لا شك ان الاعتداء على القوى الامنية اللبنانية هي جريمة يعاقب عليها القانون وهو فعل يشجبه ويرفضه كل عاقل أيا كان المعتدي، انطلاقا من ان التطاول على القوى الامنية يمثل اعتداء على الدولة اللبنانية.
لا شك ان الاعتداء على القوى الامنية اللبنانية هو جريمة يعاقب عليها القانون وهو فعل يشجبه ويرفضه كل عاقل أيا كان المعتدي، انطلاقا من ان التطاول على القوى الامنية يمثل اعتداء على الدولة اللبنانية وما لها من هيبة مفترضة. وبالتوازي مع ذلك لا شك ان كل عاقل وكل وطني شريف مهتم بمصلحة وكرامة وطنه يرفض الاعتداء على سيادة لبنان بأي شكل من الاشكال ومن اي جهة كانت ولاي سبب، وهذه الامور من المفترض انها ثابتة لا تتغير من حالة لاخرى ولا تختلف باختلاف المصالح والاهواء السياسية.
الغرابة سرعان ما تظهر ومعها التساؤلات عندما نجد ان ضرب هيبة مؤسسات الدولة ومعها الدولة نفسها باتت وجهة نظر لدى البعض في لبنان، ونزداد دهشة عندما نجد ان الاعتداء على سيادة الوطن لا يمثل شيئا لهم كي يهتز او ينتفض هذا البعض لكرامة وطن طالما تغنى بالدفاع عن سيادته وحريته واستقلاله (على المنابر والبرامج الاعلامية ليس اكثر)، فنحن لا ولم نسمع البعض في فريق "14 آذار" يرفع الصوت لان سيادة لبنان تنتهك بصورة يومية من قبل العدو الصهيوني وقد اعتدنا هذه المواقف تجاه العدو من قبل "الفريق الآذاري".
وعلى نفس الخطى لم نسمع للآذاريين صوتا عندما اعتدي على مركز لقوى الامن الداخلي في بلدة عرسال البقاعية قبل ايام من قبل مسلحين من ما يسمى "الجيش السوري الحر"، فهل ان اصدقاء ومؤيدي هؤلاء المسلحين في لبنان لم يستمعوا الى نشرات الاخبار او الى بيان قوى الامن الداخلي او انه لم يصل الى مسامعهم خبر الاعتداء هذا ونقل عدد من عناصر قوى الامن الى مستشفيات البقاع، ام ان رافعي شعارات السيادة غضوا ابصارهم عن انتهاك السيادة انطلاقا من ان المعتدين هم زملاء لهم في المتاجرة بشعارات السيادة والحرية؟
لماذا تسمح "14 آذار" بالاعتداء على الامن الداخلي وانتهاك سيادة لبنان؟
والسؤال لماذا يسمح او يقبل فريق "14 آذار" ان يُعتدى على مؤسسة الامن الداخلي وعلى سيادة لبنان وما الهدف من وراء ذلك وما السبب الكامن خلفه؟ هل الهدف هو البلبلة والتمادي في ضرب هيبة المؤسسات في لبنان وخصوصا الامنية منها؟ ام ان المجموعات المسلحة في سورية لها امتياز للاعتداء على سيادة لبنان دون حسيب او رقيب بناء لاوامر من اولياء نعمة هؤلاء ومشغليهم من العرب والغربيين؟ ام ان الفريق الاذاري لا يشاهد الا بعين واحدة تأسياً وعملاً بمبدأ "الكيل بمكيالين" المعتمد دائما وابدا في سياسة الادارة الاميركية؟
للاجابة على كل تلك التساؤلات توجهنا بالسؤال الى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية في لبنان النائب الوليد سكرية الذي اعتبر ان "المواقف الرسمية اللبنانية حول حادثة عرسال كانت ضعيفة جدا واقل مما يجب ان تكون"، ورأى انه "بالحد الادنى كان يجب على الدولة ان تقوم بتحرك او اجراء لحفظ ماء وجهها باعتبار انها صاحبة السلطة والسيادة على هذه الارض"، وتابع "كان المفروض على الدولة ان تقوم بأي اجراء لملاحقة المعتدين ولو كان هذا الاجراء استعراضيا كما يسمى في العلم العسكري ليس بهدف قطع الرؤوس بل لاظهار القوة وسلطتها على الارض"، وأسف ان "الدولة اللبنانية اكتفت بكلام أقل ما يقال فيه انه ينبع من سياسة دفن الرأس بالرمال باعتبار ان الدولة في لبنان تتبع سياسة النأي بالنفس بحسب قولها بينما على ارض الواقع كل يعمل ويغني على ليلاه".
وحول موقف "14 آذار" من حادثة عرسال، لفت سكرية الى ان "هذه القوى التي تتغنى بالسيادة والحرية لاذت بالصمت امام الاعتداء المزدوج على السيادة اللبنانية وعلى مؤسسة قوى الامن الداخلي"، واضاف "سمعت كلاما للرئيس فؤاد السنيورة يحاول من خلاله اعطاء تبرير ضمني لهذا العمل بقوله ان هناك جريحا وقد توفي لاحقا"، وتابع ان "السنيورة اعتبر ان ما حصل جرى كردة فعل على موت هذا الجريح من دون ان يذكر كلمة واحدة حول الاعتداء على سيادة لبنان وعلى القوى الامنية بما يخالف كل توجهات الدولة اللبنانية وطاولة الحوار".
سكرية: فريق "14 آذار" يرى بعين واحدة وغير مأمول منه اكثر من ذلك
واشار سكرية في حديث لموقع "قناة المنار" الالكتروني الى ان "الجيش السوري يعتدى عليه من لبنان وعندما يردّ ويدافع عن نفسه تقوم القيامة ويطلب فريق 14 آذار تحويل الامر الى مجلس الامن ويبدأ هذا الفريق بالحديث عن السيادة والاستقلال"، واوضح ان "فريق 14 آذار يرى بعين واحدة وغير مأمول منه اكثر من ذلك ومن غير المستغرب ان يتصرف بهذا الاسلوب لانه غير مستعد للنقاش الموضوعي لحل اية قضية او مسألة فهو فريق لا يرى الا ما يلائم مصلحته وتفكيره السياسي".
وطالب سكرية "فريق 14 آذار بضبط جماعاته التي تنقل السلاح الى سورية وتتدخل في سياق الاحداث هناك"، ولفت الى ان "هذه المجموعات هي التي تعتدي على الجيش السوري كما انها شاركت في الاعتداء مع المسلحين السوريين على قوى الامن الداخلي في عرسال"، واكد ان "الدولة اللبنانية بقواها الامنية قادرة على ضبط الحدود والوضع وخصوصا في المنطقة التي اعتدي فيها على قوى الامن اذا ما رفعت 14 آذار يدها عن تهريب السلاح والتدخل بالشأن السوري او حتى رفعت يدها عن المعتدين والمخلين بالامن".
واوضح سكرية ان "كل ما حصل ان قوى الامن في مخفر عرسال طلبت تسجيل اسم الجريح فقط ولكن حالة الفلتان الامني في تلك المنطقة جعلت سلطة هؤلاء سواء من عناصر الجيش السوري الحر او الجماعات التابعة لـ14 آذار سلطة امر واقع"، ولفت الى ان "هذه الجماعات اصبحت تعتبر نفسها هي السلطة على الارض بدل الدولة وتعتبر نفسها هي الدولة"، وشدد على "ضرورة ان تتحمل الدولة اللبنانية مسؤوليتها في هذا الموضوع وان تضع حدا للجماعات المسلحة وان تطبق فعلا سياسة النأي بالنفس طالما ان هناك توافقا سياسيا بين كل الافرقاء وهناك غطاء دوليا لها".
وهبي: ندين الاعتداء على قوى الامن ونطالب بملاحقة ومحاسبة المعتدين ايا كانوا
وحول حادثة الاعتداء على قوى الامن في عرسال، استصرحنا عضو كتلة تيار "المستقبل" النيابية في لبنان النائب أمين وهبي الذي قال إن "فريق 14 آذار أخذ المواقف الصريحة والواضحة بإدانة هذا الاعتداء وضرورة ملاحقة ومحاسبة كل المعتدين على الامن الداخلي"، واضاف ان "هذا الموقف مبدئي وليس للمنابر الاعلامية".
وشدد وهبي في حديث لموقع "قناة المنار" الالكتروني على ان "هذا الموقف واحد لا يتغير ايا كان المعتدي على السيادة اللبنانية او على مؤسسة او عناصر امنية لبنانية"، ورفض "الحديث عن ان جماعات تابعة لفريق 14 آذار شاركت او غطت هذا الاعتداء ضد الامن الداخلي في عرسال"، ودعا "كل اللبنانيين الى الحفاظ على الاجهزة الامنية اللبنانية لانها تعمل لخدمته وخدمة الوطن".
ولان السيادة لا تتجزأ وكذلك هيبة الدولة فبالتأكيد ان القانون والمؤسسات هي وحدة واحدة لا تقبل القسمة فلا يجوز ساعة نريد ان نطالب بالدولة وتطبيق القانون لان مصلحتنا تتطلب ذلك، وتماشيا مع مصلحتنا نعكس الاسلوب فنستبيح كل شيء ونسقط كل القوانين والضوابط ونضرب الدولة وهيبتها سواء بالتفريط بالسيادة في الشمال او الاعتداء على العناصر الامنية في عرسال ولا ننسى محاولة احتلال السراي الحكومي التي ما زالت ماثلة في الاذهان.