتفال بالسلام".
وكان البابا احيا قداسا حاشدا عند الواجهة البحرية لبيروت توافد اليه الرسميون والمؤمنون من كل المناطق، مستعيدين المشهد الكبير في استقبال سلفه الراحل البابا يوحنا بولس الثاني في العام 1997، مناقضين توقعات لحشود قليلة نظرا الى اختلاف في طبيعة الرجلين وجاذبية كليهما.
وبين محطتي القداس والوداع الرسمي في المطار، كان لقاء مسكوني جمع البابا ورؤساء الطوائف الارثوذكسية او من يمثلهم في لبنان وسوريا والاردن والعراق ومصر والاراضي المقدسة.
لكن ايام السلام الثلاثة التي عاشها لبنان مع البابا، يبدو انها لن تدوم طويلا، اذ اطل الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء امس ليدعو الى سلسلة تظاهرات تنطلق اليوم في الضاحية الجنوبية لبيروت وتتنقل بين النبطية وبنت جبيل والهرمل ومدن اخرى، احتجاجا على الفيلم المسيء الى الرسول. ودعا جامعة الدول العربية الى التحرك لاتخاذ موقف، وكذلك الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة.
وبعد نحو نصف ساعة من الخطاب، افاد مكتب وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ان الاخير بصفته رئيسا لمجلس وزراء الخارجية العرب اتصل بالامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي طالبا منه اجراء الاتصالات اللازمة لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة في القاهرة للبحث في موضوع الفيلم المسيء الى الرسول الكريم، والذي يشكل عدوانا صارخا على عقيدة وايمان اكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم.
وقال منصور: "ان هذا العدوان المتمادي منذ سنوات والذي استفحل اخيرا على الديانة الاسلامية وعلى نبيها الكريم يأخذ منحى خطيرا لا بد من ان يواجه بقرارات حازمة وحاسمة حيال كل من يمس بالاديان ولا سيما الدين الاسلامي، والذي يتعرض لحملة تطاول مركزة ومتعمدة ومبرمجة وبشعة".
واقترح موعداً للاجتماع الخميس او الجمعة المقبلين.
الى ذلك، من المتوقع ان يستكمل الجيش اللبناني غدا الثلثاء الحملة التي بدأها لاتلاف الحشيشة في البقاع الشمالي، وسط اعتراض كبير بلغ حد اعداد لافتات ضد السيد حسن نصرالله تنتقد سكوته عن الحملة، وهو ما دفع قيادتي الحزب وحركة "امل" الى ابلاغ المعنيين دعمهما الكامل للحملة، مع اخذ هامش زمني للاتفاق مع مسؤولي العشائر المعترضة حقناً للدماء.
ورأى متابعون لكلمة نصرالله امس ان فيها رفعاً لمستوى الخطاب السياسي للامساك اكثر بالشارع وضمان تأمين التغطية اللازمة لتنفيذ خطوات امنية من شأنها ان تحكم سيطرة الدولة، كما حصل في قضية آل المقداد اخيرا، مع الشكوى المتزايدة لممثلي بعض العشائر البقاعية من تفلت امني لم يعد مقبولا، وتحميلهم الحزب مسؤولية الامر.
الى ذلك، من المتوقع ان يرتفع الجدل المسيحي مجددا حول قانون الانتخابات النيابية بعدما انفرط عقد لجنة بكركي عملياً، وسألت "النهار" عن محاضر الاجتماعات التي يمكن ان تكشف حقيقة المناقشات والاتفاقات، فأفادنا أحد المشاركين في الاجتماعات انه وزملاءه كانوا يدونون ملاحظات فقط، وان المحضر الرسمي في البطريركية، وان القرار لدى البطريرك الماروني اذا ما اراد كشفه.
الأخبار
البابا مغادراً: المسيحيّون خدّام السلام في المنطقة
كما تناولت صحيفة الأخبار زيارة البابا الى لبنان وتوصيته الأخيرة قبل المغادرة وكتبت تقول "أنهى البابا بنديكتوس السادس عشر زيارته للبنان التي استمرت 3 أيام، وكانت أبرز محطاتها توقيع الإرشاد الرسولي والقداس الحاشد في وسط بيروت، ومثّلت تناقضاً كبيراً مع الأحداث السلبية الجارية في المنطقة.
توّج البابا بنديكتوس السادس عشر زيارته للبنان بقداس احتفالي عند واجهة بيروت البحرية، في حضور حشود كثيفة قدّرها الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي الأب فيديريكو لومباردي بأكثر من 350 ألف شخص. وشاركت في القداس وفود من سوريا والاردن والعراق ومصر، وقد سجلت حالات إغماء كثيرة بين المواطنين قام الصليب الاحمر اللبناني بإسعافهم. وتقدم الحضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان وعقيلته، وممثلان لرئيس المجلس النيابي نبيه بيري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزراء ونواب وهيئات دبلوماسية وممثلو أحزاب. وقبل القداس، قدم البابا كأساً ذهبية الى البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي ألقى كلمة أكد فيها أن السلام هو مهمة المسيحيين. وقال: «لقد أدخلنا السينودس في ربيع روحي تحضيراً للربيع العربي الذي نتمناه ونصلي من أجل أن تنتهي المرحلة الدامية».
ثم ألقى البابا عظة أشار فيها إلى أنه يصلي للرب «كي يمنح منطقة الشرق الأوسط خداماً للسلام والمصالحة فيتمكن الجميع من العيش بهدوء وكرامة». وأكد أنها «شهادة أساسية على المسيحيين أن يقدموها هنا، بالتعاون مع كل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة»، داعياً الجميع إلى العمل من أجل السلام، كل على مستواه وحيث يوجد.
وسلم البابا بطاركة الكنائس الشرقية الكاثوليكية ورؤساء المجالس الأسقفية الكاثوليكية في تركيا وإيران نسخاً عن الإرشاد الرسولي الذي تمنى أن يصبح «مرشداً للتقدم في الطرق المتنوعة والمعقدة، لتثبيت الشركة في الإيمان والرجاء والمحبة في بلادكم وفي كل جماعة».
ولم تغب الأزمة السورية عن اهتمام البابا الذي قال في كلمة مقتضبة قبل صلاة التبشير الملائكي، «نتضرع للسيدة العذراء لتساعد كل شعوب المنطقة خصوصاً الشعب السوري». ودعا المجتمع الدولي والدول العربية الى اقتراح الحلول التي تحترم حقوق الانسان. ومساءً غادر البابا بيروت عائداً إلى روما.
وكان اليوم الثاني من الزيارة شهد لقاءً سياسياً وروحياً حاشداً مع البابا في قصر بعبدا، حضره الرؤساء الثلاثة ورؤساء الطوائف الاسلامية والمسيحية والوزراء والنواب ورؤساء الأحزاب، أبرزهم النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اللذان تخطّيا الهواجس الأمنية. كذلك حضر وفد من حزب الله برئاسة النائب محمد رعد.
وألقى البابا كلمة أكد فيها «أنه يفكر في لبنان ومصيره، في اللبنانيين وآمالهم، في جميع الأشخاص في هذه المنطقة من العالم، الذين يبدو أنهم يعيشون آلام المخاض بدون نهاية. عندها طلبت من الله أن يبارككم ويبارك لبنان وكل سكان هذه المنطقة». ودعا شعوب المنطقة «الى التضامن الفاعل الذي يشكل الترياق ضد كل ما يعوق احترام كل حياة بشرية، التضامن لمساندة السياسات والمبادرات بطريقة مخلصة وعادلة، التي تهدف لتوحيد الشعوب». وأكد «أن الواجب الأول لفتح مستقبل سلام الأجيال القادمة هو التربية لبناء ثقافة سلام».
بدوره شدد الرئيس سليمان في كلمته على «التجربة اللبنانية الفريدة التي لم تنل منها الصعاب خلال العقود المنصرمة». وجدد دعوته المجتمع الدولي إلى فرض حل عادل للصراع العربي الاسرائيلي وقضية فلسطين.
وسلّم مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الحبر الأعظم مذكرة أكدت دعم المسلمين في لبنان للمسيحيين، وأشار الى أن أي اعتداء على أي مسيحي هو اعتداء على المسلمين. وأوضح أنه لم يشارك في استقبال البابا في المطار لتزامنه مع صلاة الجمعة.
تقويم الزيارة
ووصف لومباردي الرحلة بأنها «إيجابية بشكل مطلق والحبر الاعظم مسرور من هذه الرحلة»، لافتاً إلى أن الأخير «أسهم في إطلاق النداء للتفاهم والتعايش للأفرقاء في لبنان، وأدى مهمته كرسول سلام في لبنان، وكان له ترحيب كبير للجميع والجميع تفهّم رسالته». ورأى أن «هذه الزيارة شكلت تناقضاً كبيراً مع الاحداث السلبية في المنطقة، وكلمة الحبر الاعظم كانت موجهة الى كل المنطقة، وهو يتطلع الى أبعد من الحدود، خصوصاً المستند الذي سلّمه، وهو أدى مهمته بالنسبة إلى المنطقة، ويأمل أن تكون ثمارها جيدة للسلام». وأشار إلى أن «الإرشاد الرسولي صخرة يجب البناء عليها في المستقبل والسلام والحضارة».
وعلى صعيد آخر، ردّت دار الفتوى على بيان المكتب الإعلامي لجعجع عن المصافحة بين الأخير وبين المفتي قباني، مع الإشارة إلى أن قباني دعا جعجع «الى الغداء إلا أن جعجع اعتذر بسب الظروف الأمنية». فقد أوضح المكتب الإعلامي في دار الفتوى «أن اللقاء والحديث بين المفتي قباني والدكتور جعجع اقتصر على المصافحة وتبادل التحية والاطمئنان على الصحة والدعاء بالتوفيق».
من جهته، وجه الرئيس سعد الحريري رسالة إلى البابا عبّر فيها عن ثقته «بأن زيارتكم الكريمة والمواقف المطمئنة التي صدرت عنكم، سوف تكون محطةً صلبة في تاريخ لبنان والمنطقة».
إلى ذلك، كشف عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي أن «الفاتيكان يقاوم ضغوطاً أميركية لإدراج حزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية»، مؤكداً أن «الإدارة الاميركية تقدّم مصالح إسرائيل على مصالح العرب».
اللواء
البابا مغادراً: للتصدي لما يمكن أن يقوّض لبنان
سليمان يتسلح بالإرشاد في حوار الخميس والحكومة تعاود البحث عن تمويل السلسلة
صحيفة اللواء كتبت تقول "بنجاح تام، وفي إجراءات أمنية نموذجية، وتنظيم مدروس، ودّع لبنان البابا بنيديكتوس السادس عشر، معلناً العزم على لسان كبار المسؤولين على التقاط الفرصة التي أتاحتها زيارة البابا من أن لبنان أرض سلام وواحة تعايش دائم بين المسلمين والمسيحيين.
وفي كلمته الأخيرة، خلال الوداع، أعلن البابا أنه «يصلي من أجل لبنان لكي يحيا في سلام ويتصدى بشجاعة لكل ما يمكن أن يدمّره أو يقوّضه»، معرباً عن أمله في أن «يواصل لبنان السماح بتعددية الأديان ولعدم الإصغاء لصوت الذين يريدون منعها»، داعياً اللبنانيين «لرفض الانقسامات واختيار الأخوة بينهم».
واعترف البابا بأن وجود ممثلي الطوائف الإسلامية ساهم في إنجاح زيارته، مقدّماً شكره لهم وتحياته، في حين تعهّد رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في كلمته الوداعية، السعي بعزم وثبات كي يبقى لبنان بلد حوار وتلاقٍ وانفتاح ومشاركة متكافئة لجميع مكونات شعبه في الحكم وإدارة الشأن العام، مؤكداً أنه في زمن التحولات التاريخية والتحديات، سيبقى لبنان وفياً لعلاقته الراسخة والمميّزة مع الفاتيكان، ولدوره ولرسالته في محيطه، ومتعلقاً على الدوام بجذوره الروحية والدينية التي هي جزء لا يتجزأ من تراثه وتاريخه وحضارته.
وواكبت الزيارة التي نجحت بشتى المقاييس، تدابير أمنية مشددة، لكنها لم تكن منظورة، إذ تسنى لكثير من اللبنانيين من مشاهدة البابا ومواكبته في جميع المحطات التي تخللتها الزيارة، ولا سيما في لقائه مع الشبيبة في بكركي، أو القداس الذي أقامه في وسط بيروت.
وشكّل القداس قبالة الواجهة البحرية، في وسط بيروت، مناسبة جامعة لعشرات الألوف جلّهم من المسيحيين الذين جاؤوا من المدن والقرى اللبنانية، أو توافدوا منذ الصباح الباكر، عبر باصات نقل كبيرة وفّرتها الكنيسة لهم، ثبّتت عليها صور البابا ورئيس الجمهورية، حيث تسنى للحبر الأعظم أن يشاهد الفسيفساء اللبنانية، مبدياً إعجابه بها.
ولئن كانت عظة القداس غلبت عليها اللغة الدينية، ومعاني تضحيات المسيح وقيامته، فإن البابا اعتبر أن الخدمة الآن هي للعدل والسلام، «في عالم لا يتوقف فيه العنف من بسط ظل الموت والدمار».
وقال البابا في عظته: «أصلي للرب كي يمنح منطقة الشرق الأوسط خداماً للسلام والمصالحة، لكي يتمكن الجميع من العيش بهدوء وكرامة»، ودعا الدول العربية والمجتمع الدولي إلى إيجاد «حلول قابلة للحياة» للنزاعات التي تدمي المنطقة وسوريا بالتحديد. وصلى البابا في «التبشير الملائكي» الذي تلا القدّاس من أجل «سكان سوريا خصوصاً والدول المجاورة التي تطلب عطية السلام». وقال: «للأسف أن أصوات السلاح لا تزال تسمع وكذلك بكاء الارامل والأيتام. العنف والحقد يجتاحان الحياة والنساء والأطفال هم أوّل الضحايا». وختم: «ليمنح الله بلادكم (لبنان) وسوريا والشرق الأوسط هبة السلام في القلوب وصمت السلاح ووقف كل اشكال العنف».
وخلال القدّاس قال البطريرك الماروني بشارة الراعي أن زيارة البابا إلى الشرق الأوسط في زمن تعيش فيه المنطقة تحولات جذرية تُهدّد أمنها واستقرارها، تحمل الكثير من الأمل». وأضاف أن السينودس من أجل الشرق الأوسط ادخل المنطقة في قلب «الربيع الروحي المسيحي» الذي نعتبر ان العناية الالهية ارادته كمقدمة للربيع العربي المنشود». وتابع أن الزيارة تشكّل «صمام أمان في زمن يشعر فيه المسيحيون بعدم الاستقرار ويقاومون باخلاص للوعود التي قطعوها خلال عمادتهم، لكي يؤكدوا تجذرهم بهذه الأرض رغم التحديات الكبيرة».
وسلم البابا في نهاية القدّاس مسؤولي الطوائف الكاثوليكية «الارشاد الرسولي» الذي وقعه مساء الجمعة في اليوم الأوّل لزيارته، ويحمل عنوان «الكنيسة في الشرق الاوسط: شركة وشهادة» وهو نتاج أعمال السينودس من أجل الشرق الأوسط الذي انعقد في تشرين الأوّل في الفاتيكان العام 2010. والارشاد الرسولي الذي قال البابا انه «الدافع الاساسي» لزيارته، يعتبر خارطة طريق للحفاظ على التعددية الدينية والثقافية في مجتمعاتهم وحثهم على البقاء في مهد المسيحية رغم كل الصعوبات، وتوجه به البابا الى حوالى 15 مليون مسيحي في الشرق الاوسط.
وفي لقائه مع الشبيبة مساء السبت في باحة البطريركية المارونية في بكركي وجه البابا دعوة إلى الشباب للتمسك بالأرض وعدم الهجرة، مؤكداً انه يُدرك الصعوبات التي يعانون منها من «نقص الاستقرار والأمن وصعوبات الحصول على عمل والشعور بالوحدة، وحيا في الوقت نفسه «شجاعة الشباب السوري»، مبدياً تعاطفه مع احزان السوريين.
ومن جهته، كشف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه في اللقاء الذي جمعه مع البابا في صالون الشرف في المطار، عبّر له البابا عن «فرحته» للزيارة التي قام بها، وقال «انها زيارة لا تنسى ولن تمحى من ذاكرتي، وقد شعرت بعمق الإيمان المتأصل في قلوب اللبنانيين وبمدى الانضباط الذي يتحلون به».
وقال ميقاتي: «إن هذا الكلام للبابا يحملنا، نحن اللبنانيين، مسؤولية كبيرة في ترسيخ القيم التي يتميّز بها وطننا وفي مقدمها العيش الواحد والتسامح والقبول بالآخر والتضامن في ما بيننا. وأضاف لقد جعلنا من هذه الزيارة البابوية استثنائية بتضامننا وتعاوننا وتلاقينا على كلمة سواء، ولذلك فلا شيء قادر على التفريق في ما بيننا، اذا استمرينا على هذا النهج».
ولاحظ أن «البابا اختار لبنان ليعلن الارشاد الرسولي الخاص بمسيحيي الشرق» لقناعته بموقع لبنان وبدوره في محيطه والعالم، وبتجربته الفريدة، مجدداً بذلك فعل إيمان بهذا البلد الذي كان وسيبقى ملتقى تفاعل الحضارات والثقافات، ونموذجاً مضيئاً للعيش المشترك الواحد بين المسلمين والمسيحيين».
ماذا بعد؟
وفي موازاة هذه التظاهرة لنصرة الاستقرار في لبنان التي تندرج في اطار شحذ همم اللبنانيين مسلمين ومسيحيين للتمسك بأرضهم، وتغليب روح الاخوة والمصالحة على التنابذ والعنف، تنطلق اعتبارا من اليوم سلسلة من التحركات والتظاهرات نبذاً للاساءة للرسول محمد (ص) عبر الفيلم القبطي الصهيوني الذي انتج في الولايات المتحدة الاميركية.
اما حكومياً، فإن هذا الاسبوع يبدأ بعقد ثلاث جلسات متتالية للحكومة تخصص للشأن المالي بشكل رئيسي سواء ما يتعلق بموازنة 2013 او البحث عن موارد لسلسلة الرتب والرواتب التي أقرت لموظفي القطاع العام.
وفي تقدير مصادر حكومية مطلعة، انه ستكون في اولى مهمات مجلس الوزراء اليوم الغاء الزيادة التي طرأت بموجب السلسلة على رواتب الرؤساء والوزراء والنواب، بعدما واجهت اعتراضات قوية من اوساط سياسية وحكومية وحزبية، وفي موازاة البحث عن موارد جديدة للسلسلة، انطلاقاً من الاقتراحات التي عرضها الرئيس ميقاتي في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء التي اقرت فيها السلسلة.
ولاحظت المصادر ان الروح الايجابية التي سادت البلاد نتيجة زيارة البابا، لابد ان تنعكس على الاجواء السياسية سواء في مناقشات مجلس الوزراء، او التخفيف من التجاذبات السياسية بين الافرقاء، خصوصا وان الجميع كان يقول ان اجواء البابا الروحية هي عبارة عن هدنة، وان المناكفات ستعود، طالما ان الملفات الخلافية ما تزال قائمة.
الحوار
وعلى بعد ايام من العودة الى طاولة الحوار يوم الخميس المقبل، يبرز التحدي مجددا حول قدرة اللبنانيين على اجتراح الحلول لنقاط الخلاف بينهم، لا سيما الاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله، في ظل استمرار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على موقفه الذي لا يرى فائدة من الحوار، ومع موقف قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري الذي اعترف بأن عناصر من «فيلق القدس» التابع للحرس متواجدون في لبنان وسوريا لتقديم نصائح وآراء تفيد هذين البلدين!
وتعتقد مصادر مطلعة ان التصريح الايراني، سيضيف عنصرا ساخناً على التجاذب الحاصل في البلاد، سواء على خلفية الموقف من سلاح حزب الله، او الموقف من تداعيات الازمة السورية على البلاد، لا سيما علىصعيد مذكرة قوى 14 آذار التي قدمت قبل ايام الى رئيس الجمهورية، والتي اقترحت اجراءات على صعيد ضبط الحدود الشرقية والشمالية، عبر تمديد مهمة قوات «اليونيفل» الى هذه الحدود، او اعتبار السفير السوري في لبنان شخصاً غير مرغوب به.
وفي هذا المجال، اكدت مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» النيابية، ان الكتلة وان كانت أرجأت الخوض في ملاحقة الاجراءات التي اقترحتها، لتأمين اجواء هادئة لزيارة البابا، الا انها ستعاود الضغط على المسؤولين لترجمة هذه الاقتراحات الى خطوات عملية، بما في ذلك تقديم اقتراح نيابي الى المجلس النيابي لتعليق الاتفاقات الامنية الموقعة مع سوريا، وبالتال اجبار الحكومة، من خلال الموافقة على الاقتراح الى قانون، بتعليق هذه الاتفاقيات وصولاً الى الغاء معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق.
المستقبل
البابا مودّعاً: الصلاة للبنان ليحيا بسلام
من جهتها كتبت صحيفة المستقبل تقول "بعد ثلاثة أيام كرّست الإيمان بلبنان وبدور وطن الرسالة في زمن الربيع العربي الذي أكده الحبر الأعظم البابا بنديكتوس السادس عشر في زيارته التاريخية الى منطقة تشهد تحوّلات تاريخية، اختتم البابا زيارته، مودّعاً بالقول: أصلّي للبنان لكي يحيا بسلام ويقاوم كل ما يقوض هذا السلام".
ومع لفتة الوداع، ثمّة إجماع لبناني، أهلي وسياسي على تاريخية زيارة الحبر الأعظم بكل المقاييس.
تاريخية بحجم الزائر، رسول السلام الذي أكد أن "خدمة العدل والسلام، في عالم لا يتوقف فيه العنف من بسط ظل الموت والدمار، هي حاجة ملحّة للالتزام من أجل مجتمع أخوي ولبناء الشركة".
وتاريخية ببلد الزيارة، بلد العيش الواحد المزنّر بالمخاطر، السباق الى التبشير بربيع عربي مستمر.
وتاريخية بإرشاد رسولي يشكّل مدخلاً ليبقى لبنان وطن الرسالة، نوّه فيه بالمسلم قبل المسيحي.
وتاريخية بالاستقبال الرسمي والشعبي والسياسي وبالمواكبة الرسمية والشعبية والسياسية للزيارة في محطاتها كافة، وبوضع الإصبع البابوية في قداس الـ350 ألف لبناني وعربي وأجنبي عند واجهة العاصمة بيروت البحرية على جراح نازفة في منطقة تشهد تحوّلات تاريخية. وعلى جرح سوريا المؤلم الذي يستدعي، وفق البابا، وقف تدفق السلاح الى البلد الجريح، ليختتم بنديكتوس السادس عشر عظته في بيروت بالصلاة "من أجل شعوب المنطقة وبخاصة الشعب السوري"، وبدعوته "المجتمع الدولي والدول العربية الى اقتراح الحلول التي تحترم حقوق الانسان"، وبقوله مودّعاً في مطار رفيق الحريري: "أصلّي للبنان لكي يحيا بسلام ويقاوم كل ما يقوض هذا السلام".
الراعي
تاريخية زيارة الحبر الأعظم أكدها البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في بداية القداس الاحتفالي في بيروت آملاً في الربيع العربي بولادة "الربيع الروحي المسيحي". وقال للبابا: "ان زيارتكم الرسولية الى الشرق الأوسط في زمن تعيش فيه المنطقة تحولات جذرية تهدد أمنها واستقرارها، تحمل الكثير من الأمل، ان زيارتكم مكملة لإعلانكم النبوي العام 2009 عن انعقاد جمعية خاصة بسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط والتي تركز على الوجود المسيحي وشهادتهم ورسالتهم في هذه المنطقة. لقد أدخلها السينودس في قلب "الربيع الروحي المسيحي"، والذي نعتبر ان العناية الالهية أرادته كمقدّمة للربيع العربي المنشود".
وتابع: "مع قداستكم نصلّي، كي تؤدي هذه الاحداث الدامية والتضحيات الى ولادة هذا الربيع. لا شك في ان الإرشاد الرسولي الذي سوف تتسلّمونه رسمياً خلال الذبيحة الافخارستية سوف يرسم لكنائسنا خارطة طريق نحو هذا الربيع".وفي الوقت الذي ارتفعت فيه صلاة البابا من أجل الشعب السوري، واصلت كتائب الأسد اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية بقصفها فجر أمس محيط بلدات حكر جنين، القشلق، الدبابية ومجرى النهر الكبير بين بلدة منجز اللبنانية وعزير السورية، فقد تساقطت قذائف الهاون ملحقة أضراراً في أملاك الأهالي وشهدت المنطقة توتراً شديداً في ظل انتشار للجيش اللبناني الذي سيّر دوريات في المنطقة الحدودية من عكار.
أسبوع جديد وملفات
ومع الأمل أن تستمر أجواء الأيام الثلاثة الماضية التي زرعت التفاؤل وأن تلتقي القوى السياسية لتكريس الايمان بلبنان، يفتح الأسبوع على جملة ملفات سياسية، اقتصادية واستحقاقات لا تزال مفتوحة، فمخاض سلسلة الرتب والرواتب مستمر وحكومة إغداق الوعود وضعت نفسها بين حدي الوفاء بالوعود والالتزامات والمطالب المحقة من جهة وفأس الكلفة القاطع التي تبحث الحكومة عن مصادر تمويلها في ظل ضائقة اقتصادية في القطاعات كافة من جهة أخرى.
وفي سياق متصل، ينتظر اللبنانيون ميزانية 2013 الموعودة في ظل خشية كبيرة من ضرائب ورسوم وأعباء تضاف على أعباء معيشية التهمت زيادة غلاء المعيشة قبل أن تصل الى مستحقيها من الموظفين في القطاع الرسمي وتضاف أيضاً على أعباء تحملتها قطاعات الإنتاج المرهقة في زمن تدني الانتاج وتراجع الاقتصاد على كل الصعد.
وعلى خط موازٍ، فإن الملفات السياسية المزمنة لا تزال مفتوحة، فطاولة الحوار التي شكّلت يوماً أملاً للبنانيين بالوصول الى استراتيجية دفاعية تكون جزءاً من مشروع الدولة كي لا تبقى الدويلات أقوى من الدولة، على موعد مع جلسة جديدة تشكل مفصلاً، بعد جلسات خيبات الأمل المتكررة التي اقتصرت على اللقاء وتحديد موعد اللقاء التالي.
وفي الاطار السياسي أيضاً، ينتظر أن يتحرك هذا الأسبوع ملف الانتخابات النيابية وقانونها الموعود في ظل تجاذب مستمر بين مشروع إلغائي ومشاريع ضامنة لتمثيل حقيقي وفي ظل انقسام حكومي حول الموضوع.