في ظل تنامي الدعوات إلى الاحتجاج والتظاهر في الدول العربية والإسلامية ضد الفيلم المسيء إلى الإسلام عززت الدول وخصوصاً واشنطن وباريس من إجراءاتها الأمنية تفادياً لأي اعتداء على سفاراتها بعد صلاة الجمعة
في ظل تنامي الدعوات إلى الاحتجاج والتظاهر في الدول العربية والإسلامية ضد الفيلم المسيء إلى الإسلام والذي زادت عليه الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد(ص) التي نشرتها صحيفة "شارلي ايبدو" الفرنسية أمس الأول، عززت الدول وخصوصاً واشنطن وباريس من إجراءاتها الأمنية تفادياً لأي اعتداء على سفاراتها بعد صلاة الجمعة في انحاء العالم.
يأتي ذلك في وقت لم تهدأ فيه التظاهرات الرافضة للإساءة إلى الإسلام وخصوصاً في باكستان وأفغانستان.وتظاهر الآلاف في حوالي 12 مدينة باكستانية، من بينها العاصمة إسلام آباد التي شهدت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، حيث أصيب 50 شخصاً على الأقل من بينهم حوالي 44 عنصراً من الشرطة، بحسب مصدر طبي،واستدعت وزارة الداخلية الجيش عقب محاولة آلاف المتظاهرين الوصول إلى الحي الديبلوماسي في العاصمة.
وكانت الشرطة سارعت في وقت سابق إلى إغلاق شارع الدستور المؤدي إلى الحي الديبلوماسي، واستخدمت الغاز المسيل للدموع لوقف تقدم الطلاب الذين نظموا مسيرات إلى العاصمة من عدة محاور.وسجلت تظاهرات أخرى في البلاد، جمعت أكبرها أربعة آلاف شخص في لاهور في شرقي أفغانستان، من دون وقوع حوادث.
"الموت لأميركا" من نيجيريا مروراً بإيران باكستان وأفغانستان
هذا وسادت توقعات بأن يشارك آلاف الباكستانيين اليوم الجمعة 21 أيلول/ سبتمبر 2012 في تظاهرات احتجاجية ضد الاساءة للاسلام فيما يتصاعد غضب الشارع الاسلامي في العالم اثر عرض مقاطع من الفيلم المسيء للرسول الأكرم (ص)، المنتج في الولايات المتحدة ونشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في مجلة "شارلي ايبدو" الفرنسية.
وبحسب الوكالة فقد حاولت حشود ضخمة اقتحام منطقة البعثات الدبلومسية يوم أمس الخميس في اسلام آباد، فيما عمت تظاهرات الاستنكار والغضب البلاد الاسلامي وردد المتظاهرين مكن نيجيريا وصولاً إلى إيران وأفغانستان شعارات "الموت لفرنسا" و"الموت لأميركا".
وتحسباً للتوقعات، فقد فرضت تدابير أمنية مشددة بالتزامن مع صلاة الجمعة التي غالباً ما يتبعها تظاهرات.
هذا واعلنت الحكومة الباكستانية اليوم الجمعة يوم عطلة، وحثت المواطنين على التظاهر بشكل سلمي تعبيراً لاستنكارهم الفيلم المسيء، وذلك بعد سقوط قتيلين في تظاهرات الأسبوع الماضي التي شهدت أعمال عنف.
وتأتي التظاهرات اليوم تلبية لدعوات أطلقتها مختلف الأحزاب الدينية والسياسية في البلاد للمشاركة في التظاهرات.
وفي أفغانستان، تظاهر حوالي 300 شخص سلمياً في إحدى ضواحي العاصمة كابول، احتجاجاً على الفيلم والرسوم الكاريكاتورية، وهتفوا «الموت لفرنسا، الموت لأميركا». وفي منطقة مجاورة هتف المئات «يعيش الإسلام وتعيش أفغانستان».
وفي طهران، تظاهر حوالي مئة شخص أمام السفارة الفرنسية، فيما منعتهم قوات الأمن من الاقتراب من المبنى. وردد المتظاهرون «الموت لأميركا»، و«الموت لإسرائيل» و«الموت لفرنسا».
وتظاهر آلاف النيجيريين في زاريا في شمالي البلاد، وأحرقوا الأعلام الأميركية والإسرائيلية. ورفع المتظاهرون الذين قالوا إنهم ينتمون إلى «الحركة الإسلامية» لافتات كتبت عليها عبارات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل، وتدعو إلى ملاحقة منتجي الفيلم.
وفي ظل توقعات بتصاعد الاحتجاجات اليوم، اتخذت الولايات المتحدة وفرنسا تحديداً إجراءات أمنية، لحماية ديبلوماسييها.
تدابير أمنية مشددة حول السفارات الأميركية
كما دعت وزارة الخارجية الأميركية، رعاياها إلى إرجاء كل رحلاتهم «غير الضرورية» إلى باكستان، كما حثت «بشدة» الموجودين هناك على تجنب الاحتجاجات والتجمعات الكبيرة. وقالت الوزارة إن وجود عناصر من «القاعدة»، وحركة «طالبان»، و«جماعات محلية طائفية متشددة يمثل خطراً محتملاً على المواطنين الأميركيين في كل أنحاء باكستان».
كذلك، أعلنت سفارة واشنطن في اندونيسيا أنها ستغلق أبوابها، وكذلك البعثات الأميركية في سورابايا (شرق) ومدان وبالي (وسط)، في البلاد التي تعد اكبر عدد من المسلمين في العالم.إلى ذلك، أعلنت الشرطة الألمانية في عدد من المدن أن تظاهرات ستنظم اليوم للاحتجاج على الفيلم والرسوم الكاريكاتورية، ومن بين المدن التي ستشهد تظاهرات فرايبورغ (جنوب غرب) وهانوفر (شمال) ، وكوكسهافن (شمال).
ووسط أجواء التوتر المستمرة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الفيلم «فاضح ومخز»، موضحاً في حديث مع الصحافيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أن حرية التعبير «حق ثابت» يجب أن تتم حمايته بشرط ألا يصطدم بمعتقدات وقيم الآخر.ودان «حزب الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لـ«جماعة الإخوان المسلمين» في مصر، نشر مجلة «شارلي إيبدو» رسوماً مسيئة للنبي، مطالباً الحكومة الفرنسية بـ«إجراء حازم وسريع» ضد المجلة.
المصدر: صحف + وكالات