أوساط مسيحية في "إسرائيل" رأت مشاركة رجلي الدين والعشرات من الشبان في المؤتمر «خروجاً عن الموقف الموحد للعرب في إسرائيل القاضي برفض الخدمة في جيش احتلال، تحت أي مسمى يراد منه أسرلة الشباب العرب"
لا تزال مشاركة رجلي دين مسيحيين من مدينة الناصرة في فلسطين المحتلة في مؤتمر عقد أخيراً في بلدة «نتسيرت عيليت» بمبادرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي تحت عنوان «تجنيد الشبان المسيحيين في الجيش الإسرائيلي»، تثير ردود فعل غاضبة، خصوصاً على شبكة التواصل الاجتماعي (فايسبوك)، بمعظمها في أوساط مسيحيين في "إسرائيل" رأوا مشاركة رجلي الدين والعشرات من الشبان في المؤتمر «خروجاً عن الموقف الموحد للعرب في إسرائيل القاضي برفض الخدمة في جيش احتلال، ورفض أي خدمة أخرى تحت أي مسمى يراد منه أسرلة الشباب العرب».
وأفاد موقع صحيفة «كل العرب» النصراوية، بأن مجلس طائفة الروم الأرثوذكس في الناصرة دعا إلى اجتماعه الكاهن جبرائيل نداف لاستجوابه عن مشاركته في مؤتمر «يراد منه سلخ الطائفة المسيحية عن تركيبة المجتمع العربي في "إسرائيل"، وإغراؤها بامتيازات الخدمة العسكرية، وذلك ضمن مخطط حكومي مرسوم»، كما جاء على لسان رئيس مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة الدكتور رمزي حكيم الذي أضاف أن مجلس الطائفة التأم لإعلان موقف من الذين شاركوا في المؤتمر «خصوصاً من ادعى أنه يمثل الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة». وأكد أن مجلس الطائفة لن يسمح لأي كان بتمثيله في مثل هذه المؤتمرات «التي تهدف إلى زرع بذور الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، خصوصاً أنه لا يوجد لديهم أي صفة تمثيلية لطائفتنا العريقة المعروفة بمواقفها الوطنية على مدى عقود من الزمن».
وأكد رئيس بلدية «نتسيرت عيليت» شمعون جابسو أن المؤتمر عقد بمبادرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأنه شخصياً يولي اهتماماً لتجنيد المسيحيين في الجيش، و«أعتقد أن هناك حاجة لتقاسم العبء وتحقيق المساواة لأن من يخدم في الجيش أو يقوم بالخدمة المدنية يجب أن يحصل على حقوقه من الدولة». وزاد أن الاجتماع «منح الشرعية للجنود المسيحيين».
يذكر أن الكيان الإسرائيلي لا يتعامل مع الفلسطينيين على أنهم أقلية قومية إنما على أنهم طوائف وملل، وطالما صبت سياستها في التفريق بينهم، بدءاً بتجنيد الشبان الدروز إلزامياً، مروراً بمحاولاتها المتكررة لتجنيد البدو، ثم مشروع «الخدمة الوطنية» أو «الخدمة المدنية» بداعي أن مؤديها يحصلون على امتيازات مماثلة لتلك التي يحصل عليها المجند اليهودي، متجاهلةً حقيقة أن سياستها التمييزية ضد العرب وسلطاتهم المحلية، لجهة الموازنات الحكومية وموازنات التطوير، لا تقفز عن البلدات الدرزية المرغم شبابها منذ 50 عاماً على التجند في جيش الاحتلال الإسرائيلي.