تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدّة عناوين كان أبرزها آخر التطورات الامنية في شأن الازمة الحدودية التركية السورية وتحذير رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سوريا
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدّة عناوين كان أبرزها آخر التطورات الامنية في شأن الازمة الحدودية التركية السورية، وتحذير رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سوريا من مغبة "إختبار صبرها" مع رغبة واضحة في عدم التصعيد من قبل الدولتين.
السفير
أردوغان يحذر الأسد من «المغامرة» وموسكو تدعو أنقرة إلى «ضبط النفس»
قصف تركي على سوريا: لا تختبروا قدرتنا على الردع
وتحت هذا العنوان كتبت تقول الصحيفة "جددت القوات التركية، أمس، قصف الأراضي السورية بحجة سقوط قذيفة هاون داخل أراضيها مصدرها سوريا، وذلك بعد ساعات من تهديد رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان دمشق من مغبة تكرار قصف الأراضي التركية، مؤكداً أن دمشق ستدفع «ثمناً باهظاً»، موضحاً «نحن لا نريد حرباً لكننا لسنا بعيدين عنها أيضاً»، فيما اعتبرت طهران أن «اندلاع الحرب بين تركيا وسوريا لا يخدم الإسلام والمسلمين»، وأن «هذه الحرب مطلب أميركي، وعلى مسؤولي البلدين السعي إلى إحلال الهدوء على الحدود وعدم التدخل في شؤون البلد الآخر».
وفي خطوة تعد تنازلاً لصالح الروس، أصدر مجلس الأمن الدولي بياناً يدين التفجيرات الانتحارية في حلب الأربعاء الماضي، وذلك بعد يوم من إصداره بياناً يدين القذيفة السورية التي سقطت على قرية اكجاكالي التركية، وأدت إلى مقتل خمسة أشخاص، مطالباً الطرفين بضبط النفس.
وأدان مجلس الأمن بـ«أشد العبارات الاعتداءات الإرهابية» التي خلفت 33 قتيلاً، وإصابة 122، في حلب الأربعاء الماضي. وقال المجلس، في بيان، إن هذه الاعتداءات تبنتها «جماعة جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة»، مقدماً «تعازيه الصادقة الى عائلات ضحايا هذه الأعمال الشنيعة وإلى شعب سوريا». وكرر «إدانة الارهاب بكل أشكاله وعزم (دول المجلس) على مكافحته».
وأكد المجلس أن «الارهاب يشكل» أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين»، موضحاً ان «أي عمل إرهابي يتصف بالإجرام ولا يمكن تبريره مهما كانت ظروفه». وكرر أن «التدابير المتخذة لمحاربة الارهاب ينبغي ان تحترم القوانين الدولية، وخصوصاً تلك المتعلقة بحقوق الإنسان».
وقال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن روسيا أصرت على البيان بشأن تفجيرات حلب مقابل دعمها للبيان بشأن سقوط قذيفة سورية على تركيا.
وذكرت قناة «إن تي في» التركية ووكالة «الأناضول» أن الجيش التركي رد على قصف مدفعي جديد مصدره سوريا للأراضي التركية، وتحديداً لمحافظة هاتاي في جنوب شرق البلاد.
ونقلت «الأناضول» عن مكتب محافظ هاتاي قوله إن قذيفة هاون مصدرها سوريا سقطت في منطقة جبلية داخل الأراضي التركية على مسافة 50 متراً من الحدود، من دون وقوع إصابات، موضحاً أن القوات التركية ردت فوراً على سقوط القذيفة.
ويأتي هذا الحادث الجديد بعد يومين من سقوط قذيفة سورية في قرية اكجاكالي التركية الحدودية، أسفرت عن مقتل خمسة أتراك، ورد الجيش التركي على دفعتين على القذيفة.
وكانت وكالة «اسوشييتد برس» نقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية التركية قوله إن سوريا سحبت دبابات ومعدات عسكرية أخرى بعيداً عن الحدود التركية، بعد القصف المدفعي التركي أمس الأول. وأوضح أن عملية سحب سوريا للقطعات العسكرية تهدف إلى «إزالة أي فعل تهديدي».
وعزز الجيش التركي وجوده على الحدود مع سوريا، وانتشرت دبابات وقطع مدفعية وجهت فوهاتها إلى الأراضي السورية، كما جابت آليات عسكرية شوارع البلدة المقابلة لمعبر تل ابيض الحدودي، الذي يسيطر مسلحون على الجانب السوري منه منذ منتصف أيلول الماضي.
ووجه اردوغان تحذيراً جديداً لسوريا من مغبة تكرار قصف الأراضي التركية. وقال، في خطاب في اسطنبول، «نحن لا نريد حرباً لكننا لسنا بعيدين عنها أيضاً. هذه الأمة وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم بعد خوضها حروباً عبر القارات».
وأضاف «أقول لمن يحاولون اختبار قدرة تركيا على الردع والحسم وقدراتها، من هنا إنهم يرتكبون خطأ قاتلا. وعندما أقول إن من يريد السلام عليه أن يستعد للحرب فإن ذلك يعني أنه عندما يحين الوقت تصبح الحرب مفتاح السلام».
وتابع «أقولها مجدداً لنظام (الرئيس بشار) الأسد ولأنصاره: لا تغامروا باختبار صبر تركيا. تركيا ستخرج من هذا الحادث منتصرة من دون أي خدش وستواصل طريقها، أما انتم فستسحقون تحته، ستدفعون ثمناً باهظاً جداً».
وكررت موسكو دعوة أنقرة إلى التحلي بضبط النفس وتجنب أي تحرك من شأنه تصعيد التوتر مع دمشق. وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «نعبر عن أملنا في أن يتحلى الجانب التركي بضبط النفس وعدم الإقدام على أي خطــوات تؤدي إلى مزيد من تدهور الوضع في المنطقــة». وكرر البيان «تمسّك روسيا بضرورة حل الأزمة السورية من قبل السوريين أنفسهم وفق قراري مجلس الأمن 2042 و2043 وبيان جنيف».
طهران
وقال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء حسن فيروز آبادي، في طهران، إن «اندلاع الحرب بين تركيا وسوريا لا يخدم الإسلام والمسلمين»، مضيفاً إن «هذه الحرب مطلب أميركي، وعلى مسؤولي البلدين السعي إلى إحلال الهدوء على الحدود وعدم التدخل في شؤون البلد الآخر».
وتابع «من الواضح أن أخطاء حدثت، ولكن الحرب لا تعالج هذه الأخطاء، وستجعل هذين البلدين الإسلاميين يواجهان تحديات صعبة». وأكد «ضرورة إنهاء التحديات الراهنة بين تركيا وسوريا وضرورة إيلاء مسؤولي البلدين اهتمامهم بهذا الموضوع»، معرباً عن أمله أن «يتجاوز المسؤولون السوريون والأتراك هذه المرحلة الحساسة من خلال اعتماد اليقظة والالتزام بالقيم الدينية وضبط النفس». وقال «استناداً إلى العقل والدين فإن أي شخــص لا يقبل بوقوع حرب بين الدولتــين المسلمتين، لذا يجب وقف هذه الاشتباكات الحدودية والتدخلات الخارجية بأسرع وقت ممكن».
الإبراهيمي
وكرر المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في مقابلة مع قناة «سي إن إن» بثت امس، أنه «ليس لديه خطة محددة لوقف أعمال العنف التي تشهدها سوريا»، مشيراً إلى أن «الحل يحتاج إلى خطة تلقى قبولا من قبل جميع الفصائل السورية من ناحية ومن الدول التي لها مصالح أو نفوذ (أو كليهما) داخل سوريا من جهة أخرى».
وأعرب الإبراهيمي عن أمله «ألا يتم تصعيد الموقف الملتهب حالياً بين سوريا وتركيا»، مشيراً إلى أنه «تحــدث إلى مســؤولين من كلا الطرفين في محاولة منه لتــهدئة مشاعر كل منــهما، وأن الجانب السوري حمله رسالة إلى تركيا مفــادها أن الحادث وقع عن طريق الخطــأ، وأن دمشق تأسف لسقوط هؤلاء القتــلى وتتمنى ألا يتــكرر ذلك، بينــما الجانب التركي طلب ضمانات لعدم حدوث ذلك مجدداً».
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الى «مقتل 99 شخصاً في أعمال عنــف في مناطق سورية مختلفة، هم 38 مدنياً و24 مقاتلاً معارضاً و37 جندياً نظامياً»."
النهار
الجيش التركي ردّ على قذيفة سورية جديدة
أردوغان لدمشق: لسنا بعيدين من حرب
وتحت هذا العنوان كتبت تقول "حذر رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان أمس من ان بلاده "ليست بعيدة" من خوض حرب مع سوريا، ونبه الحكومة السورية الى انها سترتكب "خطأ فادحاً" اذا اختارت خوض حرب كهذه، الامر الذي يسلط الضوء على خطر انزلاق دول الجوار الى الصراع الدائر في سوريا والذي بدأ بانتفاضة لاسقاط الرئيس السوري بشار الاسد قبل اكثر من 18 شهراً. وتكررت الحوادث الحدودية لليوم الثالث بعد سقوط قذيفة من الجانب السوري على منطقة جبلية على مسافة 50 متراً داخل الاراضي التركية قرب قرية التينوزو في محافظة هاتاي، وردت المدفعية التركية بقصف مواقع سورية.
وسجل الحادث بعد يومين من قصف القوات التركية اهدافاً للجيش السوري رداً على سقوط قذيفة هاون على بلدة اكجاكالي المقابلة لمعبر تل ابيض في محافظة الرقة، مما اسفر عن مقتل خمسة أشخاص. وارسل الجيش التركي مزيداً من التعزيزات الى المناطق الحدودية مع سوريا.
وفي وقت سابق قال مسؤول في وزارة الخارجية التركية ان سوريا سحبت دباباتها وقطع مدفعية أخرى بعيداً من الحدود مع تركيا عقب حادث اكجاكالي. وأضاف ان الخطوة السورية هي بمثابة جهد لازالة أي "مفهوم للتهديد"
وفي موسكو، ناشدت وزارة الخارجية الروسية انقرة التحلي بضبط النفس وتجنب أي تحرك من شأنه تصعيد التوتر مع دمشق. وقالت: "نعبر عن أملنا في أن يتحلى الجانب التركي بضبط النفس وعدم الإقدام على أي خطوات تؤدي إلى مزيد من تدهور الوضع في المنطقة". وجددت تمسك موسكو بضرورة حل الازمة بين السوريين انفسهم بموجب قراري مجلس الامن 2042 و 2043 وبيان جنيف.
وانضمت روسيا الخميس إلى سائر أعضاء مجلس الأمن في التنديد بالقصف السوري على اكجاكالي بعدما أدخل أعضاء المجلس الغربيون تعديلا على مسودة البيان لتهدئة بواعث القلق الروسية.
وفي طهران، أعلن رئيس الأركان الإيراني الجنرال حسن فيروز آبادي ان نشوب حرب بين تركيا وسوريا لا يخدم الإسلام والمسلمين. ونقلت عنه وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء ان "هذه الحرب مطلب أميركي وعلى مسؤولي البلدين السعي الى إحلال الهدوء على الحدود وعدم تدخل كل منهما في شؤون البلد الآخر"، وذلك في إشارة إلى الحوادث الحدودية الأخيرة بين تركيا وسوريا. وأضاف: "من الواضح ان أخطاء حدثت لكن الحرب لا تعالج هذه الأخطاء وستجعل هذين البلدين الإسلاميين يواجهان تحديات صعبة".
الابرهيمي
وفي نيويورك كشف ديبلوماسي دولي أن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي سيصل الأربعاء المقبل الى السعودية في مستهل جولة جديدة في المنطقة تشمل أيضاً تركيا ومصر، وربما العراق ولبنان، في اطار مساعيه لايجاد تسوية للأزمة السورية.
وأوضح الديبلوماسي أن الابرهيمي "يرغب في زيارة ايران عندما تنجز الترتيبات الخاصة برحلة كهذه"، متوقعاً أن يزور سوريا بعد ذلك.
وقال ديبلوماسي غربي رفيع المستوى إن "هناك رغبة قوية لدى مجلس الأمن في الإستماع الى الابرهيمي بعد جولته الثانية في المنطقة". ولم يستبعد أن يحصل ذلك مع نهاية الشهر الجاري. وأكد أن "من أولويات الابرهيمي ضم اللاعبين الإقليميين" الى المبادرة التي أطلقتها مصر بتشكيل رباعية اقليمية تضمها الى تركيا وايران والسعودية، مشيراً الى أن الأخيرة لم تشارك حتى الآن في اجتماعات هذه الدول. ولاحظ أن الابرهيمي "يعول كثيراً على بيان جنيف" الذي أصدر في نهاية حزيران الماضي بتوافق الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، وعدد من اللاعبين الإقليميين. وهو "يشدد كثيراً أيضاً على عنصر توحيد المعارضة لايجاد مظلة قيادية يمكنها أن تنخرط في العملية السياسية المنشودة".
وغداة توصل أعضاء مجلس الأمن ليل أول من أمس الى اتفاق على بيان صحافي يندد "بأشد العبارات" بالقصف السوري لبلدة أكجاكالي التركية مما "سلط الضوء على التأثير الخطير للأزمة السورية على أمن دول الجوار والسلام والأمن الاقليميين"، كما أصدر المجلس بياناً صحافياً ثانياً عن انفجارات حلب. وقال رئيس المجلس للشهر الجاري المندوب الغواتيمالي غيرت روزنتال إن أعضاء المجلس ينددون بـ"أشد العبارات" بـ"الهجوم الإرهابي" الذي تبنته "جبهة النصرة المتحالفة مع القاعدة". وعبروا عن "تعاطفهم العميق وتعازيهم الصادقة لذوي ضحايا هذه الهجمات الشائنة وللشعب السوري". وشددوا على أن "الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره يشكل واحداً من الأخطار الجدية على الأمن والسلم الدوليين"، مذكرين الدول الأعضاء بأن "عليها أن تضمن أن الاجراءات المتخذة لمحاربة الإرهاب تمتثل لكل واجباتها بموجب القانون الدولي، وتحديداً القانون الدولي الإنساني والخاص باللاجئين وحقوق الإنسان".
وفي التطورات الميدانية الداخلية في سوريا قال معارضون سوريون مسلحون إنهم سيطروا على قاعدة للدفاع الجوي فيها كمية من الصواريخ في الغوطة الشرقية قرب دمشق. وأعلن مقاتلون معارضون إسقاط مروحية فوق المنطقة. ص11
وللمرة الاولى استخدم النظام السوري طائرة حربية في قصف حي الخالدية بحمص التي قال ناشطون معارضون فيها إنها تعرضت لأعنف قصف مدفعي منذ أشهر."
الاخبار
أردوغان «لا ينوي شنّ حرب»... والجعفري ينفي الاعتذار
سوريا ــ تركيا: احتواء التصعيد
وتحت هذا العنوان كتبت الصحيفة تقول "بعد موجة التصعيد السياسي والميداني بين سوريا وتركيا، والتي أوحت بأن حرباً تلوح في الأفق، انتهى النهار على احتواء للتوتّر بعد تدخلات عدة، إقليمة ودولية، صبّت كلها في خانة منع أي حرب من الاندلاع بين الجارتين.
ما ساد من أجواء تصعيدية بين سوريا وتركيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، تبدّد مع تقدّم ساعات نهار أمس، إثر اتصالات ولقاءات وزيارات أسفرت عن احتواء، ولو مؤقت، للأزمة الحدودية بين البلدين، والتي نتجت من قصف سوري لقرية تركية، ردّت عليه أنقرة بالمثل.
فبعد المساعي التركية للإيحاء بأنها في طريقها للتدخل العسكري المباشر في سوريا، ولا سيما عبر استصدار موافقة من البرلمان في هذا الشأن، عاد رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان إلى التأكيد أن بلاده لا تنوي شنّ حرب على سوريا، وذلك بعد لقاء نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا رحيمي، الذي حطّ في أنقرة أمس في إطار مساعي الاحتواء. المساعي الإيرانية كانت سبقتها أخرى روسيّة، تلاها إعلان الحكومة التركية تلقي اعتذار من نظيرتها السوريّة، غير أن المندوب السوري في الأمم المتحدة، بشّار الجعفري، نفى أن تكون بلاده قد وجهت رسالة اعتذار إلى تركيا، مطالباً تركيا بالمقابل بالاعتذار.
اليوم السوري التركي الطويل بدأ بانعقاد البرلمان التركي الذي وافق على طلب للحكومة بمنح الجيش إذناً لشنّ عمليات عسكرية في سوريا «إذا اقتضى الأمر». ولكن أنقرة سارعت إلى التأكيد أنّ هذا التفويض ليس إعلان حرب على دمشق. وشدّد نائب رئيس الوزراء التركي، بشير اتالاي، أنّ «هذا التفويض ليس تفويضاً بشنّ حرب»، موضحاً أنّه سيكون بمثابة «رادع»، فيما أكّد أنّ سوريا أقرّت بمسؤوليتها عن القصف وقدّمت لأنقرة اعتذارها عن ذلك.
هذه التأكيد التركي عززه أردوغان مساءً حين أعلن أن بلاده «لا تنوي شن حرب على سوريا». وقال، في مؤتمر صحافي مشترك مع رحيمي، «كل ما نريده في هذه المنطقة هو السلام والأمن. تلك هي نيتنا. لا ننوي شنّ حرب على سوريا».
وكان أردوغان قد أعلن، في ختام اجتماع طارئ جمع مستشاريه عقب القصف السوري، أنّه «لن تسمح تركيا أبداً للنظام السوري بالقيام بمثل هذه الاستفزازت من دون عقاب، والتي تهدّد أمننا القومي ضمن احترام القانون الدولي وقواعد التدخل».
غير أن الحديث عن الاعتذار السوري الذي راج خلال النهار، بدّده مساءً المندوب السوري في الأمم المتحدة، الذي قال إن الحكومة السورية لم تقدم أيّ رسالة اعتذار إلى الحكومة التركية، ولن تقدم أي اعتذار لها. وشدّد على أنّ «الحكومة السورية بصدد التحقيق في الحادثة وليس الاعتذار».
ولفت الجعفري إلى أنّ «حديث وزير الاعلام السوري عمران الزعبي هو موقف الحكومة الرسمي، وهو لم يقل إنّ سوريا تعتذر». وأشار إلى أنّنا «انتظرنا منذ سنة و8 أشهر الحكومة التركية لتعتذر عما كانت تفعله هي لنا. إنه تطور مأسوي أنّ المرأة التركية قتلت مع أطفالها، ونتعاطف مع ذلك بكل ما يمكن، لأنها مواطنة مدنية تركية بريئة ونحن لا نعرف من أطلق القذيفة حتى الآن، لأن هناك الكثير من المجموعات في تلك المنطقة، وكلّ هذه المجموعات تريد افتعال مشكلة بين سوريا وتركيا، لذا على من يحلّل وينظر إلى ما حصل أن يكون حذراً».
وكان الزعبي أعلن، في وقت متأخر أول من أمس، فتح تحقيق لمعرفة مصادر النيران، و«قدّم التعازي باسم سوريا» إلى الشعب التركي «الصديق».
حديث الاعتذار كان لمّح إليه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي دخل أمس أيضاً على خط الوساطات، إذ أعلن أنّ السلطات السورية أكّدت لموسكو أنّ القصف الذي استهدف الأراضي التركية هو «حادث مأسوي»، مشدداً على وجوب أن تعلن دمشق ذلك رسمياً.
لكن روسيا، في المقابل، أبقت على حماية دمشق من الإدانة الدولية بعدما اجتمع أعضاء مجلس الأمن الدولي، بطلب تركيّ، للتشاور في شأن إصدار بيان تعليقاً على الحادث الحدودي، إذ أبدت موسكو تحفظات على مشروع البيان، قبل أن تدخل تعديلات عليه تطلب بموجبها من الطرفين ممارسة ضبط النفس وتفادي الاشتباكات العسكرية التي قد تؤدي إلى المزيد من التصعيد في المنطقة، فضلاً عن تخفيف التوتر والخروج بمسار نحو حلّ سلمي للأزمة السورية.
ونصّ البيان على إدانة القصف السوري الذي أدى إلى مقتل خمسة أشخاص جميعهم نساء وأطفال، حسب النص الذي حصلت «الأخبار» على نسخة منه. ورأى أن ما جرى يظهر أن النزاع في سوريا بدأ يتفشى إلى الدول المتاخمة «إلى مستوى مثير للقلق»، وبالتالي يرى المجلس أن خرقاً كهذا للقانون الدولي «يشكل تهديداً جدياً للسلم والأمن الدوليين». وطلب المجلس وقف الخروق المشابهة فوراً، كما طلب من الحكومة السورية احترام سيادة الدول المجاورة ووحدتها.
وفي ردود الفعل، أبدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون غضبها بعد إطلاق قذيفة مورتر من داخل سوريا على بلدة في تركيا، وقالت إن واشنطن ستبحث مع أنقرة الخطوة التالية. ووصفت امتداد العنف إلى خارج الحدود السورية بأنه «وضع خطير جداً».
من جهتها، حثّت طهران كلاً من دمشق وأنقرة على ضبط النفس. ونقلت وكالة «فارس» تصريحاً لمساعد وزير الخارجية للشؤون العربية، حسين أمير عبداللهيان، «على الطرفين أخذ المتطرفين المسلحين والمجموعات الإرهابية في المنطقة في الاعتبار. أمن المنطقة يعتمد على تعزيز ضبط الحدود السورية».
من ناحيتها، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنقرة إلى «الاعتدال» في ردّها على القصف السوري. وقالت «أظنّ أنّ الأهم في الوقت الراهن هو اعتماد الاعتدال». وأدانت «بأشد الحزم الهجمات السورية على تركيا». وأضافت «إنّنا نقف إلى جانب تركيا».
في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن فرنسا تقف إلى جانب تركيا. وأضاف «أريد وأتمنى أن يقرّ المجتمع الدولي بأكمله رسالة واضحة وسريعة تدين السلطات السورية بقوة». كذلك قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إنّ الردّ العسكري التركي على الهجوم السوري يمكن تفهمه، لكن يجب تفادي تصعيد الموقف. وأضاف «الردّ التركي مفهوم، فقد حدث عمل شائن. وبالتالي نعبّر عن تضامننا الشديد مع تركيا، لكننا لا نريد أن نشهد تصعيداً مستمراً لهذه الحادثة».
أما وزير الخارجية الإيطالي، جوليو تيرسي، فرأى أن المجتمع الدولي «عاجز» ومجلس الأمن «مصاب بالشلل» إزاء التعامل مع الأزمة في سوريا. وقال إن «مجلس الأمن مصاب بالشلل من الناحية الأمنية. وبالتالي فإن المجتمع الدولي يقف عاجزاً في ما يتعلق بإمكانية نشر قوة، نأمل دائماً نحن الايطاليون أن تكون فعالة حقاً وحازمة لوضع حدّ للعنف».
وأدان الاتحاد الأوروبي بشدّة القصف السوري، وحثّ «جميع الأطراف» على ضبط النفس. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، إنّ «الحادث يظهر بوضوح النتائج المأسوية لانعكاس الأزمة السورية على الدول المجاورة».
عربياً، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إن الاعتداء الذي تعرضت له البلدة التركية يمثّل تهديداً للأمن والسلم. وفي بيان أصدرته الجامعة العربية، حذّر الأمين العام من مغبة هذا التطور الخطير للأحداث على الحدود التركية السورية، وما يحمله ذلك من تهديد خطير للسلم والأمن في المنطقة والأمن العالمي.
بدورها، دعت مصر الحكومة السورية إلى عدم الاعتداء على حدود الدول المجاورة. وفي بيان، طالب وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، سوريا «بأن توقف إراقة الدماء على أرضها، وحذّر من المخاطر التي تحدق بالمنطقة بأسرها جرّاء احتمالات اتساع نطاق الأزمة السورية»."
المستقبل
اردوغان: لا تغامروا معنا.. ستدفعون ثمناً باهظاً
وتحت هذا العنوان كتبت تقول "في مبادرة نادرة من مجموعة علوية منذ بدء الثورة ضد نظام آل الأسد قبل نحو 19 شهراً، دعا بيان "علويون أحرار" أبناء الطائفة التي تشكل نحو 10 في المئة من سكان سوريا، إلى "نهضة رجل واحد ضد عائلة فاسدة لا أصل لها الا الخيانة والعمالة".
وعلى صعيد الحدود المتوترة بين سوريا وجارتها الشمالية، رد الجيش التركي على قصف سوري لمحافظة هاتاي في قصف متبادل بين الطرفين أمس، في ظل تحذير رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "نظام الاسد وأنصاره من المغامرة باختبار صبر تركيا.. ستسحقون تحته، ستدفعون ثمناً باهظاً جداً".
وعزز الجيش التركي وجوده في المنطقة عبر نشر العديد من الدبابات وقطع المدفعية.
واثر قصف قرية اكجاكالي، اعلنت الحكومة التركية انها سترد في شكل منهجي على اي قصف سوري جديد.
ووجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس تحذيرا جديدا لسوريا من مغبة تكرار قصف الاراضي التركية، وقال امام جمع من انصار حزبه العدالة والتنمية في اسطنبول "اقولها مجددا لنظام الاسد ولانصاره: لا تغامروا باختبار صبر تركيا(...) تركيا ستخرج من هذا الحادث منتصرة بدون اي خدش وستواصل طريقها". واضاف "اما انتم فستسحقون تحته، ستدفعون ثمنا باهظا جدا".
وقال اردوغان "نحن لا نريد حرباً لكننا لسنا بعيدين عنها ايضاً."
والخميس حصلت الحكومة التركية على اذن من البرلمان بمواصلة عملياتها العسكرية ضد سوريا اذا اقتضت الضرورة.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في رسالة سلمت الجمعة في ابو ديس في الضفة الغربية الى مشاركين في مسابقة حول حقوق الانسان ان "جرائم النظام السوري لن تمر من دون عقاب".
وقال فابيوس في رسالته هذه ان "لجنة التحقيق حول وضع حقوق الانسان في سوريا جمعت ما يكفي من العناصر للتأكيد ان جرائم حرب وحتى جرائم ضد الانسانية ارتكبت" منددا بما وصفه بـ"النظام المجرم".
واضاف فابيوس في هذه الرسالة التي نقلها النائبان الان توريه ولورانس دومون على رأس وفد فرنسي يقوم بزيارة للقدس "هذه الجرائم لن تمر من دون عقاب وستحرص فرنسا وشركاؤها على ذلك".
سياسياً، اعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا أمس "اعادة هيكلة" للمجلس تشمل بشكل خاص توسيع مشاركة القوى الميدانية الموجودة في الداخل وزيادة عدد اعضائه من 300 الى 600 عضو.
من جهة اخرى، اعلن سيدا ايضا ان "نظام الاسد بدأ يصدر هذه الازمة الى الخارج، الى دول الجوار كما فعل في لبنان وكما فعل في تركيا التي فتحت ابوابها للاجئين السوريين".
وفي خطوة تعد تنازلاً للروس، دان المجلس أمس "بأشد العبارات الاعتداءات الارهابية" التي خلفت نحو خمسين قتيلاً معظمهم من الجنود السوريين النظاميين الاربعاء في مدينة حلب بشمال سوريا.
وذكر المجلس بأن هذه الاعتداءات تبنتها "جماعة جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة"، مقدماً "تعازيه الصادقة الى عائلات ضحايا هذه الاعمال الشنيعة وإلى شعب سوريا".
وكانت مناطق سورية عدة شهدت تظاهرات الجمعة رغم اعمال العنف المستمرة، طالبت بتسليح المعارضة واسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.
وتخلل تظاهرات "جمعة نريد سلاحاً لا تصريحات لحماية اطفالنا من القتل" اعتقال القوات النظامية 20 شخصاً في حماة، بحسب المرصد السوري."