23-11-2024 11:31 PM بتوقيت القدس المحتلة

صحافيون عرب متعاطفون مع "المدنيين الإسرائيليين"

صحافيون عرب متعاطفون مع

وكانت المفاجأة الكبرى «مقالة رأي» للكاتب الكويتي عبد الله الهدلق يعلن فيها أن «حماس» «منظمة إرهابية» وليست «حركة مقاومة» معلنا تعاطفه الكبير مع «المدنيين الأبرياء الذين يقتلون في المدن الإسرائيلية"

كتب جوي سليم في جريدة السفير :
 لم تعد القضية الفلسطينية نقطة إجماع لدى الرسميين العرب، وهم مموّلو معظم الإعلام العربي، وذلك ليس بالأمر الجديد، إلا أن ما يجري اليوم يفوق أي تصوّر أو منطق، لاسيما في دول الخليج.. العربي!. وبات الأمر يتجاوز سبل تعاطي الإعلام المرئي مع العدوان الحالي على غزّة ليطال الصحف، وكل منها تتناول فلسطين وفقاً «للمعسكر السياسي» الذي تمثّله، موظفةً، بلا مواربة، الحدث الفلسطيني، على فداحته، لدعم آرائها وأجنداتها السياسية، ممليّة على القارئ (والمتفرّج) العربي اعتماد مواقف انهزامية على الرغم من مقاومة أبناء غزّة باللحم الحيّ، محققين ما يدعوهم إلى الفخر.

صحافة «عربيّة» :

الأكفال الهدف الأول لعدوان العدو الإسرائيلياختلفت تغطية الصحف الخليجية للعدوان الحالي على غزّة عن المرات السابقة. فقد لجأت بعض الصحف مثل»الحياة» و«الشرق الأوسط» و«الوطن الكويتية» إلى استخدام مفردات تثير أكثر من تساؤل لدى القارئ، مثل «القتلى الفلسطينيين» بدلاً من الشهداء، أو «الحملة» و«العملية» الإسرائيلية بدلاً من «العدوان» أو «الحرب».
وكانت المفاجأة الكبرى التي تصدّرت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية، هي «مقالة رأي» للكاتب الكويتي عبد الله الهدلق في «الوطن» الكويتية بعنوان «ازدواجية المعايير وتسمية الأشياء بغير مسمياتها» التي يعلن من خلالها الكاتب العربي صراحةً أن «حماس» هي «منظمة إرهابية» وليست «حركة مقاومة» كما يسميها «الإعلام المضلل»، مبديا تعاطفه الكبير مع «المدنيين الأبرياء الذين يقتلون في المدن الإسرائيلية».


وفي «الشرق الأوسط»، مقالٌ لرئيس تحريرها طارق الحميد يعتبر أن نقل السلاح من «حزب الله» إلى المقاومة في غزة هو بمثابة «إدانة وليس مفاخرة». ويشير الكاتب السعودي، العربي، إلى «الدور الخطير للحزب بالتعاون مع إيران والنظام السوري قبل الثورة» في جرّ المنطقة إلى «حروب بالوكالة» والى «عدم الاستقرار».
أما في صحيفة «الحياة»، فيرى اللبناني العربي حازم الأمين، أنّه في ظلّ التحولات العربية، على الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني أن يأخذ شكله السلمي، وأن يخرج «من خطاب البعث والخميني»، داعياً حماس «للتوقف عن التهليل للانتصارات الوهمية وللصواريخ الإيرانية التي لا تصيب الهدف». من جهته، يرى حازم صاغية، اللبناني العربي، أن «عناد» حماس وتمسكّها بالسلطة في غزّة، «يجعلان جميع الانتصارات العسكرية وهماً محضاً».


في المقلب الآخر، في مصر، طغت خلال الأيام القليلة الماضية، كارثة حادث منفلوط المروري، الذي أودى بحياة أكثر من خمسين طفلاً، على ما عداه، فبدت تغطية العدوان على غزة ثانوية، مركزةً على دور الحكومة المصرية في مساعي التهدئة.
أما الصحف السورية، فلم تغيّر لهجتها تجاه فلسطين والمقاومة الفلسطينية، وأفردت مساحات واسعة لتغطية العدوان على غزة، مؤكّدةً «أن التواطؤ العربي مستمرٌّ على غزّة لصالح العدو».


الصحافة الغربية: السبب هو «الربيع العربي» :
استهداف المدنيين من قبل العدو الصهوين في قطاع غزة 2012ركّزت الصحافة الغربية بمعظمها على أمرين وحيدين أولهما أنّ «حماس» وفصائل المقاومة الفلسطينية هي من أجبر إسرائيل على الردّ ، كما جاء في مقدمة مقالة بيتر بينار في الـ«نيوزويك». أما النقطة الثانية فتتعلق بتساؤلات حول «الربيع العربي» وإذا كان سيتبدى أنّه مضر بإسرائيل. هكذا، اعترفت صحيفة «نيويورك تايمز» بتطوّر على مستوى «قوّة حماس القتالية»، إلا أنها اعتبرت تلك القوة «نابعة من استغلالها للصعود الإسلامي في المنطقة، وخصوصاً مصر». إلا أن صحيفة «دايلي نيوز» كانت أكثر صراحة في اعتبارها أنّ «الربيع العربي» أتت نتائجه إيجابية على المقاومة الفلسطينية وسلبية على إسرائيل، فقد ذهبت إلى حد القول أن الرئيس المصري محمد مرسي «يدعم حماس بالفطرة»، نظراً «للعلاقات العضوية بين حركة «حماس» وبين «الإخوان المسلمين».

كما تساءلت الصحيفة الأميركية إذا كانت الحكومات الإسلامية في الوطن العربي ستتخذ خيار المواجهة «انطلاقاً من دوافعها المعادية للغرب وإسرائيل، أم أنها ستهتم بشؤونها الداخلية لئلا تفقد شعبيتها؟» في ألمانيا، رأت «دير شبيغل» أن «كل المشاركين في الصراع، مجبرون على ذلك، كلٌّ لأسبابه الداخلية، فالرئيس المصري محمد مرسي «مجبر على دعم حماس لتفادي أي انتقادات بأن الإخوان المسلمين تتساهل مع إسرائيل». ورأت الصحيفة الألمانية أيضاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «لا يستطيع أن يظهر ضعيفاً قبل الانتخابات المقبلة، كما أن حماس تظهر المزيد من التطرف الإسلامي». وعن صواريخ المقاومة التي وصلت للمرّة الأولى إلى تل أبيب والقدس المحتلة، اعتبرت الصحيفة أنّ «هذه الهجمات تمثل نصراً كبيراً للمتطرفين في قطاع غزة، حتى ولو أنها لم تصب أي أهداف».