يتابع الموقع الإلكتروني لقناة المنار نشر الجزء الثاني من المقابلة المسجلة التي أجراها مع د. عبد الله الأشعل، على هامش مؤتمر "الإسلاميون: نظام الحكم وفلسطين بعد الثورات"، الذي استضافته العاصمة بيروت
يتابع الموقع الإلكتروني لقناة المنار نشر الجزء الثاني من المقابلة المسجلة التي أجراها مع د. عبد الله الأشعل، على هامش مؤتمر "الإسلاميون: نظام الحكم وفلسطين بعد الثورات"، الذي استضافته العاصمة بيروت يومي 12 و 13 أيلول/ سبتمبر الجاري.
المقابلة، التي تمت بعلم المنظمين للمؤتمر وبعض الزملاء الصحافيين، تطرقت إلى جملة من الملفات، التي تناولها الأشعل بأسلوب مباشر حيناً ولا يخلو من دبلوماسية حيناً آخر.
الأزمة السورية أظهرت مرسي كزعيم إخواني
في ملف الأزمة السورية، يصرح عبد الله الأشعل أنه له مقاربة خاصة يختلف فيها عما هو معلن من قبل الرئاسة المصرية.
وفي حديثه الخاص لموقع المنار، يوضح الدبلوماسي المصري السابق أنه لدى الشارع المصري صورة ملتبسة عما تشهده الساحة السورية. فينظر لها على أنها تكرار للتجربة المصرية، ويضع الرئيس السوري بشار الأسد مع الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك جنباً إلى جنب. ويتابع أن الرأي العام المصري لا يلتفت إلى الانقسام الذي تشهده سورية بين مؤيدي ومعارضي النظام، بعكس مصر التي توحدت جماهيرها خلف مطلب اسقاط النظام.. ولذلك فإن الجمهور المصري لا يجد مشكلة في المواقف التي صرح عنها الرئيس ضد النظام السوري.
وفي تقييم سياسي للمواقف التي صرح عنها مرسي في قمة عدم الانحياز التي استضافتها العاصمة الإيرانية طهران، يرى الأشعل أن مواقف مرسي من النظام السورية لم تكن صائبة، وأظهرته كزعيم اخواني أكثر منه رئيساً لدولة بحجم مصر، معتبراً أن المواقف المصرح عنها قطعت الطريق على أي فرصة قد تتيح لمصر المساهمة بمبادرة جدية لحل الأزمة السورية.
وقرأ في مواقف مرسي محاولة للموازنة مع زيارته للجمهورية الإسلامية، التي تعرض على اثرها لانتقادات وضغوطات شديدة.
العلاقات المصرية-الايرانية.. والقلق الأميركي
" أكثر ما تخشاه الولايات المتحدة في المنطقة هو إيران. لا لكونها تعمل على تطوير برنامجها النووي، ولكن لأنها تعيش استقلالية، وتمتلك جرأة قول "لا" لأميركا"، يقول أستاذ القانون الدولي في الجامعة الأميركية في القاهرة.
ويضيف بأن الإيرانيين ليسوا محسوبين على أي طرف دولي، لهم حيثيتهم المستقلة ومصالحهم التي قد تتقاطع مع هذا الطرف أو ذاك, ورغم كل العقوبات التي فرضت عليهم إلا أنهم حافظوا على هذه الاستقلالية، حتى باتوا لاعباً مهماً في المنطقة، لا يمكن تجاوزه.
ويرى الأشعل أن مصر ستستعيد ثقلها على الصعيد الاستراتيجي بانضمامها لمحور اقليمي تشكل إيران ركناً أساسياً فيه، موضحاً أن هذا المحور لن يخضع مصر بل سيتعامل معها بشكل ندي. وتحرص إيران على إبداء حسن النوايا في انفتاحها على مصر، فيما تستخدم الولايات المتحدة كل اوراق الضغط للحؤول دون تحقق هذا الانفتاح وتوطيد العلاقات.
ويُقر بأن العلاقات المصرية- الايرانية موجودة وهي جيدة إلا أنها بحاجة إلى فرصة أو ظرف دولي لتتعزز أكثر، دون أن يستبعد أن تشكل المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية هذا الظرف.
الأزمة البحرينية والتوتر الإقليمي
دبلوماسيته تتجلى بوضوح في مقاربته للملف البحريني، يقول د. عبد الله الشعل إنه سبقت له زيارة مملكة البحرين حيث التقى بمسؤوليين رسميين ومعارضين.. يصف شعبها بأنه مسالم، وعن الخلافات الناشبة بين الطرفين يصفها الدبلوماسي المصري بأنها بسيطة ومرتبطة بالجو الإقليمي المتوتر أساساً.
ولدى سؤاله عما إذا كان تناول الأزمة البحرينية يشكل حرجاُ لأنظمة وشخصيات حريصة علاقاتها بدول الخليج يبتسم الأشعل ليكرر ما قاله سابقاً.
وبرأيه إن تجاهل الرئيس مرسي بشكل كامل للأزمة السياسية في البحرين لا يستفز الشارع المصري، غير المطلع على الأحداث وخلفياتها، والمتأثر بما تتناقله الفضائيات التي تحاول تصوير الحراك في الجزيرة الخليجية على أنه حراك طائفي.
الفيلم الأميركي و"خرافة 11 سبتمبر"
ويرى الأشعل في إقتحام السفارة الأميركية في القاهرة ورفع أعلام القاعدة، استنكاراً للفيلم المسيء للرسول الأكرم (ص)، فيلماً من إخراج أميركي، مستدلاً بذلك على تسهيل دخول المتظاهرين إلى حرم السفارة دون مقاومة من الأمن المولج بحماية السفارة.
ويوضح أن الهدف الأميركي المطلوب من وراء ما حدث، هو إيهام الرأي العام الأميركي أنه قيد الاستهداف من قبل "الإرهاب العالمي" الذي يمثله تنظيم القاعدة، ودفع الجمهور الأميركي بالتالي لتأييد الرئيس أوباما وانتخابه لكونه الأجدر لمواجهة هكذا تحدي، خصوصاً وأن الزعيم السابق للتنظين أسامة بن لادن قتل في عهد أوباما وبعملية أمنية أشرف عليها الرئيس الأميركي بشكل مباشر.
"دفع الاخوان لتقديم المزيد من التطمينات للأميركيين" يعد من بين الأهداف التي تطلع الولايات المتحدة الأميركية إلى تحقيقها، وبحسب تحليله فإن إظهار المصالح الأميركية في مصر على أنها مستهدفة يعني أن الأمن المصري عاجز عن توفير الأمن لهذه المصالح، وبالتالي فإنه يحق للأميركيين المطالبة بإدخال قوات أميركية لسد العجز المصري، ودفع الاخوان لتقديم المزيد من التنازلات.
ويستذكر في هذا المجال ما يصفه بـ "خرافة 11 سبتمبر" لافتاً إلى أنه مقتنع بأن الأحداث كانت من تدبير أميركي-إسرائيلي مشترك، ومحيلاً إيانا إلى ما تداولته صحف أجنبية وعربية عن إدانه رئيس الحكومة الاسرائيلية يومها أرييل شارون هجوم الطائرتين قبل أن تضرب الطائرة الثانية برجي التجارة بنصف ساعة، وفقاً لكلام الأشعل.
ويوضح مساعد وزير الخارجية المصري السابق أن في السياسة لا شيء بريء، كان لأحداث 11 سبتمبر خلفيات وأبعاد.. وهذا ما يسري على ما شهدته مصر من تحركات أخيرة، يؤكد عبد الله الأشعل.
إقرأ أيضاً:
الجزء الأول_الأشعل لموقع المنار: مرسي يتصرف بذهنية اخوانية وتوافق ارادات أطاح بطنطاوي