في محاولة لتأكيد تضامنهم مع قطاع غزة ضد العدوان الإسرائيلي، زار القطاع أمس، عبر معبر رفح البري وللمرة الأولى، وفد من وزراء الخارجية العرب برئاسة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
في محاولة لتأكيد تضامنهم مع قطاع غزة ضد العدوان الإسرائيلي، زار القطاع أمس، عبر معبر رفح البري وللمرة الأولى، وفد من وزراء الخارجية العرب برئاسة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وبمشاركة الوزير عدنان منصور، بالإضافة الى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو.
ومن بين المشاركين في الوفد العربي كل من وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو، والعراق هوشيار زيباري، وتونس رفيق عبد السلام، والسودان علي كرتي، والأردن ناصر جودة، فضلاً عن وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي نزار عبيد مدني، ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد بن محمد العطية، بالإضافة إلى وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، الذي يزور غزة للمرة الأولى منذ العام 2007.
وقال العربي خلال لقائه رئيس حكومة حماس المقالة إسماعيل هنية إن «المشكلة الحقيقية ليست في التهدئة، بل يجب أن نركز جميعاً، الدول العربية والإسلامية والصديقة في كل العالم على إنهاء الاحتلال، هذه هي المشكلة الرئيسية»، مضيفاً إنه «بعد الذي رأيناه من دمار... إذا حصلت التهدئة فسيتكرر العدوان، يجب التركيز على إنهاء الاحتلال».
بدوره، أوضح هنية «نحن نتابع ما يجري في القاهرة والجهد التركي والقطري وجهود وزراء الخارجية العرب برئاسة الأمين العام»، مضيفاً «لسنا ضد وقف الحرب وحماية أبناء شعبنا وكل الجهود التي تبذل هي مباركة، لكننا نريد تهدئة تضمن وقف العدوان وعدم تكراره». وأشار إلى أن «حكومته تعمل على مسارين لوقف العدوان، دعم المقاومة بأشكالها والجهد الديبلوماسي كافة».
أما وزير خارجية تركيا فقال إن الشعب الفلسطيني يدافع عن كرامة الأمة الإسلامية، مضيفاً «لن نترككم بمفردكم وسندافع عنكم فقدركم قدرنا، ومستقبلكم هو مستقبلنا». وأكد أن تركيا ستستمر في مساندة الشعب الفلسطيني حتى انتهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. وأشار إلى أن «هذا الوفد حاول إيصال رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها إنكم يمكن أن تصمتوا على هذا الظلم الإسرائيلي، لكن الضمير الإنساني لن يصفح عن إسرائيل ما فعلته».
وأجمع وزراء الخارجية على أن موقف الرئيس المصري محمد مرسي بسحب سفيره من إسرائيل هو موقف محل تقدير، خصوصاً أن مصر هي التي تقود الجهود العربية الرامية إلى وقف العدوان.
ومن جهته، قال وزير خارجية تونس رفيق عبد السلام إن تونس تقدم من خلال مشاركتها في الوفد رسالة تضامن، مشيراً إلى أن «الاحتياجات الإنسانية هي ما سيتم التركيز عليها خلال الزيارة».
واعتبر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن الاعتداءات الإسرائيلية على المنشآت والمدنيين الفلسطينيين لها مخاطر كبيرة ليس على الفلسطينيين فقط لكن على المنطقة كلها. وأضاف إن الوفد سينقل «رسالة سريعة في وجه التصعيد العسكري والقتل اليومي لإسرائيل مفادها أننا نقف بجوار الفلسطينيين وندعم الجهود المبذولة كافة لوقف الاعتداءات».
وتابع «إن الرئيس العراقي جلال طالباني بصفته الرئيس الحالي للقمة العربية يقوم باتصالات مع أشقائه للبحث والتداول بشأن الدعوة التي قدّمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعقد القمة العربية»، مشيراً إلى أن العراق سيقدم دعماً بحوالي 25 مليون دولار لميزانية السلطة الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية المصري، «كان لدينا فكرة قبل زيارة غزة عما يحدث، ولكن ما رأيناه خلال الزيارة أكثر بكثير من كل ما سمعناه»، مضيفاً «إننا التقينا بأسر الشهداء بل انه تم استشهاد آخرين أثناء وجودنا في مستشفى الشفاء».
ووصل جثمانا شهيدين صحافيين إلى مستشفى الشفاء أثناء الجولة التي كان يقوم بها وفد وزراء الخارجية. ولم يتمالك أوغلو نفسه، وأجهش في البكاء أمام ما رآه من شهداء وجرحى.
كما قام الوفد بتقديم العزاء بنائب قائد «كتائب عز الدين القسام» أحمد الجعبري، وبشهداء عائلة الدلو ومن بينهم خمسة أطفال إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم منذ يومين.
ومن المفترض أن يصل وفد رسمي ليبي إلى غزة اليوم، بحسب ما أعلن مصدر حكومي، الذي أوضح أنه سيترأس الوفد نائب رئيس المؤتمر الوطني العام صلاح المخزون، ونائب رئيس الوزراء الصديق كريم، برفقة أطباء ومسعفين من الهلال الأحمر الليبي.