23-11-2024 11:57 PM بتوقيت القدس المحتلة

آخـــر نـكتـــة.. أفـيخــــاي أدرعــي "محمد سعيد الصحاف الإسرائيلي

آخـــر نـكتـــة.. أفـيخــــاي أدرعــي

نجح قائد «الدعاية الصهيونية» الموجّهة للعالم العربي، في تحويل نفسه إلى نكتة. تلقّى أفيخاي أدرعي شتائم كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدء العدوان على غزة ووصفته بـ«محمد سعيدالصحاف الإسرائيلي"

نجح قائد «الدعاية الصهيونية» الموجّهة للعالم العربي، في تحويل نفسه إلى.. نكتة. تلقّى أفيخاي أدرعي شتائم كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدء العدوان على غزة الاسبوع الماضي، ووصفته بعض المواقع والصحف العربيّة بـ«محمد سعيد الصحاف الإسرائيلي». على «تويتر»، ابتكر مفتاح «تاغ» بعنوان «أكاذيب حماس»، في وقت كانت القنوات الإسرائيلية تبثّ أخبار صواريخ المقاومة المتساقطة على تل أبيب والمستوطنات.

سناء الخوري كتبت في جريدة السفير :

أفـيخــــاي أدرعــي .. يدعي التباهي بما يسميها بلادهنشر المستوطن أفيخاي أدرعي، على صفحته الفايسبوكيّة، صورةً له فاتحاً ذراعه، ليدلّنا على «بلاده الجميلة»، فلسطين المحتلّة. بنرجسية طافحة، يكتب على صفحته الفايسبوكيّة، متغزلاً بمنجزاته: «حياتي العسكرية لم تلغ جوانب أخرى من حياتي الرياضية، مثلاً فأنا من محبي فريق «مكابي» حيفا الإسرائيلي بكرة القدم، وعادة أتابع عن كثب مبارياته في كل أنحاء الدولة». ويضيف: «أفخر بانتمائي في صفوف جيش الدفاع الإسرائيلي، لأنه مؤسسة للفداء والتضحية والعطاء، طبعت شخصيتي بسمات مميزة نظراً إلى روحية هذا الجيش وقيمه ومبادئه وروحه الإنسانية». يخبرنا أنه من مواليد مدينة حيفا عام 1982، وأنّ خدمته العسكريّة في «جيش الدفاع» بدأت عام 2001، وأنه حظي «بشرف تولي منصب الناطق الرسمي باللغة العربية باسم الجيش الإسرائيلي عام 2005».


يجيد ذلك الجندي الإسرائيلي ارتداء قناع «أتيت إليكم بسلام»، بجديّة مفرطة، تجعل منه شخصيّة كاريكاتوريّة بتناقضاتها: عسكريّ أدّى خدمته في جيش الاحتلال، يحاول، بكلّ ما أوتي من دهاء، أن يغمرنا بلطفه، وعاطفته النبيلة الصادقة. عوّدتنا الدعاية الإسرائيليّة على حرفيّتها، إذ تبحث دوماً في مخاطبتها للعالم العربي، عمّن يعترف بها كمحاور. هكذا، تفتتح صفحات بالعربيّة، تنشر صوراً عن «اسرائيل الجميلة»، وتروّج لـ«أخلاق جيش الدفاع النبيلة».. أمّا عرش الشاشة، فتتركه لأفيخاي اللطيف، يتسلّى به. أمام «فصاحة» الرجل، لا يمكننا إلا الإقرار بالجهد الذي تبذله الترسانة الإعلاميّة للعدوّ، في تطوير مهاراتها.

مجندة صهيونية تصاب بالهلع لدى اطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينيةلكنّ ذلك الجهد يثبت فشله اللامحدود في حالة أدرعي، «المتحدّث بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي للإعلام العربي»، كما يعرّف عن نفسه عبر «تويتر». منصبه ذلك، «يحمل في طياته رسالة سامية، باعتباره جسر سلام يربط جيش الدفاع الإسرائيلي والجمهور العربي»، كما يكتب على «فايسبوك»، ويضيف: «كلي أمل في تحقيق حلم راود من سبقونا، ويدغدغ مشاعر أجيالنا ألا وهو السلام بين دولتنا العريقة وجميع دول المحيط العربي». «دغدغة مشاعر»، و«أحلام»، و«رسالة سامية»، و«عراقة»؟ هل يظنّ نفسه مشاركاً في مسابقة جماليّة؟ أم أنه، في محاولة اكتشافه للثقافة العربيّة، صبّ تركيزه على أحد برامج الترفيه التافهة، ومنه استقى مفرداته؟ أم أنّ تلك الأدلجة الهزيلة في خطابه، مستقاة من انفصاله التام عن الواقع؟ قد يكون الاحتمال الأخير الأقرب إلى الصواب. فتلك لغة خشبيّة لا تليق إلا بقيم دولة إسرائيل، أعتى نظام استبدادي عرفه التاريخ الحديث.


إسرائيل تقصف أطفال غزّة، وأفيخاي أدرعي يحمّل على «يوتيوب» مقابلته على شاشة «الجزيرة»، التي يحلو لها أن تستضيفه دوماً ــ ضمن إطار سياسة «الرأي والرأي الآخر» ربما. في تلك المقابلة قال جملته الشهيرة: «ضربني وبكى سبقني واشتكى». عبارة أضحكت كثراً، وفتحت عليه نيران جهنم على مواقع التواصل. غرّد أحد الناشطين العرب: «يستمر أفيخاي أدرعي بوظيفة النافي الرسمي باسم جيش الهجوم. الآن ينفي قصف البارجة، وغداً ربما يقول إنه ماس كهربائي». المغرّدون العرب لاحقوا أدرعي بإصرار على «تويتر»، منهم من يسخر من لفظه السيئ لحرف الحاء، وكيف يحوّله إلى خاء. ومنهم من راح يبحث عن اسم الدلع الأنسب له: «خوخو» أم «خيخي» أم «فيخاخي» أم «فخفوخ»؟..


تعبر هذه الصورة عن المعنويات العالية للشباب العربي بعد انتصارات المقاومة في لبنان وفلسطينكلّ ذلك لم يأثّر في معنويات أدرعي، إذ واصل نشر الحبّ على فايسبوك. ينشر صورةً لجنود إسرائيليين يستعدون للمعركة، ويكتب فوقها: «المقاتلون في طريقهم إلى مهمة أخرى من خلالها يتم استهداف أماكن إرهابية بدقة أكثر! سبتٌ مباركٌ لكل مواطنينا!». ويضيف: «شعب إسرائيل من الشمال وحتى الجنوب يرفع صلواته لأبطال حملوا لواء الدفاع عن الأرض والشعب والسيادة. تحية إكبار وإجلال لأبطال جيش الدفاع». «إجلال» و«إكبار»، و«سيادة»؟ لا بدّ أنّ الرجل أفنى عمره في متابعة بعض الخطابات «الوطنيّة» على الشاشات العربيّة، ظناً منه ان تلك الشعارات هي الطريقة الامثل لبث الحماسة في قلوب جماهير العرب. على «تويتر» يردّ عليه أحد المغرّدين المصريين قائلاً: «أنت قلبت عكاشة كده ليه؟»، في إشارة إلى الإعلامي المصري توفيق عكاشة، المعروف بخطاباته الزاعقة. وأضاف مغرّد آخر: «خبيبي إنك كاذب محتال تختبئ في المجاري خوفاً من صواريخ القسام. خبيبي أنت يا أدرعي».

بعض المغردين أنشأوا حسابات تهكميّة مستعملين صورة أدرعي. وكتب أحد تلك الحسابات: «الجيش الصهيوني يعلن تغير اسم العملية على غزة من عمود السحاب إلى خازوق وشربناه». وكتب آخر بلسان أفيخاي: «نحن لا نملك طائرات أف 16. نرجو عدم الانسياق خلف الشائعات». كمٌ كبير من السخرية، دفع أحد المغردين لسؤال أدرعي، عبر حسابه الرسمي: «هل يدفع لك من يوظّفونك بدل إهانة». وأضاف آخر: «لا حدود لبجاحتك».