جمعت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء الحديث عن تطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزة وارتكابه المجازر في حق ابناءه
اجمعت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء الحديث عن تطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزة وارتكابه المجازر في حق ابناءه محاولة منه الاستفادة قدر المستطاع قبل الوصول الى هدنة سعت اليها اوساط اقليمية ولا سيما مصر، مع العلم ان عناصر التهدئة لم تكتمل بعد ما يعطي اياماً إضافية للكيان بقتل الغزاويين.
السفير
كلينتون تعطّل هدنة غزة لترجيح ميزان الدم والردع الإسرائيلي
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "بعد مخاض عسير، وإثر مجازر نفذتها إسرائيل أمس، خصوصاً في الساعات الأخيرة لترجيح كفتها في ميزان الدم والردع، أعلن من جديد عن تأجيل سريان اتفاق لوقف إطلاق النار. وبرغم مسارعة قيادات فلسطينية للحديث عن أن الخيارات باتت مفتوحة، تجزم أوساط أخرى أن التأجيل لن يدوم أكثر من يوم. غير أن اقتراب موعد التهدئة والاتفاق عليها، يوفر لإسرائيل فرصة هرس المزيد من المؤسسات والمباني وقتل المزيد من أبناء الشعب الفلسطيني. وفيما شكل الاقتراب من اتفاق وقف إطلاق النار فرصة لأوساط فلسطينية سارعت إلى التشديد على الإنجازات التي حققتها في هذا الاتفاق، التزمت أوساط إسرائيلية الصمت إزاء هذا الاتفاق منتظرة تنفيذه.
ومما لا ريب فيه أن الإنجاز الأهم للمقاومة الفلسطينية في هذه المواجهة تمثل في التعبير عن قدرات فائقة في الردّ وفي تخطي قدرات العدو على الإحباط. وظلت المقاومة، برغم الثمن الباهظ الذي دفعته، تواصل إرباك العدو وضربه في أبعد المناطق في دائرة لم يسبق لها مثيل، وتحافظ طوال الوقت على اتساعها. كما أن إنجازاً لا يقل أهمية تمثل في التفاف الشعب الفلسطيني ومؤسساته - برغم الانقسام السياسي - حول المقاومة والحق في الدفاع عن النفس.
وبرغم الضربات الشديدة التي وجّهتها إسرائيل للمناطق المأهولة ولمؤسسات اقتصادية مهمة، واصلت توجيه الضربات لمستوطنات غلاف غزة وللدوائر المحيطة بها وصولاً إلى تل أبيب والقدس. وألحقت هذه الضربات الصاروخية يوم أمس خسائر اعترف العدو على إثرها بمقتل اثنين إثر قصف معسكر للجيش في مجلس أشكول. ووقعت إصابات مباشرة في مبانٍ عدة في بئر السبع وعسقلان وأشكول وريشون لتسيون أضرت كثيراً بسمعة منظومة «القبة الحديدية».
وتزامن تأخير إعلان التهدئة مع وصول وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى القدس المحتلة، وإعلانها أن الولايات المتحدة تسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار «خلال الأيام المقبلة».
وقالت كلينتون، قبيل اجتماعها بنتنياهو، إن «الالتزام الأميركي بأمن اسرائيل صلب كالصخر ولا يتزحزح. لهذا السبب اعتقد انه لامر اساسي (التوصل) الى وقف تصعيد الوضع في غزة». واضافت «في الايام المقبلة ستعمل الولايات المتحدة مع شركائها هنا في اسرائيل وفي بقية المنطقة من اجل ضمان امن اسرائيل وتحسين ظروف عيش السكان في غزة والمضي قدماً نحو سلام شامل لكل شعوب المنطقة».
من جهته قال نتنياهو امام الصحافيين مخاطباً الوزيرة الاميركية انه «اذا امكن التوصل الى حل طويل الامد بالوسائل الديبلوماسية فأنا افضل ذلك. ولكن اذا لم يحصل ذلك فأنا على ثقة بأنكم ستتفهمون ان اسرائيل ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبها».
وكان نتنياهو قال عقب محادثات أجراها معه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن «أي دولة لن تتسامح مع الهجمات الصاروخية على مدنها ومدنييها. إسرائيل لن تتسامح مع مثل هذه الهجمات»، واضاف «إذا أمكن التوصل إلى حل طويل الأجل من خلال السبل الديبلوماسية فستكون إسرائيل شريكاً متجاوباً مع مثل هذا الحل... ولكن إذا اتضحت ضرورة القيام بعمل عسكري أقوى لوقف الإطلاق المتواصل للصواريخ فلن تتردد إسرائيل في فعل ما هو ضروري للدفاع عن شعبنا».
عموماً بدا للوهلة الأولى، ومن خلال ما يعلن في بعض وسائل الإعلام، أن اتفاق وقف النار هو في إجماله إنجاز فلسطيني طاهر. غير أن نظرة أعمق إلى الواقع تظهر أن الاتفاق، وإن كان ملحاً، ليس بالضرورة كذلك، فالواقع الإقليمي والدولي لا يسمح باتفاق لا يحقق للطرفين مكاسب يمكنهم التفاخر بها وتعبر عن موازين القوى القائمة. ولذلك، ولولا المصالح المتبادلة، كان يصعب التوصل لاتفاق.
والحقيقة أن الاتفاق لم يكن فعلياً بين طرفين وإنما بين ثلاثة أطراف. الجانب المصري، هذه المرة أكثر من أي طرف آخر، كان طرفاً في الاتفاق ليس فقط كوسيط. وكانت هذه النقطة، ربما، واحدة من أهم نقاط الاتفاق المستترة. فإسرائيل ضمنت بذلك، ولو إلى حين، استمرار القيادة المصرية في لعب دور الوسيط الذي يعني استمرار العلاقة بينها وإسرائيل. وربما لهذا السبب كان إصرار إسرائيلي على إشراك مصر في الأمر على المستوى السياسي وليس فقط الأمني. وكان ذلك بنوع من التوافق الدولي الذي جعل إسرائيل ترفض محاولات «هاوية» من جانب كل من فرنسا وقطر للوساطة.
ومصر كانت مطلوبة جداً لحركة حماس، ليس فقط لدوافع أيديولوجية وإنما لاعتبارات جيوسياسية. فمصر هي الحاضن الطبيعي للقطاع ومنفذه شبه الوحيد إلى العالم. وكانت حماس تتطلّع لكسر الحصار الإسرائيلي للقطاع تحت حكمها بالانفتاح على مصر حتى قبل وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم.
كما أن مصر كانت بحاجة إلى هذا الدور، ليس فقط لتهدئة الخواطر في صفوف شعبها، وإنما لإثبات أن شيئاً ما جوهرياً تغير في موقفها من السياسة الخارجية وأنها تتطلع للعب دور زعامي في المنطقة. ومصر كانت أيضاً بحاجة إلى ذلك لأن الولايات المتحدة كانت تضغط من أجل أن لا يتدهور الوضع الإقليمي في المنطقة جراء ما يجري في غزة.
عموماً يبدو أن تفاصيل الاتفاق تتناول ما توفره لكل من هذه الأطراف الثلاثة. فإسرائيل تريد من مصر أن تمنع بحزم تهريب الأسلحة إلى القطاع، وحماس تريد من مصر أن تفتح الحدود. وإسرائيل تريد من حماس توفير الأمن ومنع الإطلاقات عن حدودها وحماس تريد عدم مساس إسرائيل بالسيادة الفلسطينية في القطاع، لا براً ولا بحراً على الأقل. ويبدو أن الاتفاق صيغ بشكل جوهري وفق هذه القواعد التي تحقق للأطراف جميعها مصالح. ولا يمكن لأحد أن يجزم بأن هذا الاتفاق نهائي وأنه كفيل بمنع تدهور الأوضاع في وقت لاحق.
ولكن الاتفاق يوفّر لكل من حماس ومصر وإسرائيل مكاسب. مصر الدور، وإسرائيل العلاقة مع مصر من جهة والأمن من حماس من جهة أخرى. أما حماس فتنال ابتعاد اليد الإسرائيلية عن القطاع لأطول فترة ممكنة. ولكن للأمر جانباً قد يكون سلبياً يتمثل في احتمال أن يسهم الاتفاق في تعزيز الفصل بين الضفة والقطاع. وهنا يدخل الدور المصري في مساعي المصالحة الفلسطينية التي كانت قد تعثرت في الماضي لكنها قد تتحرك الآن، وليس بالضرورة حتى النهاية السعيدة، بفضل جهود مصرية جديدة. وتشهد على ذلك مشاركة بعض أركان السلطة الفلسطينية في رام الله في المداولات بشأن ترتيبات وقف النار من ناحية، وزيارات بعض الوفود العربية من ناحية أخرى. وكرس هذا الدور أساساً مؤتمر وزراء الخارجية العرب الأخير.
عموماً اتفاق وقف النار عندما يدخل حيز التنفيذ سيتكوّن من مرحلتين: الأولى وقف النار الفوري تقريباً، والثانية ترتيباته اللاحقة. ومن الجائز أن إسرائيل أجلت تنفيذ وقف النار الفوري رغبة منها في نيل ضمانات أميركية أكبر حول وجهة القيادة المصرية وضمانها للاتفاق. وأشارت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي إلى أن الثلاثي نتنياهو ـ باراك ـ ليبرمان وافق على المقترحات المصرية."
النهار
هدنة غزة تأخرت في انتظار وصول كلينتون
نتنياهو يطالب "بحل طويل الأمد" في القطاع
وتحت هذا العنوان كتبت النهار تقول "حال تأخر الرد الاسرائيلي على المقترحات المصرية لوقف النار في قطاع غزة بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية “حماس” دون اعلان اتفاق التهدئة المنتظرة. وانضمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون والامين العام للامم المتحدة بان كي - مون الى المساعي المبذولة للتوصل الى التهدئة. لكن الساعات الاخيرة شهدت تصعيداً للغارات الاسرائيلية الأعنف على القطاع والتي اسفرت عن مقتل 27 فلسطينياً بينهم ثلاثة صحافيين ليرتفع الى 135 عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بدء عملية “عمود السحاب” قبل اسبوع، بينما قتل اسرائيليان أحدهما جندي في صواريخ اطلقت من القطاع، فارتفع الى خمسة عدد القتلى الاسرائيليين منذ الاربعاء الماضي.
وبعد موجة من التصريحات المتفائلة التي اوحت بأن الاتفاق على وقف النار سيعلن في التاسعة مساءً بتوقيت القاهرة على ان يسري اعتباراً من منتصف ليل الثلثاء، قال القيادي في “حماس” عزت الرشق الذي يشارك في المفاوضات في العاصمة المصرية: “نحن لا نزال في انتظار الرد الإسرائيلي وسيكون الإعلان غدا (اليوم) إن شاء الله. لن يكون هناك مؤتمر صحافي الليلة”. واضاف أن اتفاق التهدئة تعطل لأن الجانب الاسرائيلي لم يرد بعد على المقترحات.
وعزت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ارجاء اعلان الاتفاق الى خلافات اسرائيلية داخلية.
وفي وقت متقدم، وصلت كلينتون الى اسرائيل والتقت رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في القدس. وصرحت بعد اللقاء بانها ستعمل مع اسرائيل ومصر للتوصل الى تهدئة في غزة “في الايام المقبلة”. وأضافت ان “الهدف يجب ان يكون نتيجة متينة تعزز الاستقرار الاقليمي وتدفع الى الامام الامن والامال المشروعة للاسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”. واكدت ان “الالتزام الاميركي لأمن اسرائيل صلب كالصخر ولا يتزحزح. لهذا السبب اعتقد انه لامر اساسي وقف تصعيد الوضع في غزة”.
أما نتنياهو، فقال: “إذا كان ثمة امكان للتوصل إلى حل طويل الأجل لهذه المشكلة بالسبل الديبلوماسية فنحن نفضل ذلك... ولكن إذا تعذّر هذا فأنا على ثقة من أنكم تدركون أنه سيتعين على إسرائيل اتخاذ الاجراءات الضرورية للدفاع عن شعبها”.
وقبل ذلك صرّح نتنياهو والى جانبه الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون الذي وصل إلى القدس بعدما اجرى محادثات في القاهرة: “لن تتسامح أي دولة مع الهجمات الصاروخية على مدنها ومدنييها. إسرائيل لن تتسامح مع مثل هذه الهجمات ...إذا أمكن التوصل إلى حل طويل الأجل من خلال السبل الديبلوماسية فسوف تكون إسرائيل شريكا متجاوبا مع مثل هذا الحل”.
وفي علامة أخرى على تزايد التضامن العربي مع الفلسطينيين، زار وفد ضم تسعة وزراء عرب برئاسة وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو غزة.
وتلقى الرئيس المصري محمد مرسي اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي باراك أوباما هو الثالث من نوعه خلال نحو 24 ساعة للبحث في جهود التوصل الى تهدئة.
ميدانياً، أعلنت “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لـ”حماس” مسؤوليتها عن اطلاق صاروخ على القدس للمرة الثانية في اسبوع. وسقط الصاروخ في الضفة الغربية من غير ان يوقع اضراراً، لكنه تسبب بإطلاق صفارات الإنذار في المدينة المقدسة وقت وصول بان كي - مون إلى القدس لاجراء محادثات في شأن وقف النار. وألحق صاروخ آخر أضرارا بمبنى سكني في ريشون ليتسيون قرب تل ابيب.
الاخبار
التهدئة في مهبّ التأجيل: أيام إضافية للعدوان
وتحت هذا العنوان كتبت الاخبار "تقول منذ صباح أمس، عاش قطاع غزة على وقع الحديث عن التهدئة، التي «ستعلن خلال ساعات». لكن الساعات مرّت، كان فيها العدوان يشتد ضراوة، قبل أن يطل المساء ليكشف عن تأجيل إبرام الاتفاق الى اليوم، وربما «لأيام معدودة»، وفق ما اعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ما يعني مزيداً من التصعيد والمجازر
باتت التهدئة، التي كان من المرتقب أن يُعلن عنها في التاسعة من مساء أمس، في طي المجهول، بعدما أكّد مسؤولون فلسطينيون واسرائيليون تأجيلها إلى اليوم أو ربما أكثر، بما أن الرد الإسرائيلي لم يصل بعد إلى القاهرة، وقد لا يصل خلال الساعات القليلة المقبلة، في ظل الدعم الذي حملته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى دولة الاحتلال، وأعلنت بعده أن التهدئة ستتم «خلال الأيام المقبلة».
منذ صباح أمس تتالت التصريحات حول التهدئة. المسؤولون المصريون والفلسطينيون يؤكدون التوصل الى اتفاق يسري مفعوله مع منتصف الليل، تساندهم بذلك بعض المصادر الاسرائيلية مجهولة الهوية، قبل أن يخرج مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون آخرون لينسفوا أقوال السابقين. وخرج المسؤول الحمساوي عزت الرشق، ليُعلن أن الجهود المصرية للتوصل الى وقف إطلاق نار مع إسرائيل تعطلت لأن الحكومة الإسرائيلية لم تردّ حتى الآن على الاقتراحات، ما يشير إلى أنه لن يكون هناك تهدئة قبل اليوم الاربعاء على أقرب تقدير.
وذكرت مصادر مصرية مطلعة أن اجتماعاً أمنياً رفيعاً دام أكثر من 8 ساعات شارك فيه مشعل، انتهى مساءً من دون التوصل إلى اتفاق للتهدئة. ورجَّحت مصادر مطلعة أن تكون النقطة الخلافية هي الحصول على ضمانات دولية واضحة بعدم استهداف قيادات حركة «حماس»، وعدم شن غارات إسرائيلية على قطاع غزة تحت أي ذريعة.
وفي موازاة ذلك، ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي، أن الآمال التي كانت معلقة على امكان تحقيق وقف اطلاق النار هذه الليلة، لم تعد قائمة، بحسب مصادر رفيعة في تل أبيب، وأن الاعلان قد تأجل الى اليوم، من دون أن تذكر الأسباب التي أوجبت ذلك. وقالت إن رئيس الحكومة الاسرائيلية طلب وقتا لدراسة الاقتراح المصري الجديد.
وفي السياق، قال نتنياهو، في بيان بعد استقباله كلينتون، إن إسرائيل مستعدة لتصعيد هجومها في غزة لكنها تفضل حلاً دبلوماسياً طويل الأجل لمشكلة اطلاق الصواريخ من القطاع. وأضاف «إذا كانت هناك إمكانية للتوصل إلى حل طويل الأجل لهذه المشكلة بالسبل الدبلوماسية فنحن نفضل ذلك. لكن إذا لم يمكن هذا فأنا على ثقة من أنكم تدركون أنه سيتعين على إسرائيل اتخاذ الاجراءات الضرورية للدفاع عن شعبها».
بدورها، قالت كلينتون إنها ستعمل مع اسرائيل ومصر للتوصل الى تهدئة في غزة «في الايام المقبلة». وأضافت «الالتزام الاميركي بأمن اسرائيل صلب كالصخر ولا يتزحزح. لهذا السبب اعتقد انه لامر اساسي (التوصل) الى وقف تصعيد الوضع في غزة».
وكان نتنياهو قد قال إن اسرائيل «تمد يداً للسلام وتشهر سيفاً بالأخرى». ونقل بيان صادر عن مكتبه «يدنا ممدودة للسلام تجاه جيراننا الذين يريدون صنع السلام معنا والأخرى تشهر بحزم وقوة سيف داوود ضد أولئك الذين يسعون لاقتلاعنا من هذه الدولة»، في اشارة الى الملك اليهودي داوود.
وفي وقت سابق لهذه التصريحات، جرى الحديث عن اتفاق غير مكتمل العناصر، كان من المفترض أن يؤدي إلى وقف العمليات العسكرية مؤقتاً، على أن يتم التفاوض على تفاصيل الاتفاق لاحقاً. وأكدت القناة الثانية الاسرائيلية أن من المفترض أن «يلي اعلان وقف اطلاق النار، غداً (اليوم) صباحا، بدء للمفاوضات على الصيغة النهائية للاتفاق، مع الاشارة الى أن الطرفين، لا يزالان يعملان على تحسين موقعيهما، وتجميع المزيد من النقاط للتفاوض. وأكدت القناة أن «المساعي الاسرائيلية والفلسطينية تنصب في الوقت الحالي على كيفة إخراج الاتفاق، والصورة التي سيظهر بها الأطراف».
وكان الرئيس المصري أول من أعلن بشكل رسمي التوصل الى تهدئة، وقال خلال جنازة أخيه إن مهزلة العدوان الاسرائيلي ستنتهي اليوم (أمس). وأضاف أن «جهود عقد الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ستسفر عن نتائج إيجابية خلال الساعات القليلة القادمة». كذلك أكد المسؤول الحمساوي، أيمن طه، التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية سيبدأ تنفيذه عند منتصف الليل.
وفي السياق، كشف موقع «هآرتس» أن رئيس الحكومة الإسرائيلية رفض اقتراحا لوقف إطلاق النار قدمته فرنسا وقطر خلال لقائه الأحد بوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، قائلا إن إسرائيل غير معنية بوساطة فرنسية أو قطرية وتفضل الامتناع عن أي خطوة من شأنها أن تعرقل الوساطة المصرية.
غير أن الدور القطري في عملية التهدئة يجري خلف الكواليس. وبحسب مصادر لـ«الأخبار» فإن الدوحة عرضت على «حماس» تقديم مليار دولار سنوياً لحكومتها وتأهيل مطار غزة الدولي، المعطل منذ العام 2001، مقابل تهدئة لعشر سنوات وقطع العلاقة مع إيران.
وفي السياق، أعلن الأمين العام لـ«الجهاد الاسلامي»، رمضان عبد الله شلح، في مقابلة مع «الجزيرة» أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة تستخدم اسلحة ايرانية الصنع او تم تمويل شرائها بمال إيراني في هجماتها على اسرائيل، و«كل العالم يعرف ذلك وهذا ليس سرا». تصريحات شلح تأتي بعد المؤتمر الصحافي لرئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل والذي شكر فيه مصر وتونس وقطر وكل العرب ولم يذكر ايران.
زيارة الوفد العربي
في غضون ذلك، أجرى وفد من وزراء الخارجية العرب يرافقهم وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، زيارة تضامنية الى غزة. وأكد أثناءها داوود أغلو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وقال إنه سيدخل حيز التنفيذ، اعتباراً من الساعة 12 ليلاً. وقال داوود أوغلو «تركيا ستستمر في دعم الشعب الفلسطيني، في غزة والضفة والقدس، حتى انتهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس». ووجه حديثه للفلسطينيين في غزة، بقوله «ليشهد الله علينا أننا لن نترككم، آلامكم آلامنا.. وقدركم قدرنا.. ومستقبلكم مستقبلنا».
وضم الوفد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وعددا من وزراء الخارجية العرب بينهم اللبناني عدنان منصور.
وقال العربي ان «المشكلة ليست في التهدئة ولكن يجب التركيز على انهاء الاحتلال»، فيما قال اسماعيل هنية، رئيس الوزراء المقال، الذي رافق الوفد، «لسنا ضد وقف الحرب وحماية ابناء شعبنا وكل الجهود التي تبذل هي مباركة لكننا نريد تهدئة تضمن وقف العدوان وتضمن عدم تكراره».
وفي السياق، أعلن مصدر حكومي ليبي أن وفدا رسميا ليبيا توجه أمس الى غزة للتعبير عن تضامن ليبيا مع الشعب الفلسطيني.
وفي المواقف الدولية، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن لا حل عسكرياً للأزمة في قطاع غزة أو للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي، فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي يجول في المنطقة بدوره، من تصعيد القتال بين إسرائيل وقطاع غزة، وقال في مؤتمر صحافي في القدس المحتلة إن «تدهورا آخر سيكون خطيرا ومأساويا». وأكد الملك الاردني عبد الله الثاني في اتصالين هاتفيين مع كل من رئيس وزراء اسرائيل والرئيس المصري ضرورة الوصول الى تهدئة للوضع في غزة، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية أن اسرائيل هي المسؤولة الوحيدة عن النزاع الحالي في غزة ويجب محاكمتها على جرائم حرب التي ترتكبها. بدوره، قال رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في مقابلة مع «سي أن أن»، إن «حماس تريد الوصول إلى اتفاق شامل لأنها لا تريد العودة إلى ما كان الوضع عليه من حصار لقطاع غزة وقيام إسرائيل بين فترة وأخرى بتنفيذ هجمات تؤدي لقتل مدنيين أو شخصيات قيادية».
بنود الاتفاق؟
تداولت وسائل الإعلام توقعات حول فحوى اتفاق التهدئة. ونقلت وكالة «سما» عن مصادر فلسطينية مطلعة أن الاتفاق يتضمن 4 نقاط اساسية هي: وقف فوري لاطلاق النار مع فترة اختبار لمدة 24 ساعة، والسماح باستخدام المزارعين للأرضي المحاذية للجدار الأمني على امتداد حدود قطاع غزة، وفتح معبر رفح ومنع تهريب السلاح برقابة واشراف أميركيين.
وفيما نقل الإعلام الاسرائيلي عن وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان قوله ان اسرائيل حققت نجاحا تاريخيا بالتوصل لاتفاق أمني لمدة 5 ــ 6 سنوات، ذكر موقع «يديعوت احرونوت» أن الاتفاق لن يتطرق للتفاصيل الدقيقة بل سيتضمن بين أربعة الى ستة بنود متفق عليها مصرياً واسرائيليا وفلسطينيا.
وطلبت المقاومة، وفقاً لـ«يديعوت»، ضمان حرية حركة الفلسطينيين في المنطقة القريبة من الشريط الحدودي، وحرية نقل البضائع من اسرائيل ومصر الى القطاع، ووقف الاغتيالات، وادعت أن «حماس» قد تنازلت عن هذا المطلب، فيما قدمت اسرائيل عدة طلبات معدلة لمصر منها، الهدوء مقابل الهدوء، واقامة نظام مراقبة لمنع عمليات تهريب الاسلحة وتفعيل التعاون الاستخباري مع مصر.
وقالت الإذاعة العبرية إن اتفاق وقف إطلاق النار يتضمن تشكيل جهاز مراقبة مؤلف من مندوبين أمنيين إسرائيليين ومصريين وأميركيين يشرف على تطبيق التفاهمات."
المستقبل
مقتل إسرائيليَّين أحدهما جندي وحصيلة الشهداء الفلسطينيين ترتفع الى 135 بينهم 3 إعلاميين
العدوان على غزة: هدنة مؤجلة
اتهمت حركة "حماس" أمس إسرائيل بتعطيل مساعي التهدئة التي تقوم بها القاهرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث بلغ عدد الشهداء من جراء العدوان الاسرائيلي 135 شهيداً من بينهم 34 طفلاً وثلاثة إعلاميين فلسطينيين، فيما بلغت حصيلة الجرحى 1100 جريح من بينهم 310 أطفال.
وبعد وقت قصير من تأكيد الجيش الاسرائيلي مقتل جندي صباح امس بصاروخ أطلق من غزة، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية "نعم، استطيع ان اؤكد" مقتل اسرائيلي ثان، مشيرا الى ان القتيل "يدعى سالم النباري وهو بدوي من جنوب صحراء النقب". واضاف ان "النباري يعمل منذ سنوات عديدة لدى شركة تعمل لحساب وزارة الدفاع".
وبمقتله يرتفع الى خمسة عدد الاسرائيليين الذين قتلوا من جراء اطلاق الصواريخ من قطاع غزة منذ 14 تشرين الثاني الحالي.
وفي القدس أكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قبيل اجتماعها برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ليل امس، ان التزام الولايات المتحدة أمن اسرائيل "صلب كالصخر".
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو تلاه اجتماع مغلق بينهما اثر وصولها إلى تل أبيب أمس، ان "الالتزام الاميركي بأمن اسرائيل صلب كالصخر ولا يتزحزح. لهذا السبب اعتقد انه لأمر اساسي (التوصل) الى وقف تصعيد الوضع في غزة".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن إسرائيل مستعدة لتصعيد هجومها في غزة، لكنها تفضل حلاً ديبلوماسياً طويل الأجل لمشكلة اطلاق الصواريخ من القطاع. وأضاف في بيان وإلى جانبه كلينتون "إذا كانت هناك إمكانية للتوصل إلى حل طويل الأجل لهذه المشكلة بالسبل الديبلوماسية فنحن نفضل ذلك، لكن إذا لم يمكن هذا فأنا على ثقة من أنكم تدركون أنه سيتعين على إسرائيل اتخاذ الاجراءات الضرورية للدفاع عن شعبها". وقالت كلينتون إنها ستعمل مع اسرائيل ومصر للتوصل الى تهدئة في غزة "في الايام القادمة".
وكذلك على صعيد الجهود المبذولة للتوصل إلى تهدئة، قال عزت الرشق القيادي في الحركة، "نحن لا نزال في انتظار الرد الإسرائيلي وسيكون الإعلان غداً (اليوم) إن شاء الله. لن يكون هناك مؤتمر صحافي الليلة (أمس)". وأضاف في حديث هاتفي قصير أن اتفاق التهدئة تعطل لأن الجانب الاسرائيلي لم يرد بعد على المقترحات.
وكان مسؤول مصري قال في وقت سابق إن القاهرة تأمل التوصل إلى اتفاق اليوم (أمس) بعد تصريح لأيمن طه وهو مسؤول آخر في الحركة، قال إنه تم التوصل إلى اتفاق وسيبدأ تنفيذه في غضون ساعات.
لكن أسامة حمدان المسؤول الكبير في حماس أيضاً، كان أكد في وقت لاحق أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وقال حمدان لتلفزيون "الجزيرة" من بيروت "الموقف حتى اللحظة أنه ليس هناك اتفاق. شعبنا والمقاومة مستعدون لكل الاحتمالات والمقاومة قادرة على الاستمرار ولدينا مفاجآت، ونحن مصرون على شروط التهدئة".
وفي غزة قتل مصوران تلفزيونيان بقناة الاقصى ومخرج للبرامج التعليمية بقناة القدس وهما قناتان تلفزيونيتان مرتبطتان بحكومة حركة حماس، في هجومين جويين اسرائيليين على سيارتين في القطاع أمس.
وقتل المصوران في سيارتهما غير بعيد عن مستشفى الشفاء الرئيسي في مدينة غزة. وقتل مخرج البرامج في قناة القدس في سيارته بوسط قطاع غزة.
واثار مقتلهم الغضب وسط الصحافيين في غزة وكذلك غضب حماس التي اتهمت اسرائيل بمحاولة منع التغطية الصحافية لهجماتها في القطاع.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في مؤتمر صحافي ان إسرائيل تريد قطع صورة "شعب غزة الشجاع" واسكات صوته. واضاف ان الصحافة في غزة تلعب دورا كبيرا ومؤثرا في كشف "جرائم العدو" امام العالم.
وانتقدت منظمات دولية مدافعة عن حرية الصحافة اسرائيل. وقال شريف منصور من لجنة حماية الصحافيين في بيان امس ان اسرائيل يجب ان تحترم التزاماتها بموجب القانون الدولي وان توقف عاجلاً هجماتها على مكاتب اجهزة الاعلام.
واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس، ان "تصعيداً اضافياً" في النزاع بين اسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة سيشكل "كارثة على المنطقة".
وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو "ان تصعيدا اضافيا سيكون خطرا وكارثيا على مجمل المنطقة".
وقال نتنياهو "ان اسرائيل لا يمكن ان تتسامح مع الهجمات. وفي حال كان هناك مجال للتوصل الى حل طويل الامد عبر السبل الديبلوماسية، فإن اسرائيل مستعدة للتعاون في هذا المجال". وتابع رئيس الحكومة الاسرائيلية "اما في حال اصبح من الضروري القيام بعمل عسكري اقوى لوضع حد لطلقات الصواريخ المتواصلة، فإن اسرائيل لن تتردد بالقيام بما يلزم للدفاع عن شعبها".
ومن رام الله، (أحمد رمضان)، نقل موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" الالكتروني عن مصادر امنية قولها انه لا يزال هناك بعض الخلافات الجوهرية التي تعوق حتى اللحظة توقيع الاتفاق مطالبين مصر بلعب دورها في هذا الإطار .
وفي ما يتعلق بالاتفاق الآخذ بالتبلور في العاصمة المصرية قال الموقع بان الاتفاق لن يتطرق للتفاصيل الدقيقة بل سيتضمن من اربعة الى ستة بنود متفق عليها مصرياً واسرائيلياً وفلسطينياً "حماس والجهاد".
وتصر حماس وفقاً للموقع على تلبية عدة مطالب وتضمينها للاتفاق منها:
1-ضمان حرية حركة الفلسطينيين في المنطقة القريبة من الشريط الحدودي الذي اعلنته اسرائيل من طرف واحد كمنطقة امنية وهي منطقة بعمق ما بين 300-500 متر داخل اراضي القطاع.
2-حرية نقل البضائع من اسرائيل ومصر الى القطاع خاصة البضائع التي تمنع اسرائيل دخولها بحجة مساهمتها بتعزيز قوة المقاومة.
3-اما بخصوص وقف الاغتيالات فقال المصدر ان حماس قد تنازلت عن هذا المطلب.
4-لم تطالب حماس برفع الحصار البحري عن القطاع وبدلاً من ذلك تطالب مصر كجزء من الاتفاق بفتح معبر رفح امام الحركة الحرة للبضائع والمواطنين وهذا الامر لم تعارضه اسرائيل وفقاً للموقع الالكتروني.
ونقل الموقع عدة طلبات معدلة قدمتها اسرائيل لمصر منها:
1-الهدوء مقابل الهدوء وهذا المبدأ كما يبدو مقبولاً لدى مصر وحماس.
2-اقامة نظام مراقبة لمنع عمليات تهريب الاسلحة وتفعيل التعاون الاستخباري مع مصر في هذا المجال.
3-تدرس اسرائيل الموافقة على حركة المدنيين الفلسطينيين في المنطقة الامنية بعد فترة اختبار يتفق عليها الاطراف تظهر مدى التزام الفصائل الفلسطينية وقف النار.
4-تطالب اسرائيل مصر باغلاق منطقة رفح المصرية القريبة من حدود القطاع.
وكان الرئيس المصري محمد مرسي اعلن اثناء تشييع شقيقته التي وافتها المنية أول من امس، ان العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة سينتهي اليوم (امس). واضاف ان "جهود عقد اتفاق الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ستسفر عن نتائج إيجابية خلال الساعات القليلة المقبلة".
واعتبر الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال زيارته الى قطاع غزة على رأس وفد وزاري عربي رفيع أمس، ان "المشكلة ليست في التهدئة بل في الاحتلال".
وقال العربي خلال لقائه مع الوفد الوزاري العربي اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس ان "المشكلة الحقيقية ليست في التهدئة، بل يجب ان نركز جميعا من دول عربية واسلامية وصديقة في كل العالم على انهاء الاحتلال، هذه هي المشكلة الرئيسية". واضاف "بعد ما رأيناه من دمار(..) اذا حصلت التهدئة سوف يتكرر العدوان، ويجب التركيز على انهاء الاحتلال".
وقال العربي ايضا "اعتقد ان ما رأيناه اليوم (أمس) يؤكد مرة اخرى ان الشعب الفلسطيني لن ينكسر في يوم من الايام. ما نراه اليوم في غزة انما يدل على العدوان الغاشم المتكرر منذ ستين عاما".
وقال اسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال "نحن نتابع ما يجري في القاهرة والجهد التركي والقطري وجهود وزراء الخارجية العرب برئاسة الامين العام". واضاف هنية "لسنا ضد وقف الحرب وحماية ابناء شعبنا وكل الجهود التي تبذل هي مباركة لكننا نريد تهدئة تضمن وقف العدوان وتضمن عدم تكراره"."
اللواء
وسط تكثيف التحركات والمساعي الدبلوماسية بين القاهرة والقدس ورام الله ونيويورك
تأجيل الإعلان عن الإتفاق على هدنة في غزة إلى اليوم..وإسرائيل تكثّف غاراتها على القطاع
وتحت هذا العنوان كتبت اللواء "تقول فيما تتسارع التحركات والمساعي الدبلوماسية علي اكثر من صعيد وفي اكثر من عاصمة،تم تأجيل الاعلان عن اتفاق التهدئة في غزة الى اليوم فيما اعلن القيادي في حركة «حماس» عزت الرشق ان اتفاق التهدئة تعطل لان اسرائيل لم تعط رداً على الاقتراح، وتبين ان التطورات الميدانية لا تبشر بقرب التوصل الى وقف لعملية «عمود السحاب» التي تشنها اسرائيل على القطاع منذ نحو اسبوع.
وفي حين اكدت مصادر فلسطينية ومصرية في القاهرة قرب الاعلان عن التوصل الى تهدئة، تسارعت وتيرة الغارات الاسرائيلية على القطاع موقعة 26 قتيلا فلسطينيا، في حين اعلنت اسرائيل مقتل اثنين من مواطنيها احدهما جندي بصواريخ اطلقت من القطاع.
وتوقعت مصادر في حركتي الجهاد وحماس عقد مؤتمر صحافي في القاهرة مساء للاعلان عن التوصل الى تهدئة.
وقال مصدر مسؤول في حركة الجهاد الاسلامي انه «سيعقد مؤتمر صحافي مشترك الليلة في القاهرة بين حماس والجهاد الاسلامي والوسيط المصري لاعلان التهدئة».
واكد مصدر مسؤول في حماس، فضل بدوره عدم الكشف عن هويته، هذا النبأ دون اعطاء مزيد من التفاصيل.
وفي غزة خفف سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس في بيان من موجة التفاؤل بقرب التوصل الى اتفاق وقال «تؤكد حركة حماس انها حتى الان لم تتلق الرد الاسرائيلي وتدعو وسائل الاعلام الى عدم التعجل وان الرئاسة المصرية هي من سيعلن اتفاق التهدئة عند التوصل اليه»، واكد مصدر مصري مطلع على المفاوضات من القاهرة انه «حتى الان، لا يوجد قرار نهائي»، مضيفا ان «مصر بعثت المقترح النهائي.. ونحن في انتظار الرد الاسرائيلي النهائي»، مشيرا الى انه «في حال وجود اتفاق على ذلك فهذا يعني اننا قريبون من اعلان وقف لاطلاق النار».
وكانت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية نقلت في وقت سابق عن مرسي قوله «مهزلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ستنتهى (امس) و»جهود عقد الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ستسفر عن نتائج إيجابية خلال الساعات القليلة القادمة».
ومن ناحيته قال مصدر دبلوماسي اسرائيلي ان المفاوضات جارية، مضيفا «نحن نعمل بجد كبير لاستخدام قنواتنا الدبلوماسية ونحن نعمل بشكل متواصل. ولكنني لا استطيع ان اعطيكم وقتا محددا للتوصل (الى تهدئة)».
وفي هذا السياق قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس بان اسرائيل «تمد يدا للسلام وتشهر سيفا بالاخرى».
ونقل بيان صادر عن مكتب نتانياهو قوله «يدنا ممدودة للسلام تجاه جيراننا الذين يريدون صنع السلام معنا والاخرى تشهر بحزم وقوة سيف داود ضد اولئك الذين يسعون لاقتلاعنا من هذه الدولة»، في اشارة الى الملك اليهودي داود.
وفي سياق التهدئة قررت الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة ليل امس تعليق شن عملية برية ضد قطاع غزة «موقتا» واعطاء فرصة للجهود التي تقودها مصر للتهدئة.
ومصر هي في قلب الجهود الدولية لاعادة الهدوء الى قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس والذي يتعرض منذ الاربعاء الماضي الى غارات سلاح الجو الاسرائيلي.
وشكر الرئيس الاميركي باراك اوباما امس مرسي على جهوده ل «وقف التصعيد» في الشرق الاوسط، بحسب ما اعلن مستشار لاوباما بعد ثالث مباحثات هاتفية بين الرجلين في غضون 24 ساعة."