24-11-2024 01:03 AM بتوقيت القدس المحتلة

وسائل الإعلام تختار رئيساً لأميركا

وسائل الإعلام تختار رئيساً لأميركا

«هل تختار وسائل الإعلام الرئيس لنا؟» سؤالٌ طرحه موقع «تيد» الأميركي للنقاش على أبواب الانتخابات الأميركيّة المرتقبة غداً. على هذا السؤال

تنافس وسائل الإعلام في الترويج لهذا المرشح أو ذاك«هل تختار وسائل الإعلام الرئيس لنا؟» سؤالٌ طرحه موقع «تيد» الأميركي للنقاش على أبواب الانتخابات الأميركيّة المرتقبة غداً. على هذا السؤال، ردّ أحد المشاركين «نحن نخدع أنفسنا، إذ أننا نعتقد بأنّنا نصنع خيارنا، لكنّ الحقيقة هي أننا نختار الخيار المعدّ لنا مسبقاً». في حين كتب آخر: «علينا أن نكون حذرين مما يختار الإعلام إخفاءه عنّا».

كتبت بتول خليل في جريدة السفير :

قبل أكثر من مئة عام، كتب مؤسس علم نفس الجماهير، غوستاف لوبون: «مخيلة الجماهير تتأثر بالصور بشكل خاص، فهي تبهرها فعلاً. وإذا كنا لا نمتلك الصور فإنه من الممكن أن نثيرها في مخيلتها عن طريق الاستخدام الذكي والصائب للكلمات والعبارات المناسبة. فالكلمة ليست إلا الزر الذي نكبسه لكي تخرج الصور فعلاً». ورغم أنّ الفكرة تثير جدلاً كبيراً في أوساط المنظرين والأكاديميين اليوم، إلا أنّها تنطبق بشكل أو بآخر، على الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الأميركية منذ أشهر، في مواكبة الاستعدادات للانتخابات الرئاسية الأميركيّة.

صورة «أميركا الجديدة» تداعب مخيّلة الجمهور المنقسم في تأييده للمرشح الديموقراطي باراك أوباما والمرشح الجمهوري ميت رومني. ولا تنفك الحملات الانتخابية الأكثر كلفة في تاريخ الولايات المتحدة لكلا المرشحين، تعزّز هذا الانقسام وتجمّل الصورة المتوخاة في عقل الناخبين. إذ ذهبت بعض وسائل الإعلام الأميركية باتجاه اعتماد العرض الانتقائي لتوجيه الناخبين من خلال الأفكار والمواقف والشعارات المرئية والمكتوبة المنتقاة لكلا المرشحين، والتي تستهدف رسم صورة أميركا كما ستكون عليه، في حال فوز أحد المرشحين.

«الخيار كان واضحاً» بالنسبة لصحيفة «نيويورك تايمز» التي أعلنت في مقال افتتاحي عن تأييدها لإعادة انتخاب باراك أوباما وعرضت الأسباب بشكل مفصّل، وكان أبرزها اعتبار الصحيفة أنّ «أوباما أدخل أكبر الإصلاحات على النظام الصحي منذ العام 1965»، وأن « الاقتصاد بدأ يتعافى تدريجياً من الانهيار الذي أصابه عام 2008». وأشادت الصحيفة بإدارة أوباما للسياسة الخارجية، فهو «أصرّ على القضاء على زعيم القاعدة أسامة بن لادن» وهو أيضاً « أنهى الحرب على العراق.

من جهته، أعلن أمبراطور الإعلام روبرت مردوخ عن دعمه للمرشح الجمهوري ميت رومني. وقد استفاد الأخير من دعم مؤسسات مردوخ الإعلامية، ومنها صحيفة «وول ستريت جورنال»، ذات التأثير الكبير في الشارع الأميركي. كما برز دعم قناة «فوكس نيوز» بشكل واضح ومباشر للمرشح رومني. وترجم ذلك من خلال التقارير التي بثتها القناة، وانتهجت فيها سياسة الدعاية المضادة تجاه باراك أوباما. واعتبرت تقارير القناة أنّ «الحماس يضعف تجاه أوباما»، وأنّ «هناك الكثير من الأساطير في حملته الانتخابيّة» والتي وصفتها «بالأكثر سلبيّة في تاريخ الولايات المتحدة».

من جهتها، تعاطت «سي أن أن» مع الانتخابات من خلال مبدأ التساوي. وقامت بتخصيص مساحة متساوية لكلا المرشحين، لينال كل منهما فرصاً متكافئة من الظهور، بعيداً عن الترويج المباشر والعلني. على سبيل المثال، تعرّفنا القناة على رومني الأب، ربّ العائلة، رجل الأعمال، في وثائقي من تسعين دقيقة حمل عنوان «ميت رومني: العائلة، الإيمان، والطريق إلى السلطة». وخصصت وثائقياً آخر من تسعين دقيقة، لنتعرّف على «باراك أوباما: الرجل والرئيس». كما تفرّدت «سي أن أن» بنشر مقالات رأي لكلا المرشحين على موقعها الالكتروني. هكذا، كتب رومني «أهم القضايا التي تواجه الأمة، مثل ارتفاع معدلات البطالة المزمنة، لم تحل بعد». أما الرئيس أوباما فكتب «لا يوجد ديمقراطيون أو جمهوريون خلال عاصفة، فقط أميركيون متشابهون. الطريقة الأمثل لنتخطّى الأوقات الصعبة هي أن نكون «معاً».

في الجانب الآخر من المشهد، ساهمت وسائل الإعلام الاجتماعي في نقل آراء المثقفين والفنانين والمواطنين. واكتظت صفحات التواصل بالنقاشات والتعليقات حول كل ما يتعلّق بالانتخابات الرئاسية مثل البرامج الانتخابية للمرشحين، ومناظراتهما، وصولاً إلى الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام بالتعاطي مع هذا الحدث.