ابرز ما تناولته الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 5/11/2012
ركّزت الصحف اللبنانية في افتتاحياتها على زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند الخاطفة الى بيروت ولقاءه الرئيس العماد ميشال سليمان، وآخر تطورات الازمة الحكومية في هذا البلد.
كما خصصت الصحافة اللبنانية جانباً مهماً للانتخابات الامريكية التي من المقرر ان تنطلق يوم الثلاثاء وسط استمرار تداعيات الاعصار ساندي، وتقارب الناخبين بين الرئيس الديمقراطي باراك اوباما والجمهوري ميت رومني.
السفير
ركزت صحيفة السفير في افتتاحيتها على زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند الى بيروت ولقاءه الرئيس العماد ميشال سليمان. وخصصت السفير مساحة للانتخابات الرئاسية الامريكية المرتقبة.
الرئيس الفرنسي يدعم مسعى سليمان للحوار .. ويسأل عن موقف «حزب الله» من الـ«يونيفيل»
هولاند في بيروت: أقل من مبادرة .. أكثر من فطور
خطفت زيارة الساعات الثلاث للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت، أمس، الأضواء السياسية، في ظل انسداد الأفق الداخلي بفعل استمرار المراوحة في الأزمة المستجدة بعد اغتيال اللواء وسام الحسن، مع تمسك كل طرف بمواقفه ولاءاته، فيما غادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى بلغاريا وهنغاريا، على وقع تسريبات حول إمكانية تأجيل زيارته المقررة الى باريس في 19 الشهر الحالي، وهو الأمر الذي نفته مصادر مطلعة، مؤكدة ان ميقاتي لم يتلق أي إشعار من الفرنسيين بهذا الشأن، وبالتالي فإن زيارته لا تزال قائمة في موعدها.
واكتسبت زيارة هولاند الى بيروت أهميتها من عاملين، الاول يتصل بالتوقيت المتزامن مع استعصاء الأزمة السياسية الداخلية بعد اغتيال اللواء وسام الحسن، وتفاقم تداعيات الأزمة السورية، والثاني يرتبط باختيار الرئيس الفرنسي الدخول الى الشرق الاوسط عبر لبنان تحديداً، في رسالة واضحة تؤكد استمرار الاهتمام الفرنسي بهذا البلد الذي تحرص باريس على «صيانة» نفوذها فيه، لا سيما انه يشكل آخر نقاط الارتكاز الفرنسية في المنطقة، وليس أدل على ذلك من ان زيارة هولاند سبقتها زيارات فرنسية لكل من وزير الخارجية، وزير الدفاع، وزير التصميم والإنماء وأخيراً وزيرة الفرنكوفونية.
وإذا كان الرئيس سعد الحريري قد فاز، من حيث الشكل، بصورة مع هولاند في السعودية، على هامش مشاركته في مأدبة الغداء التي أقامها الملك عبدالله على شرف الزائر الفرنسي، فإن مضمون خلاصات زيارة هولاند الى بيروت لا يتلاءم كثيراً مع تطلعات فريق «14آذار» الذي يستعجل إسقاط الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة، من دون عبور ممر الحوار، علماً أن هذا المضمون لا يرقى الى مستوى المبادرة، ولكنه بالتأكيد أكثر من مجرد «صبحية رئاسية» حول طاولة الفطور.
ماذا فعل هولاند في بيروت؟
وتفيد المعلومات ان هولاند ركز خلال لقائه مع سليمان على اهمية الحوار كمنطلق للبحث في أي خطوة للمرحلة المقبلة، سواء كانت تتعلق بالحكومة او بقانون الانتـــخاب، مكرراً التحذير من مخاطر الانزلاق الى الفراغ في هذه المرحلة، وداعماً الجهد الذي يبذله الرئيس ميشال سليمان من أجل إعادة إحياء الحوار، وهو أشاد مرتين بالجهود التي يبذلها سليــمان في سبـــيل هذه الغاية ومن أجل حماية لبنان، قائلا له: نحن لا نتـــدخل في الامور الداخلية انما ندعو الجميع الى الالتـــفاف حول دعوتك للحوار.
ميشال.. لا تتردد في طلب أي شيء مني شخصياً ومن فرنسا.
وقالت مصادر رسمية لـ«السفير» ان الرئيس الفرنسي «لم يحمل مبادرة جاهزة انما طرح افكاراً»، لافتة الانتباه الى ان شروط أي مبادرة إنقاذية لم تنضج بعد، أولاً لأن باريس لم تعد تملك خطوطاً مفتوحة مع دمشق وطهران، وثانياً لأن السعودية لا تبدو حالياً في وارد تسهيل أي هامش للتسوية في ظل إصرارها على تغيير الحكومة الحالية.
وشددت المصادر على ان الاساس في المحادثات التي أجراها هولاند مع سليمان هو حماية الاستقرار، وهذا يتم بالتنسيق مع رئيس الجمهورية وبالحديث مع القيادة السعودية تمهيداً لبلورة شيء ما لم ينضج حتى الآن، ربما يكون عبارة عن مبادرة فرنسية او فرنسية ـ سعودية، ولكن كل ذلك لا يزال سابقاً لأوانه. وأشارت المصادر الى ان الأمور متوقفة على ما يمكن ان يلاقيه هولاند في السعودية، فاذا وجد رغبة واهتماماً يصبح هناك طرفان يريدان المساعدة».
واستبعدت المصادر حصول تحول جذري في التوجهات الدولية حيال لبنان، والتي تتمحور حول رفض الفراغ الحكومي، مشيرة الى ان مراكز القرار الدولية تسعى جاهدة الى عدم انتقال عدوى الفوضى الى الساحة اللبنانية، حتى لا تلتهي عن أولويتين أساسيتين بالنسبة إليها وهما: الأزمة السورية والكباش الغربي ـ الإيراني المفتوح على احتمالي التسوية والمواجهة.
وأوضحت المصادر «ان سليمان قال لهولاند، أنه برغم الخروق الاسرائيلية اليومية، فإن الهدوء تام في الجنوب وهناك فضل كبير لقوات «اليونيفيل». وطرح هولاند سؤالاً عما اذا كان «حزب الله» متفهماً لهـــذا الواقع، فأكد سليمان ان كل الأفرقاء اللبنانيين متفهمون بمن فيهم «حزب الله»، فشدد هولاند على حـــضور فرنســـا الدائم في «اليونيفيل» وأنهم «لن يتخلوا عن هذا الدور».
وقالت المصادر إنه اذا احترم الاطراف الاقليميون والداخليون «اعلان بعبدا» تُحلّ تسعين في المئة من المشكلة السياسية الحالية، على ان يكون تحقيق الاستقرار عبر كشف قتلة اللواء وسام الحسن والمشاركة في الحوار الوطني، واذا كانت الحكومة الجديدة تساعد ايـــضاً فإن الموقف واضح، وقد عبر عنــه رئيس الجمهـــورية، لأن تغيير الحكومة ليس هدفاً بحد ذاته انما الحكــومة يجب ان تعطي نتيجة لخدمة هدف معين».
«تغييب» بري وميقاتي
وإذا كان تغييب الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي عن مباحثات بعبدا قد استوقف بعض المراقبين، إلا ان أوساطاً مطلعة على التحضيرات لزيارة هولاند أبلغت «السفير» ان الفرنسيين أصروا منذ البداية على ان يكون جدول أعمال هولاند محصوراً بلقاء سليمان، على قاعدة ان رئيس الجمهورية رمز وحدة البلد والمؤسسات الدستورية وهو ممثل لبنان بالنسبة الى الخارج.
ولفتت الأوساط الانتباه الى ان باريس تعتبر ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس المجلس نبيه بري اصبحا جزءاً من الاصطفاف الداخلي، في حين ان سليمان لا يزال يملك القدرة على التواصل مع الجميع وهو محور الاتصالات الهادفة الى التفتيش عن مخرج للمأزق الحالي.
وقائع الزيارة
وكان الرئيسان سليمان وهولاند قد عـــقدا قمة استمرت نحو نـــصف ساعة، أُستــــكملت بعـــدها المحادثات اللبنانية ـ الفرنســـية على فطور عمل ضم الى سليمان وهولاند اعضاء الوفـــدين اللبناني والفرنسي.
وبعد انتهاء فطور العمل، عقد الرئيسان مؤتمراً صحافياً مشتركاً، حيث أوضح سليمان أنه وضع الرئيس الفرنسي في أجواء عمليّة التشاور القائمة لإيجاد حلّ للخروج من حالة التأزّم والقلق التي نشأت إثر التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة اللواء الشهيد وسام الحسن.
وأشار الى إنه تم تأكيد أهميّة استمرار عمل مؤسسات الدولة، وواجب العودة إلى لغة الحوار ونهج الاعتدال، وكذلك الالتزام الدقيق من جميع الأطراف، الداخليين والخارجيين، ببنود وروح «إعلان بعبدا»، «كما اتفقنا على أهميّة الالتزام المستمرّ بقواعد الممارسة الديموقراطيّة التي يتميّز بها لبنان، واحترام الاستحقاقات الدستوريّة، ولا سيما منها الانتخابات النيابيّة المقبلة».
أما هولاند فأكد ان من الواجب حماية لبنان، لافتاً الانتباه الى ان رئيس الجمهورية ساهم في ذلك، مشدداً على ان فرنسا ستعارض بشدة وبكامل طاقاتها زعزعة استقرار لبنان. وأضاف: نحن متمسكون في هذا الظرف الدقيق، الذي تعرف فيه سوريا حالة حرب، ان نعطي كل الضمانات لأمن لبنان واستقراره.
وفي رده على اسئلة الصحافيين، قال سليمان ان عدم الاستقرار في لبنان تم تجاوزه بعد جريمة اغتيال اللواء الحسن، فيما اعتبر هولاند انه «ليس على الرئيس الفرنسي ان يقول أي قانون انتخابي على اللبنانيين ان يتوجهوا للاقتراع على اساسه. كما انه ليس عليه ان يقول كيف يجب تشكيل الحكومة. بل إن ما يجب على الرئيس الفرنسي ان يقوله لكل من باستطاعتهم المساهمة في استقرار لبنان ومستقبله ان يعملوا في روح الحوار، بحيث لا تكون هناك اية قدرة لكل من تسوّل له نفسه زعزعة الاستقرار في لبنان، وهناك من يسعون لذلك وهم ليسوا ببعيـــدين، ولبنان برغـــم كونـــه قريبا جداً من سوريا، لا يجب ان يكون ضحية هـــذه الازمة، وكل شيء يجب القيام به من اجل حمــايته».
سليمان الى روما
الى ذلك علمت «السفير» ان سليمان سيغادر في 24 الشهر الحالي الى روما للمشاركة في تنصيب البطريرك الماروني بشارة الراعي كاردينالا، ومن المتوقع ان يلتقي رئيس الجمهورية البابا بنديكتوس السادس عشر.
لا اتفاق بين العربي ولافروف والإبراهيمي
لم ينتج عن اجتماع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والموفد الدولي العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أي اتفاق أو نتائج جديدة. وفيما أكد الثلاثة في مؤتمر صحافي مشترك في القاهرة، على ضرورة وقف العنف ونزيف الدم في سوريا، أشار العربي إلى أنه تم "بحث جميع أبعاد الموقف في سوريا، ولكن لم يتم الاتفاق على شيء محدد".
وأجمع لافروف والإبراهيمي على أنه ليس ه?