أعربت شركتا غوغل وأبل عن اتفاق واسع النطاق بينهما لاستخدام التحكيم الملزم لتسوية المسائل المحيطة ببراءات الاختراع الأساسية المهمة،
أعربت شركتا غوغل وأبل عن اتفاق واسع النطاق بينهما لاستخدام التحكيم الملزم لتسوية المسائل المحيطة ببراءات الاختراع الأساسية المهمة، وذلك في أوراق قدمت إلى المحكمة الجزئية لولاية ويسكونسين الأميركية مؤخرا. ويتضمن النطاق المباشر للمفاوضات النزاع بشأن براءات الاختراع بين أبل وموتورولا موبيليتي التي استحوذت عليها غوغل، لكن يمكن النظر إلى هذه الخطوة على أنها تصب باتجاه حل معارك أوسع بين أبل ومصنعي الأجهزة العاملة بنظام أندرويد بشكل عام.
وأورد موقع بلومبرغ نقلا عن المحلل في شركة "التحليلات الإستراتيجية" أليكس سبيكتر قوله إن التراجع والتوصل إلى بعض الشيء من التوازن يصب في مصلحة الجميع في مجال التكنولوجيا، مضيفا أن غوغل يمكن أن تقدم عبر هذه الاتفاقية مستوى معينا من الحماية للجهات التي ترخص لها خدماتها في إطار المعايير التي توضع في الاتفاقية.
وعلى عكس رئيس شركة أبل الراحل ستيف جوبز الذي شن حربا شرسة على أندرويد، فإن رغبة الرئيس الحالي تيم كوك بتسوية النزاعات تظهر أن أبل تعيد ترتيب أولوياتها، وقد سعت الشركة عبر إعادة الهيكلة الأخيرة إلى حل بعض التوترات التي انتقلت إليها من عهد جوبز، وكانت حرب براءات الاختراع جزءا مؤكدا من ذلك العهد.
وترى مجلة فوربس المتخصصة في الأعمال أن حل النزاع بشأن براءات الاختراع الأساسية المهمة بين الشركتين سيبسط ساحة المعركة ويسهل المفاوضات على النزاعات المتبقية. وبموجب القانون الأميركي فإن أي براءات اختراع تعتبر ضرورية لتقديم منتج متوافق مع المعايير يجب ترخيصها من قبل مالك البراءة مقابل شروط عادلة ومعقولة وغير تمييزية (FRAND).
وفي ما يتعلق بالأجهزة الجوالة فإن ذلك يشمل براءات الاختراع المتصلة بتقنيات الاتصال الأساسية مثل 2G و3G وLTE وواي فاي. لكن غوغل ذهبت أبعد من ذلك واقترحت أن تشمل براءات الاختراع في هذا التحكيم المعايير الأخرى الخاصة بغض النظر عما إذا كانت تعتبر ضرورية.
إن الرغبة في التوصل إلى تسوية قد تكون اعترافا بأن غوغل ربحت معركة أندرويد عبر تحول غوغل الذكي لاستخدام ممارسات المصادر المفتوحة، فبمنحها حق استخدام نظام أندرويد مجانا أصبح بمقدورها النأي بنفسها عن أي ادعاءات مباشرة بأنها تستفيد من استخدام هذا النظام.
وحسب فوربس فإن غوغل مرتبطة بأندرويد بعدة طرق (وتحصد الأموال من كل واحد منها)، ولكن كل ذلك من خلال الخدمات التي يختار مصنعو الأجهزة الجوالة استخدامها. أما بالنسبة لأبل فلا يبدو أنها ستحقق انتصارا في المدى القريب.
وترى المجلة أنه أصبح واضحا الآن أنه من غير الممكن لشركة أن تقضي على الأخرى، وأن التعاون بينهما هو أفضل إستراتيجية، وأنه ربما بإمكان أبل أن تستخدم هذا الأمر كنقطة انطلاق نحو سياسة أكثر عقلانية تجاه الاستفادة بشكل جيد من برامج وخدمات غوغل بدلا من استبعادها على خلفيات سياسية. وربما لن تصبح الشركتان صديقتين حقيقيتين أبدا لكن هذا الاتفاق نقطة بداية جيدة.