تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء عدّة عناوين كان أبرزها كلمة السيد حسن نصر الله الاخيرة ودعوته الى مواجهة الولايات المتحدة الاميركية والضغط لإصدار قوانين تمنع التعرض للأديان السماوية
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء عدّة عناوين كان أبرزها كلمة السيد حسن نصر الله الاخيرة ودعوته الى مواجهة الولايات المتحدة الاميركية والضغط لإصدار قوانين تمنع التعرض للأديان السماوية في تظاهرة دعا اليها حزب الله للاحتجاج على الفيلم المسيء للاسلام ورسوله، وتناولت الصحف آخر التطورات في الملف السوري من زيارة مبعوث الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي للقاهرة تزامناً من إنعقاد اللجنة الرباعية الى حديثه عن عدم توفر الحلول مؤقتاً.
السفير
ركزت صحيفة السفير الحديث على كلمة السيد حسن نصر الله في المظاهرة التي دعا اليها حزب الله إحتجاجاً على الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وآله سلم) كما تحدثت الصحيفة عن الاجتماع وزراء الخارجية في اللجنة "الرباعية" لحل الازمة السورية وإجماع الاطراف على ضرورة إيجاد حل سلمي لها.
نصرالله يتحدى الإساءة الأميركية .. «في الشارع»
ظلت «الهدنة البابوية» سارية المفعول، برغم انتهاء الإطلالة التاريخية للبابا بنديكتوس السادس عشر على مسيحيي الشرق، من البوابة اللبنانية، وفيما كان الرأي العام ينتظر من الحكومة، ترجمة التوجه الرئاسي الاجماعي بسحب الزيادة على مخصصات الرؤساء والوزراء والنواب، كانت المفاجأة أن أحد عشر وزيرا فقط أيدوا اقتراح رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي، ليسقط الاقتراح، وتصبح الكرة في ملعب مجلس النواب، وعلى الأرجح سيجد هناك حماسة نيابية للزيادة تفوق الشهية الحكومية.
ومن خارج السياق السياسي، فاجأ الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، عصر أمس، الجمهور الذي لبى دعوته للمشاركة في مسيرة ضخمة شهدتها الضاحية الجنوبية انتصارا للنبي محمد، بمشاركته شخصيا في المسيرة، في مبادرة ذات دلالة كبيرة، ألهبت الحشد، وجعلت عدسات الوكالات الأجنبية ضائعة في محاولة قراءة أبعاد هذه الخطوة بكل ما تعنيه بالمعنى الأمني ـ السياسي.
ولعل الأكثر دلالة في خطاب «السيد» دعوته المسلمين جميعاً أن يتعاونوا ويتقاربوا ويتوحّدوا في خدمة الأهداف المشتركة، «ولو باينت بينهم ملفات من هنا وهناك».
وقال نصرالله في خطاب دام 12 دقيقة من ضمن اطلالة لم تتجاوز ربع الساعة، وهي الخامسة له منذ ست سنوات «ان ما حصل في هذه الأيام (الاحتجاجات ضد الاساءة للنبي محمد) يجب أن يؤكد وعياً كبيراً لدى المسلمين والمسيحيين وإصراراً عظيماً على العيش المشترك، وعلى فهم العدو، وعلى توجيه الغضب باتجاه العدو الحقيقي. فلا يُورَطَنَّ أحدنا في فتنة. وهذه هي مسؤوليتنا جميعا».
وقال نصرالله الذي قرر المخاطرة، تحت عنوان «الولاء للرسول الأعظم»: «يجب أن تفهم الولايات المتحدة الأميركية أن بثّ الفيلم كاملاً ستكون له في العالم تداعيات خطيرة وخطيرة جداً، ولا يتوهمن أحد أن هذه المعركة يمكن التسامح فيها أو العبور عنها». وكرر مطالبة الشعوب والحكومات بالضغط على المجتمع الدولي «لإصـدار قرار دولي وقـوانين وطنية في كل العالم تجرّم الإسـاءة للأديان السماوية» .
وزراء «الرباعية» يجتمعون بغياب السعودية: تفاهم حذر حول سوريا .. بانتظار بلورته في نيويورك
انعقد في القاهرة أمس، اجتماع «اللجنة الرباعية» حول سوريا على مستوى وزراء الخارجية. لكن الاجتماع الذي بدا بحسب التسريبات معدّاً للخروج بتوافق نحو الوقف الفوري لأعمال العنف، ورفض التدخل العسكري الخارجي، وتلبية «طموحات» الشعب السوري، افتقد تمثيل أحد ضلوع «الرباعية»، السعودية التي لم ترسل بديلاً عن وزير خارجيتها سعود الفيصل ذي الحالة الصحية المتردية، وتقرر في ختامه التعبير عن تفاهم متواضع وحذر، والاعلان عن من مشاورات اضافية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال الشهر الحالي.
أما تركيا التي سيقصدها المبعوث المشترك الأخضر الابراهيمي اليوم، فاعتبرت أنه من الضروري تغيير طبيعة بعثة هذا الأخير، بشكل مختلف عن سلفه كوفي أنان، كي لا يسمح ذلك للرئيس السوري بشار الأسد «بكسب الوقت». كما استضافت أنقرة أمس، رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، للتباحث في ملفات أبرزها الملف السوري.
من جانبها، تمسكت روسيا بمطالبتها مجلس الأمن بإصدار قرار على أساس اتفاق جنيف في حزيران الماضي، ورفضها أي قرار بالعقوبات على سوريا. كما كان ملفتاً اعتبارها أن الأزمة في سوريا تتحول إلى «نزاع بين الحضارات».
وقتل 64 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، هم 36 مدنيا و15 عنصرا من قوات النظام و13 مقاتلا معارضا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي حلب شملت الاشتباكات احياء العامرية والعرقوب وهنانو والزهراء والسكري.
واجتمع في القاهرة أمس، وزراء خارجية مصر محمد كامل عمرو، وتركيا أحمد داود اوغلو، وايران علي أكبر صالحي.
وقال وزير الخارجية المصري إنه «من المبكر أن نقول أن ثمة خطة محددة بشأن سوريا ولكن هذا هو الهدف النهائي».
أما الوزير التركي فقال «ما زلنا نسعى لمبادرة دبلوماسية اخرى. قررنا أن نجتمع للتشاور ومحاولة التوصل إلى وجهة نظر مشتركة لمستقبل منطقتنا والمقصود مستقبل سوريا. اليوم اتفقنا على بعض المبادئ، ولكن كما هو متوقع ثمة بعض الاختلافات في وجهات النظر». وأضاف «هدفنا النهائي هو ان تكون سوريا قوية... أما آليات تنفيذ هذه الأهداف فسنناقشها لاحقاً، إذ لا يمكن أن تكون هناك خطة متكاملة منذ اللقاء الأول». وتابع «سنجري محادثات إضافية في نيويورك وسنحاول ان نسلك كل السبل الدبلوماسية لمساعدة أخواننا السوريين».
بدوره، قال الوزير الإيراني إن «ثمة حاجة لمشاورات أكثر». وأضاف «لقد أكدنا على أهمية الاستمرار في التشاور وسنلتقي في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة وسنستمر في هذا التشاور بالتنسيق مع الأخضر الابراهيمي»، مشدداً على أنه «يجب أن نكون جبهة واحدة وأن نسير في اتجاه واحد لإيجاد الحل».
وقال وزير الخارجية المصري، خلال مؤتمر صحافي مشترك وسريع عقده مع نظيريه التركي والإيراني، إنه «من المبكر أن نقول أن ثمة خطة محددة بشأن سوريا ولكن هذا هو الهدف النهائي».
ووفقا للموقف المعلن من وزارة الخارجية المصرية قبل الاجتماع فان مصر ستركز خلال المرحلة المقبلة على الخروج بتوافق حول عدد من الثوابت، أهمها «الوقف الفوري لأعمال القتل والعنف، والحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، ورفض التدخل العسكري الخارجي في سوريا، وضرورة إطلاق عملية سياسية بمشاركة مختلف أطياف الشعب السوري ومكوناته وصولاً لتحقيق آمال وتطلعات الشعب في الديموقراطية والحرية والكرامة وفي نظام سياسي ديموقراطي وتعددي، ومساندة الجهود العربية والدولية المختلفة الهادفة لمعالجة الأزمة، بما في ذلك مهمة الابراهيمي».
كما أن المجموعة «منفتحة على أية مساهمات إيجابية من أطراف أخرى مستقبلاً، وتسعى للتنسيق ودعم كافة الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة، ودعم المبادرة المصرية والتأكيد على أهمية العمل على عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع».
وقد اختارت السعودية، التي هي في الأساس العضو الرابع لـ«الرباعية»، عدم المشاركة في اجتماع أمس. وقال مسؤول مصري إن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لن يشارك لأسباب صحية، لكنه لم يوضح لماذا لم يتم إرسال أي بديل عنه. كما قال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو، إن السعودية التي شاركت في الاجتماع التحضيري على مستوى كبار المسؤولين الأسبوع الماضي، ستنضم إلى الاجتماعات المقبلة للجنة.
وكشف مصدر ديبلوماسي عربي مطلع أن اجتماع اللجنة الرباعية، يأتي لدراسة آليات جديدة للتحرك في مواجهة «تصلب» موقف الرئيس السوري بشار الأسد و«عدم تزحزحه عن موقفه» خلال محادثاته مع الإبراهيمي. وقال المصدر في تصريح خاص لـوكالة «الأناضول» التركية إن الاجتماع الذي ضم الإبراهيمي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي «يبحث تصلب الأسد في ضوء مباحثات الإبراهيمي معه وكيفية ممارسة مزيد من الضغط على النظام السوري للتخلي عن موقفه المتمسك بالبقاء في الحكم ووقف نزيف الدم».
ومن المرجح، حسبما صرّح في وقت سابق لوكالة «الأناضول» للأنباء مستشار الرئيس المصري للشؤون السياسية سيف عبد الفتاح أن قمة لدول اللجنة الرباعية ستعقد قريباً.
من جهته، التقى داود اوغلو بالرئيس المصري محمد مرسي في القاهرة. وعقب اللقاء عقد وزير الخارجية التركي مؤتمرا صحافيا في قصر الرئاسة قال فيه ان الادارة السورية تستغل المبادرات الجديدة لكسب الوقت وقتل المزيد من الاشخاص. واضاف يقول «هناك امثلة اكثر واكثر عن كيفية محاولة سوريا استغلال اي مبادرة جديدة لكسب الوقت وقتل المزيد من الاشخاص. وبالرغم من هذا فإننا نواصل مساعينا مع روسيا وايران وجميع هذه الدول ـ وايضا هذه المبادرة مهمة جدا بالنسبة لنا ..تركيا وايران ومصر ونأمل ان تنضم السعودية في المستقبل لحل هذه الازمة. موقفنا واضح هنا وهو ان نظاما يقتل ويهاجم شعبه لا يمكن ان تكون لديه مشروعية ولا يستطيع البقاء».
واضاف داود اوغلو أن «حوالي مليوني شخص مشردون في البلد الان ـ النازحون داخليا ـ وربما نحو او اكثر من 500 الف لاجئ في الخارج لذلك هذه لم تعد ازمة داخلية بعد. هذه ليست ازمة اقليمية بل هي ازمة الانسانية وبالتالي مهمة الامم المتحدة هي توفير حل والتحرك بحسم وحزم شديدين لمنع هذه المأساة الانسانية».
واشار داود اوغلو الى العلاقة بين سوريا وايران وقال في المؤتمر الصحافي «نحن نعرف العلاقات بين ايران والادارة السورية.. وبالطبع اذا اتفقنا على الاهداف فربما تمارس ايران نفوذها ..نفوذها المقنع على النظام السوري ونأمـــل الــــيوم ان نتفق على مبادئ محددة ونتبنى نوعا ما من النهج الاساسي ويمكن لايران حينئذ ان تتصرف بناء عليه».
واعلن مسؤول في وزارة الخارجية التركية ان الابراهيمي يصل اليوم الى تركيا لزيارة مخيم للاجئين قريب من الحدود مع سوريا. وقال هذا المسؤول ان الابراهيمي سيلتقي لاجئين سوريين في مخيم التينوزو في محافظة هاتاي.
وبحسب قناة «الحرة» فإن الإبراهيمي سيتوجه يوم السبت المقبل إلى نيويورك لإحاطة أعضاء مجلس الأمن الدولي بنتائج المحادثات التي أجراها في دمشق والقاهرة.
ونقلت صحيفة «المصري اليوم» عن مصادر ديبلوماسية مصرية أن الإبراهيمي قرر أن تكون القاهرة هي المقر الدائم لإقامته في مهمته المكلف بها بشأن سوريا، وذلك بالاتفاق مع وزير الخارجية المصرية كامل عمرو والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية تبحث الآن عن مقر مناسب للإبراهيمي.
من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف معارضة موسكو لاتخاذ مجلس الأمن الدولي أي قرار يفرض عقوبات على سوريا مشيراً إلى إمكانية الوصول إلى اتفاق حول الأزمة السورية في مجلس الأمن.
وقال الديبلوماسي الروسي إن «مثل هذا القرار لن يكون مقبولا لنا لأنه سيخلق أساسا لمواصلة استخدام القوة ضد الحكومة السورية، وذلك مع غياب أي مراقبة على المعارضة». وحول سعي بعض الدول بما فيها الولايات المتحدة إلى استخدام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة قال غاتيلوف: «موقفنا حول القرار في الشأن السوري يختلف عن الموقف الأميركي. إن واشنطن تقترح فرض عقوبات واتخاذ قرار على أساس الفصل الذي ينص على استخدام القوة. هذا الموقف أحادي، وهذا القرار غير مقبول بالنسبة لنا».
وأكد غاتيلوف أن موسكو تتوقع من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إبداء الاتزان والحذر في تصريحاته حول سوريا. وقال: «لقد صرح الأمين العام للأمم المتحدة عن شلل في مجلس الأمن. يجب على الأمين العام كموظف رئيسي أن تكون مواقفه حذرة ومتزنة عندما يخص الأمر قضايا حادة مثل سوريا». وشدد على أن فشل مجلس الأمن الدولي في تحقيق الاتفاق لا يعني قط شلله، وقال: «ما يحدث في مجلس الأمن هو البحث عن إجماع واعتبار متبادل للمصالح. لا نشك في وجود إمكانيات لتحقيق هذا الاتفاق في مجلس الأمن الدولي».
وأكد غاتيلوف أن روسيا تقف مع اتخاذ مجلس الأمن الدولي قرارا يؤيد بيان مؤتمر جنيف حول سوريا. وأفاد غاتيلوف بأن روسيا لم تبدأ بعد العمل على مشروع مثل هذا القرار. وقال: «لا يوجد ذلك على الورق بعد. والأمر ليس في الأوراق. المهم أن نتوصل إلى ذلك جميعا، لكننا حتى الآن لا نرى إرادة سياسية من جانب زملائنا الغربيين».
وأكد الديبلوماسي الروسي أن النزاع السوري بدأ يكتسب طابع نزاع بين الحضارات منذ «زيادة نشاط تنظيم «القاعدة» في البلاد». وقال: «يتعين على المجتمع الدولي الآن أن يضع حدا ويوفر ضمانات لاحترام حقوق جميع الطوائف بما فيه المسيحيون. وهناك عملية سافرة لتسليح المعارضة السورية كي تواصل نشاطها من أجل إسقاط نظام بشار الأسد. ليس لدينا ضمانات لتطبيق إجراءات المراقبة على كلا الطرفين في حال تــبني القرار بفرض العقوبات».
النهار
صحيفة النهار تناولت في إفتتاحيتها التظاهرة الحاشدة في الضاحية الجنوبية وكلمة السيد حسن نصر الله ودعوته المسلمين للتوحد للضغط لمنع بث الفيلم وإصدار قرار دولي يحظّر المس بالديانات السماوية، كما تناولت الصحيفة الإتفاق المبدئي لحل سلمي في سوريا الذي اجمعت عليه أقطاب اللجنة الرباعية في القاهرة.
تظاهرة حاشدة في الضاحية استنكرت الفيلم المسيء
نصرالله مشاركا: حركتنا ليست عابرة او "فشة خلق"
لبت الضاحية الجنوبية امس على عادتها دعوة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فخرج شيبها وشبابها في تظاهرة حاشدة قدرت بعشرات الآلاف ضاقت بها الشوارع الممتدة من اوتوستراد السيد هادي نصرالله حتى منطقة الكفاءات – الحدت. حيث فاجأ السيد نصرالله الجماهير بحضوره شخصيا للمشاركة في مسيرة "الولاء لرسول الله".
وبدا واضحا ان "حزب الله" اختار توقيتا لا يحرج لبنان ولا ضيفه البابا بينيديكتوس السادس عشر، اما شعارات التظاهرة فكانت "لبيك يا رسول الله" و"اميركا انت الشيطان الاكبر" و"اسرائيل عدوة المسلمين" و"الشعب المسلم يقول روحي فداء الرسول" و"يا ايها المسلمون اتحدوا". ورفعت اعلام الحزب وحركة "امل" وشعارات منددة بالاساءة الى الرسول ورايات "لا اله الا الله محمد رسول الله" واعلام لبنان والبحرين وسوريا وكانت لافتة المشاركة المسيحية في المسيرة، وخاصة من لجنة الحوار المسيحي – الاسلامي.
القبضات والحناجر وعدة التظاهرة كانت ايضا حاضرة، وقبل الموعد توافد مناصرو "حزب الله" وغيرهم الى مجمع سيد الشهداء في الرويس وبمرور الوقت كانت الجموع تزدحم نساء ورجالا وفتيانا وأولادا جاؤوا من الضاحية الى قلب الضاحية، ولم ترفد المسيرة بمشاركات من خارج الضاحية فلكل منطقة تظاهرتها والامر لا يحتاج الى حشد من خارج "معقل المقاومة". ثم ان "الفيلم اساء الى كل المسلمين وبالتالي المشاركون في الاحتجاجات سيلبون النداء"، على ما قال باختصار احد المشرفين على تنظيم تظاهرة الغضب لـ"النهار".
انضباط وشعارات موحدة
لم تشبه تظاهرة "حزب الله" نظيراتها التي نظمت في لبنان او البلاد الاسلامية، فأنصار الحزب مروا من امام مقاه ومطاعم "اميركية الهوى" ولم يعمدوا الى مهاجمتها او التعرض لموظفيها "لان العدوان الذي تشنه الولايات المتحدة مع اسرائيل على الاديان السموية وخصوصا الدين الاسلامي لا يوقفه هجوم على مطعم اميركي، عدا ان موظفي هذا المطعم هم اناس ابرياء قد يفقدون عملهم بسبب التعرض لمطعم هنا او مقهى هناك"، يقول ابو ساجد احد المشاركين في التظاهرة، ويتابع: “هدفنا ايصال صوتنا المعارض لأي تعرض للاديان السموية، والاهم من ذلك اننا نحن المسلمين نتعرض منذ سنوات لهجوم منظم تارة خلف عنوان الصور والرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول وتارة اخرى عبر سلمان رشدي، واليوم جاء ذلك الفيلم المشؤوم ليظهر نيات عدوانية اساسا لم تخفها واشنطن وتل ابيب ضد الاسلام". كلام ابو ساجد تردده غالبية المشاركين في تظاهرة الضاحية بعد نداء السيد نصرالله، وكان لافتا خلالها التزام المشاركين فيها تعليمات عناصر الانضباط الذين حضروا بكثافة.
وبعد حوالي ساعة على بدء المسيرة فاجأ السيد نصرالله جمهوره بحضوره معهم، وبدأ حديثه "يا اشرف الناس واطهر الناس واكرم الناس السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، شاكرا حضورهم وتلبيتهم دعوته العاجلة والكبيرة "واستجابتهم لنداء رسول الله محمد" متوجها بالشكر الخاص الى "العلماء من السنة والشيعة والمسيحيين والاحزاب الوطنية وحركة "امل" الذين دعوا الى المشاركة في التظاهرات".
وقال: “اليوم نأتي الى هنا لنقول ويسمع العالم هذه الكلمة "يا رسول الله فداك دمي واهلي وولدي وكل مالي وما خولني ربي فداء كرامتك وعرضك وشرفك". ورأى ان "البعض حتى الآن لم يدرك مستوى الاهانة التي تعرض لها الرسول من خلال بعض هذه المشاهد"، مشيرا الى انهم "طعنوا في ايمانه وقرائنه وزوجاته، وهذا في مقطع من 12 دقيقة من الفيلم"، سائلا: “اما اذا خرج فيلم الساعتين فماذا ستكون النتيجة؟".
اضاف: "نحن هنا لنعلن رفضنا ما ورد في بث المقاطع، ولمنع بث الفيلم الكامل من الاميركيين، وسد الباب في شكل كامل امام تكرار الاساءة"، ودعا الجميع الى تشكيل فرق تخطيط وعمل لنحقق هذه الاهداف الثلاثة".
وقال "يكفي ان تقوم كل حكومة او دولة بحجب هذه المواقع ومقاطعة مواقع الانترنت التي تصر على بث المقاطع المسيئة"، مشددا على "وجوب ان تفهم اميركا التي تحتج وتخادع تحت شعار الحرية ان بث الفيلم كاملا ستكون له تداعيات خطيرة جدا".
وتابع: “على مستوى الهدف الثالث، يجب ان تعمل جميع شعوبنا وحكوماتنا على الضغط على المجتمع الدولي لاصدار قرار دولي وقوانين تجرم الاساءة للأديان السموية ولأنبياء الله ابرهيم وموسى وعيسى المسيح ومحمد، وان اي تأخر في المهمة هو تقصير في حق الرسول وابقاء البابا مفتوحا لاهنات جديدة واساءات جديدة غير معروف الى اين تؤدي"، متابعا: “حركتنا لن تكون حركة عابرة او "فشة خلق" بل يجب ان تكون حركة الامة دفاعا عن الرسول، وما حصل يوجب على المسلمين ان يتوحدوا لخدمة الاهداف المشتركة".
واشار الى ان ما حصل يجب ان يؤكد وعيا كبيرا لدى المسلمين والمسيحيين واقتناعا بالعيش المشترك والا يورطهم احد في فتنة، ولا يتوهمن احد ان هذه معركة يمكن التسامح فيها او العبور عنها".
يذكر ان اطلالة السيد نصرالله الشخصية امس كانت الاطلالة العلنية الخامسة له منذ حرب تموز 2006.
الرباعية ناقشت في غياب السعودية "أفكاراً ومبادئ" حول الأزمة السورية
ناقش وزراء الخارجية المصري محمد كامل عمرو والتركي أحمد داود أوغلو والايراني علي أكبر صالحي "مبادئ وأفكارا" توصلا الى تسوية للأزمة السورية. وغابت السعودية عن الاجتماع الذي يدخل في اطار مجموعة الاتصال الرباعية التي كان الرئيس المصري محمد مرسي قد اقترح تأليفها من أجل إيجاد حل لهذه الازمة.
وفي ختام الاجتماع، صرح كامل عمرو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه التركي والايراني: "ناقشنا مبادئ وأفكارا بصورة عامة من شأنها التوصل الى حل للوضع المأسوي في سوريا، وتم الاتفاق على استمرار المشاورات". وأضاف أنه تقرر عقد الاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال في نيويورك على هامش اعمال الدورة العادية الـ67 للجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من الشهر الجاري. وأشار الى ان السعودية غابت عن الاجتماع بسبب "ارتباطات سابقة".
وأفاد ان الوزراء الثلاثة التقوا الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وأوضح ان الابرهيمي قدم عرضا لنتائج الزيارة التي قام بها لسوريا الاسبوع الماضي.
ورأى داود أوغلو ان الحل في سوريا يجب ان يكون اقليميا، مشيرا الى ان انعقاد الاجتماع في مصر يوجه رسالة الى الشعب السوري مفادها أن مصر تتمتع اليوم بحكومة منتخبة وأن الحل في سوريا يجب ان يؤمن الوصول الى الحال التي تعيشها مصر اليوم.
أما صالحي فكرر أن الحل في سوريا يجب ان يكون سوريا ً– سورياً وألا يفرض من الخارج. وذكّر بأن الحكومة الايرانية طالبت النظام السوري منذ بدء الازمة باجراء اصلاحات تلبي تطلعات الشعب، وأنها لا تزال تطالب بذلك.
الابرهيمي
وفي وقت سابق اطلع الابرهيمي العربي على نتائج زيارته لسوريا ولقاءاته المسؤولين السوريين وفي مقدمهم الرئيس السوري بشار الاسد وكذلك قوى المعارضة التي التقاها في دمشق. وقال بعد اللقاء: "كوّنا صورة عن الوضع في سوريا في الوقت الحاضر وتأكد لنا ان الوضع في منتهى الخطورة وأنه يتفاقم ولا يتحسن".
ويبدأ الابرهيمي اليوم رحلة تشمل تركيا والأردن لتفقد أحوال اللاجئين السوريين في البلدين، على أن يصل قبل نهاية الأسبوع الى نيويورك، حيث يعقد سلسلة لقاءات مع عدد من وزراء الخارجية المشاركين في دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وسيطلع الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي - مون على نتائج زيارته لسوريا ومصر وتركيا والأردن. وبعد ذلك سيزور دولتي الجوار الأخريين، أي لبنان والعراق، فضلاً عن الدول المؤثرة في سوريا، ومنها ايران والسعودية وغيرهما.
وأبلغ مصدر دولي في نيويورك "النهار" ان الممثل الخاص المشترك "لم يسمع أي جديد" من الاسد خلال اجتماعهما السبت الماضي في دمشق.
ولاحظ المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الابرهيمي "لا يزال في طور تكوين تصور شامل لمهمته"، ان الرئيس السوري "يريد فصل الحوار السياسي الذي دعا اليه عن القتال الجاري على الارض، وكأن لا علاقة بين هذين الامرين"، متسائلا عن "مغزى السعي الى هذا الفصل بين المسارين السياسي والعسكري".
وعما نقل عن "استياء" الابرهيمي من نتيجة زيارته لدمشق قال إن الديبلوماسي المتمرس "ليس مستاء من نتائج الزيارة وليس مرتاحا اليها"، علما انه "أجرى محادثات جدية وصريحة وشاملة مع القيادة السورية. وتحدث مع المعارضة ايضا. لذلك كان في حال استماع ريثما يستجمع في ذهنه صورة شاملة عن الوضع".
الاخبار
أما صحيفة الاخبار تحدثت عن كلمة السيد حسن نصر الله وتهديده للولايات المتحدة الاميركية بعواقب وتداعيات بث الفيلم كاملاً مستقبلاً، كما سلّطت الصحيفة الضوء على حديث الاخضر الابراهيمي عن إنعدام الحلول لديه في موضوع الازمة السورية.
نصر الله يهدّد واشنطن
فاجأ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المشاركين في المسيرة الحاشدة التي دعا إليها الحزب في الضاحية الجنوبية رفضاً للإساءة إلى الرسول محمد، بحضوره الشخصي من دون أي حذر أمني من التهديدات الإسرائيلية لحياته، «فداءً للرسول». ومن دون زجاج عازل أو إجراءات أمنية استثنائية سوى من حراسه المعهودين، ألقى نصرالله كلمة في المتظاهرين شدد فيها على رفض الإساءة إلى الرسول محمد، محذراً الولايات المتحدة من ردود فعل غير عادية في حال نُشر فيلم «براءة المسلمين» كاملاً. وأشار إلى أن هذا التحرك يجب أن يستمر لخدمة أهداف واضحة منها «وقف نشر المقاطع، ومنع نشر الفيلم كاملاً، وسد الباب نهائياً على إمكان الإساءة الى نبينا ورسولنا».
وأضاف: «البعض حتى الآن لم يدرك مستوى الإهانة التي تعرض لها الرسول من خلال بعض هذه المشاهد وطعنوا في إيمانه وقرآنه وزوجاته، وهذا بمقطع من 12 دقيقة من الفيلم، أما إذا خرج فيلم الساعتين فماذا ستكون النتيجة». ودعا الناس إلى مقاطعة مواقع الإنترنت التي تصرّ على بثّ المواقع المسيئة. وقال: «يجب أن تفهم أميركا أن بثّ الفيلم كاملاً ستكون له تداعيات خطرة وخطرة جداً».
كذلك دعا إلى الضغط على المجتمع الدولي لإصدار قرار دولي وقوانين وطنية في كل العالم تجرم الإساءة إلى الأديان السماوية والأنبياء إبراهيم وموسى وعيسى المسيح، معتبراً أن «عدم قيام الأمة الإسلامية بإنجاز هذه المهمة هو تقصير بحق رسول الله»، مشدداً على أن «هذه الحركة لن تكون عابرة، بل هي بداية لحركة جدية يجب أن تتواصل، وما حصل يجب أن يؤكد للمسلمين أن عليهم أن يتوحدوا ولو باينت بينهم ملفات من هنا أو هناك».
وغطّت وسائل الإعلام الإسرائيلية ما ورد في كلام نصر الله، على غير عادة متبعة، وصولاً إلى كل التفاصيل الواردة في الكلمة. وأوردت نشرات التلفزة العبرية كلام نصرالله في مقدمة نشراتها الإخبارية. وبحسب القناة الثانية في التلفزيون العبري، فإن «نصرالله حاول صبّ الزيت على النار، وتأليب الرأي العام ضد الولايات المتحدة وإسرائيل». بدورها، رأت القناة الأولى في التلفزيون العبري أن الفيلم المسيء للنبي محمد أجبر نصرالله على الخروج العلني، الأمر الذي يظهر مدى تأثره بالفيلم والإساءة الواردة فيه، مركّزة على وقوف نصرالله لأكثر من اثنتي عشرة دقيقة أمام الجماهير كي يظهر أنه جدّي في إطلاق تهديداته وإدانته. ومما لفت القناة، الهتافات التي شارك نصر الله الجماهير فيها، ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
الإبراهيمي في القاهرة: لا خطّة للحل
وزراء «الرباعية» يجتمعون بغياب السعودية... و«حقوق الإنسان» تؤكّد زيادة العنف
واصل الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي مهمته، ليحطّ في القاهرة، بالتزامن مع اجتماع «مجموعة الاتصال الرباعية» على المستوى الوزاري، بغياب السعودية «لارتباطات طارئة»
حطّ المبعوث العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي في القاهرة، بعدما اختتم أمس زيارة استمرت أربعة أيام للعاصمة السورية، أكد خلالها أنه لا يحمل أي خطة للحلّ «في الوقت الراهن».
ونقل الإبراهيمي نتائج زيارته إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وصرّح مصدر مسؤول في جامعة الدول العربية بأن الإبراهيمي «أطلع العربي على نتائج زيارته خلال اليومين الماضيين لسوريا ولقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد وأطراف المعارضة هناك»، مضيفاً أنه سيقدمّ أيضاً «المرئيات التي ستنطلق منها خطته لحلّ الأزمة الراهنة في سوريا، والتحركات العربية والدولية المطلوبة في هذا الشأن».
في هذا الوقت، عقد وزراء خارجية مجموعة الاتصال حول سوريا أوّل اجتماع لهم في القاهرة بحضور وزيري خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو وإيران علي أكبر صالحي، إضافة إلى وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، فيما غاب ممثل عن السعودية. وقال نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن «غياب السعودية عن المشاركة في اجتماع مجموعة الاتصال المعنية بالأزمة السورية يرجع إلى ارتباطات طارئة حالت دون مشاركة المملكة بها»، نافياً أن تكون هناك «أي أسباب سلبية أو سياسية وراء عدم حضورها الاجتماع».
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية عن صالحي قوله إن «الاجتماع لأربع دول مهمة في المنطقة للحديث عن هذا الملف الحساس خطوة إيجابية، ونأمل أن تكون النتائج لمصلحة كل شعوب المنطقة والسلام والاستقرار». وأكد صالحي أنّ طهران ترغب في أن تكون المجموعة متوازنة من خلال إضافة دولتين هما العراق وفنزويلا.
من ناحية أخرى، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن هناك إمكانيات للتوصل إلى وفاق بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن غاتيلوف قوله إن «روسيا لا توافق على قرارات أممية من شأنها فتح طريق لاتخاذ خطوات عسكرية ضد سوريا». وأضاف «نحن ننطلق من أنّ أيّ خطوات يجب أن تتخذ جماعياً، في إطار مجلس الأمن الدولي، وأن أي خطوات أحادية الجانب ستؤدي إلى إبعاد الجهود عن البحث عن تسوية سلمية للأزمة السورية».
من جهته، قال وزير الخارجية الصيني يانغ جيا تشي، في لقاء مع المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي حسن عبد العظيم، إن على الانتقال السياسي في سوريا أن يكون بقيادة الشعب السوري وليس عبر قوى خارجية. ولفت إلى أنّ على المجتمع الدولي الالتزام بالسعي إلى حلّ سياسي بما أن استخدام القوة لن يحلّ المسألة.
في سياق آخر، قدم رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة باولو بينيرو، يوم أمس، أمام مجلس حقوق الإنسان، تقريراً يشير إلى زيادة كبيرة في أعمال العنف والتجاوزات في سوريا. وأوصى مجلس الأمن الدولي باتخاذ «الإجراءات المناسبة» مع تزايد الانتهاكات في سوريا «من حيث العدد والوتيرة والحدة» من قبل النظام والمجموعات المعارضة.
من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو أنّ تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول سوريا يتضمّن «أدّلة دامغة ضد نظام دمشق» الذي ارتكب «جرائم غير مسبوقة». وتابع أنّ «المجموعات المسلحة المعارضة يجب أن تمتنع هي أيضاً عن ارتكاب جرائم حرب غير مقبولة».
في هذه الأثناء، استمرت المواجهات المسلحة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، لا سيما في مدينة حلب. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أنّ القوات النظامية تمكّنت من السيطرة على حيّ الميدان. لكنّ سكاناً في المدينة أفادوا وكالة «فرانس برس» بأنّ مقاتلي المعارضة تمكنوا من التسلل مجدداً الى الحيّ، الذي ما زال يشهد اشتباكات.
في دمشق، أشار ناشطون الى أن أحياء القدم، والعسالي، والحجر الأسود (جنوب العاصمة) تعرضت للقصف، فيما أشار المرصد الى العثور على 28 جثة مجهولة الهوية في مناطق مختلفة في سوريا أول من أمس، منها 16 جثة لأشخاص أعدموا ميدانياً في حيّ القدم في دمشق، و11 قتلوا بالرصاص في كفرسوسة في دمشق أيضاً.
المستقبل
بدورها أولت صحيفة المستقبل إهتمامها الحديث عن التحرك الذي أقامه حزب الله في الضاحية الجنوبية إحتجاجاً على الفيلم المسيء وكلمة السيد حسن نصر الله ودعوته العالم للتحرك.
مزيد من المواقف المستنكرة للإساءة الى الإسلام
نصر الله يظهر في تظاهرة الضاحية: غضبتنا بداية لحركة جدّية
تواصلت أمس ردود الفعل المستنكرة لفيلم "براءة الإسلام" وأبرزها من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، الذي ظهر في التظاهرة التي دعا اليها الحزب في الضاحية الجنوبية تحت عنوان "لبيك يا رسول الله"، فرأى أن "على أميركا أن تفهم، أن عرض الفيلم كاملاً ستكون له في العالم تداعيات خطيرة جداً"، معلناً أن "غضبتنا لن تكون حركة عابرة، ولا فشة خلق، بل هي بداية لحركة جدية، يجب أن تتواصل على مستوى الأمة كلها".
وقال نصر الله أمام المتظاهرين: "ندعو الى منع نشر الفيلم المسيء الى الرسول، وسد الباب على إمكان الإساءة الى نبينا. إن تحركنا مستمر حتى تلبية مطالبنا، وحتى يفهم العالم حقيقة ارتباطنا بالرسول، ولن نسكت عن إهانة نبينا وسيبقى الصوت عالياً". ودعا الى "مقاطعة مواقع الانترنت التي تصر على بث الفيلم المسيء الى الرسول، ومحاسبة منتجي الفيلم ومن يروّج له".
أضاف: "يجب أن تفهم الولايات المتحدة الأميركية، أن بث الفيلم كاملاً ستكون له في العالم تداعيات خطيرة جداً، وعلى شعوبنا وحكوماتنا، أن تضغط على المجتمع الدولي، لإصدار قرار دولي، وقوانين وطنية في كل العالم، تجرم الإساءة الى الأديان السماوية، وأنبياء الله العظماء، وعدم قيام الأمة الإسلامية، وحكام العالم الإسلامي، بإنجاز هذه المهمة، هو تقصير عظيم بحق رسول الله، وإبقاء الباب مفتوحاً لأفلام جديدة، وإهانات جديدة، وإساءات جديدة، لا نعرف إلى أين ستؤدي".
وأعلن أن "غضبتنا لن تكون حركة عابرة، ولا فشة خلق، بل هي بداية لحركة جدية، يجب أن تتواصل على مستوى الأمة كلها، للدفاع عن رسول الله، وما حصل هذه الأيام، يجب أن يؤكد للمسلمين جميعاً، أن عليهم أن يتعاونوا ويتقاربوا ويتحدوا، لخدمة الأهداف المشتركة، ولو باينت بينهم ملفات من هنا وهناك"، معتبراً أن "ما حصل يجب أن يؤكد وعياً كبيراً لدى المسلمين والمسيحيين، وإصراراً عظيماً على العيش المشترك، وعلى فهم العدو، وعلى توجيه الغضب باتجاه العدو الحقيقي، وألا يتورط أحدنا في فتنة، فهذه مسؤوليتنا جميعا".
دانت "الجماعة الإسلامية" في بيان، الفيلم المسيء الى الإسلام"، مطالبة بـ"ملاحقة منتجيه وإنزال العقاب اللازم بهم". وأوضحت أن "العالم الإسلامي تفاجأ مرة أخرى، بهجوم حاقد استهدف الإسلام كدين، والنبي محمد كرسول، من خلال فيلم يهدف إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين، والإساءة إلى نبي الرحمة محمد، أظهر الإسلام على غير حقيقته، بصورة مشوهة يخالف أبسط القواعد المعروفة عنه عند المسلمين وعند غيرهم".
وأكدت أن "الدول التي تسمح بعرض هذا الفيلم تحت عنوان الحرية، هي شريكة بشكل كامل في مخطط إثارة الفتنة، ومسؤولة بشكل مباشر عن كل رد فعل حياله". وأهابت بالأمة الإسلامية "التحرك لرفض هذا الاعتداء الجديد نصرة لديننا الحنيف، بشكل حضاري وواعٍ، يؤكد عزمنا على حماية مقدساتنا، وقطع الطريق على كل محاولة لإشعال الفتن في مجتمعاتنا، خدمة لمخططات الأعداء المعروفة".
دعا النائب تمام سلام في تصريح، "السلطات الأميركية إلى ايجاد طريقة تحول دون تكرار التعديات على مشاعر الشعوب الإسلامية، خصوصاً تلك التي تمس منها بجوهر إيمانهم"، مطالباً الشعوب الإسلامية والمشرقية بـ"عدم الانجرار تحت عنوان الدفاع عن القيم الدينية الى تحقيق ما يرجوه المغرضون".
أيد عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب خالد زهرمان في حديث الى إذاعة "صوت لبنان ـ الحرية والكرامة"، "الحركات الاحتجاجية استنكاراً للفيلم المسيء الى الإسلام، ولكن التظاهرات يجب أن تكون سلمية، لأن ما حصل تعرض لكل الأديان والقيم".
أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في بيان، الى أن "الإساءة الكبيرة التي حملها الفيلم يحمل أكبر الإساءات إلى الجهات المنتجة والممولة". وطالب المسلمين والمسيحيين بـ"التحرك الجاد والحازم ضد من تسوّل له نفسه الإساءة إلى الدين".
دان المكتب السياسي لحركة "أمل" في بيان، "عرض الفيلم المسيء الى النبي"، مؤكداً أن "إهانة كبرى لحقت بالمسلمين جراء عرضه المسيء الى الرسول الأعظم، والى رسالة الإسلام، وأسلوب عيش المسلمين وأخلاقياتهم ومسلكهم".
أعرب المركز الكاثوليكي للإعلام عن استنكاره الشديد لعرض فيلم "براءة الإسلام" الذي "يشوّه صورة الإسلام ويسيء إلى المسلمين ورموزهم"، معتبراً أن "أي إساءة إلى أحدى الديانات، هي إساءة تطال كل الديانات".
رأى القيم العام على مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في صور وتوابعها الأب بشارة كتورة خلال مشاركته في اعتصام أقيم في مخيم البص، أن "أي إساءة الى النبي محمد، هي إساءة الى المسيحيين، الين هم والمسلمون في صور والمنطقة، عائلة واحدة، ويؤمنون بالعيش المشترك والوحدة الوطنية، ويربطهم الطريق الى الله".
دعا "لقاء علماء صور" في بيان، بعد اجتماع عقده برئاسة العلامة الشيخ علي ياسين، الى المشاركة في المسيرة التضامنية التي ستنطلق اليوم في صور، استنكاراً للإساءة الى الإسلام والنبي.
اللواء
من جهتها تناولت صحيفة اللواء كلمة السيد حسن نصر الله الاخيرة في الضاحية الجنوبية، أما في الشأن السوري كتبت الصحيفة عن لقاء الاخضر الابراهيمي لامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وحديثه عن إنعدام الحلول.
إجماع إسلامي - مسيحي على التنديد بالفيلم المسيء للنبي... وواشنطن تحذّر رعاياها
نصر الله على الأرض في الضاحية: تجدُّد المواجهة مع أميركا
غداة انتهاء الزيارة البابوية الى لبنان، وما اشاعته من اجواء ايجابية طيبة، تجاه ما كانت البلد، والحاجة الدولية والاقليمية الى نموذجه التعايشي بين ا لمسلمين والمسيحيين، بوصفه دولة تعددية، بدت الساحة خاضعة لتقلبات وضغوطات العناصر الخارجية، سواء منها ما يتعلق «بالاعتداء» على المسلمين، عبر التعرض لنبيهم محمد (ص) من خلال الفيلم المشين الذي انتج في الولايات المتحدة من قبل عناصر موتورة ومتصهينة وبتمويل صهيوني، او عبر ارتدادات المواجهة التي تلوح في الافق بين ايران واسرائيل، على خلفية الملف النووي الايراني، او عبر الازمة السورية المفتوحة جغرافيا واستراتيجيا على تداعيات كان للبنان النصيب الاكبر منها، سواء عبر عمليات خطف واحتجاز، او اختراق للحدود، او تهديدات دولية على خلفية العقوبات المالية والمصرفية، فضلاً عن اكتشاف الشبكة التي كان يديرها الوزير السابق ميشال سماحة والتي كانت تهدف الى احداث تفجيرات وقلاقل تؤثر على الوحدة الوطنية في البلاد.
وعلى الرغم من ان المشهد كان متوقعاً ان يضخ حيوية لبنانية عشية استئناف طاولة الحوار بعد غد الخميس، الا ان تحول اللعبة الدولية والاقليمية الى تقاطعات جغرافية من بينها لبنان، اعادت الاحداث الثقيلة الى الواجهة، من دون ان تلحق ضرراً بالوحدة السياسية والمجتمعية التي يعتصم بحبلها اللبنانيون في هذه اللحظة.
وفيما كان الرئيس ميشال سليمان يبلغ السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن ابادي رسالة احتجاج وطلب ايضاح على تصريحات قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري، ويطلب من وزير الدفاع اعداد تقرير فني دقيق عن «الاعتداء السوري» على «خربة داوود» في عرسال ليبنى على الشيء مقتضاه، كانت الضاحية الجنوبية تستعد لحشد شعبي كبير على المسيرة التي دعا اليها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لنصرة النبي محمد (ص) بعنوان: «لبيك يا رسول الله».
وكانت المفاجأة المحسوبة بدقة من قبل قيادة «حزب الله» خروج امينه العام الى الساحة المليئة بعشرات الألوف من الذين احتشدوا في المسيرة الاحتجاجية على الاساءة للنبي، والسير في اتجاه المنصة، وهو الخروج الاول من نوعه من 12 كانون الاول 2011 والخامس منذ 2006، لشد عضد المتظاهرين والمشاركة في رفع الصوت عالياً في شوارع الضاحية، رفضاً للاهانة، وتحذيراً من بث الفيلم وعدم سحب مقاطع الـ12 دقيقة التي بثت واقفال مواقع الانترنت في وجهه.
على ان الاخطر تحميل الولايات المتحدة ما حدث واستمراره، حيث اكد نصر الله: «يجب ان تفهم اميركا ان بث الفيلم كاملاً ستكون له في العالم تداعيات خطيرة وخطيرة جداً».
ولم تتأخر الولايات المتحدة في التقاط الرسالة، إذ حذّرت رعاياها من السفر إلى لبنان، وعلقت المنح الدراسية للراغبين في الدراسة في هذا البلد.
المهم أن نصرالله اطلق معركة قال انه لا يمكن التسامح فيها أو العبور عنها، وهي ستمتد على نشاطات وتحركات شاجبة وغاضبة يُشكّل التجمع الذي دعا إليه الشيخ أحمد الأسير يوم الجمعة المقبل في وسط بيروت، احد جوانبها.
ومع أن الإجماع اللبناني على التنديد بالإساءة للرسول وللمسلمين عبّر عنه المسلمون والمسيحيون، قيادات روحية وسياسية، الا أن انتقاداً حصل لاطلالة السيّد نصرالله التلفزيونية على لسان الرئيس امين الجميل، وانتقاداً مماثلاً من قبل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، لما اعتبره من ان نصر الله «صنع من الفيلم جسر عبور لأغراض سياسية».
وأعلن جعجع تبنيه كل المطالب التي طلبها نصرالله من منع نشر الفيلم وملاحقة المشاركين فيه، ومنع الإساءة مجدداً، الا انه انتقد الطريقة، وقال «كنت اتمنى لو استشار الآخرين وصعد إلى بكركي وعقدت قمّة أطلقت سلسلة مطالب ضد الفيلم المسيء، متمنياً على البطريرك الماروني بشارة الراعي لو يدعو عرباً الى قمّة تعقد في بكركي».
اما الحكومة فسارعت إلى تبني اقتراح الأمين العام لحزب الله من خلال اقتراح قانون على الجامعة العربية يحرم أو يجرّم الإساءة للأديان والانبياء، داعية وزير الخارجية إلى اخذ زمام المبادرة التي تتماشى مع حقوق الإنسان والحريات العامة وحرية ممارسة الشعائر الدينية.
الإبراهيمي أبلغ مرسي والعربي نتائج محادثاته مع الأسد وخطوط خطّته للحل
نقل المبعوث العربي والدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي نتائج زيارته الى دمشق للامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مؤكدا أنّه لا يحمل اي خطة للحل «في الوقت الراهن».
وصرّح مصدر مسؤول في الجامعة العربية بأنّ الإبراهيمي «سيطلع العربي على نتائج زيارته خلال اليومين الماضيين لسوريا ولقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد وأطراف المعارضة هناك».
وأضاف بأنّه سيقدّم ايضا «المرئيات التي ستنطلق منها خطته لحل الأزمة الراهنة في سوريا والتحركات العربية والدولية المطلوبة في هذا الشأن».
وفي هذا الخصوص، أوضح نائب الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي أن مكتب الاتصال بدأ اعماله بدمشق وهو تابع للامم المتحدة وجامعة الدول العربية، مشيرا إلى أن الإبراهيمي التقى الرئيس المصري محمد مرسي والعربي وبحث معهما آخر مستجدات الازمة السورية بعد لقاء الإبراهيمي بالاسد.
ولفت بن حلي إلى أن «الابراهيمي ما زال في طور تجميع الافكار والاطلاع على جميع الافكار حتى يكون فكرة عامة»، موضحا ان «هناك عددا من العناصر المطروحة بما فيها انتقال السلطة ولكن كيف يتم انتقال السلطة وكيف ستتم ومن سيشارك ووقف القتال كمرحلة تهدئة وتوفير المناخ اللازمة بالحوار الذي يؤدي الى انتقال السلطة بما يعبر عن قرارات الامم المتحدة وجامعة الدول العربية».
وفي أنقرة، اعلن مسؤول في وزارة الخارجية التركية عن ان الإبراهيمي سيتوجه اليوم الى تركيا لزيارة مخيم للاجئين قريب من الحدود مع سوريا.
وقال هذا المسؤول طالبا عدم كشف هويته بأن الإبراهيمي سيلتقي لاجئين سوريين في مخيم التينوزو في محافظة هاتاي.