28-11-2024 12:43 PM بتوقيت القدس المحتلة

د. القواص لموقع المنار: "الأسير" يستجدي الفتنة والدّم.. وحرص القوى الوطنية أربكه

د. القواص لموقع المنار:

حول أحداث صيدا وحول ظاهرة جماعة أحمد الأسير وتصرفاتها وأهدافها وماهية داعميها كان لنا مقابلة مع أمين سرّ اللّقاء الوطني الدّيمقراطي د.عصمت القواص

أحداث صيدا الأخيرة التي افتعلتها جماعة أحمد الأسير القت بظلالها على الإهتمامات في لبنان وأضفت قلقاً جديداً من نوايا الفتنة حيث كان لما حصل دلالات ومعان عديدة. حول هذه الأحداث وحول ظاهرة  جماعة الأسير وتصرفاتها وأهدافها وماهية داعميها كان لنا حوار مع أمين سرّ اللّقاء الوطني الدّيمقراطي  د. عصمت القواص كأحد الفعاليات الوطنية والصيداوية.

د. عصمت ما تعليقكم على تصرفات الأسير لناحية الدخول بشكل استفزازي الى منطقة في صيدا  بحجة ازالة يافطات دينية؟
 
الدكتور عصمت القوّاصتوج الأسير تصرفاته الاستفزازية باقتحام حي التعمير محاولاً تمزيق صور شهداء المواجهة مع العدو الصهيوني، ونزع يافطات ذكرى عاشوراء، فاعتدى وأنصاره على المواطنين الآمنين، وقتلوا الفتى علي الشربيني، وأصابوا عدداً من المواطنين بجروح. وقد أدت هذه التصرفات الاستفزازية إلى ردة فعل مشروعة لدى شبان الحي الذين ثاروا دفاعاً عن معنى الشهادة والقيمة الكبيرة للشهداء، وانتفضوا للذود عن معتقداتهم وكرامتهم، فحصل اشتباك سقط خلاله قتلى وجرحى. ومما لا شك فيه أن الأسير يتحمل وحده مسؤولية الدماء التي أُريقت، كما يتحمل مسؤولية هزّ الأمن والاستقرار في صيدا.

ما الهدف برأيكم من هذه التصرفات؟

يعمد الأسير منذ فترة إلى تصعيد خطاب التحريض المذهبي وتوجيه الشتائم إلى شخصيات ورموز سياسية ودينية. كما يمارس التعدي على المواطنين وكراماتهم، فضلاً عن قطع طرقات حيويّة كما هو معروف.
خطابات الأسير وتعدّياته تندرج في إطار المعركة التي يخوضها تيار المستقبل، وقوى 14 آذار عموماً، والهادفة إلى تفجير فتنة مذهبية بين السّنّة والشّيعة، وإشغال المقاومة وسلاحها في هذه الفتنة، وذلك خدمة للمخطط الأميركي الصهيوني الرجعي العربي الذي يستهدف ضرب قوى المقاومة في المنطقة، وتفتيت أقطارها إلى كيانات متناحرة تدور في فلك أميركا وإسرائيل.

اذاً المطلوب جر سلاح المقاومة الى مواجهات امنية؟
 
لقد أصبح واضحاً للجميع أن الأسير يستجدي تفجير الفتنة، كما يستسقي الدّم. غير أن وعي القوى الوطنية المقاومة لغايات الأسير، ولغايات من يقف وراءه محلّيّاً وإقليميّاً ودوليّاً، قد ساعد على تفشيل سعي الأسير المتواصل لجرّ هذه القوى إلى المواجهة الأمنية. كما أن حرص القوى الوطنية المقاومة على حماية السلم الأهلي، وتصميمها على رفض الانجرار إلى معارك داخلية عبثية، قد أوقعا الأسير ومن يقف وراءه في حالة من الارتباك وعدم التوازن دفعتهم إلى ارتكاب تعدّيات عشوائية، واقتراف جرائم موصوفة.

هل ترون ان هناك تغطية سياسية ودعم للأسير ومن أي طرف؟

أحمد الأسيرما يمثله الأسير من حالة مذهبية ظلامية معادية للمقاومة، وفي الوقت عينه معادية للحريات وحقوق الإنسان، هذه الحالة تلقى الدعم والتأييد المعلن أو الضمني من عدة أوساط على المستويات المحلّيّة والإقليمية والدولية.
فعلى الصعيد المحلي، وبالإضافة إلى احتضان تيار المستقبل وقوى 14 آذار لهذه الظاهرة، نجد مرجعيات في أعلى مستويات السلطة اللبنانية توفر لهذه الظاهرة كل أشكال الرعاية والحماية حتى أضحى الأسير الطفل المدلل لهذه المرجعيّات. وهي تستخدمه لممارسة كل أشكال الضغط على المقاومة.
ولا ننسى ما توفره السعودية وقطر ودول الخليج الأخرى من دعم سياسي ومالي لهذه الظاهرة. كما لا ننسى أن الأسير إنما يرفع الشعارات ذاتها التي يعمل من أجلها الحلف الأميركي الصهيوني، وعلى رأسها محاربة المقاومة، وإثارة الفتنة المذهبية كوسيلة لتبديد طاقات العرب وتفتيت أقطارهم.


حسب رؤيتكم، ظاهرة الاسير في صيدا وغير صيدا ما حجم التأييد لها على صعيد الوطن؟

ظاهرة الأسير، بصفتها ظاهرة رجعية ظلامية شديدة التعصب، تبقى محصورة في أوساط معينة، وهي غير قادرة على اختراق غالبية الأوساط، في صيدا أو غيرها، بالنظر لتعارض ما تطرحه مع توجهات غالبية المواطنين ومصالحهم ومجرى حياتهم اليومية.
غير أنه في المقابل، تستفيد هذه الظاهرة من الانقسامات المذهبية السائدة في لبنان وفي بقية الأقطار العربية والإسلامية، كما تعمل على تغذيتها. كما تستفيد من الدفق المالي الذي ينهمر عليها من الأنظمة الخليجية، فضلاً عن الدعم السياسي وغيره من أشكال الدعم الذي تحصل عليه من قوى محلّيّة، ومن بعض الأوساط في السلطة اللبنانية.
ومن الواضح تماماً أن الشعارات التي يرفعها الأسير هي شعارات ذات طابع إلغائي للآخر المختلف. ومن الواضح أيضاً أنه ينفذ مخططاً تشارك في صوغه قوى دولية وإقليمية ومحلّيّة.

في ظل ذلك هل تعتقدون ان الأمور يمكن ان تتفاقم في صيدا مستقبلاً ؟ وما المطلوب إزاء محاولات مفاقمة الأمور في المدنية وخارجها؟

عناصر مسلحة من جماعة الأسيرإن تمسك تيار المقاومة بعدم الانجرار إلى الفتنة، وتصميمه على حماية السلم الأهلي، هما عنصران أساسيان في صوغ أي موقف يتخذه هذا التيار. غير أن ذلك لن يمنع ظاهرة الأسير، ولا غيرها من الظواهر المشابهة، ولا قوى 14 آذار، من مواصلة السير في المخطط المرسوم لها.
لذلك فإن موقف تيار المقاومة لا بد له أن يتضمن عنصراً إضافيّاً يتمثل في اعتماد كل أشكال الحذر والحيطة والاستعداد لمواجهة المخطط المعادي بقواه الخارجية وملحقاتها الداخلية. ومن الضروري أيضاً منع هذه الملحقات من تحقيق أي مكسب قد يساعدها في معركتها المفتوحة ضد تيار المقاومة.

وختاماً، من الأهمية بمكان في مواجهة الحرب على تيار المقاومة تعزيز علاقات التشاور والتعاون والتنسيق بين مختلف قوى هذا التيار. فالحلف الأميركي الصهيوني العربي الرجعي يستهدف هذه القوى كلها، كما يستهدف لبنان والقضية الفلسطينية والأمة العربية كلها.