27-11-2024 06:40 AM بتوقيت القدس المحتلة

تقرير الصحافة والمواقع الأجنبية ليوم الاثنين 05-11-2012

تقرير الصحافة والمواقع الأجنبية ليوم الاثنين 05-11-2012

أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الاثنين 05-11-2012


أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الاثنين 05-11-2012

جيروزاليم بوست: مركز: قاعدة تحاكي التعرض لهجوم صاروخي 5- 11- 2012
تعكس المناورة تقدير جيش الدفاع الإسرائيلي بأنه في الجولة القادمة من القتال، سيشن حزب الله هجمات مباشرة على مراكز عصبية في عمق إسرائيل...
أنهت قاعدة عسكرية حيوية استراتيجيا في المنطقة الوسطى مناورة في الأيام الأخيرة تهدف إلى الحفاظ على العمليات في ظل التعرض لنيران كثيفة. وتعكس المناورة تقديرات الجيش الإسرائيلي أنه في الجولة المقبلة من القتال مع حزب الله، ستوجه المنظمة الشيعية اللبنانية الإرهابية هجمات صاروخية مباشرة إلى المراكز العصبية في عمق إسرائيل. وقد أقيمت المناورات في مركز الصيانة والترميم في قاعدة تل هشومير بالقرب من رمات غان، حيث يتم تصنيع وإصلاح أربع دبابات ميركافا ومدرعات أخرى. وقال المتحدث باسم مكتب جيش الدفاع الإسرائيلي "إن الهدف هو السماح لمنتدى من القادة في فرع التكنولوجيا واللوجستيات في جيش الدفاع الإسرائيلي ... الحفاظ على الاستمرارية الوظيفية ". وقد قاد التدريبات رئيس فرع التكنولوجيا واللوجستيات، اللواء كوبي باراك، الذي انضم إليه 150 ضابط رفيع. وقد تلقى الضباط موجزا صباحيا حول التهديدات التي تحيط بقواعد الجيش الإسرائيلي داخل إسرائيل. ثم تعرف الضباط بعد ذلك كيف ينبغي لكل جزء من القاعدة أن يستكمل العمليات على الرغم من تعرضه للنيران. ثم أجرى الضباط محاكاة لتعرضهم لوابل من الصواريخ، وتدربوا على إطفاء الحرائق بمساعدة طائرة إطفاء حرائق. وقد أرسلت شاحنات تحمل معدات حيوية إلى خارج القاعدة...


الصحف البريطانية: كاميرون في الخليج لعقد صفقات بيع طائرات مقاتلة بـ 6 مليارات جنيه إسترليني 5- 11- 2012
انشغلت معظم الصحف البريطانية بزيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى دول الخليج العربية والبحث في الدلالات السياسية والاقتصادية لهذه الزيارة. ونشرت صحيفة الغارديان تغطيتها لهذه الزيارة في صفحتها الأولى مع مناقشة مفصلة في صفحاتها الداخلية. ووضعت الصحيفة عنوانا لهذه التغطية في صفحتها الأولى: "كاميرون يتوجه إلى الخليج في عرض لبيع طائرات تايفون المقاتلة". وتقول الصحيفة في تقريرها إن كاميرون يسعى عبر هذه الزيارة إلى إقناع القوى الإقليمية في الخليج المحبطة من الاستجابة البريطانية للربيع العربي بشراء أكثر من 100 طائرة مقاتلة من نوع تايفون، المقاتلة الأوروبية الصنع، في صفقات ستجلب لبريطانيا نحو 6 مليارات دولار. وتضيف إن رئيس الوزراء البريطاني سيحط صباح الاثنين في قاعدة جوية كبرى في الإمارات العربية المتحدة في مهمة تهدف إلى رأب الصدع في العلاقات مع قادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث تملك الشركات البريطانية أمثال بي بي (بريتش بيتروليوم ) وشركة بي أيه إي للصناعات الدفاعية والجوية أعمالا تجارية ومصالح مهمة. ويشير تقرير الصحيفة إلى أن المواجهة التي تلوح في الأفق بين إيران ومنافسيها الإقليميين ستحضر بقوة في المحادثات التي سيجريها كاميرون مع قادة دول الخليج، حيث يمكن لبريطانيا أن تضع مقاتلات تايفون التي يصنعها تجمع صناعي أوروبي يضم شركة بي أيه إي سيستمز في الإمارات المتحدة إذا تدهورت العلاقات مع طهران. ويقول التقرير إن كاميرون يسعى إلى إقناع الإمارات العربية المتحدة باستبدال أسطولها من طائرات الميراج الفرنسية القديمة، وان الإمارات قد أبدت اهتماما بابتياع 60 طائرة، كما أبدت عمان اهتماما بشراء 12 طائرة أخرى، وتنظر المملكة العربية السعودية بطلب وجبة جديدة من هذه الطائرات إلى جانب الـ 72 طائرة التي سبق أن اشترتها.
وكتب محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة الغارديان أيان بلاك مقالا تفصيليا يرى فيه أن هذه الزيارة المهمة تهدف إلى تهدئة العلاقات مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وكلاهما شريك تجاري حيوي لبريطانيا، بعد خلافات نجمت عن التحولات التي تعيشها المنطقة في الربيع العربي والمخاوف من تنامي قوة الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط. ويقول إنه على الرغم من زيارة كاميرون كانت مقررة منذ زمن، فإن الشهر الماضي شهد انزعاجا غير عادي للسفير السعودي في لندن الذي قال إن المملكة السعودية شعرت "بإهانة" من تحقيق برلماني مقرر في شأن علاقات بريطانيا مع العربية السعودية والبحرين. وأشار كاتب المقال إلى أن المسؤولين السعوديين يشتكون من أن لجنة الشؤون الخارجية قد "ضللت" من قبل أعضاء في المعارضة البحرينية، يتهمون بعضهم بالارتباط بإيران. وهم حريصون على التشديد على الدور السعودي في المساعدة في سحق الاحتجاجات الأخيرة في البحرين في آذار 2011. ويخلص إلى أن أصدقاء السعودية ومنتقديها يتفقون على أن الخطوة البرلمانية قد أضرت بالصورة "المشوهة" لها في بريطانيا. مشيرا إلى أن وزير الخارجية وليام هيغ ووزير الدفاع هاموند يعتزمان القيام بجولات منفصلة في الخليج. ويضيف أن كلا البلدين مستفزان بسبب الانتقادات الموجهة لسجليهما في مجال حقوق الإنسان، على الرغم من أن القليل من هذه الانتقادات كان مصدره الحكومة البريطانية، مشيرا إلى أن حجم التجارة البريطانية مع دول الخليج يقدر بـ 17 مليار جنيه إسترليني سنويا. وفي تغطيته للرحلة ذاتها يرى تقرير نشرته صحيفة الفايننشيال تايمز أن جولة كاميرون التي ستتواصل ثلاثة أيام ستشمل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية حيث تعامل كلا البلدين بغضب مع قرارات في السياسية الخارجية البريطانية. وتنقل الصحيفة عن مسؤول بريطاني رفيع إشارته إلى "التزام رئيس الوزراء البريطاني بتأسيس شراكة طويلة الأمد مع اثنين من أكبر الحلفاء الاستراتيجيين لبريطانيا في الخليج". ويقول تقرير الصحيفة إن كاميرون سيتجنب بعض المخاوف في شأن أمن المنطقة وحقوق الإنسان في محاولته لدفع الصادرات العسكرية البريطانية في سياق الجهد لتعزيز ودفع عجلة الاقتصاد البريطاني. وتضيف انه على الرغم من احتمال أن يطرح رئيس الوزراء قضايا مثل سجل المملكة العربية السعودية في قمع الأقليات والمعارضين السياسيين، فإن التركيز الأساس سيكون على الجانب التجاري. وتنقل عن مستشار في دواننغ ستريت قوله "أن دفع المصالح التجارية وتشجيع احترام حقوق الإنسان سيسيران معا يدا بيد". في هذه الزيارة. وفي تغطيتها للزيارة تكتب مراسلة التايمز من أبو ظبي أن وزير الدفاع فيليب هاموند سيرافق رئيس الوزراء البريطاني بالاشتراك مع فريق من مديري شركة بي أيه إي سيستمز ورولز رايس في زيارته إلى المملكة السعودية. وتضيف أن المهمة الدبلوماسية الأساس ستكون تطمين الحلفاء في المنطقة من أن بريطانيا ستقف بجانبهم وتدعمهم وسط تلك التوترات مع إيران والقلق من تداعيات "الربيع العربي".


ذي أوبزيرفر البريطانية: المسلحون الأجانب مميزون على السوريين 4- 11- 2012
قالت صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية إن عملية الإعدام التي نفذها مسلحون من الثوار السوريين بحق عدد من الأسرى من الجنود التابعين للأسد، تسببت في  الخلاف بين الثوار أنفسهم. وأشارت إلى ما وصفته بتميز المسلحين الأجانب على السوريين بالسلاح وبالمال. ويزعم بعض الثوار السوريين بأن من وصفوهم بالجهاديين الأجانب القادمين من خارج سوريا يلقون معاملة تفضيلية من حيث السلاح والدعم المالي. وتتهم جماعات من الثوار السوريين المجلس العسكري السوري بالاقتتال الداخلي والمحسوبية والفشل في القيادة، وذلك في أعقاب نشر شريط فيديو على شبكة الإنترنت يظهر مسلحين تابعين للمعارضة وهم يقومون بإعدام ما يزيد على عشرين من جنود الأسد الأسرى لديهم. وتتهم وحدات معارضة مسلحة في أنحاء نائية من مدينة حلب المجلس العسكري المدعوم من الغرب بالفشل في السعي لإنشاء جيش معارضة منسق بشكل جيد، وذلك بدعوى رفض المجلس التعامل مع جماعات معارضة مسلحة سورية. ونسبت الصحيفة  إلى من أسمته الشيخ عمر عثمان من لواء التوحيد بالمعارضة في حلب تعليقه على عملية إعدام الأسرى من قوات الأسد بالقول "إنه يجب علينا أن نثبت بأننا نختلف عن النظام".وأضافت أن جماعات سورية إسلامية مسلحة كانت في طليعة القتال بحلب منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ولكنها لا تستطيع مواكبة الوحدات الجهادية الدولية المسلحة بشكل جيد، والتي تتخذ الصدارة بميادين القتال شمالي سوريا. وقالت إن الهدف الأوحد للجماعات الإسلامية المسلحة يتمثل إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وهم لا ينظرون إلى الصراع بوصفه مرحلة حيوية من حرب طائفية عالمية كما يفعل الجهاديون الأجانب من مثل جماعة النصرة التي تميل إلى تنظيم القاعدة. وتشير الصحيفة إلى أن معظم أعضاء المجلس العسكري بسوريا من كبار الضباط المنشقين عن جيش الأسد، وإلى أنهم كانوا إلى فترة قريبة يقيمون بمخيم للاجئين السوريين خارج البلاد جنوبي تركيا. وأضافت أن المجلس العسكري هذا يتلقى السلاح والأموال من قطر والدول العربية السنية الأخرى، وأن دور الجهاديين الأجانب أو من يسمون بالمهاجرين يبقى حيويا وضروريا ومطلوبا، فهم يوجدون في كل جبهة وعلى كامل الاستعداد والجاهزية، وقليل من الهجمات الكبيرة الأخيرة ضد قوات حدثت دون مشاركة فاعلة للجهاديين الأجانب فيها.


نيويورك تايمز وواشنطن بوست: إعدام جنود أسرى من قوات الأسد يثير جدلا 4- 11- 2012
أشارت بعض الصحف البريطانية والأميركية إلى ما سمته أصداء الشجب والاستنكار من جانب الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، وذلك في أعقاب نشر شريط فيديو يظهر قيام مسلحي المعارضة السورية بإعدام عدد من جنود الجيش النظامي. فقد قالت صحيفة تايمز البريطانية إن الأشخاص الذي ظهروا في الشريط وتعرضوا لعملية الإعدام على أرض خرسانية لمبنى مليء بالركام كانوا حوالي عشرة من الجنود التابعين لقوات الأسد. وأضافت أن الأسرى كانوا يشعرون بالرعب ويطلبون الرحمة من المسلحين، لكنهم لم ينالوها، بل تلقوا الرصاص والإهانة واللعنات، وكان مطلقو الرصاص يصفون الأسرى بأنهم كلاب الأسد. وأشارت تايمز إلى العديد من المجازر التي تعرض لها الشعب السوري على مدار الـ19 شهرا الماضية، وقالت إن معظم المجازر كانت تقترفها قوات الأسد ضد الثوار والمدنيين. ونسبت الصحيفة إلى المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل وصفه لما حدث بأنه "يبدو من المرجح جدا أنها جريمة حرب.. جريمة حرب أخرى". وأما آن هاريسون نائبة رئيس برنامج أمنيستي للشرق الأوسط وأفريقيا فتقول إن "هذه اللقطات المروعة تصور جريمة حرب محتملة تجري، وتظهر التجاهل المطلق للقانون الإنساني الدولي من جانب الجماعات المسلحة". وتشير الصحيفة إلى أنه على الرغم من أنه ليس من الواضح حتى الآن من هو المسؤول من الفصائل المسلحة في سوريا عن هذه الفعلة، فإن الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية تعدان بتقديم المسؤولين عن هذه الجريمة إلى العدالة، وتطالبان النظام والثوار باحترام قانون الحرب الذي يمنع الإساءة إلى السجناء أو تعذيبهم أو قتلهم. من جانبها نسبت صحيفة نيويورك تايمز إلى مصادر تابعة للأمم المتحدة قولها يوم الجمعة إن شريط الفيديو الجديد يظهر فيما يبدو مسلحين مناهضين للنظام السوري وهم يركلون جنودا تابعين لقوات الأسد ويقومون بإعدامهم بالجملة بدم بارد. وأضافت أن شريط الفيديو أثار احتجاجات داخل سوريا نفسها، ونسب إلى بعض النشطاء السوريين قولهم إن عمليات القتل لا تمثل القيم التي ألهمت ثورتهم ضد أربعة عقود من القمع. كما أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن شريط الفيديو يثير مخاوف جديدة بشأن مدى الوحشية التي يتصرف بها المسلحون السوريون المناهضون لنظام الأسد. وقالت الصحيفة إن شريط الفيديو ظهر عشية مؤتمر ينعقد في العاصمة القطرية الدوحة، من خلال مبادرة قطرية لجمع شخصيات من المعارضة السورية الخارجية والداخلية للتوفيق بينهم، وإنشاء جسم جديد للمعارضة السورية من أجل التحول الديمقراطي في سوريا.


معهد واشنطن: سوريا والإدارة الأمريكية المقبلة 1- 11- 2012
خلال زيارة قمتُ بها إلى لبنان في وقت سابق من الشهر الجاري، عبّر لي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، المعروف بمواقفه الصريحة، عن امتعاضه الشديد من غياب سياسة أمريكية جدية من شأنها وضع حدّ للقتل والدمار الوحشيين في سوريا. وكان جنبلاط محقاً في ذلك، فقد أثبتت السياسة التي اعتمدتها إدارة أوباما حيال سوريا منذ بداية الانتفاضة افتقارها إلى القيادة وإلى الطابع الملح. وحتى قبل اندلاع الثورة الشعبية، بدت سياسة الإدارة القائمة على محاولة التحاور بطريقة دبلوماسية مع الديكتاتور المتعنّت، سياسة مضللة. لكن، على مدى الأشهر التسعة عشر الماضية، تفاقم الخطأ المبكر الذي ارتكبته الإدارة، أولاً من خلال الاعتراض على تسليح الانتفاضة ومن ثمّ من خلال تركيز الجهود على "المجلس الوطني السوري" السيئ الحظ، وبعدها من خلال تعهيد قيادة السياسة تجاه سوريا إلى الأتراك والفرنسيين وأخيراً إلى الولايات المتّحدة. وكشفت المقاربة المعتمدة عن سوء قراءة تام لطبيعة نظام الأسد ولمسار الأحداث ميدانياً في سوريا. وإلى جانب الخسائر البشرية الهائلة والخسارة الكبيرة في الإرث التاريخي السوري، تسبب عجز إدارة أوباما، إلى الآن، عن صوغ وإطلاق ردّ فاعل على المجزرة بإضفاء طابع نزاع متطرّف وإسلامي وجهادي على النزاع، علماً أنّه يصعب، لا بل يستحيل، عكس هذه الظاهرة. والحق أنّ سوريا - في عهدي حافظ وبشّار - تجد دوماً صعوبة في التعامل مع صنّاع السياسات الأمريكية، ففي عام 2003، حين كنتُ مسؤولاً عن الشؤون السورية في وزارة الدفاع الأمريكية في إدارة بوش، أوكل إليّ وزير الدفاع دونالد رامسفيلد مهمّة وضع استراتيجية تهدف إلى «ممارسة المزيد من الضغوط على سوريا» التي كانت ترسل عدداً كبيراً من المتمردين إلى العراق آنذاك. وقبل الشروع في كتابة الاستراتيجية، استشرتُ مساعد وزير الدفاع آنذاك بيتر رودمان الذي عمل مع هنري كيسنجر في إدارتي نيكسون وفورد، وأخبرني رودمان أنّ كيسنجر كلّفه المهمة نفسها في عام 1973. وفي النهاية، فيما فرضت إدارة بوش سلسلة من العقوبات المؤلمة على سوريا - بما تشمل إجراءات بالغة الصرامة ضد «المصرف التجاري السوري» ورامي مخلوف، نسيب الأسد، الذي يموّل النظام - ودعمت اللبنانيين المعارضين لسوريا في سياق الجهود البطولية التي بذلوها لوضع حدّ للاحتلال السوري الوحشي، لم ننجح يوماً في تغيير سلوك الأسد المتهوّر والإجرامي. وبصرف النظر عمّا إذا كان سيتمّ انتخاب ميت رومني أو باراك أوباما في 6 تشرين الثاني الجاري، يقدّم وصول الإدارة المقبلة فرصة لتغيير السياسة الأمريكية حيال سوريا.
ويجب أن تقوم الخطوة الأولى على وضع حدّ للاعتراض غير المبرر على تسليح "الجيش السوري الحرّ". وفيما أسدت قطر والمملكة العربية السعودية خدمة مهمّة مع توفيرها أسلحة لدعم الثورة، يشار إلى أن ميل هذه الدول إلى تسليح المقاتلين الإسلاميين الذين سيسعون بلا أدنى شك، بعد إطاحة الأسد، إلى تغيير آفاق سوريا الدينية المتسامحة والمعتدلة، لا يصب في مصلحة أي من سوريا أو الأمريكيين. وعقب الانتخابات، يجب أن تمضي واشنطن قدماً في تزويد وحدات "الجيش السوري الحر" بالأسلحة الضرورية من أجل إنهاء الحرب في شكل أسرع. وأشار الحاكم رومني إلى أنّه سيعتمد هذه السياسة في حال انتخابه. ومن الممكن أن يسير أوباما في الاتجاه نفسه أيضاً في حال إعادة انتخابه بعد أن يتحرّر من القيود الانتخابية. والمنطق السائد في هذا الصدد بسيط، فكلما طالت مدة القتال، صعُب تلافي العقوبات العنيفة ضد المجتمعات العرقية والدينية التي ارتكبت أو شوهدت تدعم الأفعال الوحشية التي ارتكبها النظام. في الوقت نفسه، سيؤدي استمرار القتال إلى إنتاج سوريا متصدّعة تعمّ فيها الفوضى وتحكمها الميليشيات المسلحة وربما الإسلامية بعد سقوط الأسد، علماً أنّه احتمال خطير في بلد يملك أحد أكثر برامج الأسلحة الكيماوية تطوّراً في المنطقة. ويجدر بواشنطن في الخطوة الثانية أن تطبّق على الفور مبادرة دبلوماسية قائمة على التوصل إلى توافق عربي لدعم فرض منطقة حظر جوي لمراقبة الأراضي التي تحرّرت من الأسد شمالي سوريا. ومن الواضح أنّ روسيا والصين لن تتراجعا عن معارضتهما في الأمم المتحدّة لأي تحرّك دولي متفق عليه لحماية الشعب السوري. وفي ظلّ غياب ما يسمى بـ «الشرعية الدولية»، قد يساهم الدعم العربي لتدخّل عسكري في تشجيع سياسة أمريكية أكثر قيادية. والأفضل أن تتمكن القيادة العربية من فرض حظر جوي وإرسال قوات لحفظ السلام في مرحلة ما بعد الأسد. وفي مطلق الأحوال، تمّ إرسال قوات جوية قطرية وإماراتية وأردنية خلال النزاع الليبي. وعلى خلاف العراق، وبعد أن يتمّ التخلّص من الأسد، يجب أن تكون الدول العربية، وليس الولايات المتحدّة، مستعدة لاستثمار أموالها وقواتها بهدف فرض الاستقرار بعد الحرب والجهود المبذولة لإعادة إعمار البلاد. وبالنظر إلى القدرات التي برزت في ليبيا، ما من سبب يدعو الولايات المتحدّة إلى تحمّل العبء والمجازفة وحدها في سوريا. والجدير ذكره أنّه على رغم أنّ التدخّل العسكري الأمريكي كان مرحّباً به في الثورة الليبية، تفيد التجربة بأنّه سيتمّ في آن شكر الولايات المتحدّة ولعنها لمساعدتها على تحرير سوريا. ولا شكّ في أنّ سوريا شكّلت على مرّ التاريخ مشكلة سياسية مربكة بالنسبة إلى الولايات المتّحدة، إلا أنّ التدخّل الآن للمساعدة على وضع حدّ لنظام الأسد يجب ألا يكون قراراً صعباً، حيث إن الدكتاتور لم يكتفِ بقتل عشرات الآلاف من الأشخاص في الداخل، بل قوّض المصالح الأمريكية في لبنان وإسرائيل وكان مسؤولاً عن مقتل مئات الجنود الأمريكيين في العراق بين عامي 2003 و2009. فضلاً عن ذلك، قد يشكّل سقوط الأسد هزيمة للنظام الثيوقراطي في طهران. وسيعكس الدعم العسكري للثورة السورية الاهتمامات الإنسانية والمصالح الاستراتيجية الأمريكية. وهي سياسة يجب أن يعتمدها كل من الرئيس الأمريكي المقبل والدول العربية.


معهد واشنطن: إسرائيل تتعلم من التاريخ 1- 11- 2012
لم يتبق على الانتخابات الأمريكية سوى أيام قليلة ويستحق الأمر منا الآن أن ننظر إلى كيف أنه - دون حدوث تطور غير متوقع - لم تقع واحدة من العمليات العسكرية الأكثر توقعاً على نطاق واسع خلال السنوات الأخيرة وهي: أن إسرائيل لن تكون قد هاجمت إيران قبل أن يذهب الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع. ولا نعلم بيقين مطلق أن إسرائيل لم تهاجم لأنها اختارت ألا تفعل ذلك، أو لأنها شعرت بأنها مرغمة على عدم الهجوم بسبب الخط الأحمر للعملية من واشنطن. ففي مقابلة مع صحيفة ديلي تلغراف البريطانية في نهاية تشرين الأول صرح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بأن تأخر الضربة الجوية كان بسبب تحويل إيران لليورانيوم من برامجها العسكرية إلى برامجها المدنية. بيد أنه استناداً إلى المحادثات الخاصة لا يستطيع المرء أن يستبعد أن وزير الدفاع باراك سحب دعمه لأنه خشي من أن يُنظر إليه على أنه يتدخل في الانتخابات الأمريكية المقبلة. وكانت الفرضية لأي هجوم قبل الانتخابات تقوم على أن إسرائيل تستغل الوقت عندما تحوز على أكبر قدر من النفوذ السياسي في واشنطن، نظراً لأن رد فعل الرئيس أوباما سيكون مقيداً حينها. وهذا يشير إلى أن فترة ما قبل الانتخابات يمكن "عزلها"، ومن ثم لن يتم الشعور بالتبعات بعد الانتخابات. وفي سياق الامتناع عن توجيه ضربة جوية، يستحق الأمر أن نتذكر أحداث 1956. فأزمة السويس/حملة سيناء حدثت قبل أيام فقط من الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني من ذلك العام، لكن تبعاتها على مدار الأشهر التالية شكلت الشهور الأسوأ في تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. لم تكن استراتيجية الهجوم قبل الانتخابات بتدبير من إسرائيل، مثلما يعتقد البعض، لكنها كانت بمبادرة من وزير الخارجية الفرنسي كريستيان بينو. لقد كان على ثقة من أن الولايات المتحدة لن تنتقد أصدقاءها على اتخاذهم موقف حازم تجاه الاتحاد السوفيتي المعادي ورئيس مصر الصعب المراس جمال عبد الناصر. وقد لعبت إسرائيل دور المعاون في تلك الجهود. واعتقد بينو أن الرئيس الأمريكي في ذلك الحين آيزنهاور سيخشى من فقدان أصوات اليهود الأمريكيين ومن ثم سوف يسمح بالتحرك البريطاني الفرنسي الإسرائيلي وأن هذا سيكون بمثابة انتكاسة كبرى لعبد الناصر.
واعتقد بينو أنه لا يمكن إرجاء الهجوم إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية حيث إن آيزنهاور ربما يكون قد غير مساره حينها. وبتعبير آخر، فإنه اعتقد أن آيزنهاور، في فترة ولايته الثانية، قد يسعي إلى احتواء عبد الناصر كجزء من جهود أوسع نطاقاً لتخفيف حدة التوترات مع السوفيت. وفي اجتماع في 28 أيلول مع نظيرته الإسرائيلية آنذاك وزيرة الخارجية غولدا مائير، قال بينو "إذا أُعيد انتخاب آيزنهاور...[فربما يفضل] الوصول إلى توافق في الآراء مع الروس". وفي الواقع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون لم يشارك بينو ثقته في أن الولايات المتحدة سوف ترضخ للأمر، لكنه شعر أن خيارات إسرائيل محدودة. وبعد شهر واحد، في 28 تشرين الأول، وفي اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي أعلن بن غوريون، "أعلم أن عمليتنا لن تلقى حظوة مع السيد دالاس"، في إشارة الى وزير الخارجية الأمريكي. ورغم أن بينو كان العقل المدبر لتلك الاستراتيجية، إلا أن الرئيس آيزنهاور أدان إسرائيل على الفور. ففي رسالة بعثها إلى صديق في نفس الوقت الذي كانت تستمر فيه الحرب، كتب آيزنهاور عن بن غوريون يقول "أدركنا أنه ربما يعتقد أنه سوف يستغل هذا البلد بسبب الانتخابات المقبلة". وقد اتفق آبا إيبان، السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة آنذاك مع هذا التحليل. فقد كتب إيبان في مذكراته يقول "كان المسؤولون في واشنطن في حالة من الغضب. ولم يكن لديهم أدنى شك في أننا اخترنا عمداً أسبوع الانتخابات كوقت مناسب لعمليتنا. وقد زاد هذا الارتياب من غضب الرئيس". وكان من بين حسابات بينو الخاطئة أنه بالغ في تقدير القيمة الاستراتيجية لأصوات اليهود الأمريكيين على آيزنهاور. فلو كان أكثر وعياً أو إدراكاً للمزاج القومي الأمريكي، لكان قد أدرك أن آيزنهاور سيحقق فوزاً ساحقاً ضد المرشح أدلاي ستيفنسون في عام 1956، ومن ثم لم يكن لديه قلق بشأن أصوات اليهود، التي لم يحصل عليها على أي حال. إن تبعات حرب 1956 معلومة جيداً. فالرئيس آيزنهاور الذي تم انتخابه من جديد شرع في مساعٍ عامة للضغط على إسرائيل من أجل الانسحاب الكامل من سيناء، وألقى خطاباً تلفزيونياً للأمة لهذا الغرض بالذات. وفي شباط 1957، قال دالاس إن الولايات المتحدة سوف تفرض عقوبات ضد إسرائيل من خلال الأمم المتحدة. ويُنظر حتى اليوم الحالي إلى نهج آيزنهاور عقب انتخابات 1956 على أنه غاية بالغة الأهمية للدول العربية التي تسعى لأن تلوي الولايات المتحدة ذراع إسرائيل وتتخلى عنها.
بيد أن الولايات المتحدة في عام 2012 ليست الولايات المتحدة في عام 1956، حتى لو كانت هناك بعض الأمور المشتركة. وفي الواقع أنه أثناء الحرب الباردة وفي الوقت الحالي على حد سواء، تنظر الولايات المتحدة إلى العلاقات الوثيقة مع العرب على أنها مكون لهدف أوسع نطاقاً. ففي خمسينيات القرن الماضي، كان الهدف الأوسع نطاقاً هو الحرب الباردة ضد السوفيت، على أمل إبعاد الدول العربية عن الوقوف إلى جانب السوفيت. وفي أمريكا ما بعد أحداث 11 أيلول، ترى إدارة أوباما ومن قبلها إدارة بوش أن الديمقراطية العربية توفر علاقات أكثر قرباً مع الشعوب العربية من أجل خلق مسافة سياسية بين البلدان الإسلامية المعتدلة والعناصر الإسلامية الراديكالية مثل تنظيم «القاعدة». ونجاح هذه الجهود هو أمر مختلف. إن انتخابات 1956 قد أظهرت آيزنهاور على أنه يُبعد الولايات المتحدة عن شبح الحروب، أما اليوم فإن أياً من المرشحين الرئيسيين لا يظهر أي اهتمام بمواصلة الحرب في أفغانستان أو العودة إلى العراق. وقد كان المسؤولون حينها، مثلما هو الحال الآن، فخورون بالتزامهم بالتعددية والقانون الدولي. بيد أن هناك اختلافات جوهرية بين 1956 والوقت الحالي. فرغم أن العلاقات بين أوباما ونتنياهو كثيراً ما كانت متوترة، إلا أن الشبكة الأمنية للعلاقات الثنائية هي أكثر قوة اليوم، بما يتجاوز أي شيء يمكن تخيله في عام 1956، وهو الوقت الذي أبقت فيه الولايات المتحدة حظر الأسلحة على إسرائيل على الرغم من من حقيقة أنه كان يجري إمداد المصريين بأسلحة سوفيتية عن طريق تشيكوسلوفاكيا. وفي عام 1956 لم يكن هناك رئيس أمريكي وكونغرس يصفان التهديد المصري بمصطلحات ملموسة مثلما عليه الحال اليوم، عندما يتعلق الأمر بإيران. كما أن نفوذ إسرائيل في الكونغرس أقوى بكثير الآن عما كان عليه في عام 1956، فحينها لم تكن هناك قرارات متكررة صادرة من قبل مجلس الأمن الدولي ضد مصر. أما اليوم فهناك حظر دولي على صادرات النفط الإيراني فضلاً عن عقوبات مالية ضد إيران بموافقة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. إن اليوم ليس كعام 1956، لكن المخاوف لا تزال قائمة في إسرائيل. فعلى الرغم من كل العقوبات والدبلوماسية الدولية الرامية إلى وقف البرنامج النووي الإيراني، إلا أنه سيُعاد على الأرجح تنشيط المفاوضات الدولية بغض النظر عمن يفوز في الانتخابات الأمريكية يوم الثلاثاء. إن إسرائيل تخشى اليوم من حدوث السيناريو الأسوأ. وتخشى إسرائيل من أن تُترك وحدها في النهاية لكي تتخذ إجراءً عسكرياً، حتى لا تعيش في ظل إيران نووية. إن اللافعل من جانب إسرائيل حتى الآن يعكس إحساساً بأنه من الأفضل أن تمضي مع المجتمع الدولي لأطول فترة ممكنة - إلى أن لا يبقى أمامها أي خيار سوى اتخاذ إجراءات ضد البرنامج النووي الإيراني. وعلى هذا النحو فإن إسرائيل تبقي على خياراتها مفتوحة، وعدم توجيه ضربة يعني أنه ليس لديها ما يدعو للقلق بشأن احتمالية قيام عواقب على شنها هجوم قبل الانتخابات حول علاقاتها مع الولايات المتحدة في أعقاب الانتخابات.


معهد واشنطن: برميل البارود في غزة 1- 11- 2012
تأتي الضربات العنيفة المتبادلة بين إسرائيل والجماعات الإسلامية المسلحة في غزة على مدار الأسابيع القليلة الماضية لتمثل تحولاً خطيراً. فنمط المصادمات غير المنتظمة عقب عملية "الرصاص المصبوب" التي شنتها إسرائيل في 2008-2009 أفسح المجال لتبادل النيران على مدار فترات طويلة تتخللها فترات هدوء قصيرة للغاية. ورغم أن أياً من إسرائيل و «حماس» لا يريد تصعيد الموقف إلى مواجهة كبرى، إلا أن الأمور قد تخرج في النهاية عن نطاق السيطرة مع تصعيد الجماعات الجهادية أنشطتها العنيفة.
الظهور القوي للجماعات الجهادية إن المحرك الأساسي وراء هذا التدهور هو نمو الجماعات الجهادية المسلحة في غزة على مدى السنوات القليلة الماضية. وهذه الجماعات، التي يتكون العديد منها من أعضاء «حماس» السابقين، تابعة أيديولوجياً وأحياناً تنظيمياً إلى تنظيم «القاعدة» ولا تشعر بأنها ملزمة بقواعد «حماس» حول وقف إطلاق النار فيما يتعلق بإسرائيل. وبدلاً من ذلك هي تتعاون بصورة وثيقة مع جهاديي سيناء لتخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية ضد إسرائيل. والجماعات الجهادية الرئيسية التي تعمل حالياً في قطاع غزة هي "جيش الاسلام"، "جند أنصار الله"، "التوحيد والجهاد"، و"جماعة أنصار السنة"، وهاتان الأخيرتان هما أيضاً جزءاً من إطار مظلة تدعى "مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس". وقد شارك "جيش الاسلام" بقيادة ممتاز دغمش، في خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، من بين عمليات أخرى. وتعتقد السلطات المصرية أنه لعب أيضاً دوراً في هجوم آب 2012 الذي خلف  16 جندياً مصرياً قتيلاً على الحدود بين سيناء وإسرائيل. كما أن جماعة "التوحيد والجهاد" مسؤولة عن الهجوم الذي وقع على حدود سيناء في حزيران 2012  وأسفر عن مقتل مواطن إسرائيلي وعن اختطاف وقتل الصحفي الايطالي فيتوريو أريغوني في نيسان 2011، وغيرها من العمليات. وبينما كثفت هذه الجماعات هجماتها من غزة وسيناء، غيرت إسرائيل تكتيكاتها تدريجياً بقيامها بهجمات جوية وقائية ضد خلايا كانت على وشك القيام بإطلاق صواريخ وكذلك شنها ضربات اعتراضية ضد قادة جهاديين ناشطين في مجال الإرهاب. ومثال واحد بارز على ذلك هو مقتل هشام علي صيداني (الملقب ابو الوليد المقدسي) في 13 تشرين الأول، وهو أحد الزعماء الرائدين في حركة "التوحيد والجهاد" وله سجل طويل من الأنشطة الجهادية في الأردن والعراق وغزة. ووفقاً للمخابرات الإسرائيلية، كان على وشك تنفيذ هجمات إرهابية ضد إسرائيل. وبالإضافة إلى ذلك استهدفت إسرائيل نشطاء في غزة لهم صلات واضحة بهجمات كانت على وشك الحدوث أو أخرى كانت قد ارتكبت من سيناء، وتمتنع عن شن هجمات في شبه الجزيرة ذاتها خوفاً من تقويض العلاقات المتعثرة مع مصر. وكانت النتيجة قيام واقع جديد يشمل تكتيكات من باب العين بالعين والسن بالسن وزيادة سريعة [في العمليات الإرهابية]، مع عدم وجود نهاية في الأفق. وفي 23 تشرين الأول تعرض جندي إسرائيلي لإصابات بالغة جراء انفجار عبوة ناسفة على السور الحدودي مع غزة. وقد ردت إسرائيل بهجمات جوية ضد المقاتلين في غزة، الذين ردوا بدورهم بوابل من الصواريخ بلغ نحو ثمانين صاروخاً خلال اليومين التاليين. وقد أدى وقف إطلاق النيران بوساطة مصرية إلى تقليل حدة المصادمات لفترة وجيزة، حيث إن الجماعات الجهادية لن تلتزم به. والواقع أنه بالنظر إلى النفوذ المحدود للقاهرة على هذه الفصائل، فإن قدرتها التقليدية على الوساطة بين إسرائيل وغزة قد ضعفت.
موازنة «حماس» بين الضغوط لا تزال «حماس» هي السلطة الحاكمة للقطاع كونها تمتلك مفتاح السيطرة على الوضع المتقلب في غزة. بيد أن زيادة أنشطة السلفيين والجهاديين تمثل تحدياً خطيراً يضع الحركة بين المطرقة والسندان. فمن الناحية الأيديولوجية، ترى «حماس» نفسها جماعة جهادية إسلامية ملتزمة بتدمير إسرائيل من خلال "المقاومة المسلحة". ولا ترغب في أن تخسر أوراق اعتمادها كما أنها تستاء من الجماعات الجهادية التي تصورها على أنها تتعاون مع إسرائيل وتحميها. وفي الوقت ذاته تقع على عاتق «حماس» مسؤوليات داخلية وخارجية باعتبارها حكومة القطاع. إن آثار عملية "الرصاص المصبوب" لا تزال ماثلة في الأذهان، كما أن مصر تضغط على الحركة من أجل ضبط النفس والاحتواء. ومع فقدان سوريا كعامل دعم رئيسي، وما ترتب على ذلك من صدع مع إيران، والعبء الزائد على قيادتها في غزة، أصبحت «حماس» أكثر اعتماداً على القاهرة ومن ثم فإنها تتوخى مزيداً من الحذر لئلا تقوض علاقتها معها. ورغم تعزيز وضع «حماس» بفضل صعود جماعة «الإخوان المسلمين» إلى السلطة في مصر المجاورة لها، إلا أنها لم تتلقى دعماً تلقائياً من الحكومة المصرية بعد الثورة. وبعد أن فقدت القاهرة سيطرتها على أجزاء من سيناء وحولت تركيزها باتجاه التحديات الداخلية، بدأت الآن تطالب «حماس» بأن تسيطر بشكل أفضل على الجهاديين في غزة، وتوقف أنشطتها العابرة للحدود داخل سيناء وعبر شبه الجزيرة، ومنع عمليات التصعيد. وعلاوة على ذلك، ترى «حماس» أنها على وشك أن تكسر العزلة المفروضة عليها والمأزق الاقتصادي الذي تعاني منه بمساعدة مظلة سنية حامية تقدمها مصر وقطر وتركيا. هذا وتعد زيارة أمير قطر إلى غزة في 23 تشرين الأول - وهي أول زيارة رسمية على الإطلاق يقوم بها رئيس دولة إلى القطاع الذي تسيطر عليه «حماس» - مرحلة رئيسية في هذه العملية. كما أن المساعدات التي قدمها بمبلغ 400 مليون دولار إلى جانب تعهدات تركية وغيرها من الموارد المالية قد تحوّل «حماس» إلى نموذج أكثر نجاحاً من شقيقتها المنافسة حركة «فتح» في الضفة الغربية التي أصبحت الآن على حافة الانهيار الاقتصادي بسبب فقدان الدعم المالي الخارجي. و«حماس» مطمئنة إلى فكرة أن هذه الحماية قد تُعقد تردد إسرائيل في تصعيد الأوضاع والدخول في أتون عملية "رصاص مصبوب" ثانية. بيد أن النفوذ السني يقيد أيضاً من الإجراءات التي تقوم بها الحركة. وحيث تناور «حماس» بين هذه الضغوط المتضاربة، فإنها تلعب لعبة معقدة ومحفوفة بالمخاطر تضعها على حافة الهاوية. وتسعى الحركة جاهدة إلى كبح جماع الجهاديين ومنعهم من تصعيد التوترات، لكنها تحجم بشكل عام عن فرض إرادتها بشكل مباشر ما لم تمثل تحدياً مباشراً لسيطرتها على غزة. ورغم أن «حماس» لا تبدأ عادة بإطلاق صواريخ ضد إسرائيل، إلا أنها تغض الطرف عن الآخرين عندما يقومون بذلك، أو تقوم في بعض الحالات بتوقيف الجناة وإطلاق سراحهم بعد ذلك بفترة وجيزة. وخلال الأسابيع الأخيرة، انضمت «حماس» إلى عمليات إطلاق الصواريخ في بعض المناسبات وتحملت المسؤولية علانية عنها، رغم أنها لم تطلق سوى صواريخ وقذائف قصيرة المدى صوبتها نحو مساحات مفتوحة، أو ما تطلق عليه "أهداف عسكرية".
إسرائيل بين المطرقة والسندان بعد مرور أربعة أعوام تقريباً على عملية "الرصاص المصبوب"، بات واضحاً للإسرائيليين أن قدرتهم على الردع في غزة تتآكل. فالصواريخ والقذائف التي تتساقط يومياً على جنوب إسرائيل دفعت مئات آلاف الإسرائيليين إلى الاختباء في الملاجئ، مما شكل ضغطاً على الحكومة لكي تتخذ إجراء أقوى ضد «حماس». وبناءً على ذلك صعّدت القوات الإسرائيلية من هجماتها الجوية المحددة ضد أهداف جهادية وأخرى تابعة لـ «حماس» في محاولة لإجبار «حماس» على فرض وقف إطلاق النار على الجماعات القتالية المتشددة الأخرى. بيد، نظراً للديناميات الداخلية في غزة، فإن هذه الجهود لم تُؤت ثمارها بعد. كما أن إسرائيل عززت من دفاعاتها الإيجابية والسلبية مع إدخال نظام بطاريات "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ وبناء ملاجئ إضافية، لكن هذه التدابير غير كافية لمجابهة التحدي المتزايد. ويقيناً أن إسرائيل لديها أسباب استراتيجية قوية لتجنب اندلاع مواجهة كبرى في قطاع غزة. كما أن عليها اتخاذ قرار حول إيران في العام المقبل، فضلاً عن أنها تواجه حالة كبيرة من عدم اليقين على طول حدودها مع سوريا ولبنان. كما أنها تتوخى الحذر بأن لا تتزعزع  علاقاتها الحساسة جداً مع مصر، وهو الوضع الذي سيتحقق في حالة قيام إسرائيل بغزو غزة على سبيل المثال. ورغم أن الانتخابات القادمة في أواخر كانون الثاني/يناير تشجع على اتخاذ ردود قوية وقاسية في غزة، إلا أنها تحول دون التصعيد الشامل. ورغم ذلك، إذا لم تتمكن إسرائيل من وقف الاتجاه الحالي، أو إذا تسببت نيران الصواريخ في وقوع أضرار بدنية أو نفسية لا تُحتمل (مثل شن هجوم قاتل على إحدى المدارس)، فسوف تجد إسرائيل نفسها مرغمة على شن عملية واسعة النطاق في غزة.
الخلاصة إن الوضع في غزة ملتهب، بينما تقوم «حماس» والجماعات المسلحة الأخرى بإشعال النيران في براميل البارود. ويتطلب ذلك جهوداً فورية للحيلولة دون وقوع تصعيد غير مبرر. يجب أن تفهم «حماس» أنها تسيء تقدير استعداد إسرائيل لمواصلة التعرض للنيران وأن تُدرك أنها سوف تواجه تبعات غير مرغوبة إلى الحد الذي قد تفقد معه سيطرتها على غزة. وبالإضافة إلى ضغوط إسرائيل، يجب على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي استغلال نفوذهما على الداعمين الرئيسيين لـ «حماس» - وهم تحديداً مصر وتركيا وقطر - لإقناع الحركة بالتشديد على الجهاديين وتطبيق قرار وقف إطلاق النار.

 

عناوين الصحف

سي بي اس الأميركية
• السرطان يسكت رئيس الموساد السابق مئير داغان.


جيروزاليم بوست
• نتنياهو أمر بالتحضير لمهاجمة إيران عام 2010.


الغارديان البريطانية
• محمود عباس يثير غضب الفلسطينيين بالتنازل على حقهم في العودة.
• كيف جوّع الجدار الفاصل في الضفة الغربية التجارة والمجتمع .
• المعارضة السورية تفشل في إظهار جبهة موحدة في مؤتمر قطر.


نيويورك تايمز
• الكنيسة القبطية تختار بابا جديد يرفض اتخاذ دور سياسي.
• مجموعات المعارضة السورية المتباينة تبدأ محادثات لتشكيل جبهة سياسية موحدة.
• تقرير إسرائيلي يكشف عن محاولة محبطة لمهاجمة إيران عام 2010.


الاندبندنت البريطانية
• عباس: الكلام حول حق العودة كان رأيا شخصيا.


الديلي تلغراف
• محود عباس ينفي انه قد تخلى عن حق العودة.
• رياض حجاب يكشف عن الأسد يريد الحرب لا السلام.
• البرلمان الإيراني يستدعي نجاد لشرح السياسات الاقتصادية.