كانت التطورات الامنية التي شهدتها الساحة اللبنانية يوم امس محمل اهتمام الصحف اللبنانية والعربية الصادرة في بيروت ووصفت العديد من الصحف خطوة فريق 14 آذار بمحاولة اقتحام بانها انتحار سياسي
كانت التطورات الامنية التي شهدتها الساحة اللبنانية يوم امس محل اهتمام الصحف اللبنانية والعربية الصادرة في بيروت ووصفت العديد من هذه الصحف خطوة فريق 14 آذار بمحاولة اقتحام بانها انتحار سياسي ومحاولة لاستغلال دم الشهيد اللواء وسام الحسن من اجل تحقيق مكاسب سياسية تعيد هذا الفريق الحكومة.
السفير: وسام الحسن شهيداً: المعارضة «تنتحر» عند باب السرايا!
بالتأكيد، كان اللواء الشهيد وسام الحسن يستحق وداعاً أفضل، يليق بكفاءاته المشهودة وإنجازاته المدوية. وربما كان من الأجدى الاكتفاء بالاحتفال الرصين في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بدل ارتكاب كل هذا الكم من الأخطاء والمحرمات في يوم واحد.. باسم الشهيد.
ما حصل خلال تشييع الحسن في وسط بيروت، ليس سوى وصفة مثالية للانتحار السياسي. لم يكن جثمان الشهيد قد وُوري بعد في الثرى، حين ارتكب بعض الذين ساروا في جنازته من «تيار المستقبل» وفريق «14آذار» خطيئة موصوفة. والطريق الى الخطيئة كانت قصيرة جداً، لا تتعدى حدود المسافة الفاصلة بين مسجد محمد الأمين والسرايا الحكومية التي حوصرت من قبل أنصار «المستقبل» و«الكتائب» و«القوات» و«الاحرار».
ولئن كانت الهجمة على السرايا، التي بناها الرئيس رفيق الحريري، قد تمت تحت شعار نصرة الحسن، فإن ما تأتى عنها عملياً هو ان قضيته قد طُمست لبعض الوقت، فيما دمه ما زال على الارض، وكأنه اغتيل مرتين.
وإذا كان الحسن قد فعل الكثير، الى حد التضحية بنفسه، من أجل ضمان الاستقرار في البلد، فإن الخطاب التحريضي والسلوك الانفعالي خلال اليومين الماضيين، واللذين بلغا ذروتهما أمس، يهددان هذا الاستقرار في الصميم، علماً أن الفوضى تجاوزت حدود وسط بيروت وتمددت في مختلف الاتجاهات، عبر قطع الطرق وانتشار المظاهر المسلحة وإطلاق النار والاعتداء على المارة في العديد من المناطق، فضلاً عن سقوط ضحايا مدنيين قتلى وجرحى.
بخفة شديدة، لا تليق بشخصية اللواء الحسن ومرافقه ولا بشهادتهما، تعاطى البعض مع لحظة تشييعهما. بدت اللحظة، متفلتة من الضوابط، وتفتقر الى الإدارة السياسية القادرة على ضبط الإيقاع. كانت الفوضى والانفعالات وقلة التنظيم هي السمة الغالبة، في ظل غياب القائد (سعد الحريري) وانفلاش «الرؤوس الحامية»، ولا مركزية القرار، حتى بات الأمر بتنفيذ الهجوم على السرايا يصدر عن بعض خطباء المنابر، من دون ان يتصدى لهم، في حينه، من تنصل منهم لاحقاً. أضف الى ذلك مبادرة النائب معين المرعبي الى فتح اعتصام، على حسابه، امام منزل الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس «ضد.. السلاح»!
والخلل ظهر أيضاً في خطاب التأبين والتشييع الذي ألقاه الرئيس فؤاد السنيورة في مسجد الأمين. قالها السنيورة بصراحة: لا حديث قبل إسقاط الحكومة. بدا رئيس الحكومة الأسبق وكأنه يقطع الطريق على مشاورات رئيس الجمهورية (التي انطلقت مع الرئيس أمين الجميل)، ويحصر نفسه وفريقه في زاوية ضيقة، علماً أن أوساطاً قيادية في فريق «8 آذار» أبلغت «السفير» أن أي بديل عن الحكومة يجب أن يتم التوافق حوله، وهذا يحتاج الى حوار وليس الى مقاطعة، مؤكدة أنها ترفض التفريط بالحكومة الحالية قبل أن يجري التوصل الى تفاهم مسبق على تفاصيل الصيغة البديلة، ومحذرة من أن أي دعسة ناقصة في هذا التوقيت سترمي لبنان في هوة الفراغ.
والأسوأ، بل الأخطر في كل ما جرى، هو أن ضعفاً حاداً في «القراءة السياسية» تحكم بطريقة إدارة اليوم التالي لاغتــيال الحسن. لقد أراد فريق «14 آذار» أن يسجل انتصاراً تكتيكياً في الشارع، فخسر استراتيجياً في السياسة. اندفع زيادة عن اللزوم الى الأمام، فعاد خطوات الى الوراء. استعجل إسقاط الحكومة فوراً، فوجد نفسه يساهم في تعويمها. افترض أن بعض الصراخ والخيم والحجارة والعصي يمكن أن يختصر مدة إقامة الرئيس ميـــقاتي في السرايا، فإذا بالرجل يتلقى دعماً دولياً غير مسبوق قدمته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانــيا والأمم المتحــدة والاتحــاد الأوروبي وتركيا.
وفي حين بدا ميقاتي محبطاً ورازحاً تحت وطأة صدمة الانفجار وردود الفعل، بعد جلسة مجلس الوزراء، أمس الاول، شعر من تسنى له لقاءه، أمس، بأن معنوياته عادت الى الارتفاع، وهو يستعد لتأدية مناسك الحج يوم الثلاثاء المقبل في المملكة العربية السعودية، من دون استبعاد احتمال أن يعود الى المداومة في السرايا.
وأغلب الظن، أن ميقاتي لم يكن يعتقد أن تشييع الحسن سيتحول بهذه السرعة الى «تشييع سياسي» لمصداقية خصومه الذين لطالما قدموا أنفسهم على أنهم «حماة السرايا»، لا سيما عندما حوصرت من قبل فريق «8 آذار» في السابق، فإذا بهم ينتجون اليوم المناخ الداعي لاقتحامها.. قبل أن يسارعوا لاحقاً الى استدراك ما زرعته أياديهم.
الاخبار: 14 آذار : دم الحسن للعودة الى الحكومة
أصر الرئيس سعد الحريري أن يكون تشييع جثماني اللواء وسام الحسن والمؤهل أول احمد صهيوني، ذا طابع سياسي، يحمل صبغة «ثورة الأرز». لكن الأمر لم يقتصر على هذا الأمر. فأنصار تيار المستقبل وحلفاؤه الجدد من الإسلاميين خرجوا بأسلحتهم وانتشروا في الشوارع في الشمال وبيروت وخط الساحل الجنوبي. أقاموا حواجز «على الهوية»، وافتعلوا اشتباكات في معظم نقاط الاحتكاك المذهبي. وبعدما باءت محاولة اقتحام السرايا الحكومية بالفشل، نتيجة الخطوط الحمراء التي رسمها الغرب ومفتي الجمهورية ومفتي الشمال، خرج مقاتلون مناصرون لتيار المستقبل من منطقة الطريق الجديدة، واشتبكوا مع الجيش اللبناني، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في منطقة الكولا، بعيد منتصف الليل، قبل ان يتدخل الجيش بقوة لمحاولة ضبطها. بدا القرار المستقبلي أمس شبيهاً بيوم الغضب الشهير: ما أريده أو الفوضى.
المستقبل : الحريري يبلّغ كلينتون وفابيوس وبان كي مون بمقاطعة الحكومة حتى رحيلها 14 آذار توّدع الحسن.. والتنازلات
تلا مراسم تشييع الشهيدين اللواء الحسن ومرافقه في جامع محمد الأمين، الى جوار ضريح الرئيس الشهيد الحريري ورفاقه، توجه عدد من المشاركين نحو مبنى السرايا الحكومية في رد فعل عفوي على جريمة الأشرفية المروّعة. وأكدت مصادر في "تيار المستقبل" ان الزميل نديم قطيش ليس عضواً في التيار ولا في أي من مؤسساته وإنما هو ناشط سياسي في المجتمع المدني عدا عن كونه مذيعاً في محطة أخبار المستقبل التي تضم مذيعين من مشارب سياسية متعددة. ودعوته الى التوجه نحو السرايا كانت عفوية، وما كان ليحصل ما حصل من إحتكاك لو لم تُطلق قنابل دخانية جعلت بعض المتظاهرين ينفعلون وهو ما دفع الرئيس الحريري الى دعوة الجميع للانسحاب من الشارع تداركاً لأي تصعيد أو شغب. وقال في مداخلة تلفزيونية له "أطلب من جميع المناصرين أن يفكوا أي اعتصام أو أي حركة في الشارع فوراً وأن يعودوا الى منازلهم، نحن لسنا مع العنف بل مع الأساليب السلمية".
وأفيد مساء من طرابلس أن عضو "كتلة المستقبل" النائب معين المرعبي تمكن مع بعض الشبّان من اختراق الطوق الأمني الذي فرضته القوى الأمنية في محيط منزل الرئيس ميقاتي في شارع المعرض ونصبوا خيم اعتصام في وسط الطريق.
وقال المرعبي "لن نقبل بعد اليوم بحكومة تضم مجرمين بأن تحكم البلد، فأمامهم مهلة حتى الغد (اليوم) وإلا سنذهب الى العصيان المدني في حال لم تستقل الحكومة".
الحياة: وداع شعبي للحسن والسنيورة يطالب ميقاتي بالرحيل
طغى الغضب الشعبي على وداع رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن ورفيقه المؤهل الأول أحمد صهيوني الى مثواهما الأخير الى جانب ضريح رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في ساحة الشهداء، في وسط بيروت. وتجددت دعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الاستقالة فوراً، في كلمة رئيس كتلة «المستقبل» رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، فيما اعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في كلمة ألقاها في تأبينهما في المقر العام لقيادة قوى الأمن، «أن جريمة اغتيال اللواء الحسن موجهة الى الدولة اللبنانية ومقصود بها اغتيالها... وأن هذه الشهادة تدعونا الى التكاتف والتعاون على مستوى الشعب اللبناني ومؤسسات الدولة السياسية والقضائية والأمنية».
إلا أن الغضب انفلت من عقاله عند مجموعات من الشبان بدعوة من الإعلامي نديم قطيش بالتوجه الى السرايا الحكومية لإسقاط الحكومة، بعد أن أنهى السنيورة كلمته في التأبين الشعبي والسياسي الحاشد الذي أقيم للواء الحسن ورفيقه وشارك فيه عشرات الألوف.
وأدى تدفق هذه المجموعات في اتجاه مقر رئاسة الحكومة الى صدام بينها وبين القوى الأمنية المولجة حراسته، عندما أصرت على تخطي الأسلاك الشائكة والعوائق التي وضعت حوله، فأطلقت قوى الأمن قنابل مسيلة للدموع لمنعهم من التقدم.
وعندما كررت المجموعات المحاولة ثانية ورشق أفراد القوى الأمنية بالحجارة والعصي والزجاجات الفارغة جددت هذه القوى إطلاق القنابل المسيلة عليهم وأطلق بعض عناصرها النار في الهواء لردعهم وتفريقهم. وسقط عدد من الجرحى في صفوف الشبان والقوى الأمنية.