تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء عدّة عناوين كان أبرزها تطورات الازمة السورية وزيارة الابراهيمي لموسكو ولقاؤه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء عدّة عناوين كان أبرزها تطورات الازمة السورية وزيارة الابراهيمي لموسكو ولقاؤه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وتصريح الاثنين بضرورة صياغة حل سياسي للأزمة السورية.
السفير
الإبراهيمي ولافروف: الخوف من حرب أهلية!
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "قال مسؤول كردي رفيع المستوى لمراسل «السفير» في باريس محمد بلوط إن عمار الددايخي (أبو إبراهيم)، الذي خطف الزوار اللبنانيين، قتل مع خمسة من أتباعه في اشتباكات مع لجان الحماية الشعبية الكردية في قرية قسطل جندو قرب اعزاز بريف حلب، خلال محاولتهم اقتحام القرية امس.
ولم تتضح تفاصيل اكثر حول ظروف مقتل «ابو ابراهيم»، وما اذا كان لهذا التطور تأثيره المباشر على مأساة اللبنانيين المخطوفين المستمرة منذ شهور.
وأكد النائب السوري حسن بري ومصدران كرديان لقناة «الميادين» مقتل أبو إبراهيم، فيما نفى أبو محمد، أحد المفاوضين في ملف المخطوفين اللبنانيين، للقناة مقتل أبو إبراهيم.
وقال رئيس جمعية «اقرأ» الشيخ بلال دقماق، في اتصال مع قناة «ال بي سي» إنه بخير، وأنه سمع صوت أبو إبراهيم أثناء تواصله مع أحد الوسطاء. ونفى «لواء عاصفة الشمال» الذي يقوده أبو إبراهيم مقتله.
في هذه الاثناء، بدا اللقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مثمراً، إلا أن ثمراته حسب ما جاءت في المؤتمر الصحافي المشترك، في موسكو أمس، كانت أشبه بحالة «Déjà Vu».
في هذا المؤتمر بدا الموقف الروسي على ما هو عليه منذ عام ونصف العام: نعم للحوار والديبلوماسية، لا للتدخل الخارجي، وإحباط «الإرهابيين» في سوريا لمحاولات وقف إطلاق النار، أما الإبراهيمي فكرر ما أعلنه في المحافل الدولية وعلى المنابر الرسمية «سنواصل العمل لحل الأزمة السورية وجمع أطراف النزاع حول طاولة الحوار»، مشددا على ان تواصل العنف في سوريا لن يثبط همته لإيجاد حل للازمة.
في هذا الوقت، تصاعدت أعمال العنف بشكل كبير جدا قبل ساعات من انتهاء هدنة عيد الأضحى، مع مقتل 11 شخصا، وإصابة العشرات، في انفجار سيارتين في جرمانا، ذات الغالبية المسيحية والدرزية، والحجر الأسود في دمشق. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، إن «أعمال العنف أدت إلى مقتل 76 شخصا».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «الطائرات الحربية شنت ما يزيد عن 60 غارة جوية» في مختلف المناطق، مشيرا إلى أن هذه الغارات «هي الأعنف منذ بدء استخدام الطيران الحربي» نهاية تموز الماضي، موضحا أن الغارات تركزت على مدينة معرة النعمان وبلدات محيطة بها ومحيط معسكر الضيف في ادلب.
وذكر المرصد أن «الغارات تركزت على رنكوس ومدينة حرستا والمزارع بين بلدتي عربين وزملكا ومنطقة البساتين الواقعة بين مدينة حرستا وحي برزة» في ريف دمشق. وأوضح مصدر امني سوري لوكالة «فرانس برس» أن الجيش يشن الغارات على البساتين والحقول الزراعية «حيث يحاول الإرهابيون تجميع قواتهم وتعزيز مواقعهم».
وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، في بيان، أن «المجموعات الإرهابية المسلحة واصلت اعتداءاتها على المواطنين الآمنين واستهداف حواجز الجيش وقوات حفظ النظام في اليوم الرابع والأخير لإعلان وقف العمليات العسكرية». وبعد أن عددت بالتفصيل الهجمات على مقار وحواجز لقوات النظام في مناطق مختلفة، شددت على أنها «إذ تضع الرأي العام أمام حقيقة ما ترتكبه المجموعات الإرهابية المسلحة من جرائم بحق شعبنا وقواتنا المسلحة تؤكد التزامها بتنفيذ واجباتها الدستورية في الدفاع عن الوطن وإصرارها على سحق الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من وطننا الحبيب».
ومن موسكو كتبت مراسلة «السفير» ريما ميتا ان اللقاء بين لافروف والإبراهيمي كان لا بد منه، فروسيا - إلى جانب الصين طبعاً - لا تزال الحسكة العالقة في حلق الغرب، الذي كان يمكن أن يدخل الفضاء والأرض والمياه السورية منذ أشهر لولا «الفيتو» الروسي والصيني.
لم يحاول لافروف، الذي يزور باريس غدا، إخفاء استياء موسكو من «خرق الهدنة» التي جاءت باقتراح من الإبراهيمي وبدعم من روسيا.
عن هذا الخرق، الذي كرس بحسب أرقام التنسيقيات والمراصد، استمراراً للحالة السابقة، قال الإبراهيمي «لن يستنفد عدم التزام الأطراف بوقف إطلاق النار عزمنا، لأن سوريا مهمة، والشعب السوري يستحق دعمنا الكامل، وسنواصل بذل الجهود في هذا الاتجاه، وسنكون على الاستعداد للتعاون مع اللاعبين الداخليين والخارجيين في هذه الأزمة».
وقال لافروف، من جهته، «يؤسف موسكو أن يلاقي نداء الإبراهيمي آذانا صماء في سوريا»، لكنه أشار إلى أن الوقت فات للحديث عن «المسؤول عن خرق الهدنة».
وبرأي لافروف، فإن العنف في سوريا يسير في طريق لا يمكن وصفه إلا «بطريق التصعيد»، ومن هنا فإن الوزير الروسي يعتبر أن «مهمة روسيا الأساسية تتجسد في هذه المرحلة الراهنة بدفع كافة السوريين الضالعين في هذا الصراع الدموي إلى وقف إطلاق النار والجلوس حول طاولة الحوار».
وفي معرض الحديث عن طاولة الحوار، لفت لافروف الأنظار إلى اللاعبين الآخرين، الذين لم يتمكنوا حتى اللحظة من الاتفاق رسميا على موقف موحد مع الكرملين من الأزمة السورية. وقال إن «أكثر ما يهم في إطار الحوار هو استخدام كافة اللاعبين في الخارج تأثيرهم وسلطتهم على مجمل المجموعات السورية المعنية بالصراع، سواء كانت نظامية أو معارضة» بهدف إيجاد حل للأزمة. وتابع «لن يحل أي شيء من دون الحوار مع الحكومة (السورية)، وتلك هي المشكلة الوحيدة التي تبقى في الطريق نحو عملية سياسية».
لا شك أن الإبراهيمي بدا موافقا على كافة طروحات لافروف، ولا عناء في تصور احتمال آخر، لأن وزير الخارجية والمبعوث العربي والدولي اجتمعا مطولا، وربما يكون ما تم بحثه وراء أبواب وزارة الخارجية قد اختلف عن الموقف الموحد الذي رغبا بثه ونقله للعالم.
وأكد لافروف أن موسكو ستدعم عودة بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا، لكنه شدد على أن ذلك لن يتم إلا بقرار من مجلس الأمن الدولي وموافقة السلطات السورية، فيما أعلن الإبراهيمي أن الأمم المتحدة ليس لديها خطط فورية لإرسال قوات لحفظ السلام إلى سوريا «لكن توجد خطة طارئة لان ذلك قد يصبح ممكنا في المستقبل».
واستنكر الإبراهيمي بدوره أعمال العنف التي تجاهلت نداءه حول الهدنة، وتحولت إلى تفجيرات أخذت تأكل الأحياء السكنية واحدا تلو الآخر. وقال إن «التفجيرات التي تقع في الأحياء السكنية يجب أن تصنف كأعمال إرهابية تنفذها جماعات لا نرتبط بها بأي شكل». وأضاف أن سوريا في الوقت الحالي تقف على حافة «حرب أهلية»، تؤكد فيها السلطات أنها تحارب «إرهابيين» وتؤدي واجبها الوطني بحماية مواطنيها، في حين يشدد الطرف الآخر على أنه يحارب «حكماً سلطوياً قاسياً» عليه التنحي.
وتابع الإبراهيمي «لقد قلت سابقا واكرر إن الأزمة السورية خطيرة جدا، والوضع يسير من سيء إلى أسوأ». وأضاف «إذا لم تكن هذه حربا أهلية، فلا ادري ما هي الحرب الأهلية» بعد الإشارة إلى امرأة سورية يحارب ابناها كل مع احد طرفي النزاع، مؤكدا «هذه الحرب الأهلية يجب أن تنتهي، وأن يبني سوريا الجديدة كل أبنائها. تأييد روسيا ودول أخرى في مجلس الأمن لا غنى عنه».
ولعل هذه الكلمات، وبصرف النظر عن دقتها أو صحتها، تملي قلب الكرملين رضا وفرحا: أليست الخارجية الروسية أول من تحدث عن وقوف دمشق على أبواب حرب أهلية؟
بعد الساحة الحمراء سيعبر الإبراهيمي سور الصين العظيم لاستكمال مهمة «مستعصية»، ولكن ربما ستكون بكين اليوم أكثر ليونة في موقفها، خاصة أن الشأن السوري، لما يحمله من أهمية كبرى، يبقى أقل أهمية من الانتخابات التي ستواجهها البلاد بعد انطلاق مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في الثامن من تشرين الثاني المقبل."
النهار
الإبرهيمي التقى لافروف: هذه حرب أهلية
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة النهار تقول "كان آخر أيام هدنة عيد الاضحى في سوريا هو الاعنف من حيث الغارات الجوية للقوات النظامية منذ بدء استخدامها الطائرات المروحية والمقاتلات في قصف مواقع المعارضة المسلحة في ضواحي القابون وزملكا وعربين بريف دمشق ومعرة النعمان بمحافظة ادلب، فيما انفجرت سيارتان مفخختان في جرمانا بريف العاصمة والحجر الاسود في جنوبها، مما أسفر عن مقتل أو جرح العشرات.
وحمل عدم تقيد الاطراف بالهدنة الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي الذي التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس في موسكو، على وصف الوضع في سوريا بأنه "يسير من سيئ الى اسوأ". واعتبر ما يجري في سوريا "حرباً اهلية". ويتوجه الابرهيمي الى الصين اليوم.
وصرح الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون من سيول "أشعر بخيبة أمل عميقة من فشل الاطراف في احترام الدعوة الى وقف القتال". ونظرا الى عدم امكان "حل هذه الازمة بمزيد من الاسلحة وسفك الدماء"، دعا بان مجلس الامن المنقسم حول الازمة السورية ودول المنطقة وجميع الاطراف "الى تحمل مسؤولياتهم والدفع من اجل وقف للنار".
وأعلنت قيادة الجيش العربي السوري ان "المجموعات الارهابية المسلحة واصلت اعتداءاتها على المواطنين الآمنين واستهداف حواجز الجيش وقوات حفظ النظام" في "اليوم الرابع الاخير لاعلان وقف العمليات العسكرية". وعدد بيان القيادة تفصيلا "الاعتداءات" على مقار وحواجز لقوات النظام في مناطق مختلفة.
وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقرا له ان الطائرات الحربية شنت "ما يزيد عن 60 غارة جوية"، موضحا ان هذه الغارات "هي الاعنف منذ بدء استخدام الطيران الحربي" في نهاية تموز الماضي.
وفي روما قال السفير الأميركي في إيطاليا ديفيد ثورن "إن الوضع في سوريا معقد جداً، ولكن بالنسبة الى الولايات المتحدة الشيء الأكثر أهمية هو أن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يغادر البلاد لاعطائها فرصة لبداية جديدة" ."
الاخبار
اقتراح لافروف: بيان جنيف ناقص الفيتو الروسي
الإبراهيمي يتسلّم من موسكو مسوّدة حلّ روسي أوروبي
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الاخبار تقول "بعد استنتاجه أنّ المبعوث الأخضر الإبراهيمي لا يملك خطة لحلّ الأزمة السورية، قدّم سيرغي لافروف له «مسوّدة خطة» كان قد طرحها على الاتحاد الأوروبي، على أن يعمل الدبلوماسي الجزائري على تعريبها وتسويقها.
شكّل لقاء المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من وجهة نظر مصادر دبلوماسية، مناسبة لإجراء مراجعة لمسعى الإبراهيمي منذ بدئه حتى الآن. وبحسب هذه المصادر، كان لافروف في بدايات هذا الشهر، خلف حصول لقاء بين نائبه ميخائيل بوغدانوف والإبراهيمي، بهدف الوقوف على آراء الأخير حيال الأزمة السورية. وإثر اللقاء، رفع بوغدانوف لوزارة خارجيته، استنتاجاً مفاده: «الإبراهيمي من دون خطة».
تضيف المصادر عينها، أنّ لافروف وصلت إليه فكرة عن مهمة الإبراهيمي، تفيد بأنّها مختلفة عن مهمة سلفه كوفي أنان، وذلك من زوايا عدة. فالأول مقبول من السعودية، في حين أنّ أنان وضعت عليه الرياض «فيتو». ويريد لافروف من الإبراهيمي أن يثمر علاقته بالرياض، في نقطة محددة، هي إقناعها بوقف تمويل المعارضة المسلحة. كذلك، يعتمد الإبراهيمي منهج عدم طرح فكرة جاهزة للحلّ، بل يريد أداء دور وسيط بين أفكار الحلّ، التي تطرحها الدول المعنية بالأزمة السورية، لصياغة حلّ دولي وإقليمي يقوم بتبنيه. ويرى الإبراهيمي أنّه بهذه الوسيلة يمكن بلورة حلّ، شرط أن يتمتع بسمتين: أن يكون واقعياً وقابلاً للتنفيذ.
خطة لافروف
بعد عدة أيام من لقاء بوغدانوف مع الإبراهيمي، كان لافروف على موعد مهم مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، يوم 15 من الشهر الجاري. وكشف مصدر دبلوماسي لـ«الأخبار» أنّ لافروف خطّط أن يستغل هذه المناسبة لبناء منصة تفكير مشترك مع أوروبا تجاه الأزمة السورية، لكي ينقلها للإبراهيمي خلال لقائه به (الذي حصل أمس)، ليعتمدها الأخير مسوّدة مشروع حلّ روسي أوروبي، قابل لأن يعمل على تعريبه دولياً وإقليمياً. وينقل المصدر عينه، أهم بنود «خطة الحلّ»، التي طرحها لافروف على هامش اجتماع وزراء الخارجية الأوروبية، بحضور المفوضة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد، كاترين آشتون، ووصفها بأنها «أجندة مناسبة ووحيدة لإنهاء الأزمة في سوريا».
وقدّم لافروف بنود خطته عبر إشعار الأوروبيين بأنّ الأزمة السورية دخلت مرحلة جديدة من الخطورة، نظراً إلى عدة مستجدات طرأت عليها. وذكر في مقدمتها «أن موسكو قلقة جداً، من تدويل الأزمة السورية». ورأى أنّ هذه السمة المستجدة تشكّل سبباً رئيسياً، في تدفّق السلاح إلى داخل سوريا، سواء لمصلحة النظام أو المعارضة. وكشف عن وجود كميات كبيرة من الأسلحة في المنطقة، تُنقَل إلى سوريا وغيرها من الدول، بوفرة وبطريقة غير شرعية. وبناءً على ذلك، قال لافروف إنّ بلاده لا تستطيع أن تؤكد ما نشرته منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن استخدام القوات السورية أسلحة عنقودية روسية الصنع، فإن صحّ أنها استعملتها، فقد تكون وصلت إلى النظام من طريق السوق السوداء. ونبّه إلى واقع أنّ «المتطرفين المرتزقة قد تسربوا بكثرة إلى الساحة السورية. وهؤلاء يصطادون في الماء الدولي والإقليمي والداخلي العكر». ورأى أنّ تعاظم دور المتطرفين في الأزمة السورية هو مصدر قلق مشترك، لكلّ من روسيا والاتحاد الأوروبي.
بنود الحلّ
طرح لافروف بنود خطته للحلّ، وتشكّلت من النقاط الأساسية الآتية:
أولاً: التزام بيان جنيف، وتنفيذه على أرض الواقع. وقدّم لافروف بخصوص هذا البند، لأول مرة، ما يشبه ضمانات روسية بصدد دعمه إلى أقصى حدّ في حال تبنيه من الدول الأخرى. وقال في هذا المجال، إنّ روسيا «تتعهد أنها لا تزال على استعداد لقبول بيان جنيف، بأي شكل يُطرَح في مجلس الأمن». وتوحي هذه الإشارة، بحسب ما فسّرت داخل كواليس الاتحاد الأوروبي، أنّ موسكو لن تمارس حق النقض ضد أيّ نقطة من بنود اتفاق جنيف خلال التفاوض عليها، بما فيها بند «العملية الانتقالية».
في مقابل ذلك، «اشترط لافروف – وهذه النقطة الثانية من خطته – أن يقبل اللاعبون الخارجيون المنخرطون في الأزمة السورية، كهدف رئيس، ممارسة ضغوط على جميع الأطراف السورية، وإعطائهم إشارة متزامنة على ضرورة إنهاء القتال والجلوس حول طاولة الحوار، والبدء في التفاوض». وفصّل لافروف طرحه بالقول إنّ الأزمة السورية بدأت «تؤثر على دول الجوار، وتزيد من تدفق اللاجئين، ومن تعاظم حوادث الحدود». ولن يكون بالإمكان تفادي تحوّل هذه الأحداث إلى سياق عسكري يخرج عن السيطرة. وبناءً علىه، صار لكلّ الأطراف مصلحة بوضع حدّ لتعاظم العنف. وتضمّن البند الثالث من خطة لافروف «مسوغاً شرعياً لبيان جنيف، وآلية لتنفيذه»، عرضه على الإبراهيمي أمس، بعدما أطلع الاتحاد الأوروبي عليه. وحثّه على «محاولة تعريبه في اتصالاته الدولية والإقليمية المقبلة والبناء عليه». ومفاد هذا الطرح يقوم على النقاط الآتية: بخصوص قانونية بيان جنيف من حيث إنّه ملزم لمجلس الأمن، قال لافروف: «بالأساس اقترحنا بيان جنيف بوصفه وثيقة شرعية، وجرت الموافقة عليها بإجماع أعضاء مجلس الأمن، وأكسبه ذلك قوة إضافية».
ويضيف: «صحيح أنّه لا يوجد مصطلح لإضفاء الطابع القانوني على بيان جنيف في مجلس الأمن، لكن يمكن اعتباره وثيقة شرعية بحكم أنها نتاج لتوافق في الآراء بين جميع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، إضافة إلى تركيا وجامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي. وهذا يؤمّن للبيان طابعاً شرعياً، وإن كان ليس ملزماً قانونياً. ولهذا فإنّ من الضروري أن ينخرط جميع الذين لهم تأثير على الساحة السورية، في عملية تنفيذه»، عبر التزام «جميع أولئك الذين لديهم تأثير على الساحة السورية أن يحصلوا على تعهد من كل أطرافها بتنفيذ شرطين أساسيين في هذه الوثيقة، أولاً: وقف العنف بالتزامن مع انتشار مراقبي الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، والتزام بنود هذه الوثيقة. ثانياً، الجلوس إلى طاولة المفاوضات للاتفاق على تكوين الهيئة الإدارية الانتقالية للسلطة، بالتوازي مع إعداد مشروع دستور جديد وإجراء انتخابات». ويعلّق لافروف أنه يمكن «تنفيذ هذه الآلية بكل بساطة، لكن إذا كان شركاؤنا يصرّون على أنّ الحكومة يجب أن توقف أولاً العمليات العدائية والانسحاب من جميع المدن والبلدات، فذلك لن يؤدي إلى أي شيء جيد. فالحكومة السورية لن تكرر ما فعلته من قبل. من الضروري وقف العنف من كلا الجانبين»."
المستقبل
بان كي مون محبَط والإبراهيمي يرى الوضع السوري من سيّئ إلى أسوأ
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة المستقبل تقول "شنّ الطيران الحربي السوري أمس أكثر من 60 غارة هي الأعنف منذ بدء استخدام بشار الأسد صواريخ مقاتلاته ضد المدنيين في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، حسب وصف الموفد الدولي والعربي الاخضر الابراهمي الذي اعتبر أن الوضع "يسير من سيئ إلى أسوأ" في تزامن مع دخول "هدنة" عيد الأضحى التي ولدت ميتة، ساعاتها الاخيرة.
وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شعوره "بإحباط شديد من ان الاطراف فشلت في احترام الدعوة لتعليق القتال"، وأضاف "لا يمكن حل هذه الازمة بمزيد من الاسلحة واراقة الدماء".
فمن موسكو، أبدى الاخضر الابراهيمي أسفه لانهيار وقف اطلاق النار، معتبراً ان "الازمة السورية خطيرة جداً جداً، والوضع يسير من سيّئ الى أسوأ".
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كرّر الابراهيمي وصف ما يجري في سوريا "بالحرب الاهلية، وإذا لم تكن هذه حرباً أهلية، فلا أدري ما هي الحرب الاهلية".
وأعرب لافروف عن "خيبة امل" موسكو من عدم التزام الطرفين الهدنة، معتبراً ان لا فائدة في الخلاف بشأن من انتهكها، ودعا الى الحوار لأن "الهدف هو ان يتوقف جميع السوريين عن اطلاق النار ويجلسوا حول طاولة المفاوضات".
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من سيول "انني أشعر بإحباط شديد لأن الاطراف فشلت في احترام الدعوة لتعليق القتال." وأضاف "لا يمكن حل هذه الازمة بمزيد من الاسلحة واراقة الدماء"، وتابع "أكرر دعوتي لمجلس الامن ودول المنطقة لدعم مهمة الاخضر الابراهيمي المبعوث الخاص المشترك للمساعدة في المضي قدماً نحو مسار سياسي".
وبدأت في اسطنبول أمس، فعاليات مؤتمر "إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا مواجهة التحديات وبناء رؤية مشتركة من أجل المستقبل"، الذي دعا إليه "المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية"، ومقره واشنطن.
وتشارك في المؤتمر شخصيات سياسية من المجلس الوطني السوري والمجلس الوطني الكردي والمنظمة الديموقراطية التركمانية وشخصيات مستقلة وناشطون سوريون ما بين 29 و31 من الجاري.
واعتبر عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري أن المجلس يعطي المؤتمر أهمية كبيرة، لذلك كانت مشاركته فيه كبيرة."
اللواء
الإبراهيمي من موسكو: الأزمة من سيىء إلى أسوأ .. ولافروف لا يرى بديلاً عن الحوار
انهيار الهدنة يفتح أبواب الجحيم في سوريا: تفجيرات في دمشق وأعنف الغارات
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة اللواء تقول "اعتبر الموفد الدولي والعربي الاخضر الابراهمي يوم أمس أنّ الوضع في سوريا «يسير من سيىء الى اسوأ»، ليتزامن كلامه مع دخول هدنة عيد الاضحى ساعاتها الاخيرة، فشنَّ الطيران الحربي السوري «غارات هي الاعنف» منذ بدء استخدامه في النزاع، وانفجرت سيارتان مفخخّتان في جنوب دمشق وريفها ما ادى الى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى.
وأدّت اعمال العنف يوم أمس الى مقتل اكثر من ١٠٠ شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فقد اعتبر الابراهيمي إثر مباحثات اجراها في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ان الوضع في سوريا يسير «من سيىء الى اسوأ»، معبّرا عن خيبة أمله لفشل الهدنة التي دعا اليها خلال ايام عيد الاضحى الاربعة.
وقال الابراهيمي في مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف: «لقد قلت سابقا وأكرّر أن الازمة السورية خطيرة جدا، والوضع يسير من سيىء الى اسوأ».
وأضاف: «إذا لم تكن هذه حربا اهلية، فلا أدري ما هي الحرب الاهلية» بعد الاشارة الى امرأة سورية يحارب ابناها كل مع احد طرفي النزاع، مضيفا: «هذه الحرب الاهلية يجب ان تنتهي».
وكانت روسيا ساندت دعوة الابراهيمي الى الجيش السوري ومسلّحي المعارضة لوقف المعارك خلال عيد الاضحى، لكن عمليات القصف والتفجير استؤنفت بعد ساعات على اعلان الالتزام بالهدنة الجمعة فيما تبادل الطرفان المسؤولية عن خرقها، وأقرَّ الموفد الدولي بأنّ مجموعات اخرى خارجة عن سلطة الطرفين قد تكون قامت بذلك.
وقال الابراهيمي بأنّ بعض التفجيرات «خلال فترة العيد في المناطق الآهلة بالسكان المدنيين كانت بالتأكيد اعمالا ارهابية قامت بها مجموعات ليس لدينا اتصال معها».
وأضاف بأنّ انهيار الهدنة لن يثنيه عن البحث عن حل للازمة في سوريا، داعيا المجموعات الدولية الى «مساعدة شعب سوريا على ايجاد حل لازمته».
من جهته، قال لافروف بأنّ موسكو ايضا تشعر بخيبة امل من عدم التزام الطرفين في سوريا بالهدنة، الا انه اكد انه لا فائدة من الخلاف حول من انتهكها.
وأضاف: «انهم يتقاتلون بشكل اكبر في سوريا، والاستفزازات والردود غير الكافية عليها اصبحت احداثا يومية. الهدف هو ان يتوقف جميع السوريين عن اطلاق النار ويجلسوا حول طاولة المفاوضات».
وشدّد على موقف روسيا المتمثل بأنّ الازمة ستحل حين تبدأ قوى غربية واقليمية مثل تركيا مفاوضات مع الرئيس السوري بشار الاسد وليس فقط مع المعارضة.
وقال: «لن يحل اي شيء بدون الحوار مع الحكومة (السورية) وتلك هي المشكلة الوحيدة التي تبقى في الطريق نحو عملية سياسية».
وسيتوجه الابراهيمي الذي خلف كوفي انان في هذه المهمة، الى مجلس الامن الدولي في تشرين الثاني بمقترحات جديدة للدفع في اتجاه محادثات بين الاسد والمعارضة، وسيزور موفد الجامعة العربية والامم المتحدة الصين ايضا.
وكان الابراهيمي يأمل بأن تؤدي هدنة العيد الى وقف اطلاق نار دائم وحل سياسي للنزاع الذي اوقع 35 الف قتيل في سوريا منذ بدئه بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويعتمد المرصد للحصول على معلوماته على شبكة من ناشطي حقوق الانسان في كافة انحاء سوريا وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية."