وقال كريستوف كروب مدير مكتب رئيس البلدية أولاف شولتز "هو مرحلة جديدة يتعين القيام بها حتى يقبل بعض السكان بوجود ديانة جديدة هنا. ونحن ندرك أن البعض ينظرون إلى الإسلام على أنه أمر غريب".
تنتظر مدينة هامبورغ الألمانية موافقة البرلمان المحلي على الاعتراف ببعض الأعياد الإسلامية أيام عطل رسمية, وذلك في خطوة تعد سابقة في ألمانيا حيث يعيش 5% من المسلمين. وقد أبرمت هامبورغ -ثاني كبرى المدن الألمانية والتي تعد 1.8 مليون نسمة- اتفاقا اعتبر تاريخيا مع جاليتها الإسلامية. ويمنح الاتفاق المسلمين حقوقا تتعلق بالتعليم الديني في المدارس وبمراسم الدفن على سبيل المثال. ويتعهد المسلمون من جانبهم باحترام الحقوق الأساسية وبتشجيع المساواة بين الرجال والنساء. وحصل الاتفاق على شبه إجماع سياسي, إلا أن البلدية الاشتراكية الديمقراطية تقر بأن بعض سكان هامبورغ يتحفظون على هذا الاتفاق. وقال كريستوف كروب مدير مكتب رئيس البلدية أولاف شولتز "هو مرحلة جديدة يتعين القيام بها حتى يقبل بعض السكان بوجود ديانة جديدة هنا. ونحن ندرك أن البعض ينظرون إلى الإسلام على أنه أمر غريب".
أيام إجازة على غرار الأعياد المسيحية :
وسيستفيد حوالي 180 ألف مسلم في هامبورغ من ثلاثة أيام عطلة, لكن يتعين عليهم أن يأخذوها أيام إجازة على غرار بعض الأعياد المسيحية التي تتوقف فيها الدوائر الرسمية عن العمل على صعيد المقاطعة وليس على الصعيد الفدرالي. ففي عيد الفطر وعاشوراء، سيعفى التلامذة أيضا من الدروس على أن يعوضونها في وقت لاحق. وحتى الآن كان أرباب العمل أحرارا في منح موظفيهم المسلمين أيام إجازة.
وقال زكريا التوغ، نائب رئيس أهم منظمة إسلامية في ألمانيا تتولى إدارة تسعة مساجد في هامبورغ, "كان في استطاعته أن يقول (مدير مؤسسة) أنا أحتاج إليك، لا يمكنك أن تأخذ إجازة هذا اليوم". وأضاف "لم يكن عدد كبير من الأجراء المسلمين يجرؤ على طلب إجازة في تلك الأيام الثلاثة خوفا من خسارة ثقة أرباب العمل". وقال التوغ "بات في استطاعتهم (المسلمون) الآن أن يقولوا هذا يوم عطلتي الذي يحميه القانون". ومن جانبه، قال دانيال عبدين رئيس منظمة الشورى التي تضم 31 مسجدا محليا "بذلك يعترفون بأن المسلمين جزء من المجتمع, وبذلك بتنا على قدم المساواة مع البروتستانت".
الإسلام لم يعد ديانة مستوردة !...
وأضاف عبدين "في ألمانيا لم يعد الإسلام ديانة مستوردة، فحوالي 70% من المصلين الذين يؤمون مسجدنا تقل أعمارهم عن 30 عاما وهم ولدوا هنا". وقد رحبت ألمانيا بالاتفاق في وقت لا يزال شبح ما يسمى التطرف الإسلامي يلقي بثقله على مدينة هامبورغ التي استخدمت قاعدة خلفية لتحضير هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001, فقد سكنها عدد كبير من منفذي الهجمات منهم محمد عطا.
وتعد الجالية الإسلامية في هامبورغ، المؤلفة من أتراك وباكستانيين وعراقيين وأفغان، خليطا سيقول كلمته أيضا في التعليم الديني بالمدارس الرسمية.
وكانت هامبورغ، التي تتمتع باستقلالية على الصعيد التربوي على غرار المقاطعات الأخرى، كلفت حتى الآن الكنيسة البروتستانتية تولي مسؤولية هذا التعليم. وشدد النائب الاشتراكي الديمقراطي أندرياس دريسل على القول "هذا لا يعني منح المسلمين امتيازات". وأضاف "لكنه يعني الاعتراف بما هو واقع قائم". لكن البعض يأسف لعدم البت في بعض المسائل المهمة كارتداء الحجاب للمعلمات أو حصص السباحة المنفصلة للفتيات المسلمات.