ليس عيباًأن تهتم بنشاطات ترفيهية ولكن كل العيب أن تبذل الغالي في سبيلها في وقت تعاني أمتك من وهن على وهن وفي وقت إغفال العمل على القضايا المصيرية ليضاف الإحباط إلى تاريخ عربي كان ناصعاذات يوم
لم يعد مستغرباً أن يبتعد ملوك العالم العربي يوماً بعد يوم عن قضايا الأمة العربية والإسلامية، بل تراهم يسعون إلى إشغال الأجيال والشعوب بأمور، وإن كانت تعد من النشاطات المدنية، ألا أنهم يقدمون لها الدعم المالي الباهظ وتوفير كل الإمكانيات على جميع الصعد لتنفيذها، على سبيل المثال ما يحظى به "مهرجان الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمي للجواد العربي" من اهتمام شعبي وعالمي في المملكة العربية السعودية بالدرجة الأولى، في هذه الأيام، لتنسحب على بقية الدول العربية.
ففي خبر نشرته جريدة الحياة، في عددها الصادر صبيحة هذا اليوم، تحت عنوان بالبوند العريض "مهرجان الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمي للجواد العربي يظفر بـ «التايتل شو»". وقالت فيه إن هذا المهرجان قد "حقق انجازاً مميزاً قبل انطلاقة نسخته الأولى المقررة في كانون الثاني (يناير) المقبل بعد ان أعلنت منظمة (الإيكاهو) للخيل العربية الأصيلة تصنيف المهرجان في قائمة البطولات العالمية تايتل شو -(قمة العروض)- لمسابقات جمال الخيل العربية.
وقد ارتفعت قيمة المهرجان عند انضمام نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، إلى اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، والذي أعلن عن تغيير مسمى مهرجان الخالدية الدولي إلى مهرجان الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمي للجواد العربي، خلال رعايته للمهرجان في نسخته الماضية، ورفع جوائز المهرجان إلى ثلاثة ملايين ريال، وتغيير ساحة العرض لتكون أفضل ساحة عرض لمنافسات جمال الخيل العربية في العالم، وتخصيص كل المنطقة التي يقام بها سباق الخيل العربية بمقر المهرجان (ميدان الأمير سلطان)، والمكان المخصص سابقاً لمهرجان الخالدية بكل ما وجد فيها من أراض لتصبح الآن وقفاً للمهرجان.
ورأى رئيس منظمة الإيكاهو التشيخي يوسلاف لاسينا فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم مثل هذه البطولة انتصاراً كبيراً لمحبي الرياضة الأصيلة في المنطقة، معتبراً اسناد مهمة تنظيم بطولة «قمة العروض» العالمية لمهرجان الأمير سلطان بن عبدالعزيز هو إنصاف لقدرات المملكة في تنظيم أقوى المهرجانات العالميــة.
هذا الاهتمام الكبير بإقامة مهرجانات من هذا النوع رفع عدد ملاك الخيل في المملكة حتى وصل عدد المرابط في أقل من 10 سنوات إلى 1400 مربط بعد ان كان عددها لا يتجاوز الـ6 مرابط. ويشرف مركز الملك عبدالعزيز للجواد العربي على إدارة البطولات المحلية والدولية كافة التي تقام على ارض المملكة.
واللافت أن مجلس إدارة المهرجان الذي يترأسه الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، يضم إليه الأمراء: الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز، والأمير تركي بن خالد بن فيصل بن سعد، والامير محمد بن فيصل بن عبدالله، والامير فيصل بن خالد بن سلطان، والأمير خالد بن بندر بن سلطان، والأمير نايف بن سلطان بن عبدالعزيز، والأمير أحمد بن سلطان بن عبدالعزيز، والأمير فهد بن خالد بن سلطان، والأمير منصور بن سلطان بن عبدالعزيز.
هل ما زال يجدي أن نأمل يوماً بأن تعود النصاب إلى عقالها ؟!! وأن يعود العرب إلى قمة مجدهم الثقافي والعلمي .. بعيداً عن حياة البدو التي ما تزال بعض المجتمعات العربية غارقة في إحياء تقاليدها !!..