ابرز ما تناولته الصحف اللبنانية اليوم الاثنين 19/11/2012
تناولت مختلف الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 19/11/2012 العدوان الصهيوني على قطاع غزة ومساعي التهدئة التي تجرى في القاهرة بحضور ممثلين عن دول عربية واسلامية.
كما خصصت بعض الصحف مساحة للكلام عن مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في العاصمة الايرانية طهران.
السفير
صحيفة السفير اللبنانية افردت مساحة واسعة للكلام عن العدوان الصهيوني على قطاع غزّة، ومساعي التهدئة التي تُبحث في العاصمة المصرية القاهرة. كما كان هناك حديث عن المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني.
مجـازر العــدو تسـابـق «التهـدئـة» وحــذر أميـركـي أوروبـي مـن الغـزو
إسـرائيـل مُهـانـة.. وأمـامهـا أوحــال غــزة
فلسطينيون يحملون جثمان طفل استشهد في غارة إسرائيلية على غزة أمس
كتب حلمي موسى
أعلنت إسرائيل، بالكلمة والقذيفة، دخولها مرحلة ثانية في حرب «عمود السحاب» باستهدافها المدنيين في غزة، ومحاولتها التنافس مع نفسها في سباق القتل. وتجسدت مخاوف أبداها عدد من كبار المعلقين والقانونيين الإسرائيليين عندما كررت الطائرات الإسرائيلية «مجزرة الزيتون» المشهورة، فقتلت هذه المرة 12 شخصاً من أفراد عائلة الدلو، مدّعية أنها قضت على قائد وحدة الصواريخ في حركة حماس.
وبدا المشهد في القطاع وكأن إسرائيل جنّت إثر العدد الكبير للغارات من ناحية، وتحوّلها إلى استهداف البيوت ووسائل الإعلام والمساجد والمدارس والمنشآت العامة... ويتجلى الجنون الجوي والبحري الإسرائيلي بشكل أشد كلما طالت فترة التردد عن دخول المرحلة البرية بعد حشد عشرات الألوف من جنود الاحتياط، وبدء ظهور الشروخ في الاستعداد من ناحية والتحفظات من ناحية أخرى.
وتبدت هذه التحفظات في أن الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل في «حقها بالدفاع عن نفسها» قد أصبح يحذر من مخاطر الدخول في عملية برية، قد تسهم في إحداث تغييرات إستراتيجية في المنطقة في غير مصلحة أميركا وإسرائيل.
وهكذا تكثفت التحذيرات الأميركية والأوروبية من مخاطر العملية البرية الإسرائيلية، وهو ما أظهر التهديد بهذه العملية وكأنه أقرب إلى نوع من الحرب النفسية ضد الفلسطينيين والعالم، أكثر مما هو توجه حقيقي، فالأصوات في إسرائيل بدأت ترتفع محذرة من العودة إلى أوحال غزة في الظروف الإقليمية والدولية الجديدة.
ولكن إسرائيل، التي تشعر بالمهانة التي تتجدد كل يوم بسقوط الصواريخ، ليس فقط على مستوطنات غلاف غزة وإنما أيضاً على تل أبيب و«ما بعد تل أبيب»، لا تجد لديها سبيلاً لرد هذه الإهانة سوى الدم.
وثمة بين الفلسطينيين من يؤمن بأن دماء غزة لو وصلت إلى تل أبيب لما كانت بحجم ما تشعر به القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية من ألم، فمحاولة ترميم قدرة الردع التي تآكلت مُنيت بنكسة قوية بتعاظم تدهور وتردي قدرة الردع هذه، فالصواريخ المصنعة، في غزة المحاصرة، قادرة على أن تخلق معادلة «غزة مقابل تل أبيب» أو العكس، وهو ما لم يكن أحد لا في فلسطين ولا في إسرائيل يحلم بتحققه.
وما يضير إسرائيل أكثر شيء أن غزة هذه تبدو عصية لدرجة قد تشكل نموذجاً ليس فقط لفلسطينيين في أماكن أخرى، وإنما أيضاً للعرب. ويستبشر أهل غزة بـ«قطار التضامن» الذي يصل عبر القاهرة من كل بلاد العرب، آملين أن يتحول إلى «قطار جهاد» ضد إسرائيل. ووجد كثيرون في المواقف المصرية الأخيرة ما يمكن أن يشجع على استعادة الأمل، ليس فقط بالاقتراب من المصالحة الفلسطينية، وإنما أيضاً بتوفير سند فاعل لنضال عربي متصاعد ضد إسرائيل على الأصعدة كافة.
وأياً يكن الحال، فإن رد فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حماس، في غزة على العدوان يثير الرضى والقبول والفخر في صفوف الفلسطينيين في القطاع، الأمر الذي يسهل على هذه الفصائل عملها. وخلافاً للحرب السابقة، تجد المقاومة وحكومة حماس في غزة نفسها في أجواء أكثر تضامنية من أي وقت مضى، الأمر الذي سمح لها، ربما للمرة الأولى، بتقديم شروط للتهدئة.
ومعروف أن مصر تلعب اليوم دور الحاضن السياسي والإنساني لحكومة حماس في غزة، وأيضاً الوسيط الأمني بشأن التهدئة. وتوافدت على مصر وفود فلسطينية وعربية ودولية، وأيضاً موفد إسرائيلي. وبحسب المصادر المصرية فإن الموفد لم يطل البقاء في مصر وتسلم الاشتراطات الفلسطينية وعاد إلى تل أبيب.
وقد اعترفت إسرائيل بأن جهود الوساطة المصرية لم تحقق شيئاً حتى الآن، لكن الأمور مفتوحة على التهدئة. واجتمع الرئيس المصري محمد مرسي برئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، وللمرة الأولى بالأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح. وحدثت اجتماعات فلسطينية ـ فلسطينية في إطار العمل المشترك وتنسيق أوجه التضامن العربي وترتيب أمر التهدئة.
وعموماً ردّت المقاومة طوال يوم أمس بالصواريخ على الاعتداءات الإسرائيلية. وبحسب المصادر الإسرائيلية فقد تعرضت للقصف الصاروخي الفلسطيني مستوطنات غلاف غزة ومدن اسدود، عسقلان، بئر السبع، بئر طوفيا، يؤاف وأشكول. وطالت الصواريخ مدينة تل أبيب مرتين على الأقل، تخطى الصاروخ في أحداهما تل أبيب ليسقط شمالها. وأثار ذلك جنون الجيش الإسرائيلي الذي صار يقول إن البحث جار الآن عن «صورة النصر». وهو يخشى أن تنتهي الجولة الحالية بصورة دمار في تل أبيب ويريدها أن تكون صورة دمار في غزة.
وهكذا نشر التلفزيون الإسرائيلي أن الهيئة الوزارية الثلاثية، المكونة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزيري الدفاع والخارجية إيهود باراك وأفيغدور ليبرمان صادقت مساء أمس على توسيع العمليات الجوية في القطاع، والاستعداد للدخول البري. ولكن ليس مستبعداً أن تكون هذه الخطوات جزءاً من مسلسل ضغط الساعات الأخيرة في المفاوضات الجارية من أجل التهدئة. والواقع أن مفاوضات التهدئة تصطدم باشتراطات واشتراطات مقابلة، فإسرائيل، بعد قصف تل أبيب، صارت تطالب بمنع تهريب الأسلحة وإقامة حزام أمني حول القطاع. وبديهي أن شروطا كهذه غير مقبولة من جانب المقاومة، فضلاً عن أنها تشترط تقييد حرية إسرائيل للعمل في القطاع.
وتصر المقاومة على وجوب التزام إسرائيل بعدم اللجوء للاغتيالات والتوقف عن المساس بالسيادة الفلسطينية في غزة براً وبحراً، فضلاً عن فك الحصار. وكل هذه أمور مرفوضة من جانب إسرائيل، الأمر الذي يقود في النهاية غالباً، إلى اعتبارات مختلفة، للتوافق على تفاهمات مؤقتة أساسها وقف إطلاق النار من دون اشتراطات.
في هذا الوقت، توجه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى اسرائيل «لدعوة الاطراف كافة الى وقف التصعيد وعرض مساعدة فرنسا للتوصل الى وقف فوري لإطلاق النار».
واتهم أوباما صواريخ المقاومة بـ«تسريع» الأزمة، فيما اتفق مع وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ على ضرورة أن تتجنب إسرائيل اللجوء إلى الخيار البري.
وكرر أوباما أن «الولايات المتحدة تدعم تماماً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ومن حق إسرائيل أن تتطلع إلى عدم إطلاق صواريخ على أراضيها». وأضاف «إذا أمكن القيام بذلك من دون زيادة الأنشطة العسكرية في غزة فهذا أفضل... ليس فقط لأهل غزة بل للإسرائيليين أيضاً، لأنه إذا دخلت القوات الإسرائيلية غزة فإن خطر تعرضها لخسائر أو لوقوع جرحى في صفوفها سيكون أكبر».
الحرب الإسرائيلية على غزة وحرب تموز:مـقــارنــة أولـيــة بـيـن الـنـتـائـج
طلال سلمان
تكاد «المشاهد» في غزة، اليوم، أن تكون نسخة طبق الأصل عن «المشاهد» التي تحفظها ذاكرة اللبنانيين عن الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006: نيران الغارات الإسرائيلية تحرق البيوت في القرى والبلدات، تقتل الأطفال والنساء والشيوخ، تهدم المدارس والمؤسسات الأهلية، في ظل اطمئنان القيادة السياسية في تل أبيب التي اتخذت قرار الهجوم إلى دعم دولي (أميركي، أساساً) مفتوح، وإلى صمت عربي رسمي يكاد يبلغ حد التواطؤ، ومع ذلك كله: المراهنة على الحساسيات المذهبية لتبديل حقيقة المواجهة مع العدو الوطني والقومي.
الفارق الجوهري أن حدود لبنان مع سوريا كانت مفتوحة، وأن المدد العسكري كان متاحاً ومتواصلاً، وأن الذين أجبرتهم النار الإسرائيلية على ترك بيوتهم المهدمة والهرب بأطفالهم قد استقبلهم فآواهم إخوانهم في بيروت والجبل بأنحائه كافة والشمال فضلاً عن البقاع.. أما من بلغ سوريا فقد وجد الإكرام وأحس أنه بين أهله، وهذا كله غير متاح لأهالي غزة، حتى في معظم أنحاء وطنهم تحت الاحتلال.
لكن خطأ التقدير يتكرر في غزة، الآن، تماماً كما وقع العدو الإسرائيلي في حرب تموز: لقد افترض أن غزة المحاصرة من جهاتها الأربع، براً وبحراً وجواً، أخذاً بالاعتبار معبر رفح الذي تغلقه السلطات المصرية بالأمر الإسرائيلي، أضعف من أن تقاوم لأيام، فإن قاومت فسيكون «الثمن» باهظاً جداً يتجاوز طاقات أهلها الذين لا بد «سينتفضون» على «حكومتهم المقالة»، فينتهي الأمر وكأنه تمرين بالنار للجيش الذي لا يقهر: فلا السلطة في رام الله ستجرؤ على مواجهة القرار الإسرائيلي، ولا عرب الصلح المنفرد سيتحركون، ولا «الدول» ستدعو مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة يتخذ فيها القرار الخطير بإعلان الحرب على إسرائيل!
... تماماً كما افترضت القيادة الإسرائيلية، وبتحريض واضح من الإدارة الأميركية، أن أياً من الدول العربية لن يتحرك لنجدة لبنان، باستثناء سوريا، وأن الحكومة اللبنانية ـ آنذاك ـ لن تنخرط فعلياً مع المقاومة في «مغامرتها» فتتصدى للاجتياح الإسرائيلي ومعه الضغوط الدولية والعربية، خصوصاً أنها لا تؤمن بالمقاومة المسلحة ولا تسلم باعتمادها سلاحاً لتحرير ما تبقى من الأرض اللبنانية تحت الاحتلال، فكيف والإدارة الأميركية «تقود» هذا الاجتياح وترفض القبول بأية هدنة ولو لحفظ ماء وجه أهل النظام العربي.
كانت إسرائيل تعرف يقيناً أن دول العجز العربي قد خرجت من ميدان فلسطين، كلياً، ساعية وراء سراب «الحل السلمي» بالتفاوض العبثي الذي ترفضه لأنها أقوى بكثير من أن تقبل أي تعديل في خريطتها المستحدثة كدولة يهود العالم.
وفي حالة لبنان كانت إسرائيل تفترض أنها تتفضل على دول العجز العربي بأداء مهمة لا يقدرون عليها وهي تصفية مجاهدي المقاومة وتدمير قواعد صواريخهم وإلحاق الهزيمة بهم خلال أيام قليلة (قدّروها بثلاثة)، بما يمكن القائلين بحياد لبنان وخروجه من ميدان الصراع العربي ـ الإسرائيلي من تحقيق أهدافهم، في ظل تغطية دولية وعربية تتولاها الإدارة الأميركية مباشرة بشخص وزيرة الخارجية آنذاك، السيدة كوندليسا رايس.
أما في حالة غزة فإن التقدير الإسرائيلي كان يفترض أن حرص حماس على «سلطتها» سيدفع بها إلى الصمت على اغتيال أحد أبرز قادتها المقاومين، الشهيد أحمد الجعبري، وستكتفي ببيان استنكار، وربما أطلقت بعض الصواريخ محدودة المسافة والفعالية، ثم تعود «الحكومة المقالة» إلى سلوكها «السلمي» تجنباً لتكرار الحرب الإسرائيلية كما في العام 2008.
ولعل إسرائيل أرادت، في جملة أهدافها من غاراتها الأولى، امتحان «الإسلام السياسي» الذي بات يتصدّر سرايات الحكم في عدد من البلاد العربية، أخطرها مصر، التي ربطتها عبر التاريخ علاقات استثنائية بغزة، أساساً، فكيف والحكم الآن «إسلامي» على مستوى القمة في مصر، وكذلك في غزة... من دون أن ننسى أن هذا الإسلام السياسي يتولى القيادة في تونس، وشارك إلى حد ما في ليبيا، وفي اليمن، كما في المغرب إلخ.
بل يمكن الجزم أن إسرائيل قد افترضت أن الحملة الدولية على إيران، المتهمة بتأمين المدد، سلاحاً وقدرات، لجماعات «المجاهدين» في غزة، وأولهم حماس ومعها «الجهاد الإسلامي» وسائر التنظيمات التي ما تزال تؤمن بالمقاومة وتمارسها، ستمنع هذه «الدولة المارقة» من الفعل... وبالتالي فإن قدرات المقاومين في غزة لن تيسر لهم الصمود، في موقع الدفاع، إلا لأيام قليلة، فكيف بالهجوم؟!
ربما لهذا يمكن القول إن القيادة الإسرائيلية قد فوجئت بقدرة المجاهدين في غزة على الصمود، بل والاندفاع إلى الهجوم بالصواريخ بعيدة المدى والتي طاولت تل أبيب والقدس المحتلة مجبرة رئيس الحكومة والقادة على النزول إلى الملاجئ، وتواصلت على امتداد الأيام الخمسة الماضية، فارتبكت وأخذت ترجئ هجومها البري المفترض... ثم اندفعت في اتجاه القاهرة توسط «الحكم الإسلامي» فيها، والذي لم يكن أقل ارتباكاً منها، فوعد ببذل الجهود من أجل «هدنة»... بعدما كان قد بادر إلى الاتصال بالرئيس الأميركي في واشنطن، فجر يوم الخميس الماضي طالباً منع إسرائيل من إحراجه أكثر، ثم أوفد رئيس حكومته إلى غزة، في حركة تضامن سياسي سرعان ما تبعه فيها الحكم الإسلامي في تونس.
واضح أن صمود المقاومة في غزة قد أحدث مفاجأة تتجاوز حدود التقديرات التي كانت سائدة حول نوعية سلاحها ومداه، مما أجبر الجامعة العربية على دعوة وزراء الخارجية العرب إلى جلسة طارئة، ليس ما قيل خلالها مهماً وجديداً ومختلفاً عما كان يقال في هكذا اجتماعات فحسب، بل إن القرار بأن يقوم عدد من هؤلاء الوزراء بزيارة إلى غزة في جولة تفقدية لضحاياها وحجم الخراب في مؤسساتها الفقيرة، يكاد يكون نقطة تحول في سياق المواجهة مع إسرائيل.
وهنا أيضاً يتأكد ما أثبتته الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006: أن المواجهة، متى تيسرت موجباتها، والصمود، متى توفرت أسبابه، هما الطريق إلى ردع الجبروت الإسرائيلي، وإجبار دولة العدوان على طلب التفاوض على «هدنة» اضطرارية.
.. وها هم بعض قادة الغرب يضغطون على «أصدقائهم» العرب لكي «يتوسطوا» مع قيادة حماس للقبول بالهدنة، مما يزكيها ويقدمها على السلطة في رام الله التي أنهكها البحث عن تسوية لا تذهب بكامل مشروعيتها مع الاحتلال الإسرائيلي.
بين الذرائع التي يتوسلها الغرب للضغط على «أصدقائه» من حكام الطفرة الإسلامية، أن انتصار المقاومة في غزة، سيحتسب لمصلحة إيران و«إسلامها المجاهد» على حساب مشروعية حكم الإسلاميين، منفردين أو مشاركين، في أكثر من دولة عربية، أولها وأخطرها مصر: هل تريدون لبنان آخر في غزة، وربما في عموم فلسطين، بل وقد يمتد التأثير الإيراني إلى أقطار عربية، وإسلامية أخرى.. هل هذا ما تريدونه؟!».
واضح أن التحريض، هنا، يتضمن شحنة مذهبية واضحة....
وهنا تتضح المزيد من وجوه التشابه، أقله في النتائج، بين الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006 وبين الحرب الإسرائيلية على غزة، هذه الأيام.
لقد اخترقت صواريخ الدفاع عن الأرض والأهل جدار المساعي الدؤوبة لتغليب الحساسيات المذهبية على موجبات التحرير وتأمين البلاد في وجه العدوان الإسرائيلي المفتوح.
... وهذه ضربة جديدة للنافخين في نار الفتنة المذهبية، في لبنان، كما في سائر أنحاء الوطن العربي والعالم الإسلامي..
ليس للعدو إلا اسم واحد هو إسرائيل، وهو هو في لبنان كما في فلسطين وكما في مصر وصولاً إلى المغرب، وفي المشرق عموماً وصولاً إلى بحر العرب.
والطائفية هي الحليف الأقوى للعدو الإسرائيلي في كل أرض العرب..
وها هو لبنان شاهد وشهيد!
الاخبار
تناولت صحيفة الاخبار بمقالات عدة التطورات على الساحة الفلسطينية والعدوان الصهيوني على قطاع غزّة، هذا اضافة الى محاولات التهدئة التي تجري في القاهرة.
إنه الاستسلام يا غبي
ابراهيم الأمين
«لا مقاومة، لا مفاوضات».
الشعار رفعه أمير قطر خلال زيارته الأخيرة لقطاع غزة. استخدم الشعار لحثّ الفلسطينيين على المصالحة، كأنه يقول لهم: أنتم تيار المقاومة لا تقومون بمقاومة، وأولئك تيار السلام لا يجرون مفاوضات. فلماذا لا تتصالحون؟
أمير قطر لم يشرح لماذا المصالحة وحول ماذا، وهل صحيح أن فريق التسوية معطّل من تلقاء نفسه، أو لأنه أجرى مراجعة، أو لأن إسرائيل لا تريد المفاوضات ولا تريد السلام. ثم من أخبره أن تيار المقاومة توقف عن المقاومة، إلا إذا كان يقصد أن حماس عادت إلى تيار الإخوان المسلمين، وأن لا أولوية لدى هذا التيار اليوم اسمها المقاومة. فهل هذا ما قصده؟
الشعار جاء مباشرة بعد اندلاع الثورات العربية. الهدف ليس التوصيف ـــ وهو أصلاً غير صحيح على الإطلاق ـــ بل تبرير برنامج سياسي للقوى الصاعدة في الدول التي سقط فيها حكام مثل مصر وتونس وليبيا، أو تلك التي تشهد أزمات وطنية كبرى مثل اليمن وسوريا، باعتبار أن الرعاة الخليجيين والغربيين لهذه الثورات يريدون حصرها في ملف داخلي سرعان ما ينتهي، كما حصل، الى عملية تداول للسلطة ولكن... بالقوة.
«لا مقاومة، لا مفاوضات». شعار يعني ببساطة أن على الفلسطينيين التصرف على أساس أن الاحتلال قائم وباقٍ، وألا ينتظروا دعماً استثنائياً جراء المتغيّرات التي حصلت. ووصل الأمر بأحد مسؤولي الخليج الى التندّر، متصوراً حواراً بين الرئيس محمد مرسي وخالد مشعل. يقول فيه رئيس مصر: «إيه يا راجل، إحنا مش قادرين نكنس الشوارع. عايز إيه، خلاص، أوقف إطلاق النار، وربّنا المسهّل».
في اجتماع المجلس الوزاري العربي، أول من أمس، بدا الوزير عدنان منصور غريباً. أغضب الحاضرين لاستخدامه «لغة خشبية» حول المقاطعة والمقاومة... أما لغة العصر، فكانت على لسان وزير خارجية قطر. عاد الرجل إلى أداء الدور الذي يتقنه، وذهب مباشرة إلى إعلان العجز، وهو يقول لأهل فلسطين: نحن نعرف قدراتنا وإمكانياتنا وعزيمتنا. لن نذهب إلى الحرب... ثم أضاف اللوازم من العبارات حول ضرورة دعم صمود أبناء القطاع.
«لا مقاومة، لا مفاوضات». أصحاب العبارة يحاولون ليس تبرير استمرار العجز فحسب، بل اعتبار أن الأهداف الفعلية للثورات العربية هي تحقيق تداول في السلطة. أصحاب هذا المنطق يعتقدون بأن مشكلة المصريين كانت محصورة في إقناع جمال مبارك بإقامة الشعائر الدينية وترك لحيته تطول. وحقيقة الأمر أن أولى النتائج الكارثية للحراك في مصر هي إيصال حاكم بالمواصفات نفسها، ولكن مع لحية، واستبدال أزلام بأزلام، فيما تبقى السياسات الاقتصادية هي نفسها، وتستمر سياسة إقصاء الآخرين ومن?