احتفل معارضو الكويت بيوم الدستور بالأمس على طريقتهم. فبعد الاحتفالات الضخمة التي نظمتها السلطة قبل يوم، والتي دخلت على أساسها موسوعة «غينيس» في أكبر عرض للألعاب النارية.
احتفل معارضو الكويت بيوم الدستور بالأمس على طريقتهم. فبعد الاحتفالات الضخمة التي نظمتها السلطة قبل يوم، والتي دخلت على أساسها موسوعة «غينيس» في أكبر عرض للألعاب النارية، استغلت المعارضة المناسبة للاحتشاد في «ساحة الإرادة» وإعادة التأكيد على مطالبها.
وهكذا، بحسب معارضين كتبوا على «تويتر»، جاءت التظاهرة، التي حملت عنوان «إرادة أمة»،»احتراماً للدستور وليس احتفالاً به»، وقد نجحت في حشد ما يزيد على 130 ألف مشارك وفق اللجنة المنظمة. وحرص المنظمون على تحصيل ترخيص للتظاهرة، وذلك لتشجيع الكويتيين على المشاركة، بعد أن تراجع العدد بشكل ملحوظ خلال الأسبوع الماضي في التظاهرة غير المرخصة التي شهدت مواجهات مع قوات الأمن.
وشارك عدد من وجوه المعارضة المعروفين عبر «تويتر» في حشد الصفوف، حيث أعلن النائب السابق مسلم البراك أن مشاركته تأتي في سياق رفض القانون الانتخابي الجديد والمرشحين لمجلس الأمة (البرلمان) المقبل لأنهم «جميعاً عبارة عن قبيضة وانبطاحيين وأراغوزات ودمى».
كما ألقى كل من رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون والنائب السابق خالد السلطان ووليد الطبطبائي والبراك خطابات أكدت استمرار المعارضة في تحركها، وأن البرلمان المقبل سيكون الأسوأ ولن يستمر، بينما توجهت إلى الأسرة الحاكمة بالقول «نحن نحمي لا ننقلب، ونعمل كي لا يكون مصيرنا مثل اليمن ومصر وتونس».
وشهد التجمع في ساحة الإرادة المقابلة لمجلس الأمة تعزيزات أمنية كبيرة، في وقت كانت المروحيات تحوم بكثافة فوق الساحة. وكانت فعاليات الاحتفال بذكرى مرور 50 عاماً على الدستور شهدت عروضاً عسكرية ضخمة، وتنظيم أكبر عرض للألعاب النارية أطلق فيه 77 ألفا و282 مقذوفا ناريا، بينما وصلت التكلفة إلى اكثر من 4 ملايين دينار (اكثر من 14 مليون دولار) ما أثار سخطاً واسعاً في أوساط المعارضة.
وأكّد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بحسب ما نقلت وكالة «كونا» الكويتية، أن «الدستور جاء استشرافا لمكانة من كرمهم الله سبحانه في كتابه العزيز بقوله وأمرهم شورى بينهم». وأشار إلى أن الكويت عاشت حوالي خمسة عقود من العمل البرلماني بما حملته من نتائج وممارسات بحلوها ومرها، مضيفا «كي نقطف ثمار مسيرتنا البرلمانية علينا أن نصون تجربتنا بالتقييم الموضوعي والنقد الذاتي البناء».
وأعرب أمير الكويت عن «تفهمه الاختلاف» حول سبل إصلاح الأمور، و«وتقبله النقد»، في وقت أكد «ثقته بحسن نيات الجميع وحقهم في التعبير عن رأيهم.. غير أننا لسنا وحدنا في الميدان، وهناك مصالح وأهداف وغايات لأعداء هذا الوطن». وأشار في النهاية إلى أن الاحتفال بالذكرى الـ50 للدستور يتزامن مع بدء فعاليات الانتخابات النيابية للفصل التشريعي الـ14، مشدّدا على أن المشاركة في ممارسة الحق الانتخابي هي «واجب وطني مستحق».