يسمى البعض بخطأ أن الصحوة الإسلامية ترادف الربيع العربي لكن يجب القول ان الصحوة لها ماهية إسلامية في حال أن الربيع العربي يؤكد على القومية
تطرق المستشار الأعلى للسيد علي الخامنئي في الشؤون الدولية الى ماهية الثورات الأخيرة في الدول الإسلامية والعربية قائلاً: يسمى البعض بخطأ أن الصحوة الإسلامية ترادف الربيع العربي لكن يجب القول ان الصحوة لها ماهية إسلامية في حال أن الربيع العربي يؤكد على القومية. وأفادت وكالة الأنباء القرآنية العالمية (ايكنا) ان الدكتور علي اكبر ولايتي ألقى كلمة أمام المشاركين في اليوم الثالث والاخير لمؤتمر الجمعية العامة السادس لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية في طهران. وأكد الدكتور علي اكبر ولايتي ان الثورات الشعبية التي حصلت في المنطقة والعالم هي صحوات اسلامية بكل المقاييس من حيث مبادئها واهدافها.
وقال: ان الصحوة الاسلامية في المنطقة تملك تاريخاً عريقاً يمتد الى نحو مئة وخمسين عاماً وان ما حصل في العامين الاخيرين هو امتداد لهذه الصحوة وليس امراً جديداً. ووصف هذه الثورات الشعبية بانها صحوات اسلامية بامتياز، معتبرا استخدام مصطلح "الربيع العربي" الذي يروج له الغرب بأنه تعبير خاطئ ولا يعبر عن جوهر عن هذه الصحوات.
وأشار المستشار ولايتي الى المسيرة التكاملية للصحوة الاسلامية الحالية والوجه المشترك لجماهيرها في جميع المناطق التي حصلت فيها مبينا ان المحور الاساسي لهذه الصحوات يكمن في انتهاجها للاسلام والسعي لتحكيم تعاليمه في جميع نواحي الحياة.
وفي جانب آخر من حديثه، اشار ولايتي الى ان الثورات التي سبقت الصحوة الاسلامية لم تكن تهدف الى تحكيم الاسلام في شؤون الحياة بل كانت تدعو الى الافكار العلمانية والقومية والليبرالية ولا علاقة لها بالاسلام.
وتطرق إلى عدد من المخاطر والتحديات التي تواجه الصحوات الاسلامية وفي مقدمتها محاولات الاعداء بث الفرقة القومية والطائفية بين جماهير هذه الصحوات وابعادها عن مبادئها واهدافها الحقيقية المتمثلة بالتمسك بالاسلام والقيم الالهية.
واستدل الدكتور ولايتي على اسلامية هذه الصحوات بعدة امور منها:
1- الشعارات التي رفعتها هذه الصحوات منذ بدايتها وحتى اسقاط الانظمة العميلة في المنطقة كنظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، ونظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، والرئيس الليبي المعدوم معمر القذافي، وابرز هذه الشعارات اطلاق هتافات "الله اكبر" و"يا ايها المسلمون اتحدوا اتحدوا" في جميع المسيرات والتظاهرات التي رافقت هذه الصحوات.
2- جميع هذه الصحوات كانت تنادي وتطالب بقطع العلاقات مع كيان الاحتلال الصهيوني وامريكا وطرد سفرائهما من الدول الاسلامية.
3- قادة ورموز هذه الصحوات هم من الاسلاميين المعروفين بتاريخهم الجهادي والسياسي على المستوى الشعبي كالرئيس المصري محمد مرسي الذي ينتمي الى حركة الاخوان المسلمين وراشد الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسي ومعظم القيادة السياسية الحالية في ليبيا، كما ان الاسلاميين يشكلون الاغلبية في برلمانات هذه الدول.
4- انطلاق شرارة التظاهرات والمسيرات من الساحات والاماكن العبادية كالتي تقام فيها صلاة الجمعة وهذا مؤشر قوي على اسلامية هذه التظاهرات.
5- استعداد المتظاهرين لتقديم الغالي والنفيس في سبيل نصرة الاهداف الاسلامية ورفع راية الاسلام وهذا مؤشر آخر ومهم على اسلامية هذه الصحوات.
6- وفوق كل ذلك هو اعتقاد شعوب وجماهير هذه الثورات بضرورة تحكيم الاسلام في جميع شؤون الحياة باعتباره المنقذ الوحيد لجميع ازماتها ومشاكلها بعد ان عانت ويئست من الافكار الماركسية والليبرالية والشيوعية والقومية.
وتطرق الدكتور علي ولايتي إلى سبل مواجهة التحديات التي تواجه الصحوة الاسلامية وأكد على ضرورة:
1- مواكبة الاخبار التي تخص هذه الصحوات وسرعة اتخاذ القرارات وردود الفعل المناسبة التي تصب في خدمة هذه الصحوات.
2- الخلاقية والابداع في استخدام المصطلحات الاسلامية التي تناسب حقيقة هذه الصحوات مع الاحتفاظ بالسبق الخبري والتحليل العميق لما يجري من مؤامرات تستهدف حرف هذه الثورات.
3- التأكيد على ضرورة التمسك بالاسلام في جميع مراحل تحرك هذه الصحوات.
واشار الدكتور ولايتي الى العوامل التي من شأنها ان تصل بهذه الصحوات الى شاطئ الأمان وتحقق لها النصر الكامل مؤكدا ضرورة التركيز على الامور التالية:
1- احياء المفاهيم الاسلامية في كل مجالات الحياة.
2- مواصلة الحضور الشعبي الواسع في هذه الصحوات ورفدها اعلاميا بكل ما يخدم تطلعاتها وامانيها.
ونوه الدكتور ولايتي الى نقطة في غاية الاهمية وهي ضرورة تبلور الشخصية القيادية لهذه الصحوات كما هو الحال في الجمهورية الاسلامية في ايران، لانها الكفيلة بحفظ منجزات ومكتسبات هذه الصحوات وصيانتها من الانحراف ومنع المحاولات الاستكبارية الرامية الى الالتفاف على مبادئها واهدافها الاسلامية.
وفي الختام خلص المستشار إلى ان رمز النصر والموفقية لجميع الصحوات الاسلامية يكمن في مواجهة عوامل التفرقة الطائفية والقومية والمذهبية والعنصرية والسعي الحثيث في توحيد الطاقات وتوجيهها باتجاه خدمة الاهداف النبيلة لهذه الثورات.