وأدانت محكمة بريطانية الموظف السابق في بنك "يوبي أس" كويكو أدوبولي بعدة تهم من بينها اساءة استخدام وظيفته وارتكاب أخطاء محاسبية متعمدة من أجل الاحتيال على البنك وعملائه.
أسدلت بريطانيا الستار على أكبر قضية احتيال في تاريخها بصدور قرار قضائي بالسجن سبعة سنوات بحق موظف سابق في بنك (UBS) السويسري، والذي تمكن من تنفيذ عملية احتيال بلغت قيمتها الاجمالية 2.3 مليار دولار، وهو الاحتيال الذي تم تصنيفه بأنه الأكبر في تاريخ المملكة المتحدة. وأدانت محكمة بريطانية الموظف السابق في بنك "يوبي أس" كويكو أدوبولي بعدة تهم من بينها اساءة استخدام وظيفته وارتكاب أخطاء محاسبية متعمدة من أجل الاحتيال على البنك وعملائه.
وقال الادعاء العام ان أدوبولي، قام بالاحتيال عبر المراهنة والتداول بأموال البنك وعملائه، متجاوزاً حدود التداول اليومية المسموحة له وهي 100 مليون دولار، فضلاً عن قيامه بعمليات تداول غير محمية، وقيامه بعروض وهمية من أجل التلاعب في السوق وتحقيق الأرباح، وهو ما أدى في النهاية الى تكبيد البنك السويسري خسائر فادحة.
أدوبولي، الذي تعود أصوله إلى غانا التي ولد فيها، بكى عدة مرات خلال جلسة المحاكمة في لندن، وبدا نادماً على المخالفات التي ارتكبها خلال فترة عمله في البنك.
وقال أدوبولي انه بدأ أنشطته المصرفية والتجارية في العام 2008 ثم تطورت أعماله حتى الثامن من أغسطس 2011 عندما اعتقد بنك "يو بي أس" أن المخاطر لديه كانت تبلغ قيمتها 2.3 مليار دولار، بينما كانت المخاطر الحقيقية المتعرض لها تبلغ قيمتها 11.85 مليار دولار.
في صيف 2011 بدأت تتكشف خطة أدوبولي، وفي 14 ايلول/ سبتمبر 2011 قالت النيابة العامة في لندن ان "هرم الاحتيال انهار"، وذلك بعد ان تلقى أدوبولي اتصالاً من أحد مكاتب المحاسبة في (UBS) يستفسر عن تداولاته، ليكتشف سريعاً أنها فاسدة.
بعد ذلك بأيام غادر أدوبولي مكتبه لتناول طعام الغداء، وخلال استراحة الطعام ارسل الى ادارة الحسابات في البنك برسالة عبر بريده الالكتروني تتضمن "القنبلة".. لم تتضمن الرسالة سوى اعترافاً صريحاً من أدوبولي، قال فيه ان كل تداولاته لم تكن حقيقية على الاطلاق، وان التفسيرات التي أدلى بها للمحاسبين الذين راقبوا عمله لم تكن سوى مجرد أكاذيب!
وخلال دفاعه عن نفسه بكى أدوبولي عدة مرات، وقال للمحكمة ان كل ما فعله كان حرصاً على تحقيق المصلحة للبنك "الذي أحبه مثل عائلته". وأشار المحتال المحترف الى أن زملاءه في العمل، ومدارءه المباشرين، كلهم كانوا يدركون حقيقة ما يفعل، لكنهم كانوا يغضون الطرف عن ذلك طالما كان يحقق الارباح للبنك.
ووصفت صحيفة "فايننشال تايمز" أجواء المحاكمة التي كانت حديث المصرفيين والمستثمرين خلال الشهور الماضية، حيث اشارت الى أن جلساتها كانت تكتظ يومياً بالصحفيين الذين يتابعون عن كثب تفاصيلها، اضافة الى أعداد كبيرة من المسؤولين والموظفين السابقين والحاليين في بنك (UBS) الذين يحضرون للادلاء بافاداتهم بالقضية.
وتقول الفايننشال تايمز ان روون غريندج المسؤول المباشر السابق عن أدوبولي أغمي عليه خلال الادلاء بشهادته، بينما بدا الارهاق والتعب والخوف على موظفين آخرين من زملاء أدوبولي خلال جلسات المحاكمة.
وتعتبر هذه القضية هي أكبر عملية احتيال مصرفي في تاريخ بريطانيا، لكنها تعيد الى الأذهان عملية الاحتيال الأكبر في التاريخ البشري والتي قام بها المصرفي الأمريكي الشهير برنارد مادوف وتجاوزت قيمتها الاجمالية 50 مليار دولار، وتم الكشف عنها في العام 2008 وأدت بصاحبها الى أحد سجون فلوريدا بالولايات المتحدة.