وترى كاتبة مقال الغلاف الهولندية صومالية الأصل ايان هيرسي علي، أن «غضب المسلمين» من الفيلم الذي تعتبره «غبياً»، «لم يكن تلقائياً وكان منظماً بدقة»
حين اختارت رئيسة تحرير «نيوزويك ـ دايلي بيست» الأميركية، تينا براون، غلافاً صارخاً للمجلّة، بعد موجة الغضب التي أثارها فيلم «براءة المسلمين»، أرادت إيصال رسالة معينة أو ربما صورة قاتمة عن المسلمين و«غضبهم». «غضب المسلمين»، هو عنوان الغلاف «المثير» للجدل. يظهر فيه رجلان ملتحيان بملامح تشي بالعصبية والغضب، ليضغط مجدداً على زناد «الإسلاموفوبيا». وترى كاتبة مقال الغلاف الهولندية صومالية الأصل ايان هيرسي علي، أن «غضب المسلمين» من الفيلم الذي تعتبره «غبياً»، «لم يكن تلقائياً وكان منظماً بدقة»، «لأن المتظاهرين الغاضبين الذين قتلوا الديبلوماسيين الأميركيين، وهاجموا السفارات، يمثلون التيار الرئيسي في العالم العربي، وأن من يعارضونهم هم «الأقليات».
ملاك حمّود- جريدة السفير
وتقول الكاتبة في مقالها، أنّ الناخبين الذين انتخبوا الإسلاميين (في مصر وليبيا وتونس) قد اختاروا بوعي وعن قصد، أن يرفضوا الحرية «كما يفهمها الغرب». كما أسهبت في الحديث عن تجربتها الشخصية في انتقاد المسلمين، والهجوم الذي تعرضت له.
وكانت المجلّة تتطلع لجمع شهادات وآراء حول أسباب التظاهرات التي تهز مناطق مختلفة من العالم، وخصوصاً بلدان العالمين العربي والإسلامي، احتجاجاً على فيلم «براءة المسلمين». هكذا اقترحت على رواد موقع «تويتر» التعليق على غلاف نسختها التي ستصدر في 24 أيلول الحالي، تحت عنوان «غضب المسلمين». فأطلقت مفتاح (هاش تاغ) muslimrage (أي غضب المسلمين) الذي أثار موجة من التغريدات الساخرة، ومنها: «ابني تاه مني في المطار، ولم أتمكن من النداء عليه لأن اسمه «جهاد»»، أو «المجلة الفرنسية نشرت صور كاريكاتور للنبي محمد... سبب آخر لـ«غضب المسلمين»»، «المغردون يسخرون من غلاف مجلة «نيوزويك»»، و«قفازات البيسبول تسبب «غضب المسلمين».
وطبعاً، لم تفلت هذه المفارقة من انتقادات الصحافيين، خصوصاً أن غلاف «نيوزويك» الأخير يندرج ضمن سلسلة من غلافات «صادمة» اشتهرت بها المجلة، ولعل أبرزها تلك التي جاءت في العدد المخصص لهجمات 11 أيلول العام 2001. وندّد روب كريلي مراسل صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية في باكستان، بالنظرة «المتعصّبة والبالية» التي تروجها «نيوزويك» عن العالم الإسلامي.
وقال كريلي إنّ صورة الغلاف مأخوذة من زاوية ضيقة وعن قرب، لتضع الموضوع خارج سياقه. فالغرض من إظهار الرجلين بهذه الطريقة يراد منه أن نفكر بشيء واحد: «إنهم قادمون لينالوا منا»... ويختم فكرته بالقول إنّ مثل هذه الصورة تحبس المسلمين في صورة «البلطجية الطائشين».