30-11-2024 03:45 AM بتوقيت القدس المحتلة

الإمام الخامنئي: الأحداث في مصر وتونس تعبر عن زلزال حقيقي

الإمام الخامنئي: الأحداث في مصر وتونس تعبر عن زلزال حقيقي

اذا استطاع الشعب المصري المضي قدما فستواجه امريكا مشاكل في المنطقة

اعتبر الإمام السيد علي الخامنئي في خطبة الجمعة في طهران ان الأحداث الحالية في مصر وتونس مهمة جدا وتعبر عن زلزال حقيقي. واكد ان الاحداث في شمال افريقيا ومصر وتونس وبعض الدول الاخرى لها معنى خاص بالنسبة للشعب الايراني. وراى ان اسباب نشوء هذه الاحداث تعمد الانظمة اذلال شعوبها.
 واكد الامام الخامنئي انه اذا استطاع الشعب المصري ان يمضي قُدما فستواجه السياسات الاميركية في المنطقة المشاكل لافتا الى اننا  اليوم نشهد قلق المسؤولين الصهاينة اكثر من المسؤولين الفارين من تونس ومصر.
 وتطرق الإمام الخامنئي الى تونس فأشار الى ان الرئيس التونسي الهارب كان تابعا للادارة الاميركية وهناك تقارير تكشف انه كان عميلا لل CIA . واضاف ان الشعب التونسي استطاع ان يطرد الحاكم الخائن المنقاد لأميركا.
وقال سماحته ان الحادثة الاعجازية بدأت على يد الشعب التونسي ووصلت بذروتها الى مصر.
 وحول مصر لفت الامام الخامنئي الى انه اذا هرب مبارك فإن اول ابواب ستغلق بوجهه هي الابواب الاميركية وهذا حصل مع الشاه وبن علي وهكذا هم الاميركان.
 وتطرق الى افعال مبارك مشيرا الى ان هذا الرجل اللامبارك في مصر اذل الشعب المصري. واكد انه او لم يقدم المساعدة للصهاينة لما استطاعوا ان يحاصروا غزة.
وشدد على ان  الانفجار الذي نشهده اليوم في الشعب المصري هو الجواب المناسب لهذه الخيانة الكبرى التي ارتكبها الديكتاتور العميل بحق شعبه، مؤكدا ان التاريخ لن ينسى ان مبارك وقف الى جانب اميركا واسرائيل في حرب غزة وكذلك في الحصار على غزة.
 واذ نبه الى ان النظام العميل لا يسقط  بخروج المكشوفين من رموزه لأنه لو حل محل هذه الرموز بطائنها لم يتغير شيء بل هو الشرك الذي ينصب امام الشعب، قال: لا تثقوا بما تلعبه اميركا والغرب من دور وما يقومون به من مناورات سياسية لأنهم قبل ايام كانوا يدعمون النظام وبعد ان يئسوا من الاحتفاظ  به بدأوا الحديث عن تبني الديمقراطية. ولفت الإمام الخامنئي الى ان الاميركيين والغرب يريدون ان يستبدلوا عميلا بعميل.
واكد سماحته ان اميركا التي دعمت الحكام العملاء ليست في موقف يؤهلها ان تدخل في قضية مصر في وساطة او نصيحة.
 وتوجه الامام الخامنئي للشعب المصري قائلا ان العدو يسوق اليك قواه الامنية فلا تهابوهم وانتم اقوى من هؤلاء المأجورين وتستطيعون بالإتكال على الله والاعتماد على الشعب الغيور ان تتغلبوا  على الفوضى والارهاب.
 ورأى ان الجيش المصري يتعرض لاختبار كبير ويريد النظام ان يدفع به لقمع الجماهير .
 ولفت الى ان الابواق الاعلامية الغربية ستنشر كالعادة دعايات بشان التدخل الايراني ومحاولة نشر التشيع في مصر مؤكدا ان هذه كلها اكاذيب..
وختاما قال الإمام الخامنئي: باسم الشعب الايراني وحكومة الثورة الاسلامية احيي الشعب المصري والشعب التونسي واسأل ان يمن عليكم بالنصر المؤزر.
______________________________________________________________________________________________
النص الكامل لخطبة سماحة الامام اية الله الخامنئي:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على ابناء امتنا الاسلامية في كل مكان، على ساحة العالم الاسلامي اليوم ارهاصات حادثة عظيمة مصيرية كبرى، حادثة تستطيع ان تغير معادلات الاستكبار في هذه المنطقة لصالح الاسلام ولصالح الشعوب، حادثة تستطيع ان تعيد العزة والكرامة للشعوب العربية والاسلامية وتنفض عن وجهها غبار عشرات السنين مما انزله الغرب واميركا بحق هذه الشعوب العريقة الاصيلة من ظلم واستهانة واذلال.

ان هذه الحادثة الاعجازية بدات على يد الشعب التونسي وبلغت ذروتها بسواعد الشعب المصري الرشيد العظيم.
لقد انحبست الانفاس في صدور العالم الغربي والعالم الاسلامي ولكل واحد اسبابه وهم يترقبون ما سيحدث في مصر الكبرى، مصر نوابغ القرن الاخير ، مصر محمد عبدو وسيد جمال، مصر سعد زغلول واحمد شوقي، مصر عبد الناصر والشيخ حسن البنّا ، مصر عام 1967 و 1973.

يترقبون مدى ارتفاع راية همة المصريين، فلو ان هذه الراية انتكست لاسمح الله فسيعقب ذلك عصر حالك الظلام، وان رفرفت على القمم فانها ستطاول عنان السماء.
الشعب التونسي استطاع ان يطرد الحاكم الخائن المنقاد لاميركا والمجاهر بعدائه للدين ولكن من الخطا الظن بان هذه هي النتيجة المطلوبة.
النظام العميل لا يسقط بخروج المكشوفين من رموزه، لو حل محل هذه الرموز بطائنها لم يتغير شيء، بل انه الشراك الذي ينصب امام الشعب.

 فالثورة الاسلامية الكبرى في ايران، حاولوا مرارا ايقاع شعبنا في مثل هذا الفخ لكن وعي الشعب وقائده الالهي العظيم ادرك دسيسة الاعداء واحبطها وواصل الطريق حتى نهايته.

واما مصر فانها نمودح فريد لان مصر في العالم العربي بلد فريد ، مصر اول بلد في العالم الاسلامي تعرفت على الثقافة الاوروبية ، واول بلد ادرك اخطار هجوم هذه الثقافة وتصدى لها.

ان مصر اول بلد عربي اقام دولة مستقلة بعد الحرب العالمية الثانية ودافع عن مصالحه الوطنية في تاميم قناة السويس، واول بلد وقف بكل طاقاته الى جانب فلسطين وعرف في العالم الاسلامي بانه ملجأ للفلسطينيين.

السيد جمال لم يكن مصريا لكنه لم ير في غير شعب مصر المسلم من يفهم همه الكبير.
إن الشعب المصري اثبت جدارته في ساحات النضال السياسي والديني وسجل مواقفه المشرفة على جبهة التاريخ.
لم يكن محمد عبدو وتلاميذه وسعد زغلول واتباعه اشخاصا عاديين، كانوا من النوابغ والشجعان والواعين الذين يحق لمصر ان تفخر بهم وبامثالهم.

إن مصر بهذا العمق الثقافي والديني والسياسي قد احتلت بحق مكان الريادة في العالم العربي.
إن اكبر جريمة ارتكبها النظام الحاكم في مصر هي انه هبط بهذا البلد من مكانته الرفيعة الى مرتبة الة طيعة بيد اميركا في لعبتها السياسية على صعيد المنطقة.
إن هذا الانفجار الذي نشهده اليوم في الشعب المصري هو الجواب المناسب لهذه الخيانة الكبرى التي ارتكبها الدكتاتور العميل بحق شعبه.
إن الساحة تموج اليوم بالوان التحليل بشان نهضة الشعب المصري ، فكل يدلي بدلوه في هذا المجال غير ان كل من يعرف شعب مصر يفهم بوضوح ان مصر تدافع اليوم عن عزتها وكرامتها.
إن مصر ابتليت بخيانات صادرت كرامتها، ان شعبا في ذروة العزة قد اذلوه ارضاء لغرور اعدائه وتكبرهم.

إن موقف مصر من القضية الفلسطينية يشكل نموذجا بارزا لمكانة مصر ، فلسطين منذ عشرات سنين تشكل ابرز محور في مسائل المنطقة، وسائل ومسائل هذه المنطقة متداخلة مترابطة بحيث لايستطيع اي بلد او اي شعب ان يتصور مصيره بمعزل عن القضية الفلسطينية.

وليس ثمة اكثر من جهتين، اما دعم لفلسطين ونضالها العادل او الوقوف في الجبهة المقابلة.

اما شعوب المنطقة فقد بينت موقفها منذ البداية تجاه هذا الاصطفاف ، فحين يتجه اي نظام حاكم الى دعم القضية الفلسطينية فانه ينال التفاف شعبه والشعوب العربية والمسلمة.

ولقد جربت مصر ذلك في الستينات واوائل السبعينات لكنه حين يقف في الصف الاخر فان الشعب يعرض عنه.
وفي مصر ظهرت الهوة العميقة بين الدولة والشعب بعد اتفاقية العار في كامب ديفيد. 

إن الشعب المصري استرخص الغالي والنفيس لمساعدة فلسطين في عام 1967 و 1973 لكنه راى بعد ذلك بام عينيه ان حكامه هرولوا على طريق العمالة والطاعة لاميركا الى درجة جعلت مصر حليفة وفية للعدو الصهيوني الغاصب.

ان سيطرة اميركا على حكام مصر قد بددت كل جهود هذا الشعب السابقة في دعم فلسطين وبدلت النظام المصري الى عدو لدود لفلسطين واكبر حامٍ للصهاينة المعتدين بينما حافظت سوريا شريكة مصر في حرب 1967 و 1973 على مواقفها المستقلة رغم ما واجهت من ضغوط اميركية هائلة.

وبلغ بالنظام المصري العميل ان الشعب المصري شاهد لاول مرة في التاريخ ان حكومته تقف في حرب اسرائيل على غزة الى صف الجبهة الاسرائيلية ولم تمتنع عن المساعدة فحسب بل كانت نشطة في دعم جبهة العدو.

سوف لاينسى التاريخ ابدا ان حسني مبارك هو نفسه الذي وقف بنفسه بقوة الى جانب اسرائيل واميركا في حرب اسرائيل على غزة حيث قتل النساء والرجال والاطفال خلال 22 يوما من القصف المتواصل وفي ما فرض قبل ذلك وبعده على غزة من حصار ظالم.
اية معاناة ومحنة عاشها الشعب المصري تلك الايام ، شاشات تلفزيونية نقلت لنا جانبا من مشاعر المصريين وهم يبكون بسبب عدم فسح المجال امامهم لمساعدة اخوتهم الفلسطينيين.

لقد بلغ السيل الربا بهذا الشعب ولم يعد يحتمل اكثر من هذا الوضع ، وما نشاهده في القاهرة وبقية المدن المصرية هو انفجار هذا الغضب المقدس وهذه العقد المتراكمة في قلوب الرجال والنساء الاحرار المصريين خلال السنوات الطويلة جراء مواقف هذا النظام الخائن العميل المعادي للاسلام.

نهضة الشعب المصري المسلم حركة اسلامية تحررية، وانا باسم الشعب الايراني وباسم الحكومة الثورية الايرانية احيي الشعب المصري والشعب التونسي سائلا الله سبحانه ان يمن عليكم بالنصر المؤزر الكامل.

انني اشعر بالفخر والاعتزاز بنهضتكم.
ايها الاخوة والاخوات المصريين والتونسيين، لاشك ان نهضات الشعوب ترتبط بظروفها الجغرافية والتاريخية والسياسية والثقافية الخاصة ببلدانها، ولا يمكن ان نتوقع ان يحدث في مصر او تونس او اي بلد اخر ما حدث في الثورة الاسلامية الكبرى في ايران قبل اكثر من 30 عاما، ولكن هناك مشتركات ايضا، وتجارب كل شعب يمكن ان تكون نافعة للشعوب الاخرى.

وما نراه مفيدا ان نقدمه من تجارب في الظروف الراهنة هي:
أولا: ان نهضة الشعوب هي في الواقع حرب بين الارادتين ، ارادة الشعب وارادة اعداءه، وكل جانب كان اكثر واقوى عزما واكثر تحملا للصعاب فهو منتصر حتما. ويقول سبحانه ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الاتخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. ويخاطب رب العالمين رسوله بالقول: فلذلك فادع واستقم كما امرت ولا تتبع اهواءهم.
العدو يسعى بممارسة القوة والخداع ان يوهن من ارادتكم ، فاحذروا من ضعف ارادتكم.

ثانيا: العدو يحاول بث اليأس من تحقيق اهدافكم بينما الوعد الالهي حيث يقول عز من قال :"ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين" فثقوا ثقة تامة لا يعتريها تردد بوعد الله المؤكد حيث يقول "ولينصرن الله من ينصروه ان الله لقوي عزيز."

ثالثا: العدو يسوق اليكم القواه الامنية المجهزة لكي يبعث الرعب والفوضى بين الناس .
لا تهابوهم انتم اقوي من هؤلاء المأجورين ، انتم الان في مرحلة تشبه مرحلة التي خاطب فيها الله سبحان رسوله حيث قال: ان يكن منكم عشرون صابرون، يغلبوا مئتين.انتم تستطيعون بالاتكال على الله و الاعتماد على الشباب الغيور ان تتفوقوا على كل عبث وفوضى وارهاب.

رابعا: ان سلاح الشعوب المهم في مواجهة الطغيان والحكام العملاء هو الاتحاد والانسجام. العدو يسعى بانواع اساليب المكر ان يفتت تلاحمكم من ذلك اثارة مواضع الافتراق ورفع الشعارات المنحرفة وطرح وجوه غير موثوقة لتكون بديلة للرئيس الخائن، حافظوا على اتحادكم حول محور الدين وانقاذ البلد من شر عملاء العدو "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".

خامسا: لا تثقوا بما يلعبه الغرب واميركا من الدور و ما يقومون به من مناورات سياسية في نهضتكم ، هؤلاء كانوا من قبل ايام يدعمون النظام الفاسد وها هم اليوم بعد ان يأسوا من الاحتفاظ به ، راحوا يعزفون على نقمة حق الشعوب ،هؤلاء يسعون بذلك ان يبدلوا عميلا بعميل و ان يسلطوا الاضواء على بعض الوجوه ليفرضوا سيطرة عملاءهم عليكم ، هذه اهانة بمشاعر الشعوب، ارفضوا ذلك ولا تقبلوا باقل من استقرار نظام كامل مستقل وشعبي وومن بالاسلام.

سادسا: الظرف يتطلب من علماء الدين والازهر الشريف بتاريخهم النضالي المعروف ان ينهضوا بدورهم بشكل بارز، فحين يبدأ الشعب ثورته من المساجد ومن صلوات الجمعة ويرفعوا شعار الله اكبر، فان متوقع من علماء الدين ان يتخذوا موقفاً ابرز و هو توقع في محله.

سابعا : الجيش المصري الذي يحمل على صدره وسام المشاركة في حربين على الاقل مع العدو الصهيوني يتعرض اليوم لاختبار تاريخي كبير ، العدو يطمع ان يدفع به لقمع الجماهير لو حدث هذا ،لا سمح الله، فانه يشكل ثغرة لهذا الجيش الفخور لا يمكن سدها، ان الذي يرتعد امام الجيش المصري يجب ان يكون العدو الصهيوني لا الشعب المصري ، مما لا شك فيه ان عناصر من الجيش المصري الذي هو من الشعب ومن ابناء الشعب سيلتحق بالجماهير انشاء الله، عندئذ ستكرر هذه التجربة الحلوة في مصر مرة اخرى.

ثامنا وأخيرا: ان اميركا التي دعمت الحكام العملاء 30 عاما، خلافا لارادة الشعب المصري ليست الان في موقف يؤهلها ان تدخل في قضية مصر في وساطة او نصيحة.أنظروا بعين الشك التشاؤم في هذا الشأن الى كل توصية وخطوة اميركية ولا تثقوا بها.

أيها الاخوة والاخوات.
نستطيع ان نفهم بوضوح ان نهضة الشعب المصري يوجهها جمع من نخب السياسة والحكماء بالتشاور والتنسيق بينهم، ونتضرع الى الله تعالى ان يأخذ بايديهم، غير ان الذي ذكرناه انما هو تجاربنا وانا باعتباري اخا لكم في الدين وانطلاقا من التزامي الديني قدمت لكم تلك التجارب.

يا ابناء الكنانة ان الابواق الاعلانية للعدو سوف ترفع عقيرتها كما فعلت من قبل بالقول ان ايران تريد ان تتدخل، تريد ان تنشر التشيع في مصر، تريد ان تصدر ولاية الفقيه الى مصر، وتريد وتريد،... هذه اكاذيب ملأت اذاننا خلال 30 عاما، الهدف منها ان يفرقوا بين الشعوب بعضها من مساعدة بعض، ويرددها ايضا المأجورون، يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا، ولو شاء ربك ما فعلوه، فذرهم وما يفترون.

إن هذه الاحابيل لا تثنينا اطلاقا عن اداء ما حملنا الاسلام من مسؤولية والله من وراء القصد اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.