08-11-2024 01:32 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 25-10-2012: إعـلان هدنـة سـوريا اليـوم .. هـل يتوقـف الـدم؟!

الصحافة اليوم 25-10-2012: إعـلان هدنـة سـوريا اليـوم .. هـل يتوقـف الـدم؟!

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس عدّة عناوين كان أبرزها التطورات السياسية في لبنان وخصوصاً في موضوع المحاولة الاذارية الانقلابية الفاشلة ورفضها مجدداً للحوار




تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس عدّة عناوين كان أبرزها التطورات السياسية في لبنان وخصوصاً في موضوع المحاولة الاذارية الانقلابية الفاشلة ورفضها مجدداً للحوار الذي دعا اليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان ، كما تحدثت الصحف عن تطورات الازمة السورية ونجاح الابراهيمي في إقناع الحكومة السورية والمعارضات على الالتزام بهدنة عيد الاضحى بين يومي الجمعة والاحد.

السفير
صحيفة السفير تناولت الموضوع المحلي وتداعيات الانقلاب الاذاري الفاشل وأسبابه، كما تحدثت الصحيفة عن اخر تطورات الازمة السورية والاعلان المرتقب للهدنة اليوم من جانب الحكومة السورية والمعارضة المنقسمة على نفسها بشأن الموضموع.


المعارضة تتجاهل «الفيتو الدولي» .. وتُكمل «مسيرة الانتحار» لإسقاط الحكومة
مـاذا يجـري فـي صفـوف «14آذار»؟

وكتبت الصحيفة تقول "لا يمكن القول إن عوارض الإرباك والتخبط، التي ظهرت على سلوك «14 آذار» بعد اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، مستجدة. ما حصل هو ان قوة العصف المتأتية عن انفجار الاشرفية أدت الى إبراز نقاط الضعف المزمنة، وتظهير صورتها بشكل أوضح من السابق، لاسيما ان هذا الفريق وجد نفسه، إثر جريمة الاغتيال، تحت عدسة الـ«زوم إن» التي تفضح عادة ما يُخفى في الاوقات العادية.
وليس خافيا ان هناك فارقا كبيرا بين مشهد قوى «14 آذار» الذي استولده استشهاد الرئيس رفيق الحريري في شباط العام 2005، وبين الصورة التي ظهرت عليها في تشرين الاول 2012 غداة اغتيال الحسن. صحيح ان الكثير تغير على صعيد المعطيات الاقليمية والدولية، وان خصوصية الحريري سياسيا وشعبيا تختلف بطبيعة الحال عن حيثية الحسن كشخصية أمنية، تعمل غالبا في الظل، ولكن الصحيح ايضا ان تحولات حصلت في بنية «14 آذار» ونمط العلاقات بين مكوناتها، اتخذت شيئا فشيئا شكل «الفجوة» في هذه التجربة.
على مستوى القاعدة، لا يصعب رصد الانتقادات الحادة التي تُوجه الى القيادة، من حين الى آخر، اعتراضا على ميلها في أغلب الأحيان نحو ما يوصف بالمساومة والمقايضة على حساب الثوابت والمبادئ. وهناك في الجمهور العاتب من يعود سريعا بالشريط الى الوراء، آخذا على قيادته انخراطها في الحلف الرباعي، ثم الـ«سين ـ سين»، واتفاق الدوحة، ما تسبب في أزمة ثقة بين «بروليتاريا 14 آذار»، ونخبتها السياسية، حتى أصبح كل زعماء المعارضة عاجزين عن جذب أكثر من 15 ألف شخص الى تشييع اللواء الحسن في ساحة الشهداء، برغم النداءات التي وُجهت الى الجمهور، عشية التشييع.
يشعر المتحمسون من الشباب في «14 آذار» انهم بحاجة الى انتصار ما، بعد النكسات المتتالية، وهم يعتبرون ان القيادة السياسية أخرجت حركة «14 آذار» من سياقها الشعبي ومن «براءة» الولادة الاولى، وحولتها الى مجرد أداة سياسية، تُستخدم في اللعبة الداخلية.
وأبعد من ذلك، يعتقد هؤلاء المتحمسون ان الكثيرين من قياديي «14 آذار»، ليسوا مؤهلين أصلا لخوض غمار التغيير، لانهم جزء عضوي من نادي التقليد اللبناني، ومن منظومة الفساد والمصالح، وبالتالي لا يمكن لهم ان يعبروا عن تطلعات الشباب.
أما على مستوى الجسم السياسي لـ«14 آذار»، فقد اصبح منهكا بعد مرور أكثر من 7سنوات على ولادته. يبدو هذا الجسم وكأنه ترهل باكرا، تحت وطأة التباينات بين أعضائه والحسابات الخاصة لكل منهم. وتكفي إطلالة على بعض الاختبارات التي واجهها هذا الفريق، حتى تظهر التمايزات الجوهرية التي تتجاوز حدود «التنوع في الوحدة»، الى الاختلاف على الخيارات.
هكذا، انقسمت «14 آذار» حول الـ«سين ـ سين» وانفتاح سعد الحريري على دمشق آنذاك، ثم حول التسوية التي كادت تتم بين الحريري و«حزب الله» بخصوص المحكمة الدولية. وبعد ذلك افترقت الرؤى مجددا داخل «14 آذار» حيال المشاركة في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ثم حيال العودة الى طاولة الحوار التي قاطعتها «القوات اللبنانية»، فيما كانت القراءات لأحداث سوريا تتناقض، بين من يرى فيها ثورة تستوجب تماهيا مع المعارضة السورية، وبين من يجد فيها ما هو أقل من الثورة والربيع. وانسحب تعدد المقاربات على النظرة الى قانون الانتخاب، وصولا الى الصدام المباشر بين حزب الكتائب ومنسق الامانة العامة الدكتور فارس سعيد، والذي يختزن في مضمونه خلافا فكريا وسياسيا عميقا يتصل بالمفاهيم التأسيسية للبنان.
وربما كان تأرجح «حزب الكتائب» بين البقاء في «14 آذار» ومغادرتها، بعدما هجرها «التيار الوطني الحر» أولا، وبعده «الحزب التقدمي الاشتراكي» ثم بكركي، هو دليل إضافي على الاستنزاف الذي تعاني منه.
وإذا كان يقال في السابق ان قوى «14 آذار» أكثر تنظيما من فريق «8 آذار»، فان هذه المقولة تعرضت للتصدع مع مرور الوقت، خصوصا ان «الامانة العامة» التي كانت تصنع الفارق التنظيمي، وتشكل ما يشبه وحدة «الارتباط والتنسيق»، تحولت من عنصر قوة لـ«14 آذار» الى مطبعة للبيان الاسبوعي، بحيث لم تعد تكفي حيوية «المتفرغ» فارس سعيد من أجل التغطية على تآكل دورها، بعدما فقدت بعضا من وزنها التمثيلي، وباتت اقرب الى ان تكون صالونا سياسيا ـ إعلاميا، غالبا ما يستقطب المصنفين في خانة البطالة المقنعة.
ولما كان «تيار المستقبل» هو رافعة قوى «14 آذار»، فان غياب زعيمه الرئيس سعد الحريري عن لبنان، أوجد خللا في القيادة داخل التيار، انعكس بدوره على آلية عمل فريق «14 آذار». وقد شجع هذا الغياب، كل صاحب طموح، او جموح، على ان يقتطع حصة له من «المساحة الخالية»، فتجرأ نواب ينتمون الى التيار على الذهاب بعيدا في التمايز عن زعيمهم المفترض، وكم من مرة اضطر الحريري الى التدخل لاحقا لاستدراك أخطاء مناصريه في السياسة او في الشارع. كما ان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع استطاع ان يوظف غياب الحريري لصالحه، فصار رمزا لجمهور «المستقبل»، مقتبسا دور وليد جنبلاط عام 2005، من حيث المبادرة والمواجهة.
والأخطر من ذلك، ان ابتعاد الحريري جعل قدرته على إدارة الارض تتراجع، بحيث فقد العديد من مفاتيح التحكم والسيطرة، حتى بات جزء من الشارع يملك ديناميته الخاصة، ويتحرك على اساس اجتهادات ذاتية، فصار لبعض الأحياء قبضاياتها، وللعديد من المجموعات المسلحة أمراؤها.
ولعل الحوادث المتلاحقة في العاصمة وطرابلس وعكار وعلى طريق الجنوب، تشكل مؤشرا واضحا الى اتساع دائرة «الجزر» في مناطق محسوبة على «تيار المستقبل»، مع تسجيل تصاعد واضح في نفوذ الاتجاهات السلفية والمتطرفة، التي كان الحريري قد منحها بيئة حاضنة ليتكئ عليها في مواجهة «حزب الله»، فأفلت زمامها من يده، ثم جاءت أحداث سوريا لتعزز حضورها ودورها.
ولا يمكن بطبيعة الحال تجاهل تأثير الضائقة المالية للحريري، على وضعية التيار، انطلاقا من قاعدة معروفة وهي ان «الفقر يجلب النقار»، خصوصا وان المساعدات والتقديمات كانت تشكل عصبا حيويا في علاقة «المستقبل» مع شريحة من شارعه.
هذا التراكم كله، كان موجودا في خلفية مشهد ساحة الشهداء يوم تشييع اللواء الحسن. الحريري مستمر في الغياب، الجمهور المحتقن متقدم على قياداته بمسافات، التنسيق ضعيف، التنظيم متواضع.. فكان الهجوم الفاشل على السرايا، والذي جرّ خلفه أجندة سياسية تضم مجموعة «لاءات»، وفي طليعتها «لا» لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، تتصدى لها حتى الآن «نعم» دولية للاستقرار في مواجهة خطر الفراغ.
أوراق في جعبة «14 آذار»
الى ذلك، علمت «السفير» أن عشاء، جمع ليل أمس الأول كلاً من الرئيس أمين الجميل والرئيس فؤاد السنيورة ونادر الحريري وشخصيات، على مائدة الجميل في بكفيا، حيث جرى التداول في الشؤون السياسية وكيفية معالجتها، كما التنظيمية لقوى «14 آذار».
وكان السنيورة متمسكاً بمعادلة لا للحوار قبل إسقاط الحكومة، رافضاً أي مبادرة تقوم على أساس الحوار المسبق، في حين دعا الجميل إلى تحييد رئيس الجمهورية أو طاولة الحوار الرئاسية عن هذه المقاطعة، من باب إيجاد مدخل لحوار منتج، لكن «تيار المستقبل» أصر على إقفال الأبواب.
كما علمت «السفير» ان رئيس «القوات» سمير جعجع أجرى أمس اتصالا بالرئيس الجميل، واتفقا على عقد لقاء بين ممثلين عنهما، لاستكمال البحث.
وفي سياق متصل، قالت مصادر بارزة في «تيار المستقبل» لـ«السفير» ان التحضيرات جارية لتنفيذ خطوات عملية تحت سقف الدستور والقانون، من أجل الدفع في اتجاه إسقاط الحكومة، مشيرة الى انه سيعلن عنها في حينه بعد إنضاجها، ومؤكدة ان قوى «14 آذار» ستستخدم كل الاوراق المشروعة في معركتها.
وأوضحت المصادر ان السنيورة سيقوم باتصالات عربية ودولية، وسيلتقي العديد من السفراء لشرح موقف المعارضة، والتأكيد على ان الحكومة الحالية لا تحمي الاستقرار، بل تهدده على المستويات الامنية والسياسية والاقتصادية والمالية.
وأكدت ان المطلوب رحيل حكومة ميقاتي فورا، وبعد ذلك يجري البحث في مقومات الحكومة الحيادية، مشددة على ان الموقف الذي أطلقه السنيورة خلال تشييع اللواء الحسن لم يتغير، وبالتالي لا كلام قبل استقالة الحكومة.

الإبراهيمي يوفر الدعم الدولي والغطاء الإقليمي من إيران وتركيا .. والمسلحون منقسمون
إعـلان هدنـة سـوريا اليـوم .. هـل يتوقـف الـدم؟!

يختبر السوريون اليوم بارقة الامل اليتيمة التي تلوح امامهم منذ شهور للحد من تفاقم العنف، عندما تعلن دمشق قبولها هدنة عيد الاضحى على الرغم من الاجواء التشاؤمية المحيطة بالازمة، فيما علمت «السفير» ان الخطوة السورية التي تنتظر قرارا من الجيش، ستتضمن شروطا واضحة لما اسمته «قواعد الاشتباك» في حال حدوث خرق عسكري او ميداني من جانب مجموعات المعارضة المسلحة.
وما ان قال المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي ان الرئيس السوري بشار الأسد وافق على هدنة الأضحى، حتى رمى مجلس الأمن الدولي بثقله خلف الهدنة، مطالبا جميع الدول الإقليمية والدولية باستخدام نفوذها لوقف العنف.
وعلى الرغم من اعلان الابراهيمي ان غالبية قادة المجموعات المسلحة، التي اتصل بها، وافقت على هذه الهدنة، الا ان «جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة رفضتها، في حين تضاربت تصريحات قادة «الجيش الحر» حولها، ما يثير تساؤلات عما اذا كان سفك الدماء سيتوقف بالفعل خلال ايام العيد.
وعلم مراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر أن هناك توجها لدى القيادة السورية لإعلان موافقتها على مشروع هدنة العيد. ووفقا للمتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي فإن الإعلان عن الموقف من الهدنة سيكون اليوم. وذكرت وزارة الخارجية «ما زال طرح وقف العمليات العسكرية خلال عطلة عيد الأضحى قيد الدراسة من قبل القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة»، مضيفة «سيصدر الموقف النهائي يوم الغد (اليوم) بخصوص هذا الموضوع».
وفي هذا السياق علمت «السفير» أن الإعلان السوري سيتضمن شروطا واضحة لـ«قواعد الاشتباك»، ولاسيما في ما يتعلق بطرق الرد على أي خرق عسكري أو ميداني من الطرف الآخر. وبدا هذا السياق واضحا أيضا من مقدمة نشرة الأخبار الرئيسية للتلفزيون السوري حيث ألمحت بشكل واضح لإمكانية قبول الهدنة، لكنها حذرت «من اختبار قدرة الجيش على الرد» ولا سيما بعد إعلان مسلحين رفضهم فكرة الهدنة. وعلم أن دولا صديقة وحليفة لدمشق أبلغتها خلال الأيام والساعات الماضية بحماسها لفكرة الهدنة.
كما علمت «السفير» من مصادر ديبلوماسية غير عربية أن جهودا إيرانية بذلت مع الجانب التركي وأطراف أخرى بينها روسيا لتحقيق «تفاهم عام لخطة عمل سياسي» حول سوريا يمكن أن تلاقي دعما داخليا ودوليا. وفي هذا الإطار علمت «السفير» أن الجانب التركي طرح على الجانب الإيراني عدة أفكار، من بينها ضمانات بحصول انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة تستطيع كل القوى المشاركة فيها بمن فيها «حركة الإخوان المسلمين». إلا أن خلافات الطرفين لم تحسم بعد، رغم حصول استدارة في طريقة إدارة تركيا لسياستها اتجاه سوريا. وتبقى نقطة الخلاف الرئيسية مرتبطة بموقع القيادة السورية من عملية التغيير، حيث تصر طهران على ترك المسألة هذه برمتها لانتخابات محلية، فيما ترغب أنقرة بإقصاء أسماء بعينها قبل تقديم دعمها السياسي لأية خطة.
وفي إطار الدعم الإقليمي للهدنة، دعت الجزائر ومصر، في بيان مشترك نُشر في العاصمة الجزائرية، إلى فتح «صفحة جديدة» في سوريا تقوم على الحوار الوطني للاستجابة إلى «المطالب العادلة للشعب السوري».
وفي هذه الاثناء، قال رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم إن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بحث مع الرئيس المصري محمد مرسي، في القاهرة، «تطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة في سوريا». وأعرب حمد، في تصريح لقناة «الجزيرة»، عن اعتقاده بان الوضع في سوريا لن يستمر طويلا، موضحا انه رغم الثقة بالإبراهيمي إلا انه يعتقد أن النظام السوري لن يتجاوب معه.
وكان ديبلوماسيون نقلوا عن الإبراهيمي قوله، لمجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من القاهرة، إن «الرئيس (الأسد) قبل (الهدنة) وسيصدر إعلان غدا (اليوم)». وكان الابراهيمي قال في وقت سابق في القاهرة، إن غالبية مسؤولين عن مسلحين اتصل بهم، قبلوا أيضا دعوته إلى الهدنة.
وطلب الإبراهيمي «دعما قويا وموحدا» في مجلس الأمن لجهود الوساطة التي يقوم بها، محذرا من أن فشلا جديدا في المجلس سيؤدي إلى «اتساع رقعة النزاع» إلى دول الجوار، مشيرا إلى تبادل القصف مؤخرا بين سوريا وتركيا. وأعرب عن الأمل في أن تفضي الهدنة، التي تعد «خطوة صغيرة»، إلى فتح حوار لبدء عملية انتقالية سياسية سلمية في سوريا و«تتيح نقل المساعدات الإنسانية» خصوصا إلى حلب وادلب وحمص.
وأضاف «إذا نجحت هذه المبادرة المتواضعة بفرض الهدنة ووقف إطلاق النار، نأمل أن نتمكن من البناء عليها من اجل الحديث عن وقف إطلاق نار يكون أمتن وأطول، ويكون هذا جزءا من عملية سياسية متكاملة».
مجلس الأمن
وأيد مجلس الأمن دعوة الإبراهيمي إلى وقف إطلاق النار في سوريا. ودعا، في بيان وافق عليه جميع أعضاء مجلس الأمن، «جميع اللاعبين الإقليميين والدوليين إلى استخدام نفوذهم على جميع الأطراف لتسهيل عملية خفض العنف».
وأعلن مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن دمشق أوضحت لموسكو أنها ستقبل اقتراح الإبراهيمي. وقال «لدينا مؤشرات على أنهم (الحكومة السورية) يقبلون اقتراح الإبراهيمي».
وقال المندوب الصيني لي باودونغ «نؤيد الهدنة وندعم مساعي الإبراهيمي. أعتقد أنه من المهم لكل الأطراف إدراك أهمية السلام والاستقرار».
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن واشنطن تريد أن ترى وقفا للعنف و«نريد أن نرى بدء عملية انتقال سياسي». وأضافت «نحن ندعو لحصول هذا الأمر منذ أكثر من عام». وأعلنت أن الولايات المتحدة تزيد من دعمها «غير القاتل» للمعارضة السورية، وتعمل مع «المجالس الثورية» داخل سوريا.
مسلحو المعارضة
وتضاربت تصريحات قادة المسلحين حول الالتزام بالهدنة. وقال «رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر» مصطفى الشيخ، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»، «سيوقف الجيش السوري الحر إطلاق النار إذا التزم النظام بذلك»، مشككا في أن تقوم القوات النظامية بوقف إطلاق النار حتى لو أعلنت ذلك.
وقال «المستشار السياسي للجيش الحر» بسام الدادا، في تصريح لوكالة «الأناضول»، إن الإبراهيمي «لم يتواصل معنا بشأن الهدنة، ولسنا مضطرين للالتزام بها». وأشار إلى أن هذه الهدنة «ليس لها معنى ولا لون ولا رائحة، فإذا كان الهدف منها هو مناسبة العيد، فنحن لسنا في عيد».
وذكرت «جبهة النصرة»، في بيان نشر على الانترنت، «لا هدنة بيننا وبين هذا النظام الفاجر السفاك من دماء المسلمين، المنتهك لأعراضهم، وليس بيننا وبينه والله سوى السيف»، مضيفة «لسنا بإذن الله ممن يدع مجالا لماكر أن يخدعه»."

النهار
صحيفة النهار تناولت الوضع الداخلي ومشاورات الرئيس سليمان للحوار المتعثرة، كما تناولت الصحيفة الشأن السوري والهدنة المرتقبة في سوريا والدعم الدولي لها.

مشاورات سليمان لحوار سياسي في طريق مسدود
تحرّك ديبلوماسي للمعارضة ولقاءان في بكفيا وجدّة

وكتبت تقول "عشية مرور أسبوع على تفجير الأشرفية واغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن، بدت الأزمة السياسية أمام وضع مقفل يصعب معه الرهان على أي تقدم وشيك في الجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية ميشال سليمان من اجل جمع اقطاب الحوار للبحث في الوضع الحكومي.
وقد اعترفت مصادر مطلعة على المشاورات التي يجريها الرئيس سليمان مع مختلف الزعماء السياسيين والقوى السياسية في البلاد بأن هذه المشاورات لا تزال تصطدم بطريق مسدود. وقالت لـ"النهار" إنه مع اتساع مروحة المشاورات الرئاسية التي شملت أمس رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، لم يتم التوصل بعد حتى الى اتفاق على تثبيت موعد لالتئام طاولة الحوار، خصوصاً أن موقف المعارضة من هذا الحوار يتسم بتشدد على قاعدة رفض أي حوار قبل استقالة الحكومة، فيما يطالب الفريق الآخر بالحوار أولاً مدخلاً الى الحديث عن الوضع القائم. وأشارت المصادر الى أن المخارج المحتملة للأزمة لا تزال مقفلة على كل المستويات وإن يكن الرئيس سليمان ماضياً في مشاوراته، ولا يزال على لائحة الاستشارات زعماء آخرون كرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، علماً أن الأخير على اتصال مستمر بسليمان عبر الوزير وائل أبو فاعور. وأفادت المصادر ان جنبلاط ابلغ الجميع انه متمسك باستمرار الحكومة الى حين التوافق على حكومة جديدة ولن يتخلى عن هذا الموقف. وأفيد أن  لقاء جمع الرئيس فؤاد السنيورة والوزير غازي العريضي في هذا الصدد.
وكان مصدر في رئاسة الجمهورية أبلغ "وكالة الصحافة الفرنسية" أن الرئيس سليمان يطرح خلال مشاوراته عقد جلسة حوار وطني للتفاهم على شكل حكومة جديدة تخرج لبنان من المأزق الحالي وعندها تقدم الحكومة استقالتها وتؤلف حكومة جديدة.

السنيورة والسفراء
في المقابل، تمضي المعارضة في تحصين موقفها الضاغط لاسقاط الحكومة. وفي هذا الاطار، يلتقي اليوم الرئيس فؤاد السنيورة السفراء العرب والأجانب المعتمدين في لبنان لاطلاعهم على موقف المعارضة من التطورات الأخيرة ومقاربة موضوع الاستقرار الذي ترى المعارضة انه "لا يمكن تحقيقه في ظل الحكومة الحالية التي أوصلت لبنان الى شفير أزمة أمنية واقتصادية ومالية"، كما أوضحت مصادر السنيورة لـ"النهار". وأشارت الى ان رئيس الوزراء السابق سيلفت السفراء الى انه في ظل الحكومة الحالية تعرضت شخصيتان سياسيتان بارزتان لمحاولتي اغتيال، وهما جعجع والنائب بطرس حرب، كما اغتيل مسؤول أمني كبير هو اللواء الحسن، أما على المستوى الاقتصادي والمالي، فالبلاد أضحت في ظل الحكومة في مهب اللااستقرار الذي يهدد عافيتها ونموها ويدفعها تدريجاً الى هوة الانهيار.
وأكدت الامانة العامة لقوى 14 آذار بدورها أمس مطلب رحيل الحكومة "شرطا ضروريا لأي جهود استيعابية لدرء المخاطر وتوفير الاستقرار"، وحملت الحكومة الحالية "برئيسها والقوى السياسية الحاضنة له مسؤولية أساسية لتسهيل خطة النظام الأسدي".

لقاء بكفيا
أما على صعيد التنسيق بين قوى المعارضة، فعلمت "النهار" ان لقاء انعقد مساء الثلثاء في دارة الرئيس أمين الجميل في بكفيا وضمه الى الرئيس السنيورة والنائبين احمد فتفت وسامي الجميل ومستشاري الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح ونادر الحريري.
وأفادت المعلومات ان الجميل يحاول تحييد مسعى رئاسة الجمهورية للحوار عن قرار المقاطعة الشاملة الذي اتخذته المعارضة، لكن الامر بدا في غاية الصعوبة، وقد اتفق على سلسلة خطوات ضمن اطار عمل قوى 14 آذار من أبرزها عقد اجتماع لأقطاب هذه القوى لاصدار بيان مشترك. كما علم ان اتصالا جرى أمس بين الجميل وجعجع وأرسل الاخير موفدا الى بيت الكتائب المركزي.
وأفادت المعلومات ان السفيرة الاميركية مورا كونيللي سمعت من الجميل لدى لقائهما أول من أمس انتقادا للبيان الذي أصدره سفراء الدول الخمس الكبرى في شأن الوضع الحكومي.
وأوضحت مصادر في قوى 14 آذار ان تحرك هذه القوى حصر بقرار مركزي بالتنسيق بين مختلف قياداتها للمضي في اتجاهين متلازمين هما تصعيد المطالبة برحيل الحكومة شرطا لأي حل أو حوار، والمضي في حركة الاعتصامات السلمية في مخيمي ساحة رياض الصلح في بيروت وطرابلس.
وبعد ظهر أمس سافر وفد ضم الرئيس السنيورة والنائب نهاد المشنوق والنائب السابق غطاس خوري والوزير السابق محمد شطح ونادر الحريري الى جدة في طائرة خاصة للقاء الرئيس سعد الحريري.

كلينتون وفابيوس
في غضون ذلك، توالت ردود الفعل الدولية على الوضع في لبنان. وحذرت امس وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من أي "فراغ سياسي" في لبنان قد تستفيد منه سوريا. وقالت في مؤتمر صحافي عقدته في واشنطن: "لا نريد رؤية فراغ في السلطة السياسية الشرعية قد يستفيد منه السوريون او آخرون وقد يتسبب بمزيد من عدم الاستقرار والعنف". لكنها اضافت: "ندعو جميع الاحزاب في لبنان الى دعم العملية التي يقودها الرئيس سليمان لاختيار حكومة فعالة ومسؤولة قادرة على مواجهة الخطر الذي يتعرض له لبنان وتحاسب المسؤولين عن اعتداء الاسبوع المنصرم". وشددت على "أن اللبنانيين يستحقون العيش بسلام كما يستحقون أن تكون لديهم حكومة تعكس تطلعاتهم ولا تعمل كوسيط او مأمور لقوى خارجية" في تلميح الى سوريا.
كذلك دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لبنان الى عدم التورط في الازمة السورية التي تحاول دمشق ان تدفعه اليها، كما قال. واضاف امام الجمعية الوطنية ان "ما ينتظره حكم بشار (الاسد) هو تصدير الازمة السورية، يجب على لبنان ألا ينجر". وقال إن "لبنانيينا هم أصدقاؤنا وأشقاؤنا وفرنسا تقف الى جانبهم في هذه الظروف الصعبة".

أضحى سوريا وَعْد بهدنة بين الجمعة والأحد
بيان دمشق اليوم ومجلس الأمن يدعم الإبرهيمي

دعا مجلس الأمن أمس كل أطراف الأزمة السورية، وخصوصا حكومة الرئيس بشار الأسد، الى الاستجابة لدعوة الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي الى وقف النار وأعمال العنف بكل أشكاله خلال فترة عيد الأضحى، من صباح غد الجمعة الى منتصف ليل الأحد. إلا أن أحداً لم يجب عن سؤال عن الجهة التي تتحقق من وقف نار كهذا.
وأبلغ المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري"النهار" أن الحكومة السورية "ستصدر غداً (اليوم) بياناً رسمياً" تعلن فيه وقف النار.
وعقب جلسة مغلقة استمع خلالها أعضاء مجلس الأمن الى احاطة من الابرهيمي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من القاهرة، عن مهمته الأخيرة في المنطقة ومنها خصوصاً زيارته لدمشق، تلا رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري مندوب غواتيمالا الدائم لدى الأمم المتحدة غيرت روزنتال بياناً صحافياً جاء فيه أن أعضاء مجلس الأمن "يرحبون بالمبادرة المهمة والتي جاءت في وقتها للممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي، من أجل وقف النار ووقف العنف بكل أشكاله خلال فترة عيد الأضحى"، مرددين النداء المشترك للأمينين العامين للأمم المتحدة بان كي - مون وجامعة الدول العربية نبيل العربي الى "جميع اللاعبين الدوليين والإقليميين كي يدعموا ذلك" وكي "يستخدموا نفوذهم على الأطراف المعنيين بغية تيسير تنفيذ وقف النار ووقف العنف".
ودعوا "جميع الأطراف، وتحديداً الحكومة السورية باعتبارها الطرف الأقوى، الى الاستجابة لمبادرة الممثل الخاص المشترك"، مكررين دعوتهم السلطات السورية الى "السماح بوصول فوري وكامل وغير معرقل للعاملين الإنسانيين الى جميع السكان الذين يحتاجون الى مساعدة، وفقاً للقانون الدولي والمبادىء التوجيهية للمساعدة الإنسانية". وطالبوا "كل الأطراف السوريين، وبالتحديد السلطات السورية، بالتعاون التام مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المعنية لتسهيل تقديم المساعدة الإنسانية". وفي هذا السياق، طلبوا من كل الدول الأعضاء  "المساهمة في خطة الأمم المتحدة للإستجابة للمساعدة الإنسانية السورية".
واتفق أعضاء مجلس الأمن على أن "وقف النار في عيد الأضحى يمكن أن يكون خطوة أولى في اتجاه وقف مستدام لكل العنف، طبقاً لقراري مجلس الأمن 2042 و2043"، مشددين على أن "هناك حاجة الى اطلاق عملية انتقال سياسي بقيادة سورية تقود الى نظام سياسي تعددي ديموقراطي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الى الديموقراطية والمساواة والعدالة، بصرف النظر عن الإنتماء أو الأعراق أو المعتقدات".
ونقل المندوب البريطاني الدائم لدى المنظمة الدولية السير مارك ليال غرانت عن الابرهيمي أن "الوضع بالغ الخطورة ويتدهور". وعبر عن "قلق عميق من امتداد (الأزمة) الى دول الجوار... مما يشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين".
وقال نظيره الفرنسي جيرار آرو إنه "يجب على النظام أن يوقف قصف الضواحي المدنية ويسحب الأسلحة الثقيلة"، آملاً في التزام كل الأطراف وقف النار خلال عطلة العيد.
وأفاد المندوب الألماني بيتر فيتيغ أن الابرهيمي "رسم صورة قاتمة للغاية ودراماتيكية" للوضع في سوريا، متخوفاً من عدم التزام الرئيس الأسد وعده بوقف النار.
وتوقع المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن تصدر الحكومة السورية بياناً اليوم عن "موقفها الايجابي من مبادرة" الابرهيمي، موضحاً أن بلاده تلقت اشارات عن وقف للنار بدءاً من غد الجمعة. وأكد أن "الطريقة الفضلى لمنع امتداد الأزمة، وهذا بالطبع مصدر قلق كبير، هو وضع حد للأزمة".
وسألته "النهار" عن سبل التحقق من وقف النار، فأجاب أن "المجتمع الدولي سيتابع عن كثب. ولكن أنتم على حق بالتأكيد، هذا ليس وقفاً منتظماً للنار" لأنه "يعتمد على النيات الطيبة للأطراف المعنيين". وأكد أن الابرهيمي سيزور موسكو الأسبوع المقبل.
وأعلنت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس في حسابها بموقع "تويتر" أن الولايات المتحدة "تدعم بقوة" دعوة الابرهيمي الى وقف النار، مؤكدة أنه "يجب على الحكومة أن تقوم بالخطوة الأولى". وأضافت أن "مجازر النظام، كالقصف بالطيران والقنابل العنقودية والمدفعية، تتصاعد في سوريا وتهدد الأمن في المنطقة بأسرها". ولفتت الى أن "كثيرين يشككون أصلاً حتى في وقف نار موقت، نظراً الى سجل الأسد في عدم الوفاء بالوعود".

كلينتون
وفي واشنطن، صرحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن واشنطن ترغب أيضاً في رؤية نهاية للعنف. وقالت "ونريد أن نرى انتقالا سياسيا يترسخ ويبدأ. ندعو إلى ذلك منذ أكثر من سنة". وأضافت أن الولايات المتحدة تزيد دعمها غير الفتاك للمعارضة السورية بما في ذلك العمل مع مجالس محلية داخل سوريا. وذكرت أن واشنطن تعمل أيضا مع أصدقائها وحلفائها لتعزيز التماسك بين جماعات المعارضة المتفرقة من أجل تأليف مجلس جديد لقيادة المعارضة بعد اجتماعات من المقرر أن تعقد في الدوحة في الأسابيع المقبلة.
 
الابرهيمي
ورأى الابرهيمي ان هذه الهدنة هي "خطوة صغيرة" يمكن ان تؤدي الى فتح حوار سياسي والى وصول المساعدة الانسانية بشكل افضل، لكنه حذر من خطر اتساع رقعة النزاع الى الدول المجاورة. وهو كان قال في وقت سابق خلال مؤتمر صحافي في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة: "بعد الزيارة هذه التي قمت بها لدمشق، هناك موافقة من الحكومة السورية على وقف اطلاق النار أثناء فرصة العيد". وأضاف ان مسؤولين عن المعارضة المسلحة اتصل بهم قبلوا دعوته الى الهدنة.
ولكن بعد ساعة واحدة، قالت وزارة الخارجية السورية ان الاقتراح لا يزال قيد الدرس لدى القيادات العسكرية. وان الموقف النهائي في شأن هذا الامر سيعلن اليوم.
أما المعارضة، فتباينت مواقفها، إذ اعلنت "كتيبة الفاروق" البارزة في "الجيش السوري الحر" التي تعمل في حمص انها ستوقف النار. وقال رئيس المجلس العسكري الاعلى لـ"الجيش السوري الحر" العميد مصطفى الشيخ ان "الجيش الحر سيوقف اطلاق النار اذا التزم النظام ذلك".
بينما رفضت "جبهة النصرة الاسلامية" المتشددة الهدنة، مشيرة الى انها جماعة لا تقبل أن تلعب مثل هذه الالعاب "القذرة". وقالت الجبهة التي تبنت الكثير من التفجيرات الانتحارية الدموية في سوريا في بيان: "لا هدنة بيننا وبين هذا النظام الفاجر السفاك من دماء المسلمين، المنتهك لاعراضهم، وليس بيننا وبينه والله سوى السيف... لسنا باذن الله ممن يدع مجالا لماكر ان يخدعه".
في غضون ذلك، تخوض القوات النظامية وقوات المعارضة معركة من الممكن ان تكون لها تبعات هائلة في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد.
وقال ناشط يراقب الاوضاع في سوريا ان الطائرات الحربية السورية شنت غارات على معرة النعمان الاستراتيجية وقرى قريبة منها، بينما حاصرت قوات المعارضة قاعدة وادي الضيف الرئيسية للجيش شرق المدينة. وباستيلاء المعارضة على هذه القاعدة يمكنها قطع طريق الامدادات بين دمشق وحلب. وتبادل ناشطون معارضون ووسائل اعلام سورية حكومية الاتهامات بمقتل 25 شخصا على الاقل بينهم نساء واطفال في مدينة دوما بريف دمشق.
وبث التلفزيون السوري الرسمي ان ستة اشخاص قتلوا وان 20 آخرين جرحوا في تفجير سيارة مفخخة بين حي التضامن ودف الشوك في جنوب دمشق.
وبعد ساعات من اعلان رئيس الاركان الروسي الجنرال نيكولاي ماكاروف ان المعارضة السورية المسلحة تستخدم صواريخ ارض - جو محمولة على الكتف من طراز "ستينغر" الاميركية الصنع، صرح وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا بانه ليس لديه علم بأن الولايات المتحدة تمد قوات المعارضة السورية  بهذا النوع من الصورايخ.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" طلب عدم اسمه إن الولايات المتحدة لا تستطيع تأكيد حصول المعارضة السورية على صواريخ "ستينغر"."

الاخبار
صحيفة الاخبار ركزت الحديث عن الازمة السورية وموافقة النظام السوري على الهدنة في سوريا بانتظار القرار الرسمي اليوم.

الإبراهيمي يعلن موافقة النظام ودمشق تؤكّد رسميّاً اليوم
«هدنة الأضحى» تُبعث من جديد

بُعثت «هدنة الأضحى» من جديد بعد تراجع حظوظ قيامها في الأيام الأخيرة. ويُنتظر الردّ الرسمي السوري اليوم على الموافقة، في حين تراوح ردّ الفصائل المعارضة بين الرفض والتشكيك.
في إحياء لهدنة عيد الأضحى، صرّح المبعوث العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي بموافقة الرئيس السوري ومعظم فصائل المعارضة المسلّحة على وقف إطلاق النار، في حين شهدت هذه الهدنة تشجيعاً عربياً ودولياً واسعاً. وقال الأخضر الإبراهيمي إن سوريا وافقت على وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى. وقال الابراهيمي، خلال مؤتمر صحافي في مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة، «بعد الزيارة التي قمت بها إلى دمشق، هناك موافقة من الحكومة السورية على وقف إطلاق النار أثناء فرصة العيد». وأضاف أنّ «الأطراف الأخرى داخل سوريا اتصلنا ببعض منهم. والذين تمكنّا من الاتصال بهم من زعماء المجموعات المقاتلة، معظمهم أيضاً قبل مبدأ وقف إطلاق النار». وأشار إلى أن وقف العنف خلال العيد قد يكون بداية لسلام يمكن أن يستتبّ لفترة أطول. وقال «إذا نجحت هذه المبادرة المتواضعة نأمل أن نتمكن من البناء عليها، من أجل الحديث عن وقف إطلاق نار يكون أمتن وأطول، وهذا لا بدّ أن يكون جزءاً من عملية سياسية متكاملة».
وأبلغ الإبراهيمي مجلس الأمن أنّ الرئيس السوري وافق على وقف إطلاق النار، حسب دبلوماسي حضر جلسة مغلقة للمجلس، فيما أعرب معظم سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية عن دعمهم لمساعي الإبراهيمي قبل دخولهم الجلسة.
وعقب الجلسة، صدر بيان قدمته روسيا يؤيّد مساعي الإبراهيمي ويدعو إلى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المحتاجين، ويناشد الدول الإسراع في تقديم مساعدات إنسانية طارئة، ويطلب تسهيل وصولها، وأكد دعمه لخطة الإبراهيمي في هذا الصدد. لكن البيان الصحافي لم يتحدث عن آلية لمراقبة الهدنة التي ستخضع لمزاجية الأطراف المتقاتلة على الأرض ومواقفها.
وقال مندوب روسيا فيتالي تشوركين «نأمل وقف النار، لكن التجارب السابقة لا تدفعنا إلى التفاؤل كثيراً. نرجو أن تكون هذه التجربة مختلفة. هناك الكثير من اللاعبين والكثير من المفسدين»، فيما رأى المندوب الفرنسي جيرار آرو أنّ العبرة بالتنفيذ. بدوره قال مندوب بريطانيا مارك لايال غرانت إنّه يأمل أن يؤمّن وقف إطلاق النار الفرصة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وأن يمهد الطريق أمام وقف دائم لإطلاق النار ولعملية سياسية هادفة لوضع حدّ للنزاع. من ناحيتها، أعلنت وزارة الخارجية السورية أنّ القرار النهائي بخصوص إعلان هدنة في مناسبة عيد الأضحى سيصدر اليوم الخميس. وقالت الخارجية، في بيان، «ما زال طرح وقف العمليات العسكرية خلال عطلة عيد الأضحى المبارك قيد الدراسة من قبل القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة».
وطالبت سوريا هيئات الأمم المتحدة بالقيام بدورها في مكافحة الإرهاب، بغضّ النظر عن مرتكبيه ومموّليه وداعميه. وقالت وزارة الخارجية السورية، في رسائل متطابقة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة مجلس حقوق الإنسان والمفوضة السامية لحقوق الإنسان، إنّه يجب «على مجلس الأمن وهيئات الأمم المتحدة الأخرى القيام بدورها في مكافحة الإرهاب، بغضّ النظر عن مرتكبيه ومموّليه وداعميه، ومكان وزمان حدوثه، التزاماً بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة». وأضافت أن سوريا تودّ مشاركة هيئات الأمم المتحدة في «معلومات مؤكدة حول ما تتعرّض له من عنف على أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة، وانتهاكاتها الفظيعة للقانون الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي، حيث لا تزال تلك المجموعات وداعموها يسفكون الدم السوري بشكل مناف لكل قيم الإنسانية، وفي توقيت أصبح متكرراً ومعروفاً يسبق الجلسات التي يعقدها مجلس الأمن لمناقشة الأوضاع في سوريا».
في المقابل، أعلن «الجيش السوري الحر» أنّه سيوقف إطلاق النار في سوريا خلال العيد في حال التزام النظام بذلك أولاً، بحسب ما أفاد رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، العميد مصطفى الشيخ، وكالة «فرانس برس». وأضاف الشيخ «كذب النظام عدة مرات في السابق. من المستحيل أن يطبق الهدنة حتى لو قال إنّه سيفعل».
بدورها، أعلنت «جبهة النصرة» الإسلامية رفضها للهدنة، وقالت الحركة، في بيان، «لا هدنة بيننا وبين هذا النظام الفاجر السفاك من دماء المسلمين، المنتهك لأعراضهم، وليس بيننا وبينه سوى السيف». وأضاف البيان «إننا نرى أن هذه المهل والهدنات التي تتوالد تباعاً هي من مكر الليل والنهار، يتواطأ عليه أهل المشرق والمغرب ممن يناصبون الاسلام العداء الظاهر والباطن».
وفي السياق، دعا وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس الجيش السوري إلى العودة إلى ثكنه. وقال فابيوس، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التنزاني برنارد كاميليوس، «أيّدنا اقتراح الإبراهيمي لوقف إطلاق النار. نذكّر بأنه يعود للنظام السوري، المتورّط في قمع شعبه، اتخاذ الخطوة الأولى». وأضاف «إذا تحقق وقف إطلاق النار، يجب تمديده للوصول إلى وقف دائم للأعمال العدائية. ونحن ندعم كل جهود الأمم المتحدة في هذا الاتجاه».
من جهتها، وجّهت الجزائر نداءً ملحّاً الى الحكومة والمعارضة المسلّحة في سوريا من أجل الالتزام بالهدنة لمناسبة عيد الأضحى التي اقترحها المبعوث الخاص الأخضر الإبراهيمي. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، إنه «قبل 48 ساعة من الاحتفال بعيد الأضحى الذي يعتبر من الأعياد الإسلامية المقدّسة، نجدّد نداءنا الملحّ للإخوة السوريين، ونحثّهم على قبول الهدنة التي اقترحها الأخضر الإبراهيمي».
في السياق، أعلنت الصين دعمها لاقتراح الهدنة الذي تقدم به الأخضر الإبراهيمي لمناسبة عيد الأضحى. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي قوله إن الصين «مسرورة لسماع ردّ سوريا الإيجابي على دعوة الأمم المتحدة لوقف مؤقت لإطلاق النار». وأعرب هونغ عن أمله بأن تدعم سوريا وساطة الإبراهيمي، وتتعاون معه بجدية وبطريقة ملموسة، وأن تنتهز الحكومة السورية الفرصة لتحقيق وقف لإطلاق النار على المدى الطويل للمساهمة في تخفيف معاناة الشعب.

اللواء
بدورها أولت صحيفة اللواء إهتمامها للحديث عن تطورات الازمة السورية وموافقة النظام والمعارضة على هدنة عيد الاضحى.

الإبراهيمي يحقّق أول خرق بجدار الأزمة السورية: النظام والمعارضة يوافقان على هدنة عيد الأضحى

وكتبت تقول "خرق إعلان الموفد العربي والدولي الى سوريا الاخضر الإبراهيمي، امس، ان النظام السوري والمعارضة المسلحة وافقا على هدنة خلال عيد الاضحى، فجوة ضوء صغيرة في الجدار المظلم للأزمة السورية وذلك على الرغم من استمرار اعمال العنف في البلاد، وابرزها انفجار سيارة مفخخة في العاصمة السورية ومجزرة مروعة في ريفها الى جانب قتال عنيف في حلب ومحافظة ادلب.
 وفي اعلان مفاجئ، قال الإبراهيمي، بعد لقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة «وافقت الحكومة السورية على مقترح الهدنة خلال ايام عيد الاضحى»، مضيفا ان «معظم مسؤولي المعارضة المسلحة قبل بمبدأ وقف اطلاق النار».
واضاف «اذا نجحت هذه المبادرة المتواضعة بفرض الهدنة ووقف اطلاق النار، نأمل ان نتمكن من البناء عليها من اجل الحديث عن وقف اطلاق نار يكون أمتن وأطول وجزءا من عملية سياسية متكاملة».
 وبعد وقت قصير على اعلان الابراهيمي، اعلنت  الخارجية السورية ان «طرح وقف العمليات العسكرية خلال عطلة عيد الاضحى المبارك ما زال قيد الدراسة من القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة»، و«سيصدر الموقف النهائي يوم الغد (اليوم) بخصوص هذا الموضوع».
 واعلن الجيش السوري الحر انه سيوقف اطلاق النار في سوريا خلال الاضحى في حال التزام النظام بذلك أولاً. وقال رئيس المجلس العسكري الاعلى للجيش الحر العميد مصطفى الشيخ  «سيوقف الجيش السوري الحر اطلاق النار اذا التزم النظام بذلك»، مشككاً في ان تقوم القوات النظامية بوقف اطلاق النار حتى لو اعلنت ذلك.
 وعلى الفور ايد مجلس الامن الدولي اعلان الابراهيمي. ودعا في بيان وافق عليه اعضاؤه الـ15 الدول المجاورة لسوريا الى «استخدام نفوذها» على الاطراف المتصارعة لانهاء الحرب المستمرة منذ 19 شهرا.
 ودعا المجلس جميع الاطراف وخاصة الحكومة السورية «بوصفها الطرف الاقوى» الى الموافقة على مبادرة الابراهيمي. وجدد التأكيد على طلبه من الحكومة السورية السماح «بدخول المساعدات الانسانية بشكل تام وبدون اية عوائق» الى المدن التي قال النشطاء انه قتل فيها اكثر من 35 الف شخص خلال الاشهر الـ19 الماضية.
وأطلع الابراهيمي المجلس على حصيلة جولته في المنطقة التي شملت دمشق. واكد للمجلس الملتئم في نيويورك، بينما كان يتحدث هو عبر دائرة الفيديو المغلقة ان الهدنة التي يقترحها هي «خطوة صغيرة» يمكن ان تؤدي الى فتح حوار سياسي، والى وصول المساعدة الانسانية بشكل افضل، لكنه حذر من خطر اتساع رقعة النزاع.
في هذا الوقت، استمرت اعمال العنف في سوريا حاصدة مزيدا من القتلى. وقتل ستة اشخاص وجرح عشرون آخرون في تفجير سيارة مفخخة بين حي التضامن ودف الشوك في جنوب العاصمة.
وعثر على اكثر من عشرين جثة في مدينة دوما بريف دمشق ووصف الاعلام الرسمي  الحادث بـ «المجزرة»، متهما «مجموعات ارهابية» بتنفيذها، بينما اتهم ناشطون القوات النظامية بها.
 وفي حرستا في المنطقة ذاتها، قتل 14 شخصا بينهم 11 مقاتلا «اثر اطلاق رصاص وقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول منذ ايام اقتحام المدينة».
وفي محافظة ادلب، شنت الطائرات الحربية غارات جوية على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية وقرية تلمنس الواقعة في محيط معسكر وادي الضيف.
وفي حلب دارت اشتباكات عنيفة في محيط مطار المدينة الدولي ومطار النيرب العسكري. وشن المقاتلون المعارضون هجوما «هو الاول في وضح النهار» على ثكنة طارق بن زياد في شمال غرب المدينة.
في غضون ذلك، أعلنت الحكومة السورية أنها «تعتزم إجراء زيادات كبيرة في الإنفاق على المرتبات والدعم في العام المقبل، وذلك في خطوة تهدف على ما يبدو إلى استعادة المساندة الشعبية».
وأوضح وزير المالية محمد الجليلاتي، أن «الإنفاق على المرتبات من المتوقع أن يزيد 13 في المائة إلى 236 مليار ليرة سورية (3.47 مليار دولار)».
 هذا وبلغ عدد القتلى في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا ١٥٠ شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي احصى سقوط اكثر من 35 الف قتيل منذ بدء النزاع .
واعلن رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف ان مقاتلي المعارضة السورية يستخدمون قاذفات صواريخ اميركية الصنع من طراز ستينغر في قتالهم ضد قوات النظام.
ورد وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا فقال ان ليس بوسعه التعليق على هذه المعلومات، ولكنه اكد ان واشنطن لم تورد هذه الصواريخ الى المنطقة.
 الى ذلك، نصبت تركيا أنظمة دفاعية جوية ومدرعات على المرتفعات الاستراتيجية الحدودية مع سوريا تحسباً لأي تطور عسكري على الحدود. كما أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن «تركيا سترغم كل طائرة محملة بالمعدات العسكرية ومتجهة إلى سوريا بالهبوط حتى لو كانت مدنية»."