عكست الصحف اللبنانية الصادرة اليوم موقف وزارة الخارجية الاميركية من الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان حيث ايدت واشنطن ضمنا تغيير الحكومة محذرة في الوقت نفسه من الفراغ
عكست الصحف اللبنانية الصادرة اليوم موقف وزارة الخارجية الاميركية من الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان حيث ايدت واشنطن ضمنا تغيير الحكومة محذرة في الوقت نفسه من الفراغ.. وتناولت الصحف من جهة ثانية مهمة الابراهيمي في سورية.
السفير
صحيفة السفير ابرزت الاوضاع اللبنانية وتصرفات 14 اذار وموقف الخارجية الاميركية من التطورات اللبنانية..
واشنطن تؤيّد تغييراً وزارياً وتحذر من الفراغ .. والاتحاد الأوروبي يدعم الحكومة
المعارضة إلى «الانتحار السياسي»: مقاطعة .. لمصالح الناس
بعد «الانتحار الميداني» على مدخل السرايا الحكومية، إثر الفشل في اقتحامها، قررت المعارضة كما يبدو «الانتحار السياسي» من خلال مقاطعة أي نشاط نيابي او سياسي تشارك فيه الحكومة، الى جانب رفض العودة الى طاولة الحوار الوطني قبل استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وفق ما أبلغه الرئيس فؤاد السنيورة لرئيس الجمهورية أمس، وكأن «الخطيئة الأصلية» التي ارتُكبت خلال تشييع اللواء الشهيد وسام الحسن ما زالت «تتناسل» وتجر الخطيئة تلو الأخرى.
وإذا كانت قوى «14 آذار» تفترض أنها تمارس، من خلال هذه المقاطعة المزدوجة، الضغط على الحكومة لدفعها الى الاستقالة، فإن رد ميقاتي تمثل في استئناف نشاطه في السرايا، حيث وقع على مرسوم إحالة جريمة اغتيال اللواء الحسن الى المجلس العدلي، والتقى مفوضة الشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون، قبل ان يغادر الى السعودية لأداء فريضة الحج، فيما دعا الرئيس نبيه بري مجلس الوزراء الى معاودة اجتماعاته للاهتمام بشؤون الناس.
والخطورة في موقف المعارضة، أن شظاياه تصيب عملياً الدولة، وبالتالي مصالح المواطنين، أكثر مما تصيب الحكومة بحد ذاتها، ذلك أن سلسلة الرتب والرواتب وقانون الانتخاب، وغيرهما من المشاريع، ستكون هي المتضررة بشكل أساسي من مقاطعة أي نشاط تشريعي أو سياسي تشارك فيه الحكومة، علماً أن جلسة اللجان النيابية المشتركة أمس (لمتابعة البحث في قانون الانتخاب) كانت الضحية الأولى لقرار «14 آذار»، حيث أدى فقدان النصاب الى تعطيلها.
وفيما قرر فريق «14 آذار» تصعيد حملته على الحكومة، كانت الأخيرة تتلقى جرعة دعم إضافية من الاتحاد الأوروبي عبر آشتون التي أبلغت المسؤولين ضرورة استمرار عمل المؤسسات، وحذرت من مخاطر الفراغ، امتداداً للرسالة التي عكسها حضور «مجلس الامن الدولي» في قصر بعبدا، أمس الاول، عبر سفراء الدول الخمس الكبرى.
واشنطن: مع وضد!
على خط موازٍ، وفي موقف لافت للانتباه، اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها، أن «الولايات المتحدة تؤمن أنه حان الوقت ليختار الشعب اللبناني حكومة تحميه من مخاطر امتداد الحرب الأهلية في سوريا، كما حصل يوم الجمعة الماضي»، محذّرةً من مخاطر الدخول في أزمة فراغ سياسي تؤدي إلى إضعافه.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن «الوضع المتوتر في سوريا، يهدد الأمن في لبنان أكثر من أي وقت مضى». وأشارت الى أن السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيلي، «تقوم بلقاءات مع الساسة اللبنانيين، لمعرفة ما إذا كان الرئيس سليمان سيرمم الحكومة الحالية، التي يسيطر عليها حزب الله».
وأضافت نولاند: نحن أردنا أن نوضح دعمنا المطلق للرئيس سليمان، والزعماء اللبنانيين المسؤولين، في بناء حكومة فعّالة واتخاذ القرارات المناسبة للخروج من مغبة التفجير الإرهابي.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة لن تطلق أحكاماً مسبقة على نتيجة تشكيل حكومة جديدة، لكنها قلقة جدّاً من تصاعد التوتر على الساحة السياسية اللبنانية منذ لحظة التفجير، وحثت اللبنانيين على اتخاذ خطوات جدية لتهدئة الأوضاع، مؤكدةً أن هذا الأمر هو شأن لبناني فقط.
تحرّك الجيش
في هذه الأثناء، واصل الجيش اللبناني إجراءاته لتثبيت الاستقرار في مناطق العاصمة التي كانت قد شهدت توتراً، كما استكملت الوحدات العسكرية ليل أمس انتشارها على محاور المواجهات كافة في طرابلس. وكان لافتاً للانتباه ما ورد في بيان قيادة الجيش حول توقيف الوحدات العسكرية، خلال
المداهمات، نحو 100 شخص بينهم 34 شخصاً من التابعية السورية و4 أشخاص من التابعية الفلسطينية، ضُبطت في حوزتهم كمية من الأسلحة الحربية والذخائر والأعتدة العسكرية، وقد أصيب جراء إطلاق النار من المسلحين، 15 عنصراً من الجيش بجروح مختلفة بينهم ضابطان.
وعلمت «السفير» أن قائد الجيش العماد جان قهوجي كان يتابع تنفيذ الخطة الأمنية وتفاصيل ما يجري على الأرض، من خلال غرفة العمليات في وزارة الدفاع، وهو كان قد طلب، في بداية الأحداث، من الوحدات العسكرية معالجة الأوضاع الشاذة والمظاهر المسلحة، بأعلى قدر ممكن من الحكمة وضبط النفس، تجنباً لإراقة الدماء، وتحسباً لاحتمال أن يكون هناك من يريد استدراج الجيش الى مواجهة دموية في الشارع، بغية توظيفها لاحقاً في السياسة ضد المؤسسة العسكرية.
وفي المعلومات، إن قهوجي أعطى أوامره بالتعامل الحازم والحاسم مع أي مسلح او مشاغب، عندما بلغه ان مجموعات تنصب حواجز على طريق الجنوب وتعمد الى التدقيق في هويات العابرين، إضافة الى إطلاق النار على الشياح بما تحمله هذه المنطقة من دلالة، الامر الذي شكل بالنسبة الى قيادة الجيش تجاوزاً لكل الخطوط الحمر، فكان القرار بإنهاء «فترة السماح» التي أعطيت من أجل تنفيس الاحتقان والغضب بعد اغتيال اللواء الحسن، بعدما تبين أن هناك من يريد أن يستغل هذه الحالة لتحقيق مآرب خاصة.
ووفق المعطيات المتوافرة، فإن «حزب الله» و«حركة أمل» بذلا جهوداً فوق العادة لمنع أي رد فعل على الاعتداءات التي كانت تحصل على طريق الجنوب وضد الشياح، علماً ان قيادة الجيش تبلغت من جهات معنية أن الاحتقان المضاد بلغ ذروته في الشارع الآخر، وانه قد يخرج عن السيطرة في حال استمرت الاستفزازات.
حصيلة 4 أيام دمشقية محبطة للإبراهيمي
أربعة أيام دمشقية للمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي من دون التقدم خطوة واحدة، ولو رمزية من قبيل هدنة العيد، نحو تبلور خطة يمكن للإبراهيمي أن يدافع عنها في جولاته المستمرة منذ أسابيع أو أن يطرحها على لقاءاته الدولية والعربية.
ويقول مصدر ديبلوماسي إن المبعوث الأممي العربي إلى سوريا أخفق في الحصول على أي تعهد من الرئيس السوري بشار الأسد بفرض أي وقف إطلاق للنار، ولو جزئي، كما اخفق في انتزاع أي تنازل من المعارضة السورية المسلحة، رغم ما يقوم به مدير مكتبه في دمشق مختار لماني، من اتصالات مباشرة وأحياناً عبر «سكايب» لإقناع قادة الكتائب المسلحة الالتحاق بوقف إطلاق النار طيلة أيام الأضحى.
ويرفض السوريون تكرار تجربة وقف إطلاق النار كما خبروه مع بعثة المراقبين العرب والأمميين، بإشراف الجنرال روبرت مود، والذي لم يؤد بنظرهم إلا إلى منح المعارضة المسلحة ما تحتاجه من وقت لتعزيز مواقعها وإمداداتها على جميع الجبهات. ولم يتحقق هدف الإبراهيمي الأولي بوضع يد على دفة الأزمة من غير المتنازعين للمشاركة على الأقل بإدارة الأزمة عبر خطوة الهدنة العملية، تمهّد لوقف إطلاق النار، وتفتح نافذة لبناء عملية سياسية بين المتقاتلين.
ويعبر إيلاء الإبراهيمي في النهاية، أمر الهدنة إلى أمزجة المتقاتلين وحدهم وكرمهم وليحترمها من شاء منهم، عن إحباطه ويأسه.
واعلن مصدر ديبلوماسي ان الإبراهيمي محبط بعد زيارته الدمشقية، ولا يملك ما يكفي لإعلان خطة تحمل اسمه، لكنه لا يزال قادراً على إحياء خطة سلفه كوفي انان.
ويقول ديبلوماسي إن الإبراهيمي لا يملك خيارات أخرى سوى العودة إلى خطة انان والتمسك باتفاقية جنيف، باعتبارهما لحظة الإجماع الدولي والتقاطع الوحيد بين الولايات المتحدة وروسيا على حلّ ما في سوريا، رغم ما حل لاحقاً من تباعد في تفسير جنيف: باعتباره إقراراً روسياً بأن الحل يبدأ برحيل الأسد، فيعهد بسوريا إلى هيئة حكومية تنفيذية واسعة الصلاحيات ليس منها بشار الأسد، كما قرأه الغربيون، فيما قرأ الروس في الاتفاق إيلاء أمر الأسد إلى عملية سياسية ومفاوضات تقرر مستقبله ودوره.
ويوضح ديبلوماسي في قراءة سريعة أن الإستراتيجية الحقيقية للإبراهيمي في سوريا قد تكون هي نفسها التي اعتمدها في مقاربة الأزمة اللبنانية، قبل أن يذهب اللبنانيون إلى الطائف، وقد يكون بانتظار أن يتعب المتقاتلون ويقتنعوا أن الخيار الأمني ليس الأنجع، كما أن انتصار المعارضة ليس في فوهة البنادق.
ويبدو خيار إرسال قوات فصل إلى سوريا احد الخيارات المطروحة على الأمم المتحدة، بالرغم من أن الخطة الإبراهيمية لم تتبلور بعد. وكان مسؤول قوات حفظ السلام الأممية هيرفيه لادسو قال، أمس الأول، إن المنظمة الدولية تعد خططاً لقوة حفظ السلام في حال توقف النار بشكل دائم في هذا البلد شرط أن يوافق مجلس الأمن على ذلك.
وكان وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس قد قال لـ«السفير» إن «الإبراهيمي قدم اقتراحاً اسماه هدنة، لكنه يقول إنها مبادرة فردية. لكن الآليات التي يعمل عليها لا مكان لقوة فصل ترسل إلى سوريا».
الأخبار
صحيفة الأخبار بدورها تناولت الموقف الاميركي معتبرة انه موقف لقي ارتياحا لدى 14 اذار. واشارت الى الحركة الدبلوماسية الاميركية والاوروبية التي تكثّفت أمس في اتجاه قيادات 14 آذار.
واشنطن لا تريد «فراغاً» ومع تشكيل حكومة جديدة
دعت الخارجية الاميركية أمس الى تشكيل حكومة جديدة في لبنان، مؤكدة أنها لا تريد حصول «فراغ سياسي». وفيما انسحب «خليط» المسلحين من الشوارع وعاد رئيس الحكومة إلى السرايا، تابعت قوى 14 آذار حربها على الدولة بمقاطعة المجلس النيابي وعلّقت كتلة المستقبل مشاركتها في هيئة الحوار .
بدا أمس أن واشنطن أرادت «استلحاق» فريق 14 آذار بعد «الدعسة الناقصة» التي أقدم عليها الأحد الماضي بالهجوم على السرايا الحكومية. فقد دعت الخارجية الأميركية الى تشكيل حكومة جديدة في لبنان. وأعلنت الناطقة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند ان بلادها «تدعم الجهود التي يقوم بها الرئيس ميشال سليمان وقادة اخرون لتشكيل حكومة فعالة ولاتخاذ اجراءات ضرورية» بعد اغتيال اللواء وسام الحسن. وأوضحت ان سليمان «بدأ محادثات مع جميع الاحزاب لتشكيل حكومة جديدة ونحن ندعم هذه العملية»، مشدّدة على ان واشنطن لا تريد حصول «فراغ سياسي».
وجاءت هذه التصريحات التي لقيت ارتياحاً في أوساط 14 آذار، غداة تأكيد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان دعمهم للاستقرار واستمرار العمل الحكومي، وذلك اثر لقائهم رئيس الجمهورية أول من أمس. كما جاءت اثر انتهاء زيارة الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي كاترين اشتون لبيروت حيث التقت امس الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وقائد الجيش العماد جان قهوجي. ورحبت اشتون بـ«الجهود المبذولة للمحافظة على الاستقرار من خلال الحوار الوطني»، مشجعة «جميع القادة السياسيين على العمل في اتجاه حلول بناءة للتحديات الرئيسية التي يواجهها لبنان».
وكانت الحركة الدبلوماسية الاميركية والاوروبية تكثّفت أمس في اتجاه قيادات 14 آذار في محاولة لاستكشاف خريطة الطريق التي تعدها هذه القوى في اطار دعوتها إلى اسقاط الحكومة. وقالت مصادر القوى المذكورة لـ«الأخبار» ان هذه الحركة سعت أيضاً «الى توضيح صورة مواقف حكومات الدول المعنية ازاء الكلام على دعم بقاء حكومة ميقاتي وربطها باستقرار الوضع في لبنان». وبحسب المصادر نفسها، فان الكلام الدبلوماسي، الذي وُضع النائب وليد جنبلاط في أجوائه، تركز على سلسلة نقاط:
اولا، ان هذه الدول لم تربط الاستقرار ببقاء الحكومة، وهي مستعدة للمساعدة في تشكيل حكومة جديدة اذا كانت جامعة وانقاذية، وترفض تالياً اية حكومة جديدة من طرف واحد.
ثانيا، إن ما يهم هذه الدول هو الاستقرار لأنها خائفة من الفوضى وتوسع الاحداث الأمنية الى حد يصبح لبنان وسوريا معه ساحة مفتوحة على الاحتمالات كافة.
ثالثا، ابدى دبلوماسيو هذه الدول استياءهم مما حصل في ساحة رياض الصلح، وشددوا على ان ما يهمهم هو منع الفوضى في الشارع او تسليمه الى فئات اصولية. وهم سمعوا تأكيدات بأن قوى 14 آذار لم تكن مسؤولة عن هذه الفوضى ولم تكن تخطط لاقتحام السرايا.
رابعا، حاول الدبلوماسيون استطلاع مواقف قيادات 14 آذار وخريطة الطريق التي سيعتمدونها من اجل تغيير الحكومة. وقد شدد هؤلاء، بحسب مصادر 14 آذار دائماً، على توضيح ان سفراء الدول الكبرى كانوا يعدّون منذ اسبوعين لزيارة سليمان، الا ان عملية الاغتيال سرعت بعقد اللقاء. وكان الهدف منه حث لبنان على استمرار النأي بالنفس عن احداث سوريا. واكدوا حدوث خطأ في البيان الذي صدر في قصر بعبدا باستخدام كلمة «حكومة» بدلا من «ادارة». إذ أن هذه الدول لا تريد في اي شكل ان يقال انها معنية بتغيير الحكومة او ببقائها او دعمها ربطا بالاستقرار. وشدد هؤلاء على ان دولهم لن تضغط على ميقاتي لا للبقاء ولا للاستقالة، لكنها ستتابع اتصالاتها من اجل استكشاف الوضع اكثر مع كافة المعنيين، وخلق اجواء مؤاتية تسمح بتأليف حكومة جديدة في حال اتفاق الاطراف المعنيين عليها.
النهار
الخارجية الأميركية تدعم قيام حكومة جديدة
جنبلاط لـ"النهار": جاهز إذا توافرت الشروط
يرتفع منسوب التحذير الدولي من مغبة نقل الازمة السورية الى لبنان، مع تحذير اضافي من وقوع لبنان في فراغ حكومي وهو ما اكدته جهات اوروبية عدة.
لكن ما استرعى الانتباه مساء أمس هو الموقف الاميركي الداعي الى دعم "العملية الجارية لقيام حكومة جديدة تستجيب لمتطلبات الشعب اللبناني"، في ما يعكس تبدلا واضحا عما اشيع في الايام الاخيرة من دعم اميركي واوروبي لبقاء الحكومة الحالية برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي.
فقد صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند "ان الولايات المتحدة ليست في وارد الحكم سلفاً على حصيلة اي تحرك لقيام ائتلاف حكومي جديد لان هذا شأن لبناني واضح. وفيما نحن لا نريد حصول فراغ في السلطة السياسية، ندعم العملية الجارية حالياً لقيام حكومة جديدة تستجيب لمتطلبات الشعب اللبناني".
وقالت ان "تصدير عدم الاستقرار من سوريا يهدد أمن لبنان حاليا اكثر من اي وقت مضى، ويعود فعلاً الى الشعب اللبناني ان يختار الحكومة التي تواجه هذا التهديد. وفي هذا الصدد اكدنا بوضوح دعمنا الجهود التي يبذلها الرئيس ميشال سليمان والقادة الآخرون لقيام حكومة فعالة تتخذ الخطوات الضرورية المقبلة في مواجهة الهجوم الارهابي الذي حصل في 19 من الجاري"، في اشارة الى اغتيال اللواء وسام الحسن.
في المقابل، دعت وزارة الخارجية الروسية "القوى السياسية والطوائف في لبنان الى ضبط النفس وعدم السماح بانتشار الفوضى في البلاد، والتكاتف في وجه خطر زعزعة دعائم الدولة".
وكانت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين اشتون التي زارت لبنان بضع ساعات أمس ابلغت الرؤساء الثلاثة "دعم الاتحاد لسيادة لبنان واستقلاله واستمرار عمل مؤسساته وتجنب حصول اي فراغ فيه".
واذ رحبت بالجهود المبذولة "للمحافظة على الاستقرار من خلال الحوار الوطني"، دعت "القادة السياسيين للعمل في اتجاه حلول للتحديات الرئيسية التي يواجهها لبنان اليوم".
الحوار؟
أما في الداخل، فمع بدء قوى 14 آذار مقاطعة عمل الحكومة واللجان النيابية المتعلقة بها، بدءاً من أمس بتعطيل جلسة اللجان النيابية المشتركة التي كانت مقررة لمتابعة درس مشروع قانون الانتخابات واستمرار الاعتصام السلمي في بيروت وطرابلس، كثف رئيس الجمهورية اتصالاته، فالتقى الرئيس فؤاد السنيورة، والوزير علي حسن خليل موفداً من الرئيس نبيه بري. وعلمت "النهار" ان سليمان سيلتقي اليوم رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، على ان يلتقي العماد ميشال عون في الايام القريبة.
وقالت أوساط رئيس الجمهورية لـ"النهار" ان البحث مع الرئيس السنيورة تناول تقريب موعد انعقاد هيئة الحوار الوطني، لكن الآراء لم تكن متفقة، اذ ابلغه السنيورة انه سيتشاور مع الحلفاء في 14 آذار قبل ان يتخذ موقفاً رسمياً من الموضوع.
وأوضحت الاوساط ان اشتون نقلت الى الرئيس سليمان دعما اوروبيا مماثلا للدعم الدولي الذي تبلغه سابقاً لسيادة لبنان واستقراره وامنه وتجنب حصول فراغ فيه. ولم يتطرق الحديث في اللقاء الى الوضع الحكومي على نحو مباشر.
وعلمت "النهار" ان الرئيس السنيورة ابلغ الرئيس سليمان قرار "تيار المستقبل" عدم المشاركة في اعمال هيئة الحوار او نشاطات مجلس النواب في كل ما يتصل بالحكومة، واحتفاظ هذا التيار بحقه في استخدام كل الوسائل الديموقراطية لاسقاطها، مشددا على ان البديل هو قيام حكومة حيادية.
وعلمت "النهار" ان السنيورة في صدد لقاء السفراء الأوروبيين والعرب لشرح موقف المعارضة.
وقد اجتمع ليل أول من أمس طويلا مع الوزير غازي العريضي في اطار التواصل المستمر مع النائب وليد جنبلاط، وأبلغه استمرار التحرك السياسي بالتوازي مع استمرار الاعتصام في ساحة رياض الصلح وفي الساحة المقابلة لمنزل الرئيس ميقاتي في طرابلس من دون قطع طرق.
وقال نائب بيروت نهاد المشنوق لـ"النهار" ان "الأمور ذاهبة في الايام المقبلة الى موقف ثابت ومتماسك ومستمر في مقاومة سلمية ديموقراطية تحت سقف القانون. وتتمثل في اعتصامات متصاعدة ومتنوعة ومفتوحة. وهناك مناقشات تدور بين قوى 14 آذار لاصدار موقف موحد لا يتحمل أي اجتهاد او تفسير".
أما منسق الامانة العامة لـ14 آذار فارس سعيد فتحدث عن "تبدل ملحوظ في موقف المجتمع الدولي. فبعدما أوحى بيان سفراء الدول الكبرى من بعبدا بدعم دولي لحكومة ميقاتي، تحول الدعم للاستقرار وليس للحكومة. بمعنى أن المجتمع الدولي لن يكون عائقا أمام أي بديل يؤمن الاستقرار".
وأشار الى اتصالات ديبلوماسية واسعة أجرتها قوى 14 آذار امس وستواصلها اليوم.
بري
في المقابل، نقل زوار رئيس المجلس نبيه بري عنه قوله امس "إن الطريق التي يسلكها أفرقاء المعارضة لن توصل الى مكان مطمئن. هذا أقل ما يقال في هذا الشأن. وقطع الحوار بين الافرقاء وصفة لا تنفع البلد. ان ما حصل على الطرق والشوارع منذ ايام في بيروت وعدد من المناطق يدعو، ويا للأسف، الى الاسى وأكثر، ومن دون تقليل شأن استشهاد اللواء وسام الحسن".
ويرى بري انه "كان على قوى 14 آذار ان تأخذ من محاسن 8 آذار، وتأخذ الاخيرة من محاسن 14 آذار. لكن المعارضة اخيرا أخذت كل مساوئ 8 آذار دفعة واحدة وزادت عليها".
وردا على مقاطعة المعارضة الحكومة قال: "في هذه الظروف على الحكومة ان تعمل أكثر وتتابع شؤون اللبنانيين وحياتهم اليومية المعيشية والاقتصادية، بغض النظر عن النهج الذي ستتبعه المعارضة الى حين عودتها الى التعاون".
جنبلاط
وصرح رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط لـ"النهار" مساء أمس: "رسالتي واضحة للجميع، وللبنانيين أولا، انني أرفض وقوع البلد في الفراغ".
وعن امكان قيام حكومة جديدة قال: "انا جاهز شخصيا اذا توافرت الشروط الملائمة لهذا الطرح وهو متروك للقوى السياسية اللبنانية".
وكان قريبون من جنبلاط (الذي سيطل مساء الخميس في برنامج "كلام الناس") نقلوا عنه ان "المطالبة بحكومة جديدة قبل تأمين الغطاء المحلي والاقليمي مغامرة تنطوي على الكثير من المخاطر. وان رفض الحوار قبل اسقاط الحكومة موقف يتطلب اعادة نظر ومراجعة في مضمونه ولا ينم عن حكمة سياسية".
المستقبل
واشنطن تغيّر موقفها من ميقاتي
ذهب رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لأداء مناسك الحج "مرتاح الضمير"، في ظل استمراره على رأس حكومة "وفرت التغطية لجريمة اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن" في الأشرفية، كما جاء في بيان كتلة "المستقبل" التي طالبت بقيام "حكومة حيادية انقاذية" وواصلت مع قوى "14 آذار" مسار تصعيد المواجهة السياسية، بقرار حازم أبلغه الرئيس فؤاد السنيورة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان بأن لا مشاركة في أي جلسة للحوار قبل استقالة الحكومة، وبالإعلان عن مقاطعة اية نشاطات أو جلسات حوارية أو اجتماعات نيابية أو سياسية تتصل بها، كما جرى أمس حيث طار نصاب جلسة اللجان المشتركة واللجنة الفرعية المولجة بحث قانون الانتخاب بسبب مقاطعة كل نواب 14 آذار.
وبخلاف محاولة ميقاتي إستثمار موقف سفراء الدول الكبرى على أنه "داعم لبقاء حكومته"، بدا واضحاً أن هناك قلقاً دولياً على الإستقرار، وليس تعويماً للحكومة التي أعاد حراك "14 آذار" لفت الإنتباه إلى مخاطر بقائها على الإستقرار، وقد جاء الموقف الأميركي الداعم لـ" مسيرة إنتاج حكومة جديدة تستجيب لحاجات الشعب اللبناني" ليضع النقاط على الحروف وليعكس تغييراً في الموقف الأميركي إزاء الرئيس نجيب ميقاتي وحكومته، بالتقاطع مع موقف الإتحاد الأوروبي، حيث أشارت محطة الـ"mtv"، مساءً، إلى أن المفوضة العليا للشؤون الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون أبلغت الرئيس سليمان حرفياً "أن الاتحاد الأوروبي لا يأبه لأي تغيير حكومي لكننا نخاف على الاستقرار من تداعيات الفراغ".
وأعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أمس إن "الولايات المتحدة لن تحكم مسبقاً على نتائج أي تحركات تهدف إلى قيام ائتلاف حكومي جديد. هذا بكل وضوح شأن لبناني. لكن في حين أننا لا نريد أن يكون هناك فراغ في السلطة السياسية الشرعية، ندعم هذه المسيرة التي يتم انتهاجها اليوم من أجل إنتاج حكومة جديدة تستجيب لحاجات الشعب اللبناني".
وكان سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان زاروا رئيس الجمهورية الاثنين الفائت وأعلنوا اثر اللقاء دعمهم للاستقرار واستمرار العمل الحكومي.
في المقابل، أكدت اشتون خلال جولتها على المسؤولين دعم الاتحاد الاوروبي لسيادة لبنان واستقلاله واستقراره واستمرار عمل مؤسساته وتجنب حصول اي فراغ. ونوهت بالمشاورات التي باشرها الرئيس سليمان مع اركان هيئة الحوار الوطني للبحث في الاوضاع. وابدت تخوف اوروبا على استقرار لبنان، معتبرة "ان البعض يسعى الى تحييد الانظار عن الوضع في المنطقة بافتعال مشكلات في لبنان".