29-11-2024 05:48 AM بتوقيت القدس المحتلة

غزة... وقفة بطولية

غزة... وقفة بطولية

حتى اللحظة ( اليوم الثالث للعدوان ) المقاومة الفلسطينية فاجئت الكيان الصهيوني بمدى صواريخها التي وصلت قلب هذا الكيان : تل أبيب ومواقع اخرى في القدس وغيرها

وقفة بطولية عنوانها الصمود والتصدي والمقاومة في ظل المعنويات العالية التي تطال عنان السماء . بهذه الكلمات القليلة يمكن اجمال ووصف مجابهة فصائلنا الوطنية الفلسطينية للعدوان الصهيوني الغاشم على غزة وقطاعها البطل . حصار خانق مستمر لسنوات أربع على التوالي , تكررت الاعتداءات الصهيونية على قطاع غزة خلاله ,الى أن تم تتويجها مؤخرا بغارات متتالية وقصف من البحر متواصل لابناء شعبنا في مساحته القليلة, في عملية أسمتها اسرائيل " عمود السحاب " الأمر الذي يذكّر بعدوان 2008 – 2009.


صواريخ المقاومة الفلسطينية تنطلق باتجاه المستوطنات في الكيان الغاصبجاء العدوان الصهيوني الغاشم وفقما يقول قادة العدو : من أجل القضاء على سلاح المقاومة ومخزونها من الصواريخ التي تسميها " بعيدة المدى " من أجل الحفاظ على أمن المستوطنات والمدن القريبة من القطاع وعدم تهديدها . هذا هو الهدف الأسرائيلي المعلن أما الأهداف غير المعلنة فتتلخص فيما يلي :


ان الولوغ في الدم الفلسطيني لأهداف انتخابية بحتة يحققها تحالف نتنياهو – ليبرمان وحليفهما وزير الدفاع باراك , مسألة مشروعة في العرف الصهيوني. لقد اقترفت اسرائيل ذات العدوان في سنوات سابقة كثيرة منذ عام 1993 حتى هذه اللحظة . قبيل كل انتخابات تشريعية تقوم المؤسسة الحاكمة بعدوان واسع على الفلسطينيين من أجل تحقيق زيادة في عدد مقاعد الحزب الذي تمثله , في الكنيست . ولان الشارع الأسرائيليي بطبعه متعطش للدماء الفلسطينية والعربية فانه يقف بجميع فئاته وراء حكومته المعتدية. الأسرائيليون جميعهم وفقما تقول الاحصاءات يؤيدون الأعتداء الأجرامي على القطاع . كما أن نتنياهو وليبرمان زادت نسبة تأييدهما بين الأسرائيليين كنتيجة للعدوان , الأمر الذي يؤشر للطبيعة الفاشية لهذا الكيان المغتصب.


ما لم تعلنه اسرائيل بعدوانها على القطاع: تحقيق استنزاف لاسلحة الفصائل الفلسطينية في القطاع وفي ذات الوقت اختبارنوعية تسليحها . حتى اللحظة ( اليوم الثالث للعدوان ) المقاومة الفلسطينية فاجئت الكيان الصهيوني بمدى صواريخها التي وصلت قلب هذا الكيان : تل أبيب ومواقع اخرى في القدس وغيرها: اذ تم استهداف الكنيست ومدينة بئر السبع ومواقع كثيرة غيرها . كما أن الفصائل الفلسطينية مستمرة في اطلاق صواريخها بكثافة وقدرة عاليتين وهو ما يشي : بأن لديها مخزونا كبيرا من الأسلحة والصواريخ رغم الحصار البري الذي تفرضه الدولة الصهيونية على القطاع ورغم الطوق البحري الذي تقوم به البحرية الأسرائيلية على القطاع ورغم هدم الأنفاق.


االكيان الصهيوني كذلك أراد من العدوان : اختبار مصر بعد التغيير وتسلم مرسي للسلطة. الرد الرسمي المصري جاء سريعا بسحب السفير المصري من تل أبيب وتقديم احتجاج شديد اللهجة الى الدولة الصهيونية .كما أن رئيس الوزراء المصري قام بزيارة تضامنية الى القطاع . بالطبع نظرا لحجم مصر ودورها ننتظر منها دورا اكبر وعل الأقل تجميدا ( ان لم يكن الغاءا ) لاتفاقية كمب ديفيد وفتحا تاما لمعبر رفح . وفد عربي تونسي سيتوجه أيضا الى القطاع . مجلس وزراء الخارجية العرب سيعقد اجتماعه في جامعة الدول العربية في القاهرة السبت (17 نوفمبر الحالي). للاسف فان رد الفعل العربي جاء ضعيفا ولا يجوز أن يستمر هكذا .


من عدوانها الغاشم تهدف اسرائيل حرف الانظار عن تقديم فلسطين طلبا الى الجمعية العامة للأمم المتحدة لنيل عضوية المراقب في المنظمة الدولية . لقد هددت في حالة صدور القراربالغاء اتفاقية أوسلو.بالطبع من مصلحتها الأبقاء على هذه الاتفاقية المشؤومة التي لم تجلب لشعبنا وقضيتنا سوى الكوارث والويلات .


ان الملحمة البطولية التي تخوضها مقاومتنا الفلسطينية الباسلة ضد العدو الصهيوني تذكّر بالوقفة البطوليةللمقاومة الوطنية اللبنانية ضد العدوان الصهيوني على لبنان . ان أهداف العدون تسير في منحى الهزيمة والفشل في التحقيق ويمكن القول بلا ادنى شك: ان المقاومة الفلسطينية وصلت الى مستوى متقدم من ردع العدو الصهيوني: فلاول مرة تدوي صفارات الأنذار في تل أبيب والقدس ويلجأ سكانها وسكان جنوب فلسطين المحتلة عام 48 الى الملاجىء.


ان من أهم ما أفرزته التجربة الأخيرة للوقفة البطولية لفصائل المقاومة : هو تشكيل غرفة العمليات المشتركة التي يتم وضع خطط التصدي من خلالها , وهو ما ينبىء بقيام ووجود الامكانية الحقيقية لتجاوز الأنقسام الفلسطيني بعد سقوط كل مبررات وجوده . لا يجوز ان يبقى الأنقسام الذي اضر بشعبنا وقضيتنا ومشروعها الوطني . اننا مطالبون : فلسطينيون وعرب ببناء استراتيجية جديدة في مواجهة هذا العدو الفاشي الصهيوني . الخلود لشهدائنا الأبطال والنصر لقضيتنا العادلة والشفاء لجرحانا .

 الكاتب : د. فايز رشيد