تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة عدّة عناوين كان أبرزها تطورات الساحة الداخلية وموقف كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة عدّة عناوين كان أبرزها تطورات الساحة الداخلية وموقف كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الداعي للحوار والاستقرار، أما في الشأن السوري فتحدثت الصحف عن إقتراح الصين الاخير للحل في سورية وزيارة لافروف مصر الاحد.
السفير
صحيفة السفير تناولت التطورات السياسية الداخلية وتصريح كل من الراعي وميقاتي عن الحكومة والاستقرار وزيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبنان في الاسبوع المقبل، كما تحدثت الصحيفة عن تطورات الازمة السورية والاقتراح الاميركي لتنظيم المعارضة وزيارة لافروف مصر الاحد.
الحريري يتصل بجنبلاط .. وميقاتي مرتاح للدعم الدولي .. والراعي ضد الاحتكام للشارع
هولاند في بيروت الأحد: دعم المؤسسات والاستقرار
وكتبت الصحيفة تقول "«رب ضارة نافعة». رفعت المعارضة سقفها السياسي بإعلانها الحرب على الحكومة، فلم تجد الأكثرية الا «الانتاجية» ولو المتأخرة، سبيلا للتعويم الحكومي.
راهنت المعارضة على تطوير الموقف الدولي الى جانب «قضيتها»، فاذا بمساعدة وزيرة الخارجية الأميركية اليزابيت جونز تغادر بيروت، تاركة وراءها بيانا «أجمل من أن يصدق»، كان كافيا كي يتمسك «فريق 14 آذار» بكل حرف من حروفه القائلة بأن الشعب اللبناني يستحق حكومة «تعكس تطلعاته»، وأن الولايات المتحدة تدعم جهود رئيس الجمهورية ميشال سليمان «بشأن الانتقال الى حكومة جديدة».
هي العبارات نفسها تقريبا التي بات يرددها سليمان ومن حوله رئيسا مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط، الى أن يأتي «العراب» الخارجي الذي يتولى المهمة، وهو حتما لن يأتي «لأن الأولوية الدولية اليوم للملف السوري»، على حد تعبير الديبلوماسية الأميركية التي غادرت بيروت أمس، بعد سلسلة لقاءات توجتها باجتماعين مع كل من النائب جنبلاط وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وشددت فيهما على أهمية تجنيب لبنان أية توترات وصيانة الاستقرار السياسي والأمني.
وعلمت «السفير» بأن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيقوم يوم الاحد المقبل بزيارة عمل سريعة للبنان تستمر نحو ثلاث ساعات، يعقد خلالها قمة ثنائية مع الرئيس سليمان يعقبها اجتماع موسع ومؤتمر صحافي مشترك، على ان يصل هولاند صباحا آتيا من السعودية ويغادر ظهرا حيث ستقام مراسم الاستقبال والوداع في القصر الجمهوري.
وقال مصدر ديبلوماسي واسع الاطلاع لـ«السفير» ان تخصيص لبنان بهذه الزيارة، في ظل الظروف الحساسة التي يمر بها لبنان والمنطقة، «دليل متجدد على الحرص الدولي على حماية لبنان وتجنيبه اية تداعيات لما يحصل في المحيط». واوضح المصدر «ان الزيارة ذات اهمية خاصة، فهي زيارة تضامن قوي وثابت من فرنسا تجاه كل لبنان، وللتعبير عن تأييد فرنسا ودعمها للمؤسسات الدستورية اللبنانية، وفي مقدمها موقع رئاسة الجمهورية، وللتأكيد على حماية الوحدة الوطنية ودعم قيادة سليمان وجهوده التي يقوم بها حاليا بالتشاور مع كل الاطراف اللبنانية، والتشديد على استمرارية عمل المؤسسات للمحافظة على الامن والاستقرار في لبنان».
واشار المصدر الى ان «هذه الزيارة تندرج ايضا في اطار التزام فرنسا الدائم بأمن لبنان واستقراره واستقلاله وسيادته ودعمها المستمر له، خصوصا انها بعلاقاتها التاريخية المميزة والخاصة مع لبنان، تشكل القاعدة الصلبة لمظلة الامان الدولية للبنان والجاهزة دائما للتدخل عند حصول اي تطورات مستجدة وحساسة».
وعبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن ارتياحه للدعم الدولي للحكومة، وقال لـ«السفير»: «ما دام الجميع يخشى الفراغ، فان الحكومة ستتحمل المسؤولية ولن تسمح أبدا بسقوط البلد في فخ الفراغ»، داعيا الى دعم جهود رئيس الجمهورية ومشاوراته الحوارية التي تحظى بدعم عربي ودولي.
وأكد ميقاتي أن الحكومة مستمرة بالعمل وهي لن تقدم وعودا للبنانيين منذ الآن فصاعدا بل انجازات.
ومن المقرر أن يتوجه ميقاتي يوم الأحد في رحلة أوروبية تقوده الى هنغاريا وبلغاريا، بينما تردد أن زيارته باريس في الثامن عشر من الجاري، سيعاد النظر في موعدها في ضوء زيارة الرئيس الفرنسي المفاجئة للعاصمة اللبنانية.
تأجيل الجلسة النيابية العامة
سياسيا، التزمت المعارضة بمقاطعتها الحكومية والبرلمانية، حيث انعدم امس النشاط المجلسي، وتعطلت حركة اللجان النيابية بالكامل في غياب نواب «14 آذار»، بينما انسحب هذا التعطيل على الجلسة التشريعية التي كانت مقررة في الاسبوع المقبل، وتم تأجيلها الى اجل غير مسمى بالتوافق بين الرئيسين بري وميقاتي اثر اجتماعهما، أمس، في عين التينة، «وذلك حرصا على مشاركة الجميع فيها».
وعبر النائب جنبلاط عن تقديره لخطوة تأجيل الجلسة، ووصفها بالممتازة، وقال لـ«السفير»: «يجب ان تنصب كل الجهود في سبيل حماية النسيج الداخلي، ومن هنا انا اؤيد خطوة تأجيل الجلسة، واقدر كل من سعى اليها لمنع حصول شرخ في البلد، او أي انقسام بين اللبنانيين، ومن اجل استمرار التواصل. اذ لا يجوز ابدا ان يحصل أي شرخ في لبنان وتحت أي عنوان».
وأعلن «الحزب التقدمي الاشتراكي»، ليل أمس، أنه تماشيا مع رغبة رئيس الجمهورية بإبقاء قنوات الحوار مفتوحة بين الفرقاء اللبنانيين، أجرى الرئيس سعد الحريري اتصاﻻ هاتفيا بجنبلاط «وكان الحديث وديا وحميما وتناول التطورات السياسية الراهنة، وأكد جنبلاط للحريري ان طلبه الوحيد هو دعم رئيس الجمهورية وجهوده المستمرة لحفظ اﻻستقرار وحماية السلم اﻻهلي»، كما جاء في بيان «الاشتراكي».
يأتي ذلك، في وقت حضرت فيه بكركي بشكل لافت في واجهة المشهد الداخلي، عبر الزيارة التي قام بها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي للقصر الجمهوري في بعبدا، والتي تخللها تعبير عن دعم مساعي سليمان وتأكيد بطريركي ان تغيير الحكومة يتم بالتفاهم وبالاحتكام الى المؤسسات وليس بالفراغ وتعطيل الدولة والاحتكام الى الشارع.
وبينما كرر ميقاتي ان الرد على استقالة الحكومة بزيادة الانتاجية الحكومية، ينتظر ان تتجه الحكومة في الايام المقبلة الى اصدار تعيينات ادارية، بعدما انجزت دفعة كبيرة من التعيينات الديبلوماسية.
«حكومة فورد ـ سيف» على نار أميركية ـ قطرية .. والمقداد يهاجم أردوغان
لافروف في القاهرة الأحد: تسويق حل روسي لأزمة سوريا
يزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القاهرة الأحد المقبل، لإطلاع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، على مقترحات موسكو لحل الأزمة السورية، فيما تمسك نائب الأمين العام للجامعة العربية احمد بن حلي، أمس، «بالحلول الديبلوماسية، لأن البديل سيكون خراب سوريا وانهيارها»، في الوقت الذي كشفت فيه بكين عن تفاصيل خطتها الجديدة لحل الموضوع السوري، تتضمن وقفاً لإطلاق النار في منطقة تلو الأخرى وعلى مراحل، وتشكيل جهاز حكومي انتقالي.
في هذا الوقت، اتهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في تصريح لـ«السفير» أمس، تركيا بتصعيد الإرهاب في سوريا، ورئيس حكومتها رجب طيب اردوغان بالتصرف مثل «تنظيم إخوان مسلمين»، معتبراً أن أنقرة، التي رفضت التنسيق مع دمشق بشأن الوضع على الحدود، «تحاول استثمار الوضع لتصعيد الإرهاب، واستغلال التطورات في سوريا بشكل يخدم مصالحها».
وتستقبل الدوحة، ابتداء من الغد، معارضين سوريين سيحاولون تأسيس هيئة قيادية جديدة تشكل بديلاً عن المجلس الوطني الحالي الذي باتت أهليته في تمثيل المعارضة السورية مثار خلاف دولي وعربي حاد، خصوصاً بعد كلام وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس الأول حول أن المجلس لا يمثل المعارضة.
وسيشارك في الاجتماع عشرات من القادة المعارضين ومسؤولي لجان التنسيق بحضور السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد، منسق المشروع. ونفى المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في سوريا منذر خدام لـ«السفير»، أن تكون الهيئة أو شخصياتها قد تلقت أية دعوة للمشاركة في مؤتمر الدوحة.
وسيضمّ المجلس الجديد، الذي ترى مصادر أميركية أنه قد يتحوّل إلى «حكومة انتقالية» قادرة على التفاوض مع النظام السوري، 51 عضواً، بحسب مصدر مطلع لصحيفة «الغارديان» البريطانية أوضح أن اسم رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب سيكون مطروحاً لدخول الهيئة القيادية إضافة إلى ثلاثة من أعضاء «المجلس الوطني الكردي» وهيثم مناع من «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي».
وتعرّضت «حكومة فورد ـ سيف» في إشارة إلى رياض سيف النائب السابق إلى انتقادات قبل ظهورها على الساحة، حيث أن بعض المعارضين يشيرون إلى أن مثل هذه المبادرات ستفشل الآن بسبب تشرذم المعارضة. وكانت مهمة إنهاء المجلس بدأت على يد فورد. وفي تموز الماضي في القاهرة، تقدّم السفير الأميركي بمشروعه وانتقل للمرحلة الثانية باستخدام قطر، الطرف المموّل للمجلس للضغط عليه للقبول بفكرة حكومة رياض سيف. وتشير المعلومات الآتية من أنقرة إلى أن الحكومة التركية قلقة من المشروع الجديد، لأنها سبق واستثمرت جهودها في المجلس الوطني الحالي الذي سيؤدي دوراً محدوداً في المجلس الجديد.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «قتل 28 جندياً سورياً نظامياً على الأقل، بعضهم تعرّض للإعدام بأيدي مسلحين هاجموا حواجز عسكرية في شمال سوريا، في حين شنّ الطيران الحربي غارات جديدة على مناطق عدة، لا سيما في ريف دمشق». وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان «حصدت أعمال العنف في كل المناطق السورية 86 قتيلاً».
المقداد
وقال المقداد، في تصريح لمراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر، إن تركيا «لم ترد على طلبات الجانب السوري للتنسيق الأمني والعسكري» بخصوص الحدود المشتركة، والتي شهدت توتراً وصل إلى قصف الجانب التركي مواقع عسكرية سورية.
وأوضح المقداد أن «سوريا لم تتلق أي رد على طلبها التنسيق الأمني العسكري مع الجانب التركي. على العكس يحاولون استثمار الوضع لتصعيد الإرهاب، واستغلال التطورات في سوريا بشكل يخدم مصالحهم». واعتبر أن حكومة رجب طيب اردوغان « تتعاطى معنا كتنظيم إخوان مسلمين»، مشيراً إلى أن الرد على طلب التنسيق كان «التصعيد وتعقيد الوضع عبر استمرار الحكومة التركية في دعم الإرهاب والإرهابيين في سوريا».
وكانت دمشق عرضت التنسيق الأمني، عبر وسيط روسي وإيراني، مع الجانب التركي بعد حادثة سقوط قذيفة هاون على بلدة حدودية تركية أدّت إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص.
لافروف في القاهرة
وأعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أن الأمين العام للجامعة نبيل العربي والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيبحثان مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في القاهرة الأحد المقبل، الرؤية الروسية للتعامل مع الوضع الحالي في سوريا، و«نية» موسكو ومبادرتها بشأن سوريا.
وكان بن حلي يردّ على سؤال عن رؤية الجامعة للاقتراح الروسي حول ضرورة التعامل مع الأزمة السورية وفق بيان «مجموعة الاتصال الدولية» في جنيف في 30 حزيران الماضي. وقال «بعد ذلك سيتم إعلان الموقف العربي منها».
وعن جدوى الحلول الديبلوماسية في سوريا، قال بن حلي «ليس أمامنا سوى الحلول الديبلوماسية»، مؤكدا أن «البديل سيكون خراب سوريا وانهيارها».
وأعلن أن «البند الأول على جدول الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب في 12 تشرين الثاني الحالي سيكون بحث الخطوات المقبلة للتعاون مع الوضع غير المقبول في سوريا»، والذي وصفه بأنه «دخل في مرحلة النفق المظلم، ونسعى إلى إيجاد مخرج لهذا النفق»، مشيراً إلى أن «لدى الإبراهيمي أفكاراً سيتم عرضها خلال مشاركته في اجتماعات وزراء الخارجية العرب».
بكين
وأعلنت بكين أنها قدمت «اقتراحات جديدة بناءة» لوقف العنف في سوريا. وتحدثت بالتفصيل عن خطة جديدة تتألف من أربع نقاط قدمها وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي للإبراهيمي، أمس الأول.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي «هناك اقتراحات جديدة بناءة مثل وقف إطلاق نار يعلن منطقة بعد منطقة، ومرحلة بعد مرحلة. أما النقطة الثانية فتقضي بأن تنتدب الأطراف ذات الصلة ممثلين مفوضين عنها وأن يقوموا بمساعدة الإبراهيمي والمجتمع الدولي بصياغة خريطة طريق للانتقال السياسي عبر المشاورات وتشكيل جهاز حكومي انتقالي بناء على احدث تطورات الموقف».
وأضاف «تنص النقطة الثالثة على أن يدعم المجتمع الدولي جهود الإبراهيمي من أجل تحقيق تقدم حقيقي في تنفيذ بيان جنيف وخطة (المبعوث السابق) كوفي أنان وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة»، فيما تدعو «الرابعة العالم للتحرك بإصرار وزيادة المساعدات الإنسانية لسوريا، من دون أن يتم تسييسها أو عسكرتها». وتابع إن «الاقتراحات تستند إلى آخر تطورات الوضع وجهود الأمم المتحدة وجهود الوساطة التي يقوم بها الإبراهيمي».
وقال هونغ لي «أصبح المزيد والمزيد من الدول يدرك أن الخيار العسكري لا يقدم مخرجاً، وأن التوصل إلى تسوية سياسية أصبح تطلعاً مشتركاً متنامياً». وأضاف «الاقتراح الصيني الجديد يهدف إلى بناء توافق دولي ودعم جهود الوساطة التي يبذلها الإبراهيمي، ودفع الأطراف المعنية في سوريا قدماً نحو تنفيذ وقف مبكر لإطلاق النار، وإنهاء العنف وإطلاق عملية انتقال سياسي يقودها الشعب السوري في موعد مبكر»."
النهار
صحيفة النهار تناولت الوضع الداخلي وكتبت عن تصريحي الرئيس سليمان والراعي الداعيين للحوار .
اتصال يكسر القطيعة بين الحريري وجنبلاط
سليمان والراعي: الحوار قبل الحكومة الجديدة
وكتبت تقول "اخترق تطور ايجابي وحيد أمس جدار الازمة السياسية في البلاد وتمثل في اتصال هاتفي بين الرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بعد أسبوع من السجال الذي نشأ بينهما وأدى الى اهتزاز علاقتهما.
واسترعى الانتباه في هذا السياق ان مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي هي التي تولت تعميم خبر الاتصال، وأفادت انه "تماشيا مع رغبة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في ابقاء قنوات الحوار مفتوحة بين الافرقاء اللبنانيين، أجرى رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري اتصالا هاتفيا برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وكان الحديث وديا وحميما وتناول التطورات السياسية الراهنة، وأكد جنبلاط للحريري خلال الاتصال ان طلبه الوحيد هو دعم رئيس الجمهورية وجهوده المستمرة لحفظ الاستقرار وحماية السلم الاهلي".
وعلى أهمية الدلالة التي اكتسبها هذا الاتصال وما يمكن أن يتركه من انعكاسات على المناخ المأزوم، لم تبرز أمس أي ملامح لحلحلة ممكنة وقريبة في المبارزة المتصاعدة بين الحكومة والمعارضة.
وقال مصدر بارز في المعارضة لـ"النهار" إن الحصيلة السياسية لحملة قوى 14 آذار والاجتماعات التي عقدتها مع الموفدين الأجانب أظهرت انتقال البحث من رفض استقالة الحكومة الى البحث في سبل تأليف حكومة جديدة. وأوضح أن هذا المعطى يشمل كبار المسؤولين كما يشمل المسؤولين الاجانب وآخرهم مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى اليزابيت جونز، وعلى أساس هذه الحصيلة تتطلع سائر قوى 14 آذار الى المرحلة المقبلة. ووصف المصدر "ما سمي انجاز" التشكيلات الديبلوماسية التي أصدرها مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة بأنه "انجاز تقاسم الجبنة الديبلوماسية ولو كانت الحكومة تتصرف على أساس انها لكل لبنان لكانت شملت بهذه التشكيلات المعارضة ايضا".
وفي المقابل، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عقب اجتماعه أمس مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي تأجيل جلسة الهيئة العامة لمجلس النواب التي كان مزمعا عقدها في السابع من الجاري الى موعد يحدد "حرصاً منا على مشاركة الجميع في مثل هذه الجلسات".
ورحب بري في تصريح لـ"النهار" بما وصفه بـ"الحيوية التي تدب في الحكومة وسعي الوزراء الى مزيد من الانتاجية"، مضيفا: "هذا ما أكدته والرئيس ميقاتي". وعن الخطوة التالية بعد اصدار التشكيلات الديبلوماسية قال: "التشكيلات الديبلوماسية خطوة جيدة وهي لم تتم منذ اعوام عدة وستتابع الحكومة في هذا الاتجاه في قطاعات اخرى وليس في حقل النفط فحسب، وسيكون عنوان الحكومة في هذه المرحلة الخير لقدام".
أما ميقاتي، فكرر ان "الرد الطبيعي على كل الانتقادات التي تتعرض لها الحكومة هي الانتاجية"، متمنياً ان "يستكمل الرئيس سليمان كل المشاورات التي يقوم بها مع الفاعليات السياسية لنجد مخرجاً للازمة". واعتبر ان "عنوان الاستقالة يجب ان يكون عنوان حل وليس عنوان ازمة جديدة".
واكتفى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بالقول لـ"النهار" تعليقاً على قرار الرئيس بري ارجاء الجلسة الاشتراعية للمجلس "ان الرئيس بري يحرص دائما على ألا تظهر البلاد في وضع انقسام كبير".
سليمان والراعي
في غضون ذلك، برزت حركة كثيفة في اتجاه بكركي التي استقبلت أمس موفدين وتلقت رسائل سياسية عدة في ظل موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المؤيد لمبدأ الحوار ودعم جهود رئيس الجمهورية. واذ زار البطريرك الراعي قصر بعبدا ودعا الرئيس سليمان الى حضور الاحتفال باعلانه كاردينالاً في الفاتيكان في 24 من الجاري، قالت مصادر في بعبدا وبكركي لـ"النهار" إن لا كلام في تأليف حكومة جديدة قبل الاتفاق على طاولة الحوار. ولفتت الى ان الجميع يريدون سلامة الحياة السياسية شرط سلوك طريق الحوار الذي هو ايضاً الباب الى الاصلاحات المطلوبة. وعلم ان البطريرك نقل الى الرئيس سليمان رسالة من البابا بينيديكتوس السادس عشر اشاد فيها بمواقفه ودوره ونوه بتأثره بالاستقبال الذي لقيه لدى زيارته لبنان.
واكد البطريرك الراعي "تقديره لدعوة الرئيس سليمان الى الحوار الذي يبقى السبيل الوحيد للخروج من الازمة السياسية الخطيرة والعبور الى مرحلة سياسية واقتصادية افضل". ولاحظ ان "كل تغيير يحتاج الى حوار جدي وصريح يتحمل فيه كل طرف مسؤوليته امام الضمير والتاريخ".
وكان الراعي استقبل الوزير علي حسن خليل موفداً من الرئيس بري. وعلمت "النهار" ان الزيارة جاءت تحت عنوان الدفع في اتجاه الحوار وزيادة فرص تحقيق هذا الامر بين الافرقاء. كما تسلم البطريرك رسالة من النائب جنبلاط شدد فيها على "ان الحوار هو السبيل الوحيد لمعالجة الخلافات السياسية بين اللبنانيين بما يضمن الاستقرار ويحصن السلم الاهلي عبر مرجعية الدولة".
عودة فداء عيتاني
في غضون ذلك، انتهت مساء امس محنة الصحافي الزميل فداء عيتاني بعد احتجازه في مدينة اعزاز شمال حلب على ايدي خاطفي اللبنانيين التسعة خلال تغطيته الاحداث في سوريا. وعاد عيتاني الى بيروت قرابة العاشرة ليلا وتحدث عن "مشكلة حقيقية في الثورة السورية" قائلا: "انها فعلا في خطر"."
الاخبار
صحيفة الاخبار ركزت الحديث عن تطورات الازمة السورية فكتبت عن المبادرة الصينية الاخيرة لحل الازمة وزيارة لافروف مصر الاحد.
«مبادرة صينية» من أربعة بنود
لافروف في القاهرة الأسبوع المقبل... ومقتل 28 جندياً في إدلب
وكتبت تقول "في مسعى جديد لحلّ الأزمة، قدّمت بكين مقترحاً من أربع نقاط يستند إلى جهود «الأطراف ذات الصلة»، فيما أعرب وزير الدفاع الروسي عن اعتقاده بأنّ الجيش السوري قادر تماماً على مواجهة المعارضة.
قدّمت بكين مقترحاً من أربع نقاط لحلّ الأزمة في سوريا، بعد زيارة الموفد العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي لها، فيما يزور وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مقرّ جامعة الدول العربية يوم الأحد المقبل. بينما عاشت سوريا يوماً جديداً من الاشتباكات والغارات العنيفة. وكشفت الصين تفاصيل اقتراحها الجديد لحلّ الأزمة في سوريا، الذي يتضمن وقف إطلاق النار تدريجياً أو على مراحل. وذكر التلفزيون الصيني أنّ «الاقتراح الرباعي»، الذي عرضه وزير الخارجية، يانغ جيه تشيه، على الوسيط الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي يتضمن أولاً أن «تعمل الأطراف ذات الصلة في سوريا على وقف القتال والعنف، والتعاون مع جهود وساطة الإبراهيمي، وعليها أن تسعى إلى وقف النار منطقة بعد منطقة أو على مراحل». أما النقطة الثانية، فتقضي بأن تنتدب الأطراف ذات الصلة ممثلين مفوضين عنها، وأن يساعدوا الإبراهيمي والمجتمع الدولي بصياغة خريطة طريق للانتقال السياسي عبر المشاورات وإقامة هيئة حاكمة انتقالية واسعة التمثيل. والنقطة الثالثة تنصّ على أن يدعم المجتمع الدولي جهود الإبراهيمي من أجل تحقيق تقدّم حقيقي في تنفيذ بيانات جنيف وخطة كوفي أنان السداسية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. أما النقطة الرابعة، فتدعو الأطراف ذات الصلة إلى أن تتخذ خطوات ملموسة لتخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا.
من ناحية أخرى، يجري الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، يوم الأحد المقبل مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقر الجامعة العربية في القاهرة حول الأزمة السورية، حسبما قال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي.
وأكد بن حلي أنّ العربي سيبحث مع لافروف في الرؤية الروسية للتعامل مع الوضع الحالي في سوريا، ويطّلع عن قرب منه على «نية» روسيا ومبادرتها بشأن سوريا. وأضاف «بعد ذلك سيعلَن الموقف العربي منها».
في سياق منفصل، أعرب وزير الدفاع الروسي، أناتولي سيرديوكوف، عن اعتقاده بأنّ الجيش السوري قادر تماماً على مواجهة المعارضة المسلحة، مشيراً إلى أنّ مسألة إرسال قوات روسية إلى سوريا بمهمة حفظ سلام ليست مطروحة للنقاش حالياً. ورأى سيرديوكوف أنّ الرئيس السوري بشار الأسد سيستمرّ في موقفه، رافضاً ترك منصبه كرئيس للجمهورية، إدراكاً منه أن هذا يعني الانتحار.
من جهته، حمّل رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا المجتمع الدولي مسؤولية «تزايد التطرف في سوريا»، نظراً «إلى عدم دعم الشعب السوري» في مواجهة النظام. وأضاف أنّه «في المناطق المحرّرة من أيادي النظام، هناك حالة فوضى واحباط، لأن النظام لا يزال يقتل على نحو جنوني ويستخدم كافة أنواع الأسلحة». ورأى سيدا أن «المجتمع الدولي يجب أن يوجّه إلى نفسه النقد، ويسأل نفسه ماذا قدّم إلى الشعب السوري، وكيف ساعد السوريين ليوقفوا القتل على نحو جنوني». ورأى أنّ «نقص الدعم المادي للمجلس الوطني السوري من قبل المجتمع الدولي يجعل إمكانياتنا محدودة أكثر مما نرغب».
ميدانياً، شنّت الطائرات الحربية السورية غارات جوية على بلدات في ريف دمشق وقرى شمال غرب سوريا، فيما تعرضت مناطق أخرى للقصف من قبل القوات السورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
ففي محافظة إدلب، نفذت الطائرات الحربية ثلاث غارات جوية على قريتي تلمنس ومعرشمارينن، فيما دارت «اشتباكات متقطعة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة ومقاتلين من جبهة النصرة» في محيط معسكر وادي الضيف، الواقع على بعد كيلومترين شرق معرة النعمان.
وتعرّضت قرى الجبل الوسطاني للقصف من قبل القوات النظامية، رافقتها اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في المنطقة، ودارت اشتباكات قرب قرية حيش. وفي ريف العاصمة، قصفت طائرات مروحية منطقة الحجر الاسود «ما أدى إلى سقوط جرحى»، كما قصفت طائرة حربية محيط حرستا بريف دمشق بثلاث قذائف.
وتعرض حيّ السكري في حلب وبلدات دير حافر، والسفيرة، وتل حديا بريفها للقصف من قبل القوات النظامية «مما أدى إلى سقوط جرحى»، فيما شهدت عدة أحياء أخرى في المدينة «اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة». وشمل القصف كذلك منطقة اللجاة، وبلدات الغارة الغربية، والمسيفرة في ريف درعا من بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس، بينما تجدّد القصف من قبل القوات النظامية على بلدة داعل صباح أمس.
في موازاة ذلك، قتل 28 جندياً نظامياً سورياً في هجمات شنّها مقاتلون معارضون على حواجز عسكرية في شمال البلاد، بحسب ما أفاد المرصد. وقال المرصد «قتل 28 عنصراً من القوات النظامية على الاقل اثر هجوم نفذه مقاتلون من عدة كتائب على ثلاثة حواجز للقوات النظامية غرب وشمال مدينة سراقب»، الواقعة في محافظة إدلب. وأشار إلى أنّ المقاتلين استهدفوا «حاجزي ايكاردا على طريق حلب سراقب، حيث جرى الاستيلاء على عربات مدرعة من الحاجزين». كما «دُمّر حاجز حميشو على طريق سراقب أريحا»."
اللواء
بدورها صحيفة اللواء كتبت عن الازمة السورية وإقتراح الصين لوقف النار ولمرحلة إنتقالية.
الصين لوقف نار تدريجي ومرحلة إنتقالية... والمعارضة تحمّل المجتمع الدولي مسؤولية التطرّف
وكتبت تقول "غرقت الازمة السورية مجدداً في سباق بين العمليات العسكرية الهادفة الى كسر الجمود الميداني، والحراك السياسي الذي بقي عاجزا عن مجاراة المسار الامني.
وفيما حاول النظام استعادة زمام المبادرة عبر تكثيف الغارات الجوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وخصوصاً في الغوطة الشرقية، سجلت الاخيرة تقدما ميدانيا اضافيا خاصة في محافظة إدلب حيث تحكم كل يوم من سيطرتها على المنطقة لتفرض حصارا محكما على قواعد ومعسكرات جديدة للنظام.
بالتزامن حملت المعارضة المجتمع الدولي مسؤولية ما اسمته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بانجراف المعارضة في سوريا نحو التطرف، في حين اعلنت الصين تقديم مقترحات جديدة للحل في سوريا.
فقد واصل الطيران الحربي السوري غاراته المكثفة على مناطق عدة في البلاد لا سيما في ريف دمشق وإدلب فيما لقي 28 جنديا سورياً نظامياً على الاقل مصرعهم بعضهم تعرضوا للتصفية بأيدي مقاتلين معارضين هاجموا حواجز عسكرية للقوات النظامية في محافظة أدلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وهو ما اعتبرته منظمة العفو الدولية «جريمة حرب محتملة».
بالمقابل شنت الطائرات الحربية المقاتلة التي كثف النظام استخدامها في الايام الاخيرة، غارات جديدة على مناطق في ريف العاصمة السورية، استهدفت اربع منها ضاحية الشيفونية في محيط مدينة دوما، اضافة الى محيط مدينة حرستا وبلدتي كفربطنا وعربين في الغوطة الشرقية.
ويشهد ريف دمشق تشديدا في الحملات العسكرية للقوات النظامية، في محاولة منها لاستعادة مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها.
من جهة ثانية قال مجلس قيادة الثورة في سوريا ان «الجيش الحر صد هجوماً للجيش النظامي على معرة النعمان في إدلب وكبده خسائر كبيرة». وقد تجاوزت حصيلة اعمال العنف في سوريا امس ١٥٠ قتيلاً.
سياسياً ومع تكرار الحديث عن تنامي دور متطرفين اسلاميين في القتال ضد القوات النظامية في سوريا، اعتبر سيدا ان «المجتمع الدولي هو المسؤول عن تزايد التطرف في سوريا لعدم دعمه للشعب السوري»، وان الزيادة هي «بسبب عدم فاعلية المجتمع الدولي وليست سببا له».
ورأى سيدا ان «المجتمع الدولي يجب ان يوجه لنفسه النقد ويسأل نفسه ماذا قدم للشعب السوري وكيف ساعد السوريين ليوقفوا القتل بشكل جنوني».
وأتت تصريحات سيدا رداً على اعلان كلينتون انها تنتظر من المعارضة السورية ان تتوسع الى ما هو ابعد من المجلس الوطني السوري وان «تقاوم بشكل اقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة» في سوريا.
في هذا الوقت اعلنت الصين انها قدمت «اقتراحات جديدة بناءة» لوقف العنف في سوريا بما يشمل اعلان وقف اطلاق نار على مراحل منطقة بعد منطقة وتشكيل حكومة انتقالية.
وفي محاولة واضحة لوضع الصين في صلب الجهود الهادفة الى حل الازمة تحدثت الخارجية الصينية بالتفصيل عن الاقتراحات التي قدمتها الى موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي في تصريح صحافي «هناك اقتراحات جديدة بناءة مثل وقف اطلاق نار يعلن منطقة بعد منطقة ومرحلة بعد مرحلة وتشكيل هيئة قيادية انتقالية».
واضاف ان «الاقتراحات تستند الى اخر تطورات الوضع وجهود الامم المتحدة وجهود الوساطة التي يقوم بها الموفد الخاص المشترك الابراهيمي».
من جانبه يجري الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاحد المقبل مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في القاهرة حول الازمة السورية.
وقال احمد بن حلي نائب الامين العام للجامعة ان العربي سيبحث مع لافروف في الرؤية الروسية للتعامل مع الوضع الحالى فى سوريا ويطلع عن قرب منه على «نية» روسيا ومبادرتها بشان سوريا.
في غضون ذلك، انفجرت سيارة خارج ثكنة عسكرية في بلدة بجنوب تركيا قريبة من الحدود مع سوريا ما اسفر عن اصابة اربعة اشخاص بجروح. وافادت وكالة انباء الاناضول ان الانفجار وقع امام محطة للوقود في قضاء الاسكندرون بمحافظة هاتاي.
واتهم نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد تركيا بتصعيد الإرهاب في سوريا والتصرف مع دمشق وكأنها تنظيم للإخوان المسلمين."