تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين عدّة عناوين كان أبرزها تطورات الملف السوري والمؤتمر الوطني لإنقاذ سورية وإجماعه على رفض التدخل الخارجي والانتقال السلمي للسلطة
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين عدّة عناوين كان أبرزها تطورات الملف السوري والمؤتمر الوطني لإنقاذ سوريا وإجماعه على رفض التدخل الخارجي والانتقال السلمي للسلطة، كما تحدثت الصحف عن الدورة ال67 للجمعية العامة للامم المتحدة المرتقبة غداً، وكتبت أيضاً عن تداعيات الاساءة الى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من إحتجاجات ما زالت تعّم أرجاء العالم الاسلامي.
السفير
تشعبت إهتمامات صحيفة السفير على ثلاثة عناوين، فكتبت أولاً عن المؤتمر الوطني لإنقاذ سوريا ونبذه للتدخل الخارجي، ثم دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة المرتقبة غداً، وتابعة ايضاً تغطية الاحتجاجات التي ما زالت مسترة رفضاً للإساءة للرسول (ص) والاسلام.
مؤتمر المعارضة في دمشق يلتقي مع روسيا وإيران .. ومهمة الإبراهيمي
«إنقاذ» سوريا: «تسييس» الأزمة بنقلها إلى نيويورك وموسكو
وكتبت تقول "انتظم الرهان الروسي على بلورة قطب سوري معارض في الداخل. وحضر الإعلام السوري الرسمي. الشرطة السورية بدت حاضرة بقوة لتوفير أمن مندوبي أكثر من عشرين حزبا وتجمعاً سورياً معارضا حول فندق «أمية»، إلا أن الحماية الفعلية التي ساهمت بانعقاد المؤتمر الثاني من نوعه لمعارضة الداخل، بعد لقاء «سميراميس» العام الماضي، وفّرتها سلسلة اتصالات وضمانات قدمتها موسكو، التي كانت قد طلبت من هيئة التنسيق الوطني، قطب المؤتمر ورافعته الرئيسة، تأجيل انعقاده من 12 وحتى 23 أيلول الحالي، ليوافق انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تطمح الديبلوماسية الروسية إلى إحداث تعادل مع الغربيين الذين يرعون «المجلس الوطني السوري»، وقسما واسعا من معارضة الخارج في «مؤتمر أصدقاء سوريا»، عبر دفع معارضة الداخل إلى امتـلاك برنامج يفتح الطريق أمام عملية سياسية ترعى موسكو جزءا واسعا منها.
وانفجرت عبوة موضوعة في حقيبة سوداء على معبر للمشاة على بعد حوالي كيلومتر من موقع الفندق الذي عقد فيه مؤتمر المعارضة. وأصيب شخصان في الانفجار. وشهدت مناطق سورية عديدة، أبرزها محافظات حلب وحمص ودير الزور أمس، قصفا عنيفا واشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين، بعدما اعلنت المعارضة المسلّحة انتقال قيادتها من تركيا إلى داخل سوريا.
ويمهد المؤتمر، الذي عقد تحت عنوان «المؤتمر الوطني لإنقاذ سوريا»، وخلاصاته الأساسية برفض التدخل الخارجي للذهاب إلى طاولة حوار تعد لها موسكو منتصف تشرين الأول المقبل، أتى إليها من حضروا إلى فندق «أمية» ومن ينضم إليه غدا، وتنعقد من دون شروط مسبقة مع ممثلين عن النظام السوري ممن لم تتلوث أيديهم بالدماء، مع أمل أن تنضج وتقدم مبادرة تدعو إليها «هيئة التنسيق» لتنظيم وقف إطلاق للنار كلي أو جزئي، تعهدت روسيا خلال الاتصالات معها على إقناع النظام السوري بإنجاح ما يمكن إنجاحه، لفتح الطريق أمام عملية سياسية، تطمح المعارضة إلى تطويرها برعاية خطة لم تر النور بعد وتحمل اسم المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، الذي سيقدم أمام مجلس الأمن الدولي اليوم تقريره عن أول مهمة له في سوريا.
وتتالى تسجيل رموز مهمة أبعد من البيان الختامي الذي توصّل إليه المجتمعون مساء أمس. وكان بارزا حضور السفير الروسي عظمة الله عظمة الله كولمحمدوف، الذي كان ثاني المتحدثين في الجلسة الصباحية، بعد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر رجاء الناصر.
وتحدث سفير روسي للمرة الأولى من على منبر سوري معارض، قائلا إن الهدف «الرئيس هو وضع حد للعنف بشكل فوري من طرف الحكومة أو المجموعات المسلحة، والهدف الآخر، وهو ليس اقل أهمية، هو تحويل المجابهة الحالية بين السلطات والمعارضة إلى مجرى الحل السياسي».
كما اخترق حضور السفير الإيراني محمد رضا شيباني خطا احمر في خطاب المعارضة السورية، واسقط محرما في إجلاس شيباني في الصف الأول لمدعوين أجانب. وحسمت هيئة التنسيق للتغيير الوطني الديموقراطي أمرها بتطبيع وجود العامل الإيراني في العملية السياسية في قطيعة واضحة مع مجمل موقف المعارضة السورية من الحلف الرئيسي للنظام السوري.
وقال عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق عبد المجيد منجونة إن إيران باتت حاضرة في العملية السياسية، وتؤدي دورا دعتها إليه المبادرة المصرية والرئيس المصري محمد مرسي، ولا تفعل المعارضة سوى تكريس تلك الرؤية والعمل على ضوء مبادرة اللجنة الرباعية التي نؤيد ما تقوم به».
وخيّم ظل عبد العزيز الخير، واياس عياش وماهر طحان أعضاء هيئة التنسيق المختفين منذ ثلاثة أيام على طريق مؤدية إلى مطار دمشق. ويعد الخير احد ابرز وجوه هيئة التنسيق الوطني العاملين على بلورة معارضة داخلية قوية تلتئم حول برنامج وطني واضح معارض للعسكرة والتدخل الخارجي. واتهمت هيئة التنسيق أجهزة الاستخبارات الجوية السورية باعتقال الثلاثة وإخفائهم قبل يومين من التئام المؤتمر، فيما تنفي الجهات الأمنية السورية ضلوعها في اختفاء الخير وعياش وطحان. وقال أمين سر الهيئة حسن عبد العظيم إن «انعقاد المؤتمر هو تجسد لإرادة عبد العزيز الخير، وهو ما عمل له على الدوام».
وأعاد البيان الختامي ما رددته على الدوام معارضة الداخل. وكان الجديد فيه، بعد عام على لقاء «سميراميس»، أن ما جاء فيه من انتقاد ودعوات يأتي تحت سقف النظام السوري الذي يعتبر رفض التدخل الخارجي قاسما مشتركا مقبولا مع اتجاهات المعارضة الوطنية، من دون أن يقدم لها ردا ايجابيا على ما قاله البيان الختامي من أن «إستراتيجية الحل الأمني العسكري التي انتهجها النظام تسبّبت في تعميم العنف، وخلق بيئة ملائمة لعديد من الأجندات الخاصة»، داعيا إلى «وقف العنف فوراً من قبل قوى النظام، والتزام المعارضة المسلحة بذلك فوراً، وذلك تحت رقابة عربية ودولية مناسبة».
وطالب المؤتمر الإبراهيمي بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي حول سوريا، تشارك فيه جميع الأطراف المعنية، تكون مهمته البحث في أفضل السبل السياسية لبدء مرحلة انتقالية تضمن الانتقال إلى نظام ديموقراطي تعددي. كما دعا «جميع أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج المؤمنة بضرورة التغيير الديموقراطي الجذري الشامل، الذي يحقق للشعب السوري مطالبه التي ثار من أجلها ويحافظ على وحدة سوريا وسلامة أرضها وشعبها، للعمل المشترك في سبيل ذلك».
وطالب «بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السوريين، من بينهم الخير وعياش وطحان، أعضاء المؤتمر، وكشف مصير جميع المفقودين، والسماح بعودة المهجرين السوريين إلى منازلهم». وقرر المؤتمر تشكيل لجنة متابعة من اللجان التحضيرية وممثلين عن القوى والأحزاب والهيئات المدنية المشاركة فيه لمتابعة تنفيذ مقررات المؤتمر وتوصياته.
وكان لافتاً الحضور الديبلوماسي الصيني والجزائري بالإضافة لممثلين من سفارات مصر والهند. وحضر ممثلون عن الابراهيمي وأحد ديبلوماسيي الاتحاد الأوروبي في دمشق. وهؤلاء جميعاً فضّلوا الدخول مسرعين من دون الحديث للإعلام.
وتعرضت هيئة التنسيق لانتقادات وهزات في صفوفها بسبب الخلاف حول الجدوى من المؤتمر والأضرار التي قد تصيب مصداقية الهيئة في العودة إلى مؤتمر تحت مظلة السلطة فيما تستمر عمليات القتل.
وجاء منذر خدام، من دون حركته «معا»، لحضور المؤتمر التي رفضت الدعوة إلى فندق «أمية». وعلى العكس جاءت هيئة الشيوعيين فيما رفض أمينها العام المقيم في الخارج منصور الأتاسي الحضور. وأصدرت مجموعة من الشخصيات بيانا استقالت فيه من عضوية الهيئة من دون أن يمنع ذلك الهيئة من متابعة عملها. وغاب الناشط حسين العودات عن الفندق لكنه وصف البيان الختامي بأنه من «نوعية ممتازة».
الجلسة الأول مخصصة لإلقاء الكلمات من الوفود المشاركة. وبدا لافتاً كلام القيادي في هيئة التنسيق منذر خدام الذي أشار إلى «من أرادوا سوريا مزرعة للفساد وبلا حياة كي يعبثوا بها، ولكن الشعب أمهلهم للتغيير ثم انتفض حين لم يستجيبوا له، فلا حياة بلا حرية وكرامة وديموقراطية»، مضيفاً «لقد ضحّينا بعشرات الآلاف، ونحن على استعداد لتقديم المزيد والشعب لم يعد يقبل بأشباه الآلهة وإنما يريد بشرا وموظفين. فقد فشل النظام في تحرير الأرض وفي تحقيق الإصلاحات وحماية المواطنين من المؤامرة المزعومة، بينما تسببتم بقتل عشرات الآلاف، وتدمير الاف المنازل، ما ادى لتراجع البلد أعواماً الى الوراء».
وختم خدام «شعبنا يطالبكم بالرحيل، ونحن جزء من الشعب ومن الثورة، ولسنا وسطاء بين المعارضة والسلطة، ونقولها بصوت عال: على النظام ان يرحل».
أما الناشطة الشابة كفاح عليب ديب فأشارت باستغراب إلى قلة تمثيل الشباب في المؤتمر. وقالت «غابت الثورة عن كلمات الحضور، و نأمل أن تتبلور هذه الكلمات في خطط عمل»، لافتة الى ان «من يواجه الاستبداد عليه ان يكون نقيضاً له، وعلى قوى اليسار الخروج من أطرها وتجديد ذاتها والتعبير عن الديموقراطية في ممارساتها داخل احزابها، فالشعب الثائر يجب ان يكون هو القاعدة الاجتماعية لجميع الأحزاب والتيارات». وأشارت الى ان «في هذه القوى السياسية المشاركة في المؤتمر خيرة المناضلين، واتمنى من الشعب الا يصدّق ما يكال لهم من اتهامات».
ولم تدم الجلسة الافتتاحية أكثر من نصف ساعة. ويتحدث المنسق العام لهيئة التنسيق المحامي حسن عبد العظيم لـ«السفير» عن «تراجع قطب السلطة ونمو قطب المعارضة، ما يحتم عقد مؤتمر يثبت وجود المعارضة في الداخل وامتدادها في الخارج، مؤكداً في الوقت ذاته «ضرورة وحدة المعارضة والتوافق على عملية سياسية يسبقها وقف للعنف والقتل وإطلاق سراح المعتقلين وبدء عمليات الإغاثة للمهجرين».
أما المعارض القادم من حلب عبد المجيد منجونة فيشير لـ«السفير» إلى «بوادر صراع في قلب المعارضة المسلحة مع تراجع للحاضنة الشعبية واندساس الأهواء الإجرامية في صفوف الجيش الحر، ولعل الصراع المسلح الذي تغرق به حلب ومدن سورية أخرى يحتم اليوم على معارضة الداخل أن تقول كلمتها».
بدوره، يشير عضو «حزب التنمية الوطني» خليل السيد إلى دعوات وجهت إلى كافة السفراء الموجودين في دمشق، بالإضافة إلى أطراف عدة، وبالتالي فإن الحديث عن رعاية روسية ـ صينية ـ إيرانية للمؤتمر قد يكون في غير محله. ويعتبر أن الأهم في هذه المرحلة يبقى وقف العنف، ولا نتوقع من السلطة الإذعان لهذه المسألة فوراً، ولابد من ضغوط دولية عليه، ولكن في النهاية يبقى مجرد عقد المؤتمر في الداخل وتوحيد عدة قوى سياسية فيه، وطرح رؤية المعارضة في الداخل يبقى خطوة على طريق طويل للوصول إلى دولة مدنية.
وأعلن أن الباب لا يزال مفتوحاً لمعارضة الداخل الوطنية الشريفة، و«هذه القوى التي لم تنضم للمؤتمر ما زال الباب مفتوحا لها للانضمام للتحالف الداخلي، ويشمل هذا الانفتاح حتى المعارضة في الخارج، وعلى رأسهم المجلس الوطني».
أما المعارض والاقتصادي عارف دليلة فيرد على المشككين بجدوى عقد المؤتمر «بضرورة أن يبدأ الجميع، وخاصة السلطة، بالاعتياد على أن المواطن السوري في أمسّ الحاجة للحرية أكثر من حاجته للخبز، والذين يعتقدون بأن الحرية تقود للفوضى يتناسون أن غيابها سبب رئيسي للفوضى والدمار، ولو أنها الشكل الذي قامت عليه الممارسة السياسية في العقود السابقة ما انزلقت البلاد إلى هذا المنزلق الخطير الذي حذرنا دوماً من عواقبه في ظل استمرار التطورات اليومية في سوريا نحو العسكرة، فالمطالب المحقة هي أن يشعر الإنسان بأنه إنسان، وذلك بتعبيره عن رأيه الحر، وحقوق المواطنة مفقودة منذ عقود مضت، وهذه التراكمات لم تكن سوى السبب الرئيس للثورة».
ويعتبر دليلة انه «لا يمكن ترتيب الأولويات للمعارضة بشكل قسري، لكن الأكيد هو الهدف المتمثل بوقف العنف والدمار والقتل، وبدء عمليات الإغاثة وتمكين المواطنين من العودة لحياتهم بعيداً عن الخوف والدمار والموت اليومي.
الجمعية العامة للأمم المتحدة تنطلق غداً: سـوريا والنـووي الإيـراني يهيمنان عليها
يجتمع أكثر من 120 رئيس دولة ورئيس حكومة ووزراء في نيويورك اعتباراً من الغد للمشاركة في الدورة الـ67 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي يطغى على أعمالها النزاع السوري وموجة العنف في العالم الإسلامي، احتجاجاً على فيلم مسيء للنبي محمد، إلى جانب المأزق في الملف النووي الإيراني، وأزمات أخرى ستكون محور الخطابات واللقاءات خلال هذا التجمع الديبلوماسي، الذي يتواجد فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ومن المرتقب أن تأخذ الأزمة السورية حيزاً كبيراً في الخطابات، كذلك أيضاً في اللقاءات على هامش الجمعية العامة. وسيخصص اجتماع وزاري لمجلس الأمن الدولي الأربعاء المقبل للربيع العربي. وقال ديبلوماسي في المجلس «أنا متأكد أن الوزراء سيتحدثون عن سوريا» في هذه المناسبة.
وتجري مجموعة «أصدقاء سوريا»، التي تضم دولا غربية وعربية تدعم المعارضة، الجمعة مشاورات حول سبل توحيد هذه المعارضة والتحضير لمرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال ديبلوماسي «من المستغرب أن كل العالم سيفكر بسوريا، وسيتحدث عن سوريا، لكن من غير المتوقع صدور أي قرار أو إحراز أي تقدم بارز». وذكر بأن «مجلس الأمن مشلول بسبب عرقلة موسكو وبكين اللتين استخدمتا حق النقض ضد كل مشاريع القرارات الغربية للضغط على دمشق». وأضاف «في الوقت الراهن، مصير سوريا لا يتقرر في نيويورك لكن في سوريا عبر الأسلحة».
وتعقد عدة لقاءات ثنائية على هامش الجمعية، لكن روسيا والصين لن تكونا ممثلتين في نيويورك إلا على المستوى الوزاري، فيما عدل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عن المجيء.
وبالنسبة للملف النووي الإيراني فإن المأزق مستمر أيضاً على خلفية تهديدات إسرائيلية بمهاجمة طهران. وستتحدث وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون الخميس عن نتيجة اتصالاتها مع طهران أمام مجموعة «5+1». وقال ديبلوماسي من إحدى الدول الست «من غير الأكيد أننا سنتمكن من الذهاب ابعد من الرسالة القوية» التي وجهتها لطهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخراً، والتي نددت فيها بالأنشطة الإيرانية لتخصيب اليورانيوم.
من جانب آخر، ستناقش دول منظمة التعاون الإسلامي الجمعة في نيويورك الانعكاسات التي خلفها الفيلم المسيء للإسلام الذي أشعل تظاهرات في العالم الإسلامي. ويرغب أمينها العام اكمال الدين احسان اوغلي بأن يؤكد القادة خلال اجتماعهم في نيويورك «انه من المسؤولية الأخلاقية للجميع عدم إهانة الآخر في قيمه المقدسة». ودعا الى «كسر الحلقة المفرغة للاستفزاز وردود الفعل العنيفة».
تظاهرات مستمرة ضد الإساءة للإسلام
استمرت التظاهرات ضد فيلم «براءة المسلمين» والرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول التي نشرتها صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية، خلال اليومين الماضيين.
وتظاهر نحو 400 شخص أمس، أمام السفارة الفرنسية في طهران. وهتف المتظاهرون «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل» و«الموت لبريطانيا» و «الموت لفرنسا»، و«إن شعاركم الديموقراطية ودينكم الإساءة».
بدوره، وصف رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني، الإساءة للرسول بأنها «بلطجة في السياسة الدولية»، مشيراً إلى أن «الساسة الغربيين والثقافة الغربية ارتكبوا أفظع الانتهاكات للحرية والتعقل، متخفين في ذلك تحت عباءة حرية التعبير المزعومة».
كذلك، احتج حوالي ألف شخص في وسط أثينا، وشهدت التظاهرة اشتباكات لدقائق مع الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع، بعدما حاول المتظاهرون الوصول إلى السفارة الأميركية.
إلى ذلك، تظاهر حوالي 500 شخص في اسطنبول في تركيا. ورفع المتظاهرون في ساحة تقسيم لافتات كتب عليها «الموت لأميركا»، و«الموت لفرنسا». وأحرقوا الأعلام الأميركية والإسرائيلية.
وفي بنغلادش، أغلقت معظم المدارس والمتاجر والمكاتب أبوابها بعدما فرضت أحزاب المعارضة إضراباً في جميع أنحاء البلاد. وفي مدينة شيتاغونغ الساحلية، أضرم المحتجون النار في حافلة والحقوا أضراراً بسيارة للشرطة. وكانت شهدت البلاد أمس الأول اشتباكات بين آلاف المحتجين والشرطة أسفرت عن إصابة حوالي عشرة أشخاص.
وفي برلين، تظاهر أمس الأول، نحو 1500 شخص في دورتموند في غربي ألمانيا. كما تجمع حوالي 500 فلسطيني في القدس الشرقية تنديداً بالفيلم والرسوم الكاريكاتورية. وشهدت كل من سويسرا، ونيجيريا تحركات مماثلة."
النهار
تناولت صحيفة السفير الملف السوري من جهة اللقاء الذي جمع أقطاب المعارضة السورية أمس في مؤتمر وطني لإنقاذ سورية كما تحدثت الصحيفة أيضاً عن تداعيات الفيلم المسيء للرسول (ص) التي ما زالت تتنقل من بلد الى أخر .
معارضة الداخل رفعت سقف "الانقاذ" لسوريا
نضال سلمي ورحيل النظام "برموزه كافة"
وكتبت تقول "نجحت "هيئة التنسيق الوطنية" السورية التي تعتبر الفصيل الاساسي في معارضة الداخل الرافضة للتدخل الخارجي في الازمة السورية، في تنظيم "المؤتمر الوطني لانقاذ سوريا" في قلب دمشق، من غير أن تخفض سقف مطالبها من حيث الدعوة الى اسقاط النظام "برموزه كافة" وتحميله مسؤولية الوصول بالبلاد الى هذا المستوى من العنف. واطلقت الهيئة في نهاية المؤتمر الذي حضره سفراء كل من روسيا والصين وايران والجزائر، دعوة الى النظام والمعارضة على حد سواء لوقف العنف فوراً وطالبت الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي بعقد مؤتمر دولي حول سوريا للبحث في افضل السبل السياسية للبدء بمرحلة انتقالية.
وأقر المؤتمر الوثائق المعروضة عليه، معتبراً أن رؤيته للمرحلة الراهنة والانتقالية "تكمل ما تم التوافق عليه في مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة". وأضاف أن "استراتيجية الحل الأمني العسكري التي انتهجها النظام تسبّبت بتعميم العنف وخلقت بيئة ملائمة للعديد من الأجندات الخاصة"، ودعا الى "وقف العنف فوراً من قوى النظام، والتزام المعارضة المسلحة ذلك فوراً وذلك تحت رقابة عربية ودولية مناسبة".
وطالب الإبرهيمي بالدعوة الى عقد مؤتمر دولي حول سوريا يشارك فيه جميع الأطراف المعنيين تكون مهمته البحث في أفضل السبل السياسية للبدء بمرحلة انتقالية تضمن الانتقال الى نظام ديموقراطي تعددي. ودعا "جميع أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج المؤمنة بضرورة التغيير الديموقراطي الجذري الشامل الذي يحقق للشعب السوري مطالبه التي ثار من أجلها و يحافظ على وحدة سوريا وسلامة أرضها وشعبها للعمل المشترك في سبيل ذلك". وطالب بـ"الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السوريين ومنهم الدكتور عبد العزيز الخير والأستاذ إياس عياش والأستاذ ماهر الطحان، أعضاء المؤتمر، وكشف مصير جميع المفقودين، والسماح بعودة المهجرين السوريين إلى منازلهم".
وقرر المؤتمر تأليف لجنة متابعة من اللجنة التحضيرية وممثلين للقوى والأحزاب والهيئات المدنية المشاركة في المؤتمر لمتابعة تنفيذ مقررات المؤتمر و توصياته.
وشارك في المؤتمر 20 فصيلاً من معارضي الداخل، ولم يتمكن أحد من معارضة الخارج من الحضور لعدم توافر ضمانات أمنية.
وألقى امين سر "هيئة التنسيق الوطنية" رجا الناصر كلمة اللجنة المنظمة للمؤتمر، ومما جاء فيها أن "هذا المؤتمر ليس خياراً بل هو الطريق الوحيد لإنقاذ الوطن والشعب". وأشار الى أنه "مورس الكثير من الضغوط على المشاركين بما في ذلك اعتقال ثلاثة من الأعضاء"، وذلك في إشارة الى المعارضين الثلاثة الذين اختفوا الخميس الماضي بُعيد وصولهم الى مطار دمشق الدولي في ختام زيارة للصين.
وأكد ان "التغيير الشامل والجذري هو ما ننشده دون أي تمييز بين أبناء الشعب ولا قائد إلا الشعب لا تياراً ولا حزباً ولا فرداً". وأضاف "تلاقينا على نبذ العنف في عملنا السياسي والثورة، مدركين أن طريق العنف هو الأكثر كلفة". وقال: "فقدت ولدي الذي سقط شهيداً للوطن منذ أيام. هذا الألم يدفعني الى أن أقول بوضوح إنني لا أريد لغيري أن يعيش هذه المأساة وأن الانتقام ليس هو الحل". ودعا إلى عدم تحول سوريا ساحة للصراع بين المشاريع والأجندات الخارجية. و"ندرك أنه يجب كسر التوازن في القوى عبر النضال السلمي، نؤمن ونسعى من أجل وضع مخطط من أجل التلاحم الوطني الذي عرفته سوريا ووضع خطط اسعافية وتأمين العيش لملايين السوريين ولا نجد مدخلاً لذلك إلا عبر النضال السلمي". وحض على "الوقف الفوري لاطلاق النار ووقف القصف الوحشي الهمجي لتكون هدنة واستراحة محاربين تفتح الطريق امام عملية سياسية عندما تتوافر شروطها ومستلزماتها. عملية تكفل التغيير الجذري الديموقراطي، والانتهاء من النظام الراهن لمصلحة ديموقراطية جدية وحقيقية".
وشدد الناطق باسم الهيئة عبد المجيد منجونة على تمسك المعارضة "بالنهج السلمي ورفض العنف والطائفية والتدخّل العسكري". وقال إن "إسقاط النظام هو الجسر الذي نمر عليه الى الدولة المدنية والديموقراطية... ندين ممارسات النظام ونعلن استنكار اعتقال زملائنا الثلاثة". وأشار الى أن الهيئة توصي بتبني وثيقة العهد الصادرة عن مؤتمر القاهرة، وتبني وثيقة المرحلة الانتقالية التي صاغتها اللجنة المنظمة لهذا المؤتمر.
ودعت المبادىء الاساسية لـ"المؤتمر الوطني لانقاذ سوريا" الى "اسقاط النظام برموزه ومرتكزاته كافة بما يعني ويضمن بناء الدولة الديموقراطية المدنية… وتأكيد النضال السلمي كاستراتيجية ناجعة لتحقيق اهداف الثورة". ورأى منسق "هيئة التنسيق الوطنية" حسن عبد العظيم انه "من حقنا ان نجتمع هنا في العاصمة من اجل التعبير عن آرائنا من دون الخضوع لاملاءات وضغوط من اجل دفعنا الى تقديم تنازلات".
وشارك في الجلسة الافتتاحية اثنان من قادة الحراك المدني في مصر والأردن هما صلاح الدسوقي وليث الشبيلات.
السفير الروسي
وقال السفير الروسي في دمشق عظمة الله كولمخمدوف إن "الهدف الرئيسي حالياً هو وضع حد للعنف في سوريا فورا سواء من الحكومة او من المجموعات المسلحة. والهدف الاخر ليس أقل أهمية وهو تحويل المواجهة الحالية بين السلطات والمعارضة المسلحة الى مجرى الحل السياسي السلمي".
وبدا ان السقف العالي للمطالب التي رفعتها الهيئة هو اكتساب صدقية لدى السوريين وقت شكك أطراف سوريون معارضون في جدوى المؤتمر. ورفض ناطق باسم "الجيش السوري الحر" المؤتمر قائلا ان نظام الاسد "يحاول دائما التفاوض مع نفسه... هذه ليست معارضة حقيقية في سوريا. هذه المعارضة ليست سوى الوجه الاخر للعملة نفسها. الجيش السوري الحر لن تكون له علاقة بهذه الجماعات... انها مجرد خطة سخيفة لتضليل المجتمع الدولي ليظن ان هناك مفاوضات جارية. لا يمكنهم ان ينجحوا في انهاء الحرب الاهلية".
وانعقد المؤتمر في فندق "فور سيزونز" وسط حراسة أمنية مشددة من قوى الأمن التي منعت المرور في الشوارع المحيطة بالفندق، وكان المشاركون يمرون عبر حواجز تدقيق امنية. وانفجرت قنبلة مخبأة في كيس اسود على جسر للمشاة قرب الفندق مما اسفر عن اصابة شخصين بجروح.
وربما كانت السلطات قد تسامحت مع انعقاد المؤتمر كي تضفي صدقية على قولها بأنها لا تزال منفتحة على الحوار على رغم القمع العنيف للمعارضين.
تظاهرات في طهران ودكا احتجاجاً على الفيلم والكاريكاتور
إسلام أباد تنأى بنفسها عن المكافأة لقتل المخرج
شهدت دول اسلامية أمس احتجاجات متفرقة على فيلم"براءة المسلمين" وعلى الرسوم الكاريكاتورية المسيئة الى النبي محمد التي نشرتها مجلة "شارلي ايبدو" الفرنسية، فيما نأت الحكومة الباكستانية بنفسها أمس عن عرض وزير السكك الحديد غلام احمد بيلور مكافأة لمن يقتل مخرج الفيلم.
علق الناطق باسم رئيس الوزراء الباكستاني رجاء برويز اشرف على مكافأة قيمتها 100 الف دولار عرضها بيلور لمن يقتل مخرج الفيلم، قائلاً إنها "ليست من سياسة الحكومة، نحن ننأى بنفسنا بالكامل عن هذا الامر".
وكان الوزير أعلن المكافأة السبت من بيشاور في شمال غرب البلاد، قائلا: "أدعو ايضاً طالبان والاخوان في تنظيم القاعدة الى المشاركة في هذا العمل النبيل". وأكد انه لو أتيحت له الفرصة لكان قتل المخرج بيديه، "وبعدها يمكنهم ان يعدموني". وكانت باكستان من البلدان التي شهدت أعنف تظاهرات الاحتجاج على الفيلم الاميركي المسيء الى الاسلام في العالم الاسلامي. وتحولت بعد صلاة الجمعة تظاهرات شارك فيها نحو 45 الف شخص، مواجهات مع الشرطة سقط فيها 21 قتيلا واكثر من 200 جريح.
وتظاهر الآلاف مجددا السبت في باكستان احتجاجا على الفيلم ولكن بهدوء.
بنغلادش
وفي دكا، أقفلت أكثر المدارس والمتاجر والمكاتب ابوابها بعدما أعلنت احزاب المعارضة اضرابا في انحاء البلاد احتجاجا على الفيلم.
وانتشر آلاف من رجال الشرطة في مدينة دكا، وخصوصاً في الحي الديبلوماسي، وأوقف نحو 40 ناشطاً مسلما فترة قصيرة بعدما حاولوا اقفال طريق رئيسي وألقوا حجاراً على الشرطة.
وفي شيتاغونغ، ثانية كبرى المدن في بنغلادش وميناؤها الوحيد، اضرم محتجون النار في أوتوبيس والحقوا اضرارا بعربة للشرطة التي اعتقلت ثلاثة طلاب.
ونددت الحكومة بالفيلم وحظرته على موقع "يوتيوب".
وفي طهران، تظاهر نحو 400 شخص أمام السفارة الفرنسية للاحتجاج على الفيلم والرسوم الكاريكاتورية، وأطلق المتظاهرون هتافات منها: "الموت لاميركا"، "الموت لاسرائيل" ،"الموت لبريطانيا"، "الموت لفرنسا".
ومنعت شرطة مكافحة الشغب المتظاهرين من الاقتراب من مبنى السفارة. ووصف رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الإساءة الى الرسول بأنها بلطجة في السياسة الدولية، معتبراً أن السياسيين الغربيين ارتكبوا أفظع الإساءات "متخفين في ذلك تحت عباءة حرية التعبير المزعومة".
وفي أثينا، أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على مجموعة من المهاجرين المسلمين الذين تجمعوا وسط المدينة للاحتجاج على الفيلم.
وفي برلين، بدا وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيله متحفظاً عن نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي في صحيفة "شارلي ايبدو"، لافتاً الى ان الحرية تعني ايضا المسؤولية. وقال لصحيفة "فيلت ام سونتاغ": "أحيانا لا تقتصر المسألة على ما إذا كان يحق لنا القيام بعمل ما، بل ما اذا كان علينا القيام به... تعلمت من تجربتي في الحياة ان الحرية تعني دائما المسؤولية".
أوباما
في غضون ذلك، شكر الرئيس الأميركي باراك أوباما للرئيس المصري محمد مرسي ضمان أمن السفارة الأميركية خلال الاحتجاجات على الفيلم.
وجاء في صفحة الرئيس المصري في موقع "فايسبوك" أن أوباما كرر في رسالة بعث بها اليه إدانة واشنطن للفيلم وقال إنه يتطلع إلى العمل معه للافادة من "الشركة الاستراتيجية".
وكتب أيضاً: "قدم الرئيس أوباما في رسالته الشكر الى الرئيس المصري على الجهود المصرية لتأمين بعثة الولايات المتحدة الأميركية في القاهرة".
الاخبار
أما صحيفة الاخبار فأولت إهتمامها للحديث عن تداعيات اللإساءة الى الرسول (ص) من الاحتجاجات والتظاهرات والمواقف التي ما زالت تعم مختلف أرجاء العالم الاسلامي.
تظاهرات ضدّ الفيلم المسيء ومكافأة باكستانية لقاتل مخرجه
وكتبت تقول الصحيفة "تواصلت الاحتجاجات في العديد من الدول على الإساءة إلى النبي محمد، فيما أعلن وزير باكستاني عن مكافأة مالية لمن يقتل مخرج فيلم «براءة المسلمين»، الذي وحّد على ما يبدو بين حركتي فتح وحماس خلال تظاهرة في القدس المحتلة.س
لا تزال قضية بث مقاطع من فيلم «براءة المسلمين» الأميركي المسيئ إلى النبي محمد، ونشر رسوم مسيئة إليه في مجلة «شارلي ايبدو» الفرنسية، تتفاعل في العديد من دول العالم، فيما أعلن وزير السكة الحديد الباكستاني غلام احمد بيلور عن جائزة قدرها 100 الف دولار لمن يقتل مخرج الفيلم.
وفي القاهرة، دعا زعيم حزب النور السلفي عماد عبد الغفور، الرئيس المصري محمد مرسي والزعماء المسلمين الاخرين الى مطالبة الأمم المتحدة بتجريم ازدراء الاديان، فيما شكر الرئيس الأميركي باراك أوباما، الرئيس المصري، على تأمين السفارة الأميركية خلال الاحتجاجات.
وفي عمّان، قالت اللجنة المركزية لعلماء الشريعة الاسلامية في حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني، «إننا نطالب المسلمين في العالم كله بأن يتخذوا الاجراءات العملية ضد كل من ينال من دين الاسلام ورسول الاسلام، كالمقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية والسياحية وغيرها».
وفي السياق، أعلن وزير الاتصالات الأردني عاطف التل، أن «شركة غوغل حجبت جميع روابط موقع «اليوتيوب» الالكتروني التي تعرض مقاطع من الفيلم المسيء إلى النبي».
وفي القدس المحتلة، تجمع نحو 500 فلسطيني أول من أمس، تنديداً بالاساءة إلى النبي محمد. ورفع المتظاهرون علمي حركتي فتح وحماس، ولافتات كتب عليها «نحن جميعاً أوفياء لمحمد».
وأمس، تظاهر نحو 500 شخص في إسطنبول، وأحرقوا الاعلام الاميركية والاسرائيلية. كذلك، تظاهر نحو 400 شخص امام السفارة الفرنسية في طهران.
وسارت تظاهرة في احدى بلدات محافظة القطيف في شرق السعودية أول من أمس، حسبما ذكرت مصادر حقوقية وشهود عيان.
في غضون ذلك، دعا نحو سبعين من رجال الدين الشيعة في القطيف والاحساء «صناع القرار في العالم الاسلامي» الى «اعلان تضامنهم مع النبي وخدمته بالقرارات المناسبة، وخصوصاً سن قانون دولي يجرم الاساءة إلى الاديان، وانتهاك المقدسات».
وفي باكستان، أعلن وزير السكة الحديد غلام احمد بيلور من بيشاور، شمال غرب البلاد، «منح 100 الف دولار لمن يقتل هذا الزنديق الذي اهان الرسول الكريم»، في اشارة الى مخرج الفليلم الأميركي «براءة المسلمين». واضاف الوزير «أدعو ايضاً حركة طالبان والاخوان في تنظيم القاعدة الى المشاركة في هذا العمل النبيل»، مؤكداً انه لكان قد قتل المخرج بيديه لو اتيحت له الفرصة. وتابع «وبعدها يمكنهم ان يقبضوا علي». إلا أن إسلام آباد دانت دعوة الوزير، ورأت أنها لا تمثل الموقف الرسمي للدولة.
وتظاهر الالاف من جديد أول من أمس في العاصمة اسلام اباد. اما في لاهور (شرق)، فتظاهر نحو 500 من عناصر حركة اسلامية متشددة امام القنصلية الاميركية. وفي نيجيريا تظاهر عشرات الالاف في هدوء في كانو، أكبر مدن الشمال المسلم.
وفي اوروبا، قالت الشرطة الألمانية ان الاحتجاجات المناهضة للفيلم المسيء إلى النبي محمد تواصلت في ألمانيا أول من امس، عندما شارك نحو 1100 شخص في مسيرة سلمية في مدينة دورتموند غرب البلاد، فيما بدا وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيله، متحفظاً في مقابلة حول نشر الرسوم الكاريكاتورية في المجلة الساخرة الفرنسية، مؤكداً أن الحرية تعني ايضاً المسؤولية. وقال لصحيفة «فيلت ام سونتاغ»، «أحياناً المسألة لا تقتصر على ما اذا كان يحق لنا القيام بعمل ما، بل ما اذا كان علينا القيام به». وساد الهدوء شوارع باريس والمدن الفرنسية الكبرى أول من أمس، مع اسراع الشرطة الى منع اي محاولة للتظاهر ضد الفيلم ومجلة «شارلي ايبدو»، فيما اعتقل في لاروشيل (غرب فرنسا) رجل يشتبه في انه دعا الى قطع رأس مدير «شارلي ايبدو» على موقع جهادي، حسبما أفاد مصدر قضائي.
وفي وسط باريس، تجمع عشرون شخصاً فقط بينهم نساء محجبات جرى توقيفهن بعدما رفضن تقديم اوراق هويتهن، فيما اجهضت محاولة لتجمع نحو عشرة اشخاص بينهم نساء في وسط مدينة ليل (شمال). وفي مرسيليا (جنوب) تصدى نحو 60 شرطيا تدعمهم مروحية للدرك لمتظاهر واحد أثارت الرسوم الكاريكاتورية حفيظته. وفي المقابل، ستبدأ اليوم في مترو نيويورك حملة ملصقات تصف المسلمين الذين يدعون الى «الجهاد» بـ «المتوحشين»، وذلك بمبادرة من منظمة «المبادرة الاميركية للدفاع عن الحرية» المحافظة، التي جعلت شعارها «في كل حرب بين الانسان المتحضر والمتوحش، ادعموا الانسان المتحضر. ادعموا اسرائيل وأسقطوا الجهاد»."
المستقبل
من جهتها تحدثت صحيفة المستقبل عن الدورة ال67 لجمعية الامم المتحدة التي ستقام غداً في نيويورك والتي ستركز على قضية الاساءة الى الرسول (ص) وملف النووي الايراني والازمة السورية.
الإساءة الى الإسلام والنووي الإيراني وأزمات أخرى ستحضر في الكلمات واللقاءات
الجمعية العامة للأمم المتحدة تنطلق غداً على خلفية الأزمة السورية
وكتبت تقول "يجتمع اكثر من 120 رئيس دولة ورئيس حكومة ووزراء في نيويورك اعتبارا من غد الثلاثاء للمشاركة في الدورة الـ67 للجمعية العامة للامم المتحدة التي يطغى على اعمالها النزاع السوري.
وموجة العنف في العالم الاسلامي احتجاجا على فيلم مسيء للاسلام، الى جانب المأزق في الملف النووي الايراني وازمات اخرى، ستكون محور الخطابات واللقاءات خلال هذا التجمع الديبلوماسي الذي يتواجد فيه الرئيس الاميركي باراك اوباما مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، او رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ومن المرتقب ان تأخذ الازمة السورية حيزا كبيرا في الخطابات لكن ايضا في اللقاءات على هامش الجمعية العامة. وسيخصص اجتماع وزاري لمجلس الامن الاربعاء للربيع العربي. وقال ديبلوماسي في المجلس: "أنا متأكد ان الوزراء سيتحدثون عن سوريا" في هذه المناسبة.
وتجري مجموعة "اصدقاء سوريا" التي تضم دولا غربية وعربية تدعم المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، الجمعة مشاورات حول سبل توحيد هذه المعارضة والتحضير لمرحلة ما بعد الاسد.
وعلق ديبلوماسي بالقول: "من المستغرب ان كل العالم سيفكر بسوريا وسيتحدث عن سوريا لكن من غير المتوقع صدور اي قرار او احراز اي تقدم بارز". ورأى أن مجلس الامن مشلول بسبب عرقلة موسكو وبكين اللتين استخدمتا حق النقض ضد كل مشاريع القرارات الغربية للضغط على دمشق، مضيفا: "في الوقت الراهن، مصير سوريا لا يتقرر في نيويورك لكن في سوريا عبر الاسلحة".
وتعقد عدة لقاءات ثنائية على هامش الجمعية، لكن روسيا والصين لن تكونا ممثلتين في نيويورك الا على المستوى الوزاري فيما عدل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، الذي تستقبل بلاده الاف اللاجئين السوريين، عن المجيء.
ويأمل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان يكون لدى الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي قريبا "استراتيجية" للخروج من الازمة لكي يقترحها. وسيطلع الابراهيمي اليوم الاثنين مجلس الامن على نتائج اول زيارة له الى دمشق.
ويعول بان كي مون والابراهيمي على العديد من القادة الذين سيشاركون في الجمعية العامة لايجاد الوسائل الكفيلة بتحسين الوضع الانساني في هذا البلد.
وجاء في بيان للامم المتحدة نشر بعد محادثات بين بان والابراهيمي مساء أول من أمس في نيويورك ان هذا التجمع الديبلوماسي الكبير بامكانه ان "يقدم دعما كبيرا من اجل معالجة الازمة الانسانية الخطيرة في سوريا وتأثيرها في الدول المجاورة". اضاف البيان ان الرجلين يعتبران ان "الازمة التي تتفاقم في سوريا تمثل تهديدا متصاعدا للسلام والامن في المنطقة". واشار الى ان محادثاتهما تركزت على "الوسائل الكفيلة بالرد على العنف الخطير في سوريا وعلى التقدم نحو حل سياسي شامل يتجاوب مع المطالب الشرعية للشعب السوري".
وبالنسبة للملف النووي الايراني فان المأزق مستمر ايضا على خلفية تهديدات اسرائيلية بشن ضربات وقائية. وستتحدث وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الخميس عن نتيجة اتصالاتها مع طهران امام مجموعة 5+1 (بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة والمانيا).
وقال ديبلوماسي من احدى الدول الست: "من غير الاكيد اننا سنتمكن من الذهاب أبعد من الرسالة القوية" التي وجهتها لطهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الاونة الاخيرة والتي نددت فيها بالانشطة الايرانية لتخصيب اليورانيوم. وسبق ان حذرت روسيا من انها ستؤكد مجددا معارضتها لفرض عقوبات على طهران.
ويشتبه الغربيون في ان ايران تسعى لامتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني وهو ما تنفيه طهران على الدوام.
وستناقش دول منظمة التعاون الاسلامي الجمعة في نيويورك الانعكاسات التي خلفها الفيلم المسيء للاسلام الذي اشعل تظاهرات في العالم الاسلامي.
ويرغب امينها العام اكمل الدين احسان اوغلي بان يؤكد القادة خلال اجتماعهم في نيويورك "انه من المسؤولية الاخلاقية للجميع عدم اهانة +الاخر+ في قيمه المقدسة". وفي تصريح لوكالة "فرانس برس" دعا ايضا الى "كسر الحلقة المفرغة للاستفزاز وردود الفعل العنيفة".
من جانب اخر سيشارك الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء في مؤتمر حول دول الساحل حيث يثير تواجد مجموعات مرتبطة بـ"القاعدة" قلق المجموعة الدولية. ومن المرتقب ان يؤدي الى اعلان من قبل الامم المتحدة لاستراتيجية اقليمية تجمع بين مكافحة الارهاب ووقف تهريب الاسلحة والمساعدة الانسانية والمساعدة للتنمية."
اللواء
بدورها تناولت صحيفة اللواء قضية الاساءة للرسول والاحتجاجات التي ما زالت تدور في العديد من البلدان الاسلامية .
ألمانيا تحظِّر أراضيها على المخرج.. وباكستان تنأى بنفسها عن مكافأة إغتياله
تظاهرات الغضب على الفيلم تصل أثينا وتُشعِل المواجهات مع الشرطة
وكتبت تقول "تتابعت مشاهد الغضب على الإساءة إلى الإسلام ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم أمس حول العالم فخرج المسلمون في تظاهرات منددة بالفيلم الأميركي والرسوم الكاريكاتورية التي تعرضت للنبي جابت شوارع إسطنبول وطهران وأثينا حيث وقعت مواجهات مع الشرطة حالت دون وصول المتظاهرين إلى السفارتين الأميركية والفرنسية، وفي مكان آخر وخشية من تداعيات المكافأة التي أعلنها وزير باكستاني لكل من يقتل منتج الفيلم المسيء سارعت إسلام أباد إلى النأي بنفسها بعيدا عن المسؤولية مؤكدا أن هذه الدعوة لا تمثل سياسة الحكومة، وبالتزامن اتخذت ألمانيا موقفا متقدما حمت به الداخل واستوعبت به غضب الجالية المسلمة الكبيرة فيها عندما أعلنت حظرها الأراضي الألمانية على مخرج الفيلم المسيء معتبرة أنه يتجاوز حدود حرية التعبير إلى إهانة الآخرين.
واطلقت الشرطة الغازات الشديدة التاثير ضد متظاهرين من المهاجرين المسلمين بعد ظهر أمس في وسط اثينا للاحتجاج على الفيلم المسيء للاسلام وبدات الحوادث التي لم تدم سوى دقائق عندما حاول المتظاهرون الذين بلغ عددهم الألف تجاوز الطوق الامني للسير نحو السفارة الاميركية الكائنة على بعد كيلومترين من المكان لكن الشرطة منعتهم.
وفي اسطنبول تظاهر نحو 500 شخص واحرقوا الاعلام الاميركية والاسرائيلية في ساحة تقسيم وسط المدينة العظيمة وهتفوا «الله اكبر» ورفعوا لافتات كتب عليها «الموت لاميركا» و«الموت لفرنسا» (حيث نشرت مجلة «شارلي ايبدو» الفرنسية رسوما تهزأ بالنبي) وهتفوا بشعارات معادية للغرب ودعوا العالم الاسلامي الى الرد على الرسوم المسيئة للنبي.
وفي طهران تظاهر نحو 400 شخص امام السفارة الفرنسية أمس تعبيرا عن رفضهم للرسوم المسيئة للنبي. وهتف المتظاهرون «الموت لاميركا» و«الموت لاسرائيل» و«الموت لبريطانيا» و «الموت لفرنسا»، الا ان شرطة مكافحة الشغب ابعدتهم عن السفارة، بحسب ما افاد شهود عيان. ولم ترد تقارير عن وقوع اعمال عنف.
وفي بنغلادش اغلقت معظم المدارس والمتاجر والمكاتب ابوابها أمس بعد ان فرضت احزاب المعارضة اضرابا في جميع انحاء البلاد احتجاجا على الفيلم المسيء.
أما في باكستان فنأت الحكومة بنفسها أمس عن مبادرة وزير عرض مكافأة على من يقتل مخرج الفيلم المسيئ للاسلام وقال متحدث باسم رئيس الوزراء رجاء برويز اشرف تعليقا على مكافأة قيمتها 100 الف دولار عرضها وزير السكك الحديد غلام احمد بيلور على من يقتل مخرج الفيلم ان ذلك «ليس من سياسة الحكومة، نحن ننأى بنفسنا بالكامل عن هذا الامر». وقد اعلن الوزير أمس الأول عن المكافأة مؤكدا انه سيقتل المخرج بيديه لو اتيحت له الفرصة. وتابع «وبعدها يمكنهم ان يعدموني».
وفي باريس افاد مصدر قضائي عن ايداع رجلين في السجن، شاب في الثامنة عشر اعتقل وبحوزته سكاكين ورجل دعا الى قطع راس مدير مجلة شارلي ايبدو الساخرة التي نشرت رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد في انتظار ان يوجه اليهما القضاء الفرنسي التهم.
من جانبها منعت ألمانيا مخرج ومؤلف الفيلم من دخول أراضيها تضامنًا مع الدول الإسلامية كما أعلن أمس الوزير المفوض كاي بوكمان، نائب رئيس البعثة الدبلوماسية بسفارة ألمانيا بالقاهرة قائلا «هذا الفيلم مرفوض، ويرفضه أي شخص، سواء كان مسلما أو مسيحيا، ووزير الخارجية لدينا عبر عن رفضه لهذا الفيلم؛ لأن ألمانيا لن تضحي بعلاقاتها بالدول العربية وخاصة مصر».
وبالفعل أدان غيدو فسترفيلي وزير الخارجية الألماني الفيلم واصفا مشاهده بأنها «خالية من ذوق».
ورسم فسترفيلي خطا فاصلا واضحا بين حرية التعبير وإهانة مشاعر الغير، وأعاد إلى الأذهان أن الدستور الألماني يحد من الحرية في حال تعارضت مع القانون وأهانت شرف أي أحد. وقال:» لا تعني حرية التعبير أنه يمكن إهانة مشاعر من يختلف تفكيره عن تفكيرك»."