تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس عدّة عناوين كان أبرزها تطورات الوضع الداخلي اللبناني من التظاهرة التي نظمها موظفي القطاع العام أمس الى تعقيدات قانون سلسلة الرتب والرواتب
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس عدّة عناوين كان أبرزها تطورات الوضع الداخلي اللبناني من التظاهرة التي نظمها موظفي القطاع العام أمس الى تعقيدات قانون سلسلة الرتب والرواتب والانجاز الذي حققته الحكومة في ملف التعيينات القضائية والادارية، أما في الشأن السوري فتناولت الصحف ما حصل أمس في الاجواء التركية من إجبار طائرة مدنية سورية على الهبوط في أنقرة بعد الاشتباه بحمولتها كما كتبت الصحف عن المعارك الدائرة في حمص وحلب.
السفير
صحيفة السفير تناولت الملفات الداخلية من التعيينات القضائية والادارية التي حسمت في مجلس الوزراء الى الاضراب الذي نظمه موظفوا القطاع العام، أما في الشأن السوري فكتبت عن المعارك الدائرة في حمص وحلب.
التعيينات: أخيراً .. تسوية ترضي السياسيين ولا تُغضب القضاء
«مبارزة السلسلة»: الشارع يربح جولة .. والحكومة تربح الوقت
وكتبت الصحيفة تقول "بينما كان موظفو القطاع العام والمعلمون والاساتذة يتظاهرون في الشارع، احتجاجا على تأخر الحكومة في إحالة سلسلة الرتب والرواتب الى مجلس النواب، اختار مجلس الوزراء خلال جلسته أمس ان يحسم سلسلة من التعيينات القضائية والإدارية، بعد اشهر من التجاذبات السياسية، فيما يُنتظر ان يحسم الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في كلمة يلقيها، مساء اليوم، الجدل القائم حول اختراق طائرة استطلاع لأجواء فلسطين المحتلة، وما يحكى عن دور للحزب في أحداث سوريا.
وبدا واضحا ان هذه التعيينات نضجت على نار تسوية متعددة الأضلاع، تطلب الوصول إليها وقتا طويلا من المفاوضات الصعبة، التي تخللها شد حبال وحرق اسماء ومناورات ومساومات، لينتهي المخاض، في نهاية المطاف، الى التوافق على تعيين القاضي جان فهد رئيسا لمجلس القضاء الاعلى، والقاضي حاتم ماضي مدعيا عاما للتمييز، والقاضي مروان عبود رئيسا للهيئة العليا للتأديب، والقاضي فوزي خميس مدعيا عاما لدى ديوان المحاسبة. (الى جانب تعيين علي احمر مفتشاً عاماً في ادارة التفتيش المركزي وفاتن جمعة مفتشا عاما تربويا في هذه الادارة، والمهندس حسام الدين قبيطر رئيسا لمجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس).
وإذا كان الإنجاز المتأخر لدفعة التعيينات هذه، يظل أفضل من استمرار المراوحة في الفراغ، فإنه يجب، في الوقت ذاته، الإقرار بان الكباش حولها ترك آثارا سلبية، وخصوصا على صورة القضاء الذي لا يحتمل، بطبيعة تكوينه وقدسية دوره، تحويله الى مادة سجال وتجاذب، كما حصل طيلة الفترة الماضية.
من هنا، فان الشخصيات التي عُينت في مواقع متقدمة وحيوية، سيكون عليها بالدرجة الاولى إعادة الاعتبار الى المؤسسة القضائية، وتنقيتها من الشوائب، والنأي بها عن التدخلات السياسية، حتى لو كان السياسيون هم الذين نسجوا خيوط التعيينات، لاسيما وان اللبنانيين يأملون في ان يشكل القضاء رافعة أساسية لبناء دولة القانون ومكافحة الفساد.
وأبلغت مصادر واسعة الاطلاع «السفير» ان الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي أديا دورا رئيسيا في إنضاج التسوية القضائية، وإيجاد مساحة مشتركة بين الرئيس ميشال سليمان والعماد ميشال عون، بما أتاح الوصول
الى صيغة، هي اقرب الى قاعدة لا غالب ولا مغلوب. واشارت المصادر الى ان أهمية التعيينات المعلنة تكمن في انها نجحت في جمع الضدين، بحيث أرضت «التيار الوطني الحر» الذي يعتبرها إنجازا له، وأراحت رئيس الجمهورية، الذي لولا موافقته عليها ما كانت لتشق طريقها الى جدول الاعمال.
ميقاتي: الكفاءة والتوافق
وقال الرئيس نجيب ميقاتي لـ«السفير» ان التعيينات التي صدرت تجمع بين عنصري الكفاءة والتوافق السياسي، لافتا الانتباه الى انها ترضي الجميع، والأهم انها ترضي المؤسسة القضائية، واضاف: يمكن القول ان الإدارة والقضاء هما في طليعة الرابحين من التعيينات التي صدرت.
وأوضح ان اختيار القاضي حاتم ماضي استند الى الاقدمية، احتراما للاصول، حتى لو كانت مدة خدمته في موقع مدعي عام التمييز لن تتجاوز بضعة اشهر، بسبب قرب موعد تقاعده.
واشار الى ان ورشة التعيينات «ماشية»، «ونحن نعمل تباعا على إنجاز التشكيلات الدبلوماسية واختيار المحافظين وأعضاء هيئة إدارة البترول ومعالجة ملف أساتذة الجامعة اللبنانية»، مشددا على انه «ثبت بالتجربة ان هذه الحكومة منتجة خلافا لما يروجه خصومها».
قرطباوي مرتاح
أما وزير العدل شكيب قرطباوي، فأبلغ «السفير» انه تم إقرار التعيينات التي اقترحها، وكان يفتش عنها، على قاعدة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، مشيرا الى ان «هذه الخطوة مهمة وضرورية، ونأمل في ان تنعكس إيجابا على الجسم القضائي». وإذ أكد انه ضد زج السياسة في التعيينات، لفت الانتباه الى ان الذين جرى تعيينهم يحملون صبغة قضائية وليست سياسية.
باسيل: الحكومة كالنبيذ
وفي حين أكد وزير الطاقة والمياه جبران باسيل لـ«السفير» ان التعيينات ممتازة، وتعكس التنسيق المثمر القائم في هذه المرحلة مع رئيس الجمهورية، قال: يبدو ان هذه الحكومة كالنبيذ، كلما عتقت تطيب أكثر فأكثر.
الصرخة النقابية
الى ذلك، تظاهر أمس آلاف الأساتذة والمعلمين والموظفين بدعوة من «هيئة التنسيق النقابية»، من أمام مبنى وزارة التربية والتعليم العالي- الاونيسكو في اتجاه السرايا الحكومية، للمطالبة بإحالة مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب من مجلس الوزراء إلى المجلس النيابي، من دون تقسيط مع تعديل الدرجات وإنصاف المتقاعدين والمتعاقدين والأجراء، وللرد على «الهيئات الاقتصادية» و«المؤسسات التربوية» الرافضة لإحالة السلسلة.
وترافقت التظاهرة التي كانت حاشدة وجيدة التنظيم، مع إضراب شامل في الإدارات الرسمية والقطاع التربوي، خرقته «المدارس الكاثوليكية» وبعض المدارس الخاصة الأخرى.
ولكن ميقاتي قال لـ«السفير» ان تظاهرة هيئة التنسيق النقابية غير مبررة، لافتا الانتباه الى ان «السلسلة أُقرت، وما نفعله اننا نفتش عن مصادر تمويل لتغطيتها من دون ان يترك ذلك تداعيات، على الصعيدين المالي والاقتصادي». واضاف: نحن كحكومة نرى الامور من فوق، ومسؤوليتنا تفرض علينا الإحاطة بكل الجوانب والتفاصيل.
وتساءل عن «سبب تشنج «هيئة التنسيق» ما دام ان مبدأ تطبيق السلسلة بدءا من 1/7/2012 قد أُقر، ولن يتأثر بأي تأخير». وأوضح ان وزير المال محمد الصفدي سيرفع تصورا الى مجلس الوزراء حول كيفية تأمين مصادر التمويل للسلسلة، «وسنناقشه في الجلسة المخصصة للامور المالية التي ستعقد الاربعاء المقبل، على ان تسبقها الثلاثاء جلسة عا