في بيروت سحب اللون تخرج من أنامل المبدعين و القمر يتألق في سنا الابداع وفي صدر اللوحات آفاق احساس التسامح أكبر من الشوارع والمشاكل السياسية والإجتماعية .
في بيروت سحب اللون تخرج من أنامل المبدعين و القمر يتألق في سنا الابداع وفي صدر اللوحات آفاق احساس التسامح أكبر من الشوارع والمشاكل السياسية والإجتماعية .
"أيها الشباب ليكن الفن هدفا وراية من خلاله نقاوم ،نخطط لوحدتنا وسلمنا الأهلي ، ونحيك الغد المشرق حتما بألوان السلام" بهذه الألوان نثرت رئيسة جمعية الفنانيين اللبنانيين للرسم والنحت الدكتورة هند الصوفي كلمتها في إفتتاح معرض الجمعية السنوي " visual art forum" يوم الأربعاء الماضي 31-10-2012 والذي شكل تظاهرة فنية ثقافية كبرى في قصر الاونسكو في بيروت بمشاركة اكثر من مئة فنان ".
الصوفي : من قلب المعاناة نبدع
د.الصوفي شكرت في كلمتها الحضور وراعي الحفل الدكتور فيصل طالب المدير العام لوزراة الثقافة وقالت إن"في المعرض السنوي "visual art forum" نتلمس ديناميكية جديدة بين الفنانين تجارب وإبداعات طالت كل الأجيال وحتى الأكثر تمسكا بالتقاليد الفنية،وكل ذلك الهدف في البدء .الشباب والشابات خاصة انتسبوا إلى هذه التظاهرة الفنية التي طرحت ذاتها كمؤرخ وجامع للفن المعاصر في لبنان (وهناك 70% من المشاركين هن من النساء )".
وأضاف الصوفي "تمّ إختيار حوالي 100 عمل بين 200 ممن تقدموا للمعرض وتنوعت هذه الأعمال من الرسم إلى التركيب والتجهيز والتجميع والنحت والفوتوغرافيا والتقنيات المعاصرة والمحيرة،وفي ظروف قاهرة سياسيا وأمنيا واجتماعيا وكيانيا حاول الفنانون الولوج من قلب المعاناة إلى العالم المتعولم والمتحرر وقدموا إبداعات تحمل فرادة لها نكهتها الخاصة وتحتضن مخزونا ثقافيا نعيد به التواصل مع المراكز والشعوب الأخرى وتوصف حالات راهنة من ثورات وتمرد وعنف وتشرد" .
نريد هامشا أكبر للنقد الفني في الصحف اليومية
وأردفت بالقول "في هذا العام اخترنا أن نتوجه بكلمتنا إلى الصحف اليومية بأن تخصص عامودا للنقد الفني،قلة هي الصحف التي توظف نقادا مختصين وقد كان دائما للنقاد الدور الأساسي في تصويب وجهة الفن وتقييم تجاربه ناهيك عن أهميتهم في أرشفة الحركة الفنية،لذا نتمنى أن يعطى النقد والنقاد فرصتهم في الإعلام المكتوب حيث بدأ الإعلام المرئي مشكورا بهذا الإلتزام" .
وتابعت " يطيب لنا أن لا نراهن على نوعية وقيمة الإنتاج الفني المعروض فهذا الحدث يبتغي أن يكون ثقافيا بامتياز بعيدا عن مهاترات السوق الفنية وصالات العرض وهدفنا ان نرتقي وان لا نتهاون لنصل إلى المستوى المرجو .
وأضافت لقد رأينا أن تكون الجوائز من نصيب فئة الشباب لتشجيعهم وحثهم على البحث وعلى صدق الممارسة الإبداعية .
سلام عمر : لوحتي عرس جماعي باتجاه الحرية
الفنان العراقي سلام عمر قال إنه" يشارك في هذا المعرض بلوحة واحدة وهي بعنوان "زيارة" وهي تمثل عرس جماعي أو حشد باتجاه الحرية ،وأضاف عمر أن هناك 2 مليون يزورون كربلاء في عاشوراء وهم يمثلون معاني الحب والحرية" .
وأضاف عمر أن "هذه اللوحة من الفن التعبيري الذي يعكس حالة الحرب وأنه رغم الخطر يتابع الجمع صفا واحدا وكتلة واحدة والذي يرغب بالحق لا يجلس بل يكون في المقدمة" .
وأشار عمر إلى أن اللوحة التي رسمها المقاومون في جنوب لبنان والتي كانت ألوانها مؤلفة من الثقة والثبات من أجمل اللوحات وهي مشهد إبداعي في هذا الزمن الرمادي .
برنار رنّو : أدعو الفنانين إلى الإنفتاح لأن الفنان شامل
الفنان برنار رنّو شارك بلوحة من تأليفه وهي مشهد من قرية لبنانية من خياله رأى أن المعرض جميل وفيه الكثير من الرقي وهناك مستوى في المشاركات وأشار إلى أن الجمعية إختارت الأعمال بدقة .
ودعا رنّو الفنانين إلى الإنفتاح لأن الفنان هو شامل وللكل وأكبر من التفاصيل الصغيرة ،وأعرب رنّو عن سروره من توزيع وزارة الثقافة لشهادات على المشاركين مؤكدا أن هذا يعطي دعما معنويا كبيرا للفنان .
باسكال مسعود: وجدنا تنويعاً في المواد والتقنيات
بدورها الفنانة باسكال مسعود قالت إنه "بعد مشاهدتي للاعمال في هذا المعرض دهشت كثيراً فكل عمل هو خلق و ابداع جميل،مما يدلّ على مستوى المعرض الفني الرفيع و لا شك ان اختيار الاعمال كان دقيقاً وهذا يبدو واضحاً و جلياً فنجد تنويعاً في المواد والتقنيات كالعمل التجهيزي للدكتورة هند الصوفي،مما يعطي رونقاً و طابعاً خاصاً لهذا المعرض".
أحلام عباس : المعرض يشكّل دفعا للفنانين للإنطلاق بالفن اللبناني المعاصر
الفنانة أحلام عباس من جهتها قالت" أشارك بعمل رقمي مطبوع على بلاكسي " بدون عنوان " لأترك للجمهور روح الخطاب بينه و بين العمل مستخدمة موتيفات من عدة عصور" ،وأضافت"المعرض هو نقطة مهمة جدا و انطلاق قوي للفنانين الشباب برفقة الفنانين المرموقين في الحركة التشكيليه اللبنانية وكان منظما و تميز بحضور إعلامي و جماهيري ملفت مما يشكل دافعا مهما لجيل الشباب التشكيلين للانطلاق بالفن اللبناني المعاصر" .
ميشال روحانا : هدفنا الارتقاء بالفن اللبناني
أمين الصندوق في الجمعية ميشال روحانا قال "إن هذا المعرض هو فكرة الربيع الذي كان قبل أحداث الحرب على لبنان و هو مفتوح لكل المواهب الفنية غير المنتسبة الى الجمعية شرط أن يكون على مستوى فني راقٍ ،والمميز في هذا المعرض مشاركة نخبة مهمة من الفنانين المهمين و المعروفين في الحركة التشكيلية اللبنانية المعاصرة ،وهدفنا الارتقاء بالفن اللبناني و الاستمرارية و التركيز بتشجيع المواهب الفنية الشابة لانهم المستقبل" .
نبا : شاركت بمنحوتة تتحرك وفق المزاج البشري فتتآخى معه
من ناحيته قال النحات صلاح نبا إنه" يشارك في هذا المعرض بمنحوتة تتحرك وفق المزاج البشري فتتآخى معه وتتآلف مع اختلاجاته كل يوم من أيام السنة"،وشكر نبا القيمين على المعرض لدعمهم وتقديرهم جهود الفنانين وأعمالهم وعبّر عن فخره لنيله جائزة المعرض لفئة النحت.
دعد أبي صعب سوقي : المعرض إثراء لحركة الفنون التشكيلية
الفنانة دعد أبي صعب سوقي قالت إن معرض "منتدى الفن البصري" أصبح حدثا سنويا تقليديا يمثل إثراء لحركة الفنون التشكيلية ويجمع بين مختلف اجيال الفنانيين اللبنانيين، وقد تميزت الأعمال المعروضة بأنها ذات مضامين فنية مختلفة منفذة بمجملها بوسائط متعددة وأساليب تشكيلية معاصرة. ويهدف المعرض الى تشجيع الفنانين اللبنانيين على الإبداع وتبادل التجارب ونشر الثقافة البصرية ، والارتقاء بالحركة الفنية.
وبالنسبة للوحتها "حضور الماضي" قالت إنها محاولة لاستفزاز ذاكرة المتلقي، من خلال استحضار رموز من الحضارات القديمة في ظل التمادي بسرقة وتدمير هذه الحضارات،استخدم في تنفيذها تقنية الكولاج إلى جانب الاكرليك ومواد مختلفة اخرى بعيدة عن المواد التقليدية.
هلا غرز الدين : الهدف تظهير الوجه الحضاري للبنان وعكس صورة مضيئة لثقافتنا
عضو مجلس ادارة الجمعية الفنانة هلا غرز الدين قالت إن" المعرض يمثل تطورا إبداعيا للفنانين المشاركين مما يؤكد تحقيقه الهدف المنشود بتعزيز الدور الثقافي للعاصمة ودفع عجلة الإبداع إلى الأمام في هذه الفترة العصيبة،ويسلط الضوء على المشاعر حيث يعكس الواقع أحيانا ويأخذنا إلى عالم أجمل وأعمق في كثير من اﻻحيان".
وأضافت غرز الدين إن"الجديد هذا العام هو جائزة الفنان الراحل وهيب بتديني تخليداً لذكراه،كما كان هناك حضور للموسيقى بحيث عزف على على العود العازف رامح عبد الخالق وهذا التناغم بين الفنون يساعد في جذب الحضور".
كما قدم الفنان شادي خداج رسم بورتريه للحضور وكل الهدف من هذا كله هو تظهير الوجه الحضاري للبنان مما يعكس صورة مضيئه لثقافتنا وتوجهت غرز الدين بالشكر لموقع المنار الإلكتروني لتغطيته المعرض .
ونالت الفنانة لميس رمال جائرة معرض "منتدى الفنون البصرية الثالث" والنحّات صلاح نبا نال جائزة النحت.
ويوم الجمعة كان هناك نشاط ثقافي على هامش المعرض وهو توقيع كتاب للدكتورة والناقدة والفنانة مها سلطان بعنوان "الهوية الراهنة للتشكيل العربي المعاصر" .
ويستمر المعرض حتى يوم الثلاثاء القادم 6-11 -2012 من 5 حتى 8 مساء.
وهكذا تبقى بيروت مدينة للفن واللون والإبداع تنفض ركامها وتخرج في كل مرة زهورها الملونة ضاحكة من بين الرماد والهموم .
تصوير : باسكال مسعود وأحلام عباس