فوق العليّة سماء من الصنوبر غطت فضاءات الروح شعرا وأوزانا وألحانا..وفي أيدي الحضور سبّحة تناجي الله في إبداعه ..هناك في مجدل سلم لم تعرف بحور الشعر كيف تغفو .. ولم يعرف النسيم كيف يصحو تحت الجفون .
فوق العليّة سماء من الصنوبر غطت فضاءات الروح شعرا وأوزانا وألحانا..وفي أيدي الحضور سبّحة تناجي الله في إبداعه ..هناك في مجدل سلم لم تعرف بحور الشعر كيف تغفو .. ولم يعرف النسيم كيف يصحو تحت الجفون .
على أوراق غيم الخريف قرأ الشعراء قصائدهم ..ودندن السفح وراءهم..واشتعل الصمت في الحضور ..وقطعت الطيور رحلتها وعادت وفي فمها ماء وشعر وزهور ..
في "عليّة" السيد أحمد شوقي الأمين كان اللقاء مدهشا والمساء ساحرا والبدر كان يجاهد من بين جنبات الصنوبر ليسترق بعض الأبيات من بين أنامل الشعراء .
جمعية إبداع وصلت إلى الأمسية بطريقة مفاجأة ووضعت اكليل ياسمينها على جبين شعراء عامل والحضور .
هكذا باختصارٍ كانت أجواء الأمسية الشعرية العاملية التي استضافتها ندوة العليّة الثقافية في مجدل سلم والتي تميّزت بالحضور الحاشد وعلى رأسه مديرا مدراس الأمين السيدين حسين ومصباح الأمين إضافة إلى رئيس جمعية إبداع الشاعر الحاج علي عبّاس ومعه مدير المنتدى الأدبي في الجمعية الشاعر محمد علوش والشاعر محمد بنّوت ومنسق الفنون البصرية الاستاذ صادق زراقط، كذلك فضيلة الشيخ ناجي فرحات والشيخ محسن درويش والسيد حسام الأمين والشعراء: علي فضل الله، حسن حجازي، العبد عبد الله، أبو حسن قعفراني، مارون الحاج، علي جمعة، توفيق معتوق...
وفي التفاصيل فقد ابتُدأت الأمسية بالقرآن الكريم ثم تقديم من الشاعر حسن سعد للشعراء الذي تناوبوا على المنبر حيث كانت البداية مع الشاعرة فاطمة الساحلي التي قدمت قصيدتين أحدهما عن الأمّ ثم تلتها زميلتها الأستاذة سوسن بحمد التي قدّمت بدورها نصاً فصيحاً وآخر بالعامية.
الشاعرة الساحلي ترثي أمها
أمّاه يا زهرةً في عطـرها ذبُـلتْ
ولّـتْ و كـان ربيـعُ الكـون يبتـسـم
أمّاه يا نجمةً في ظلمتي أفلتْ
قبـل الأوان فـكيف النّـجمُ ينـصـرمُ
رحلـتِ تـاركـةً أشلاءَ عـاطـفـةٍ
المـوتُ مـزّقـها فـالعـطفُ مُـلتَـهَـمُ
من ديوان ( مهلاً أيّها القدر )
وبعدهما كانت الوقفة الشعرية مع الشاعر حسن أمين رعد الذي رحّب بالحضور جميعاً وخصّ وفد جمعية إبداع القادم من بيروت بترحيب خاصّ مرتجل قال فيه:
"جمعيّة إبداعٍ أهلا نوّرتمْ سهرتَنا الأحلى
فإليكم من قلبي شغفٌ والباقي أشعارٌ تُتلى"
ومن ثمّ قدّم ثلاث قصائد حملت عناوين: "خمرة الأشواق، سجدة عاشق، ختامك مسك".
لتكون الوقفة التالية مع الشاعر أسامة علي حيدر الذي هنّئ بدايةً الشاعر حسن رعد على فوزه بـ"جائزة سعيد فيّاض للإبداع الشعريّ" عن مجموعته الشعرية "بيدرُ الأحلام" ثم قدّم قصيدتين الأولى حول قانا أمّا الثانية فمهداةٌ إلى سوريا.
الشاعر أسامة علي حيدر
حقيبة فيها من الأزمان ما
يكفي لكلّ مشتت في التيه
لو رمت أشراق البلاد فقل له
أو رمت شمساً للحصاد سليه
يلق الصباح على البلاد كأنه
يحيي من الأشياء ما يلقيه
سبحان من جعل الصباح بوجه منْ
يرنو كأن الشام تسكن فيه
وكانت الوقفة الأخيرة في الأمسية مع الشاعر محمّد باقر جابر الذي قدّم قصيدتين الأولى تمحورت حول العشق الولائي والثانية حول الأمّ .
الشاعر محمد باقر جابر(دهرٌ من الحب )
كانت تقبّل ثعر الفجر, تمسحُ عنْ
خدِّ الخميلةِ دمعاً طاهراً ذُرِفا
تـُلاطف التينَ والزيتونَ في دلل ٍ
فيدفق الخيرُ مغناجاً متى قُطِفا
لا يعْذُب الحُبّ إلا حين تنزفه
منْ ذا سيُخرِسُ قلب الأمّ إن نزفا
ليختتم اللقاء بباقة من "إبداع" التي اختارت الشاعر محمد بنوت لتقديم مقطعاً زجلياً باسمها هدية للقاء والحضور.
الشاعر محم بنوت مقطع من قصيدة في الامام علي بن موسى الرضا (ع)
إرضا وشو بيرضيك راضينا ....
انت الرضا ويوم المنى سرورك ...
غبت عنا وخلقت فينا ...
ولما شعرنا بهيبة حضورك ...
ناموا العيون وبالغفا وعينا...
عاطلتك جايي بوهج نورك ...
ناديتنا بلمح البرق جينا ...
ثم كانت كلمة موجزة للسيد حسين الأمين الذي شكر للشعراء هذا التميّز الشعريّ وللحضور حُسن الإصغاء والمتابعة،وبعد الشعر كانت الصور التذكارية والجلسات الوديّة لتليها مائدة عشاءٍ أُعدّت تكريماً للشعراء المشاركين والحضور.
تصوير : صادق زراقط
