29-11-2024 05:48 AM بتوقيت القدس المحتلة

رغيف الكرامة والدم.. يكفي ويزيد ..

رغيف الكرامة والدم.. يكفي ويزيد ..

ونتقرب من محتل لنغيظ محتل أخر .. أما أن نرضي كرامتنا .. ونروي عطش شعوبنا لكرامتها وعراقتها .. فما كنا لنفعل .. ولا حتى في هذه المعركة التي يقودها فتية أمنوا بربهم فزادهم هدىً وتقىً وصبراً واستشهادا.

حين نقتسم .. رغيف الكرامة والدم فلا أحد يتجول .. في طرقات الكوكب الأرضي متكففاً أيدي الشعوب والأمم .. نصرة وعتاد. ولا أحد يتسول .. من جعبة الساعات .. دقيقة .. لا يشعر خلالها .. والجواب ما تراه دون أن تسمعه ".. معلناً إعلان المتفائل بانتصارات الاهتمام بالعام على الاهتمام بالخاص .. وبانتصارات توهج وصعود الشعور بكرامة الغير من المسلمين والمسلمات .. على خفوت وهبوط الشعور بخصوصيات الأنا .. وما يلحق بها من أصول وفروع .. وبانتصارات مجموع ضمير الذوات الحي النابض على مفرد ضمير الذات اللاهث المسعور .. معلناً بجرأة البطل القانص غربان .. ذل الضعفاء .. أصحاب التثبيط والإرجاف .. وطلب الميل مع الدمويين لا عليهم .. مزينو قطط الاستسلام لا السلام .. وحمائم المهادنة لا الهدنة .. في صيحة أسد هاصر .. وعصف راعد : أن الكرامة .. والعيش بكرامة .. ضد الطغيان الدموي لجبروت الأعداء .. وضد استئسادهم الهزيل ..


المستوطنون في الكيان الإسرائيلي يهربون من صواريخ المقاومة الفلسطينية 2012على أدنى سيدة مسلمة .. أو طفل رضيع .. أو شيخ هرم .. هو خبز كريم ..
وفتوة مشروعة .. وزأرة أسد حلوم بفجر مدى من ابتسامات وكبرياء وإعزاز ..
تعرقل مسيرة جيوش الاستضعاف المطهمة في خيام المحتلين تاريخنا ..
وبلادنا .. وأموالنا .. وعراقتنا في الأمم .. حيث من خيوط استكانتنا العربية الرسمية نسجوا تلك الخيام .. وفي هواء ضعفنا نشروها .. وعلى أركان خيبتنا أشهر وأدهر نصبوها .. لأننا كنا .. وما برحنا .. نهدر مقدراتنا وقدراتنا .. وخيراتنا وطاقاتنا .. لإرضاء عدو على حساب عدو أخر .. ونتقرب من محتل لنغيظ محتل أخر .. أما أن نرضي كرامتنا .. ونروي عطش شعوبنا لكرامتها وعراقتها .. فما كنا لنفعل .. ولا حتى في هذه المعركة التي يقودها فتية أمنوا بربهم فزادهم هدىً وتقىً وصبراً واستشهادا.
حين نقتسم اليوم .. رغيف الكرامة والدم .. يصبح لا حاجة للتسجيل السري أو العلني في المحافل الأممية للبحث عن حل يكفينا دموية المحتل الوحشي.


اليوم .. حين نقتسم رغيف الدم والكرامة .. لا أحد ينام عارياً من كساء الصدح بقول الله تعالى : " ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ". وتحت سقف من رعب الصواريخ وعتمة القصف ومجهول الاحتلال.
اليوم .. وحين نقتسم في غزة .. رغيف الدم والكرامة .. فلا أحد يقرع خزانات ماء المهادنة .. المرفوعة على أسطح الأبراج المملوكة لسادة التصريحات والشجب والاستنكار .. أو الصمت والسكوت والاندحار .. المعجون حينذئذ .. بخميرة الذل المؤبد.. ثم يقال عنهم أنهم نجباء الأمة .. وأعيان الشعوب .. ونجوم المجتمعات.


اليوم .. حين نقتسم رغيف الدم الكرامة .. ولا أحد يتذوق هذا الرغيف ..
إلا شعر .. بمذاقه المخصوص بنكهة المجد .. ورائحة الياسمين الباشق الأغصان .. رغم ما يحط على هذه الأغصان المرفرفة من غبار معركة .. محسومة الكلمة .. منذ كانت شرارة الاغتيال .. لدم الشهداء.
حين نقتسم اليوم .. رغيف الدم والكرامة .. بغبطة السفر .. لقضاء سهرة علنية .. على نواصي الشوارع .. وفي أزقة المخيمات .. وعلى أسطح المنازل .. سهرة تصدح فيها موسيقى صواريخ محلية الصنع .. كم هي بسيطة ..
ولكنها مرعبة ومذلة لهم .. ومرجحة لكفتنا على كفتهم .. كم هي بسيطة جداً .. بالمقارنة مع الصواريخ النوعية المقذوفة من أشداق طائراتهم .. كم هي بسيطة .. وأجدى من ملايين الصواريخ النائمة منذ نومة أصحاب الكهف ..
تحلم بمن يفكك عن عينيها غشاوة الصدأ .. وران السكوت الكثيف الملفوف حول أعناق قاذفاتها .. منذ خرجت من خطها الإنتاجي الأخير .. حين نقتسم رغيف الدم .. بغبطة السفر .. لأشباه هذه السهرات .. المحبوكة بشهامة .. وعلى أيدي رجال غزة .. ولا يدير ناصية أقمارها ونجومها المتوهجة .. إلا باقة الصناديد منهم .. وهم شهداء المقاومة ومن في ميدان المقاومة الآن .. لا من هم .. وراء مكبرات أصوات الجبن الرذيل .. والتصريح الذليل .. لغربان من هنا .. و ذئاب من هناك .. نعم أولئك هم الذين غسلوا ضوء هذا الزمن ..


المروحية الإسرائيلية التي أوقعتها المقاومة الفلسطينيةمن وحشة الانطفاء .. قبل أن تُضخ تراتيل ترجلهم عن صهوة الحياة ..
والرجولة .. والحرية .. في عروقه الوهَّاجة .. بلا نضوب.
اليوم .. حين نقتسم رغيف الدم والكرامة .. تُؤجل باقات الأشعة النهارية..
أحلامها .. في الغروب وراء سدرة الشفق .. المذبوح ألماً .. لمرأى مجازر آل الدلو وأبو زور وأبو عمرة .. وهي المجازر التي أنطقت الحجارة الصماء .. بينما ما برح أصحاب الجوارح السليمة يفكرون في منطق رذيل كأمثالهم .. حين خرجوا من قصورهم أمام مئات العدسات الأممية ..


ليقصروا .. من أمد المعركة التي تفضح بلا هوادة .. شبقهم المسعور للحفاظ على العلاقات السرية والعلنية .. مع القاتل بالإنابة .. والداعم الحصري للقاتل بالأصالة .. الداعم له بكل ما يشتهي .. من طائرات وعتاد متطور وذخيرة فتاكة .. خرجوا يقصروا من أمدها .. بدل أن يدخلوا فيها كرجال غزة .. شهداءَ على حقبة من تلألؤ .. آيات الحق الناصع المبين في ثريا غزة وعلى ثراها الطاهر.
اليوم .. حين نقتسم في غزة .. رغيف الكرامة والدم .. يصبح هذا الرغيف ..


أشهى الأرغفة .. وألذ الفطائر .. وأطيب الساندويتشات .. ولكن لمن يُشرعون عقولهم وعواطفهم على كنوز قول الله تعالى : " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ".

أسامة جمال الدحدوح ( مع بعض التصرف)
فلسطين المحتلة .. غزة الثائرة