أقام الشعب الإيراني، اليوم الجمعة، في عموم البلاد، احتفالات واسعة في ذكرى ولادة الأمام علي بن موسى الرضا (ع)، الإمام الثامن من أئمّة أهل البيت الطاهرين (عليهم السلام).
أقام الشعب الإيراني، اليوم الجمعة، في عموم البلاد، احتفالات واسعة في ذكرى ولادة الأمام علي بن موسى الرضا (ع)، الإمام الثامن من أئمّة أهل البيت الطاهرين (عليهم السلام). وشهدت المحافظات والمدن الايرانية منذ الليلة الماضية احتفالات بهيجة واسعة احياءً لذكرى ولادة الأمام علي بن موسى الرضا (ع). وزينت الشوارع الرئيسية والاحياء السكنية في كافة انحاء ايران، كما اقيمت فعاليات تضمنت برامج متعددة منها التعريف بسيرة هذا الإمام الهمام.
واقيم احتفال بهيج خاص بهذه المناسبة بجوار مرقده الطاهر في مدينة مشهد المقدسة حيث اكتظت الساحات المحيطة به بالزوار الإيرانيين والأجانب. وشهدت مدينة مشهد المقدسة توافد الملايين من الزائرين من مختلف مناطق البلاد ودول العالم إحتفالا بهذه المناسبة، كما أقيمت في مدينة قم المقدسة احتفاليات كبيرة بجوار مرقد السيدة فاطمة المعصومة (س) أخت الإمام الرضا (ع). وفي طهران أحتفل محبي اهل البيت (ع) مراسم مماثلة بجوار مرقد السيد عبد العظيم الحسني جنوب العاصمة، بالاضافة الى جميع المساجد والحسينيات الأخرى.
نبذة من أخلاق وفضائل الإمام (ع):
كان الإمام الرضا عليه السلام بمثابة قرآن ناطق، فخلقه من القرآن، وعلمه ومكرماته من القرآن، أوليس القرآن هو آية الله العظمى في خلقه، أولم ييسّره ربنا لمن شاء من عباده أن يستقيم عليه ؟ أوَ يكون ذلك غريباً أن يصبح من تمثل القرآن في حياته آية عظمى لرب العالمين. وكان الإمام الرضا عليه السلام قد تمثل هذا النور – بكل وجوده حتى جاء في الحديث: عن ابي ذكوان قال: سمعت إبراهيم بن العباس يقول: ما رأيت الرضا عليه السلام سئل عن شيء قط إلاّ علمه، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته وعصره، وكان المأمون يمنحه بالسؤال عن كل شيء فيجيب فيه، وكان كلامه كله وجوابه وتمثله انتزاعات من القرآن، وكان يختمه في كل ثلاث ليالٍ، ويقول: ” لو أردت أن أختمه في أقرب من ثلاثة لختمت، ولكني ما مررت بآية قط إلاّ فكرت فيها وفي أي شيء أنزلت وفي أي وقت، فلذلك صرت أختم كل ثلاثة أيام “.
والإمام الرضا عليه السلام عظَّم الله ووقره وسلّم له أمره واستصغر كل شيء سواه، واستعد لكل بلاء في سبيلــه، وكان كل ذلك وسيلته إلى ربه. كان من عبادته عليه السلام أنه إذا صلّى الفجر في أول وقتها يسجد لربه فلا يرفع رأسه الى أن ترتفع الشمــس.
السبيل إلى الله:
ومــن يعظم الله يعظم أولياءه، ومن يرفض توقير أولياء الله يفقد السبيل الى الله. والإمام الرضـا عليه السلام سلك هذا السبيل إلى ربه. ولعمري إن الشيطان يزين للإنسان مخالفة أولياء الله والتكبر عليهم حتى يضله عن سبيل الله القويم، ويلقيه في تيه السبل المتفرقة.
وكلما ازداد الإنسان تسليماً لقيادته الشرعية، وحباً لولي أمره، ولأولياء الله من الأنبياء والأوصياء والصالحين، كلما يزداد من ربه قرباً.
والإمام الرضا كان كما سائر الأئمة أطوع الناس لولي أمره الإمام موسى بن جعفر فجعله الله حجة من بعده. يقول الإمام الكاظم: ” علي ابني أكبر ولدي وأسمعهم لقولي، وأطوعهم لأمري ”
وقال: ” علي أكبر ولدي وأبرهم عندي وأحبهم إلي “.
الشجرة الطيبة:
كان الرضا من الشجرة الطيبة التي أكرمها الله، وبارك لأمة محمد فيها وقال سبحانه:
(ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(آل عمران / 34).