أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الخميس 22-11-2012
أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الخميس 22-11-2012
عناوين الصحف
- السفير
واشنطن «تهادن» حماس.. وكلـيـنـتـون «تـبـيـع» مـوافـقـتـها لمـرسـي!
غـزة تـنـتـصر بدمائها.
- الأخبار
المقاومة تفرض شروطها وإسرائيل ترفع الراية البيضاء
- النهار
تحريك الصواريخ المجهولة جنوباً عشية ذكرى الاستقلال
سليمان في رسالته: لا تقييد للحوار ولا ترهيب ولا فتنة
- الشرق الأوسط
معلومات عن تحرير المختطفين اللبنانيين التسعة في سوريا على دفعات
وسيط مفاوض: تقدم في ملف الإيرانيين
- المستقبل
سليمان في رسالة الاستقلال: لإجراء الانتخابات في مواعيدها بعيداً من أي ترهيب
"كاتيوشا" مسائية من لبنان تشاغب على التهدئة
- الانوار
غزة تحتفل بعد وقف اطلاق النار وتهتف لانتصار المقاومة
- اللواء
دعم «معنوي» فرنسي لميقاتي .. وتحقيقات ميدانية لتحديد مصدر صاروخي الكاتوشيا
سليمان لإنتخابات في موعدها درءاً للفتنة والإصطفاف
- الديار
مرجع ديني سني: «الصواريخ الشيعيّة» للمقاومة السنيّة.. تؤكد ان وحدة المسلمين قوة... والبعض يُريد الحرب المذهبيّة
- الجمهورية
صاروخان على الحدود الجنوبية بُعيد سريان اتفاق التهدئة في غزة
سليمان: البعض متورط في العنف الإقليمي
- البناء
وقف لإطلاق النار في غزة برعاية أميركية – مصرية وتساؤلات عن الضمانات
سليمان يشدد على الحوار وعدم التعطيل وميقاتي ينتقد مقاطعة المؤسسات
- البلد
سليمان يحضّ على الحوار ويشد على يد القضاء
- الحياة
ميقاتي لـ"الحياة": هولاند تجاوب مع رؤيتي للحل
الرئيس اللبناني: البعض تورط في منطق العنف الإقليمي
- الشرق
سليمان: البعض تورط في منطق العنف الإقليمي
صاروخان من لبنان نحو اسرائيل أثارا ذعرا واستنفارا
أبرز المستجدات
- السفير: واشـنـطن «تهـادن» حمــاس .. وكلـيـنـتـون «تـبـيـع» مـوافـقـتـها لمـرسـي!..غــــزة تـنـتـصـــر بـدمــائهـا...
حتى تمام التاسعة وثوان من مساء أمس، ظلَّ إطلاق النار متبادلا بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لأن أيا من الطرفين لا يريد للآخر أن يكون هو مطلق الرصاصة الأخيرة، فالمسألة كانت، ولا تزال، صورة النصر المراد إظهارها، من كل طرف لجمهوره. ومن الناحية الفعلية يمكن للمقاومة في غزة أن تعلن، وبحق، انتصارها، الذي حققته بتراكم جهد هائل على مدى أربع سنوات مرت على حرب «الرصاص المسكوب»، وبالتفاف الشعب الفلسطيني حولها في معركة كانت فيها ندا. ويصعب على إسرائيل التي تعرضت مدنها ومستوطناتها على مدى 80 كيلو مترا شملت تل أبيب وبالاضافة الى مدينة القدس، ادعاء النصر برغم كل ما تمتلكه من عوامل القوة، فما أظهرته في الحرب كان فقط القوة المجردة العاجزة عن تطويع إرادة شعب ومقاومته برغم محدودية مكانه وقدراته، ولا يقل عن ذلك عجزه عن تبرير افتقاره للقدرة على الحسم. ومن الجائز أنه في نطاق معركة انتخابية جارية، يصعب على صنّاع قرار الحرب في إسرائيل تسويق نتائج الحرب كانتصار. ومن المهم الإشارة إلى أنه في الوقت الذي خرجت فيه غزة تحتفل بانتصارها، زغاريد وهتافات للمقاومة وللتحرير ولهتاف «اضرب اضرب تل أبيب»، كان الموقع الالكتروني لبنيامين نتنياهو يتعرض لحملة تشنيع وتقريع من جانب الكثير من الإسرائيليين، فاتفاق التهدئة، كما يبدو، لم يكن مرضياً لكثير من الإسرائيليين الذين كانوا قد اعتادوا على الخروج من حروبهم مع العرب، وحتى مع غزة، إلى وقت قريب، رابحين. ومن غير المستبعد أن يكون لنتائج الحرب أثرا ملموسا على الانتخابات المقبلة التي كانت، حتى الآن، محسومة لصالح بنيامين نتنياهو. وأيا يكن الحال، من الواضح أن جانبا من جوانب التأثير في نتيجة هذه المعركة، عدا بطولات المقاومين وصمود شعب غزة، تغير المناخ الإقليمي جراء «ثورة 25 يناير» في مصر وأحداث «الربيع العربي» عموما. فالموقف المصري أثار مخاوف، خصوصا لدى الأميركيين، بأن معركة غزة قد تكون، سياسيا، تكرارا، ولو بأوجه معينة، لمعارك غزة في العامين 1954-1955 والتي قادت مصر إلى صفقة السلاح التشيكية التي نقلتها من معسكر إلى آخر وأحدثت تغييرا إستراتيجيا في الواقع الإقليمي. وليس صدفة أن تأتي وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون إلى القاهرة وتل أبيب، لتؤكد أن أميركا لا تزال تمسك بخيوط اللعبة الإقليمية، وتضمن قواعدها. وفور إعلان وزير خارجية مصر ووزيرة الخارجية الأميركية في القاهرة عن اتفاق وقف النار في القاهرة وقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام الكاميرات ليعلن أن «الأمر الصائب لإسرائيل في هذه اللحظة هو استنفاد هذه الفرصة لوقف إطلاق نار متواصل».
وأضاف نتنياهو أن «الحكومة قررت شن هذه العملية بعد هجمات إرهابية من غزة.. وأعلنت أننا سنرد بشدة على هذه الهجمات في موعد نختاره، وقلت إننا سنجبي ثمنا باهظا من المنظمات الإرهابية». وشدد على أنه اتفق مع الرئيس الأميركي باراك أوباما على العمل سويا على مكافحة تهريب السلاح للمنظمات الفلسطينية. وقال إن حكومته وجدت وضعا مركبا وأنه «في هذه الظروف مطلوب منا قيادة سفينة الدولة بحكمة ومسؤولية والأخذ في الحسبان جملة الاعتبارات السياسية والعسكرية على حد سواء. هكذا تتصرف حكومة مسؤولة وهكذا تصرفنا. لقد استخدمنا الجبروت العسكري باتزان سياسي». من جهته، قال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل إن «إسرائيل فشلت في كل أهدافها ومراميها»، مضيفا «لقد فشلوا في مغامرتهم بقيت الصواريخ تضربهم حتى آخر لحظة»، ومشدداً على أن «ما حصل درس بأن المقاومة هي الخيار». ووجّه مشعل الشكر لمصر ورئيسها محمد مرسي واستخباراتها على جهودهم لعقد اتفاق وقف إطلاق النار. وأكد مشعل ان اتفاق وقف إطلاق النار نص على فتح جميع معابر قطاع غزة بما فيها المعابر مع إسرائيل. وأشاد مشعل بإيران لدورها في تسليح وتمويل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، «بالرغم من الخلافات معها بشأن سوريا». بدوره، أكد الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين رمضان عبد الله شلح، أن اسرائيل ما كانت لتشن عدوانها على القطاع «لو لم يكن هناك ضوء اخضر اميركي لذلك»، متهما اميركا بأنها عطلت اتفاق التهدئة بالامس. وقال شلح، في مؤتمر صحافي مشترك مع مشعل، إن ما جرى هو «فشل ذريع واستثنائي في تاريخ الكيان الصهيوني»، مشددا على أن «العدو تلقى هزيمة هي الاعظم في تاريخه». وبالرغم من أن وقف النار والعدوان مطلب محق، إلا أن البعض في مصر وحتى في القطاع الصامد، على الصعيدين الشعبي والفصائلي، تساءل عن عواقب محتملة لجوانب معينة في الاتفاق ذات طبيعة سياسية. وبديهي أن التساؤلات مشروعة في ظل ترؤس الإدارة الاميركية، وللمرة الأولى، جهود إعلان وقف النار. كما أن البعض ارتاب من واقع أن هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها الدور المصري الرسمي ظاهريا عن مستواه الأمني في التعاطي مع مسألة الوساطة. ويزيد من هذا الارتياب اعتبار إسرائيل وأميركا أن الاتفاق يعزو العلاقات المصرية الأميركية الإسرائيلية وخصوصا لجهة ضمان معاهدة «كامب ديفيد» على الأقل لسنوات لاحقة. بل إن البعض يذهب في غزة إلى حد التساؤل عن الموقف المحتمل من المقاومة في غزة في حال تعرض الشعب الفلسطيني في الضفة مثلا لعدوان إسرائيلي. والواقع أن هذه التساؤلات وإثارتها في هذا الوقت بالذات تظهر مقدار التعقيد في القضية الفلسطينية التي باتت موزعة بين هموم معيشة وهموم انقسام وهموم مقاومة. ولذلك فإن الآمال تتجه لأن تكون التساؤلات والمخاوف المشروعة مجرد هواجس، وأن تثبت فصائل المقاومة وخصوصا في حركة حماس أن من نجح في إدارة المعركة العسكرية باقتدار قادر أيضا على إدارة المعركة السياسية باقتدار مواز.
وفي كل الأحوال يغدو من المهم في الفترة القريبة ملاحظة نوع التحركات التي ستجري على الصعيد الفلسطيني الداخلي، برعاية مصرية، لإنهاء الانقسام وللاتفاق على برنامج «المقاومة الشعبية» في الضفة والمقاومة الدبلوماسية في الأمم المتحدة وتعزيز المقاومة العسكرية في غزة كثقالة سياسية. عموما كما سبق، ظلت الطائرات الإسرائيلية تقصف حتى التاسعة تماما وظلت صافرات الإنذار تدوي في العديد من المستوطنات والمدن الإسرائيلية. وكما أعلن فإن آخر صاروخ سقط بعد التاسعة بثوان في مدينة بئر السبع فيما دوت صافرات الإنذار حينها في عسقلان ومجلس أشكول. وأطلقت الطائرات الإسرائيلية قذائفها في غزة إلى ما قبل ثوان من التاسعة وبعد ثوان من التاسعة في محيط مخيم جباليا. ومثلما أعلنت المقاومة في غزة انتصارها أعلن الجيش الإسرائيلي انتصاره أيضا. وقال متحدث باسم الجيش أن «أهداف الحرب تحققت. حماس تلقت ضربة شديدة جدا، وهي تعيش ضائقة كبيرة وعندما يخرج قادة المنظمة من مخابئهم سيرون حجم الخراب. ونحن نفهم من الاستخبارات أن حماس في ضائقة».
- الأخبار: المقاومة تفرض شروطها وإسرائيل ترفع الراية البيضاء
وأخيراً فرح أهل غزة. زغردوا ورقصوا أمس، وأطلقوا النيران ابتهاجاً. فرحوا بنصر صنعته أيديهم، أجبروا من خلاله الكيان الغاصب على رفع الراية البيضاء. كسروا قيود الاحتلال بصمودهم وسواعد مقاوميهم... وانتصرت المقاومة الفلسطينية في غزة، بعد ثمانية أيام من العدوان الإسرائيلي المتواصل. استطاعت بصمود أهلها وسواعد مقاوميها وصواريخها التي وصلت الى ما بعد تل أبيب وضربت القدس المحتلة، أن تفرض على العدوّ شروطاً للتهدئة، برعاية مصرية و«شهادة أميركية».خرجت المقاومة من المعركة التي بدأها الاحتلال باغتيال قائد المقاومة أحمد الجعبري، بوضع أفضل مما كانت عليه قبل أن تدخلها، ونجحت في كسر الحصار البري والبحري والجوي عن القطاع، الذي قارب سبع سنوات، وألزمت دولة الاحتلال بأن تكفّ عن أعمالها العدوانية ضدّ القطاع، ومن ضمنها استهداف الأشخاص، بمعنى آخر وقف الاغتيالات. وكان لافتاً أن الاتفاق لم يشر من قريب ولا من بعيد الى مسألة وقف نقل الأسلحة إلى القطاع، ما يدلّ على أنّ الاحتلال لم يستطع أن يحقق ولا نقطة لصالحه، رغم أنه يعتقد أنه حقق وقف إطلاق الصواريخ من القطاع.بنود الاتفاق سبق أن سُرّبت الى الإعلام أول من أمس، وقيل حينها إن الخلاف كان حول وقف الاغتيالات، والاكتفاء بفتح معبر رفح دون رفع الحصار الشامل البحري والجوي والبري، وكان من المفترض أن تعقد فصائل المقاومة الفلسطينية مؤتمراً صحافياً تُعلن فيه التهدئة، لكن وصول الوزيرة الأميركية هيلاري كلينتون الى المنطقة علّق كل شيء.ظنّ الإسرائيلي أنّ حليفه قطع البحار ووصل لانتشاله من وحول غزة، لكن خاب ظنّه. اعتقد أنه بتأخير وقف إطلاق النار قد ينتزع تنازلات من المقاومة، لكن الأخيرة استبسلت وضربته في قلب تل أبيب. وجاءت حليفته لتُعلن رسمياً وقف إطلاق النار في مؤتمر صحافي مع نظيرها المصري محمد كامل عمرو، في القاهرة. هذا الإعلان من قبل كلينتون نفسها يعزّز من انتصار المقاومة. فبحسب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، إن واشنطن باتت شاهدة على هذا الاتفاق الذي تم برعاية مصرية.وأعلن وزير الخارجية المصري وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وقال إن الاتفاق تم برعاية الرئيس المصري، آملاً من كل الأطراف احترام التفاهمات، ومشيداً بالجهود التي بذلتها تركيا وقطر. بدورها، قالت كلينتون إن «الحكومة المصرية الجديدة تضطلع بدور قيادي مسؤول في المنطقة»، وشكرت الرئيس المصري على جهود الوساطة. وأضافت أن «واشنطن ستعمل على تحسين ظروف الحياة لشعب غزة مع الالتزام بأمن إسرائيل». وقالت إنها «بعد نقاشها مع الرئيس مرسي والرئيس عباس ونتنياهو، أكد الجميع أن لا بديل من السلام العادل والشامل». وأكدت أنها «ستعمل مع كل الأطراف لتثبيت التفاهمات مستقبلاً».وكانت كلينتون قد التقت نتنياهو في القدس المحتلة وانتقلت بعدها الى رام الله، حيث التقت عباس. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن عباس أكد لوزيرة الخارجية الاميركية أن «بوابة التوصل الى تهدئة هي مصر التي تبذل جهوداً كبيرة على الدوام في هذا المجال».وبعد سريان اتفاق التهدئة بساعة، عقد مشعل والأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان شلح مؤتمراً صحافياً مشتركاً في القاهرة لزفّ النصر. وقال مشعل «ملتزمون بوقف إطلاق النار ما دامت إسرائيل ملتزمة، وإن عدتم عدنا». وأكّد أن «ما حققته المقاومة المباركة في قطاع غزة يعبّر عن إرادة شعبنا الصلبة التي لم ولن تنهزم أمام الآلة الصهيونية مهما كانت قوتها وسطوتها، وفي هذه الجولة مع الاحتلال أبلى رجال المقاومة بلاءً حسناً واجتهدوا حتى أعطوا القاصي والداني دروساً في الشجاعة والاستبسال». وأضاف: «شعبنا كله كان يقاوم، ورغم ما ضحّى به أهلنا في قطاع غزة وما أبدوه من صمود وشجاعة، فإن مدن الضفة كانت معنا بمقاومتها وكذلك أهلنا في الـ48 وفي الشتات، كل فلسطيني في أي مكان كان يقاوم». واستطرد قائلاً « لقد أصررنا على وقف القتال والاغتيالات ووقف الاجتياحات الجوية والبرية والبحرية واستجابوا لكافة مطالبنا بما فيها فتح المعابر».
ورأى مشعل أن «روح ثورة 25 كانون الأول كانت حاضرة في التوقيع على اتفاق التهدئة، وكذلك شهداء ثورة 25». وقال إن «إسرائيل فشلت في كل أهدافها ومراميها، ولقد فشلوا في مغامرتهم وبقيت الصواريخ تضربهم حتى آخر لحظة». وأضاف «والله والله والله منهزمة (إسرائيل) لا محالة... وأقول هذه فرصة لإخواننا في الضفة... اللي صار درس في أن المقاومة هي الخيار».وأكد مشعل ضرورة إنهاء الانقسام، وقال إن العمل السياسي والدبلوماسي مطروح، ولكن المقاومة أيضاً مهمة لكي تحاور وتفاوض. ودعا السلطة والرئيس محمود عباس إلى سرعة إنجاز المصالحة، وجعل الانقسام «تحت الأحذية، ومرحلة انتهت من حياة شعبنا». وكان لافتاً أنه شكر إيران هذه المرّة، وقال إنها زوّدت المقاومة بالأسلحة.بدوره، أكد شلح «حق شعبنا في المقاومة». وقال إن «ما حصل للعدو الإسرائيلي هو فشل استثنائي لنتنياهو وحكومته»، وأن «المقاومة انتصرت بكل المقاييس»، وأن «صواريخنا وصلت الى تل أبيب والقدس، وما حدث هو انتصار تاريخي لشعبنا ونضاله ومقاومته، وهي جولات، والجولات سجال بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي». وأثنى على مصر ودورها «في الوقوف مع شعبنا الفلسطيني». وقال «مصر اليوم أقوى من أي وقت مضى». وحيّا وقفة الرئيس محمد مرسي ومدير المخابرات العامة المصرية، رأفت شحاتة.وفيما طغت الزغاريد وإطلاق النيران ابتهاجاً بالنصر في غزة، على النواح والبكاء في تل أبيب، أقرّ المسؤولون الاسرائيليون بالهزيمة. وعلّقت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليمينة على إعلان وقف إطلاق النار قائلةً إن الإسرائيليين تلقّوا الخبر بمرارة، وهم يشعرون أنه تم إنهاء العملية العسكرية دون تحقيق أي انجاز حقيقي، بل على العكس أبدت حركتا حماس والجهاد قدرات على إطلاق الصواريخ حتى تل أبيب والقدس، بينما إسرائيل لم تنجح في وقف تلك الصواريخ. وأكدت وسائل الإعلام الاسرائيلية إن «إسرائيل خضعت لشروط حماس والجهاد، وستوقف سياسة الاغتيالات وسترفع الحصار عن غزة، مقابل وقف «حماس» لإطلاق النار».زعيم المعارضة ورئيس حزب «كديما» شاؤول موفاز قال إن «فصائل غزة انتصرت في هذه الجولة وإسرائيل هي الخاسر الأكبر». وأعلن كلاً من عضو الكنيست عن اليمين ميخائيل بن أري وأرييه الداد أنّ «وقف إطلاق النار بمثابة رفع الراية البيضاء أمام حماس». وأضافا أنّه «بدلاً من السماح للجيش الإسرائيلي بالعمل على تدمير حماس والجهاد، خرجت حكومة نتنياهو من هذه الحملة وهي تجرّ ذيول الخزيّ والعار، ودون تحقيق أي هدف من أهداف العملية العسكرية التي خرجت إليها»، مطالبين نتنياهو بضرورة الاستقالة.مع ذلك، رأى بعض المعلقين أن ما حققته إسرائيل في اتفاق وقف النار هو إنجاز تكتيكي يتمثل في إعادة الهدوء إلى منطقة غلاف غزة، فيما نقطة الضعف الرئيسية في هذا الإنجاز هو عدم وضوح الإطار الزمني الذي يستند إليه، فضلاً عن عدم إشارته إلى أحد المطالب الإسرائيلية الرئيسية، وهو وقف تزوّد فصائل المقاومة الفلسطينية بالسلاح.كذلك شكّك رؤساء عدد من البلديات في جنوب إسرائيل بجدوى اتفاق وقف النار وقدرته على الصمود. وذكّر رئيس بلدية عسقلان، بيني فاكنين، بوقف إطلاق النار الذي أبرم بعد عدوان «الرصاص المصهور»، مشيراً إلى أن مدينته تعرضت لمئتي صاروخ من بعده.أما نتنياهو فهرع الى الرئيس الأميركي باراك أوباما للبكاء في أحضانه، وقال له في اتصال هاتفي إنه مستعد لمنح وقف إطلاق النار مع حركة «حماس» فرصة، وفقاً لبيان صادر عن مكتبه. وقال البيان إن «نتنياهو لبّى توصية أوباما بإعطاء الفرصة للاقتراح المصري بإحلال وقف إطلاق النار، وبذلك تُعطى فرصة لاستقرار الأوضاع ولتهدئتها قبل أن تقتضي الحاجة بممارسة قوة أكبر».إضافة الى زيارة كلينتون، كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حاضراً في المنطقة بدوره، حيث التقى نتنياهو في القدس المحتلة، قبل أن ينتقل الى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني. وكان الأخير قد أعلن في مؤتمر صحافي مشترك مع بان أنه «لسنا في حالة تسابق لنقول إن حماس تعززت أو غير ذلك. المهم في هذه المرحلة وقف العدوان وتحقيق المصالحة والمفاوضات حول قضايا المرحلة النهائية». وبعد رام الله، انتقل بان إلى القاهرة، حيث التقى الرئيس المصري وشهد على إعلان اتفاق التهدئة.
نص الاتفاق
أصدرت الرئاسة المصرية بياناً صحافياً أعلنت فيه بنود اتفاق التهدئة، وأنه تم برعاية الرئيس المصري محمد مرسي «ومن منطلق المسؤولية التاريخية المصرية تجاه القضية الفلسطينية وحرصاً من مصر على وقف نزيف الدم وحفاظاً على استقرار الأوضاع والأمن في المنطقة».وأضاف أن مصر «بذلت جهوداً حثيثة وأجرت اتصالات مكثّفة منذ بدء التصعيد الأخير في قطاع غزة مع كل من القيادة الفلسطينية وفصائل المقاومة والجانب الإسرائيلي والقوى الدولية الكبرى المعنية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، حيث أسفرت هذه الجهود وتلك الاتصالات عن التوصل لتفاهمات لوقف إطلاق النار وإعادة الهدوء ووقف نزيف الدم الذي شهدته الفترة الأخيرة، وقد تحددت ساعة وقف إطلاق النار بالساعة التاسعة بتوقيت القاهرة يوم الأربعاء» أمس.وأثنت مصر على «جهود جامعة الدول العربية، والتحركات التي قامت بها»، كذلك على جهود «كل من تركيا وقطر والسكرتير العام للأمم المتحدة»، ودعت الجميع «لمتابعة تنفيذ ما تم التوصل إليه برعاية مصرية ولضمان التزام جميع الأطراف بما تم التوافق عليه».
ونص الاتفاق على: 1 _ أ. تقوم إسرائيل بوقف كل الأعمال العدائية على قطاع غزة براً، بحراً وجواً بما في ذلك الاجتياحات وعمليات استهداف الأشخاص.
ب. تقوم الفصائل الفلسطينية بوقف كل الأعمال العدائية من قطاع غزة تجاه إسرائيل بما في ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات على خط الحدود.
ج. فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان أو استهدافهم في المناطق الحدودية، والتعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد 24 ساعة من دخول الاتفاق حيّز التنفيذ.
د. يتم تناول القضايا الأخرى إذا ما تم طلب ذلك.
2 ـ آلية التنفيذ:
أ. تحديد ساعة الصفر لدخول تفاهمات التهدئة حيّز التنفيذ.
ب. حصول مصر على ضمانات من كل طرف بالالتزام بما تم الاتفاق عليه.
ج. التزام كل طرف بعدم القيام بأي أفعال من شأنها خرق هذه التفاهمات، وفي حال وجود أي ملاحظات يتم الرجوع إلى مصر راعية الاتفاق.
- الأخبار: المقاومة تنتصر.. حجارة سجيل: القدس وتل أبيب تحت النار..«حماس» الجديدة: تحديات المقاومة
التحيات والتقدير الكبير لصمود أبناء غزة وقوى المقاومة بوجه العدوان لن تفيد في جعل النقاش متعامياً عن أسئلة وحقائق تتصل بما حدث. أما الهدنة التي أُعلنت أمس، وعلى أهميتها وضرورتها لوقف آلة القتل الإسرائيلية، فإنها تزيد من الأسئلة المعقدة، وتدل على وجود طبقة كثيفة من الدخان، ليس دخان القصف الذي يرافق التراجع أو الهروب، بل الدخان الذي يقصد به التعمية على مؤشرات تدعو الى القلق على مستقبل القضية الفلسطينية. وفي أحسن الأحوال، تدعو هذه المؤشرات إلى الحذر والتنبه وإلى طرح السؤال حول استراتيجية المقاومة بعد هذا الانتصار.في «يديعوت أحرونوت» أمس، كتب كبير المعلقين ناعوم برنياع مقالاً حول ما يتصل بالمساعي من أجل الهدنة قائلاً: «تحاول الادارة الاميركية أن تستعمل التفاهم لتعزيز المحور السنّي في العالم العربي في مواجهة المحور الشيعي. إن العدو هو إيران الشيعية، وحزب الله وسوريا الأسد اللذان ترعاهما إيران. ويشتمل الحلف السنّي على مصر الإخوان المسلمين وعلى السعودية وتركيا وعلى الأردن في الهامش وعلى السلطة الفلسطينية وإمارات الخليج. وستضطر حماس إلى الاختيار بين إيران ومصر. وإذا كانت إيران تقدم صواريخ ومالاً، فإن مصر ستقدم حصانة من هجوم إسرائيلي وسيادة على غزة وباباً مفتوحاً للعالم».طبعاً يتحدث الإسرائيليون بشغف عن رهانهم على انضواء مصر في المشروع نفسه. هم يعوّلون بقوة على ربط المساعدات المالية للإدارة المصرية بمواقف سياسية تخدم المحور الداعم لخط التسوية. وفي أميركا أيضاً اهتمام بكسب من تسميهم «المعتدلين» في التيار الإسلامي المنتشر بقوة في البلدان ذات الغالبية السنيّة. ولكنّ ثمة استعجالاً من جانب أميركا ومعها إسرائيل لجعل المكسب يتجاوز هذا الحياد، ودفع الامور الى حدود قطع المقاومة في فلسطين للعلاقة مع إيران وتالياً سوريا وحزب الله، والى استخدام الشرعية الشعبية والنضالية لقوة مثل حماس، في مواجهة الفريق الآخر، باعتبار أن محور إيران ـــ سوريا ـــ حزب الله إنما يحقق نفوذاً عاماً في العالمين العربي والاسلامي بسبب انخراطه في مقاومة الاحتلالين الاميركي والاسرائيلي.هل هذه التقديرات في مكانها؟الحقيقة القاسية تشير الى ضرورة الأخذ بهذه الأمور على محمل الجد، والتصرف على أساس أن هناك متغيرات كثيرة حصلت في الموقف العربي عموماً من القضية الفلسطينية، ومن قضية المقاومة نفسها، إذ وجب على تيار المقاومة الإقرار بأنه، في سابقة خطيرة، لم تشهد أي عاصمة عربية تظاهرة جدية واحدة تضامناً مع قطاع غزة. ثم إن وسائل الاعلام العربية النافذة والأكثر انتشاراً تعاملت مع العدوان الاسرائيلي بطريقة لا تتناسب مع حجمه من جهة ولا مع تاريخها المهني في هذا السياق. وأيضاً إن النقاش الكيدي الذي قام بين أنصار محور إيران ـــ سوريا ـــ حزب الله وبين أنصار الطرف الآخر حيال ما يجري في غزة، وشعور المحور الأول بحاجته الى تلقّي الشكر العلني من قوى المقاومة في فلسطين، وتعمّد قادة حماس على وجه الخصوص عدم الإشارة الى الدعم الفعلي لهذا المحور لقوى المقاومة، كل ذلك يدل على مأزق. ومن كان يعتقد أن المعركة مع إسرائيل توحّد الجميع فهو مخطئ، تماماً كمن يعتقد أن الحروب الاسرائيلية من شأنها تخفيف وهج المواجهات في سوريا.النتيجة هنا لا تتعلق بعملية حسابية على طريقة المعادلة البسيطة. بل هي عملية حسابية وفق مبدأ التضاعف المتوالي، ومصلحة تيار المقاومة تقضي بأن يكون قبول حماس مبدأ الهدنة الطويلة يعني أن حماس تعلن وقف عمليات المقاومة لفترة زمنية غير محدودة، لكن في سياق يقوم على أساس تجنّب شر الآخرين من الأقربين إلى الأبعدين، بينما يجري العمل من دون توقف على تعزيز البنى التحتية العسكرية والبشرية التي تكون مستعدة لمواجهة أخرى في مسيرة التحرر الكامل من الاحتلال. ونجاح هذه الخطوة يتطلب توافقاً فعلياً، لا شكلياً، بين حماس وبين جميع أو مع أبرز فصائل المقاومة الفلسطينية على هذه الاستراتيجية.لكن المخاطر توجب إثارة الخيارات الأخرى، وهي خيارات مطروحة مع الأسف على طاولة جميع المعنيين، ومنها:أولاً: أن يكون قبول حماس بهذه الهدنة مندرجاً في السياق السياسي الاقليمي، بمعنى أن تكون حماس قد قبلت، ليس فقط الانتماء الى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ولو تحت اسم حماس، بل الانتماء الى القواعد النظرية والتكتيكية لهذا التنظيم في الفترة المقبلة. وهي قواعد تقوم على نظرية تحسين مواقع الحكم وتأجيل الأمور الأخرى الى وقت آخر. وإذا كان خطاب المقاومة بعد الانتصار هو البقاء على الزناد والالتزام بقضية المقاومة من جوانبها كافة، فإن هذه الأولوية ليست هي البند الاول نفسه عند الآخرين. والذي نعرفه جيداً، أن أولوية مصر وتركيا والسعودية وآخرين هي أولوية تثبيت الحكم القائم أو المستجد.ثانياً: أن تسارع أطراف محور تركيا ـــ مصر ـــ الخليج العربي إلى إغراق حماس وأهل غزة بالحنان والحب عن طريقة تدفق كميات هائلة من المواد الداعمة لإعادة بناء القدرات المدنية وتسيير أمور الحياة، وأن تُربَط هذه الخطوة بضمان عدم تعرضها للتدمير مجدداً. وهم في هذا السياق لا يطلبون من حماس توفير ضمانة من إسرائيل، بل يطلبون من حماس التقيد ببرنامج له عنوان نعرفه نحن في لبنان جيداً، ويكرره أنصار هذا المحور من فريق 14 آذار، وهو القائل بـ«تجنّب القيام بأي خطوة قد تأخذها إسرائيل ذريعة للعدوان من جديد».ثالثاً: إن تورط حماس في هذا الأمر يعني أنها سوف تكون مقبلة على مشكلة داخلية. وسوف يكون الجهد منصبّاً على تقليم أظافر ما يمكن وصفه بـ«التيار الجهادي» في الحركة، أي التيار الذي لا يريد لأي أولوية أن تتقدم على أولوية المقاومة. وللعلم، فإن الشهيد أحمد الجعبري كان أحد أركان هذا التيار. ثم سوف تجد حماس نفسها في مواجهة مع قوى مثل حركة الجهاد الإسلامي وفصائل مقاومة أقل تأثيراً، من فتح ـــ كتائب الأقصى إلى الجبهة الشعبية وفصائل أخرى. وفي حالة المواجهة هذه، سوف تجد حماس نفسها ملزمة باللجوء الى الخيارات القاسية من أجل تبرير سيطرتها ومسؤوليتها إزاء المحور الإخواني وإزاء متطلبات الاستقرار العام. وهذا يعني مع الأسف الاقتراب من حافة حرب أهلية فلسطينية جديدة.رابعاً: إن قبول حماس الانضواء الكامل في هذا المحور، يعني ارتفاعاً سريعاً لسقف موقفها من الأزمة السورية. وبدل الاكتفاء بنقد سياسات النظام والدعوة الى الحوار، سوف نسمع الكلام الأعلى ضد النظام في سوريا، والله أعلم ما إذا كنا سوف نسمع الكلام المهين بحق إيران وحزب الله الوارد على لسان مناصرين لحماس من قيادات رسمية أو من مستويات أرفع. والخطير، الذي يجب العمل على منعه، هو أن الولايات المتحدة تريد بالضبط هذه الخدمة من هذا المحور، وهي سوف تضغط على مصر وتركيا وعلى دول الخليج لتدفع حماس باتجاه تولّي مهمة «نزع شرعية المقاومة لأجل تحرير فلسطين» عن أي جهة أخرى غير فلسطينية. وهذا يقصد به محور إيران ـــ سوريا ـــ حزب الله، وبالتالي دفع هذا المحور خطوات إلى الوراء، والانزواء في مربع الدفاع عن شعار بات مرفوضاً من أهل الأرض نفسها، وبالتالي إعادة حشر هذا المحور في هوية طائفية ومذهبية ضيقة عنوانها «الجبهة الشيعية».المشكلة ليست متصلة فقط بوجود من دعم مثل هذه الخيارات. المشكلة سوف تكبر إذا ما تم تجاهل التيار الكبير داخل مصر وفلسطين، الذي يحتاج الى كل دعم الآن لأجل التأكيد أن الهوية الوطنية المستقلة توجب عدم التبعية للمحور الذي ترعاه أميركا، وهذا وحده الطريق لإبقاء مسألة تحرير فلسطين أولوية حقيقية. بالمناسبة، شكراً سامي شهاب.
- جنبلاط لـ"الجمهورية" تعليقا على تفجير الحافلة الاسرائيلية: من حقّ الشعب الفلسطيني ان يدافع عن نفسه بكلّ الطرق والوسائل
علّق رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في اتصال مع "الجمهورية" على الانفجار الذي وقع داخل الحافلة في اسرائيل بالقول: "إنّ من حقّ الشعب الفلسطيني ان يدافع عن نفسه بكلّ الطرق والوسائل، وعندما تتوقّف المجازر التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين تتوقّف العبوات ضدّ المدنيين الإسرائيليين"، مؤكّداً أنّ ما يحصل في غزة هو برسم مجلس الأمن الدولي. فمتى سيلتفت هذا المجلس الى القضية الفلسطينية بشكل جدّي ويعطي الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته وإعلان استقلاله وإعطائه الحقّ في عودة اللاجئين؟".
-السفير: إرادة المقاومة ممزوجة بالغطاء الشعبي: قدرات مواجهة تدريجية فاجأت إسرائيل
... ومن المهم الإشارة أيضاً إلى أن الغطاء الشعبي الممنوح للمقاومة الغزيةّ في جولة التصعيد الحالية فاق كل المرات،وهو ما أكده مركز الأسرى للدراسات» الذي نشر نتائج استطلاع للرأي أظهرت أن 83 في المئة راضون عن أداء المقاومة بشكل كبير جداً.ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة ناجي شراب أن المقاومة استفادت كثيراً من التغيرات والتحولات العربية وسقوط أنظمة الحكم السابقة، وباتت تمتلك قدرات قتالية متطورة. وأضاف في حديث إلى «السفير» أن المقاومة استفادت أيضاً من الدعم المادي الكبير بعد الحرب على القطاع بين العامين 2008 و2009، ومن بين الدول من قدمت تقنياتها وقدراتها للمقاومة في القطاع.وأشار شراب إلى أن القدرات العسكرية للمقاومة أيضاً توسعت باتجاه الخبرات التكنولوجية والتقنية، وهي التي لم تعد حكراً على دول بل أصبحت بيد المقاومة في غزة، مؤكداً أن الأهم هو اتخاذ المقاومة قرار توسيع العمليات.وقرأ شراب في قرار توسيع العمليات من غزة كسراً لحواجز الرهبة، ما أدى إلى خلق درجة أعلى باتجاه تحقيق توازن للرعب مع إسرائيل، لكن نبّه إلى أن قدرات المقاومة ليست كالقدرات الإسرائيلية الكبيرة.من جهته، قال المحلل السياسي مصطفى الصواف إن المقاومة فاجأت الجانب الإسرائيلي وتحديداً الصاروخ الذي أطلقته «كتائب القسام» «إم 75» لأنه صنع في غزة، وشكل نقطة توقف عندها الإسرائيليون.وذكر الصواف لـ«السفير» أن محللين ومسؤولين في إسرائيل اعترفوا بفشلها استخبارياً في معرفة ما تمتلكه المقاومة في غزة، متوقعاً أنه «كما رأينا قدرات للمقاومة لم نكن نتوقعها، قد يكون لديها قدرات أفضل وأكبر».وبحسب الصواف فإن المقاومة استفادت من الغطاء السياسي الممنوح لها في غزة، وخاصة أن الحكومة في القطاع منذ يومها الأول قالت إنها حكومة مقاومة وجاءت لدعم المقاومة ووقف مخططات استهدافها واستئصالها.بدوره، أكد مدير «مركز أبحاث المستقبل» إبراهيم المدهون أن عنصر المفاجأة في ما فعلته مقاومة غزة يتمثل في امتلاكها سلاحاً نوعياً برغم الحصار والعدوان المتكرر وحالة العزلة وتخلي دول عن دعمها.ولفت المدهون في حديث إلى «السفير» إلى قدرة المقاومة على التمويه والتخفي والعمل تحت ضغط الحرب والعدوان، مشيراً إلى أن إسرائيل التي تمتلك قوة تدمير هائلة ونظاما استخبارياً قوياً وطائرات استطلاع فوق غزة لم تكن تتوقع ما جرى.ويعتقد المدهون أن الحكومة في غزة شكّلت حاضنة للمقاومة وأعطت لها مساحات عمل كبيرة، وساعدت عبر ملاحقة عملاء إسرائيل في منح الأمان والتحرك الأفضل للمقاومة على الأرض، كما أوجدت آليات تنسيق بين الفصائل.وقال المدهون إن الأهم في ما تمتلكه المقاومة الآن هو الإرادة القتالية والروح المعنوية العالية للمقاومين المستعدين للتضحية، مشدداً على أن المقاومة تتعاطى مع مراحل تدريجية لمواجهة العدوان، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى أن ذلك لا يساوي القوة التدميرية الهائلة لإسرائيل.
- الأخبار: حوار مباشر بين «الأقصى» و«الثانية» الإسرائيلية
حوار غريب ونادر عبر بث مباشر حدث، أول من أمس، بين القناة الثانية الإسرائيلية وفضائية «الأقصى» التابعة لحركة «حماس»، قد يكون الأول من نوعه، لا بين هذين الطرفين فقط، وإنما بين أي قناتين تلفزيونيتين في أي مكان.اشتمل الحوار، وفقاً لوكالة «سما» الفلسطينية، على تبادل معلومات بين الطرفين، تارةً باللغة العربية وطوراً بالعبرية حول الأوضاع في غزة والتوجهات السياسية في تل أبيب، على الهواء مباشرة، من خلال شاشة التلفاز من دون استخدام الهواتف أو أية أدوات اتصال أخرى.وبدأ الحوار بدون تخطيط مسبق عندما كان الصحافي والمحلل الإسرائيلي إيهود ياعاري يراقب القناة التابعة لحركة «حماس»، في الوقت الذي كان يشارك فيه بالنشرة الإخبارية للقناة الثانية ضمن طاقم الصحافيين والمحللين. وتنبه من خلال الشاشة الصغيرة الموجودة في الاستديو إلى أنه يشاهد نفسه وزملاءه عبر البث المباشر لقناة «الأقصى» التي كانت تنقل النشرة الإخبارية الإسرائيلية، يرافقها ترجمة فورية للعربية بصوت مترجم فلسطيني. عندها فاجأ ياعاري مقدمة النشرة الرئيسية قائلاً: «أريد أن نقوم الآن بتجربة»، مضيفاً: «قناة حماس تقوم بنقل نشرتنا على الهواء مباشرة برفقة مترجم، انظروا يمكننا أن نرى هذا من خلال الشاشة المعلقة على الحائط (في الاستديو)، وأنا أتوجه الآن إلى مترجم حماس ببث مباشر (من خلال الشاشة)، أخبرني... أنت في الأقصى، ما رأيك في البث الخاص بنا حتى الآن؟». وأضاف «أنا أسألك: هل هناك هدنة أم ليس هناك هدنة؟».وتلقى المترجم الفلسطيني السؤال وعمد الى ترجمته للمشاهدين من العبرية إلى العربية، ثم جاءت إجابته: «أنا أسمعكم. أنا منذ سنوات، منذ كنت في السجن وأنا أسمعك وأنت جيد جداً بالتحليلات».وبدا ياعاري معجباً بنجاح محاولته في مخاطبة الطرف الآخر من خلال الشاشة، وبالإطراء الذي سمعه من المترجم الفلسطيني المدعو منصور، كما تبين من سياق المحادثة، والذي بدوره أيضاً وجّه سؤالاً لإيهود يعاري قائلاً: «أنا أسألك: هل هناك هدنة أم ليس هناك هدنة؟ اليوم (رئيس المكتب السياسي لحماس خالد) مشعل قال إن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو طلب وقفاً لإطلاق النار، هل نتنياهو هو الذي طلب وقفاً لإطلاق النار؟».ولم تتأخر الإجابة الإسرائيلية، فأجاب ياعاري بلغته العبرية: «أنا أعتقد أنه في نهاية المطاف سيكون هناك وقف لإطلاق النار. على حماس أن تفهم أنه لن يكون هناك ما يمكن أن يظهر على أنها هي التي انتصرت. ولكن أخبرني ما هو الوضع في غزة الآن؟ كيف هي الحالة النفسية والمعنوية؟».ورد المترجم الفلسطيني بالعبرية قائلاً إن الوضع ممتاز، حتى دخل إلى البث صوت آخر لأحد العاملين في القناة مخاطباً المترجم: «قل له يا أستاذ منصور إن الوضع في غزة جبهة داخلية قوية»، فقام منصور بترجمة ذلك.ثم تابع منصور حديثه عن الأوضاع بالعربية، محذراً من أي حماقة يمكن أن يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة، فقاطعه الإسرائيلي مطالباً إياه بالحديث بالعبرية، وبعد بضع رسائل متبادلة انتهت التجربة.
- الأخبار: استنتاج إسرائيلي: مصر «الإخوان» لا تفزعنا
وصف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي دور الوسيط الذي قام به الرئيس المصري محمد مرسي بالإنجاز الاستراتيجي لإسرائيل، موضحاً أنّه خلال السنة الأخيرة كان مجرد التفكير في خوض حرب في غزة، في ظلّ وجود الإخوان المسلمين في مصر، يثير الرعب لدى القادة الإسرائيليين، تخوّفاً من ردّ الفعل المصري على عملية كهذه. إلا أنّ الواقع الذي أثبتته عملية «عمود السحاب» أنّ حركة الإخوان المسلمين لن تخرج لمساعدة «حماس»، وأنّها لن تكون الدرع الواقية لها، وبدلاً من أنّ تتخذ مصر خطوة عدائيّة في مقابل الهجمات الإسرaائيلية على غزة، أدّت دور الوسيط بين الطرفين.بدورها، رأت صحيفة «معاريف» أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصل عدة مرات بالرئيس المصري في محاولة لتعزيز دور مصر كوسيط، كما فعل أغلب زعماء العالم الأمر نفسه، بدءاً من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مروراً بوزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، وانتهاءً باجتماع وزراء خارجية الدول العربية في مصر.وفي السياق، رأى المعلق السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع، أن الإدارة الأميركية تحاول تعزيز المحور الذي يتكوّن من الإخوان المسلمين في مصر والسعودية وتركيا والأردن في الهامش، والسلطة الفلسطينية وإمارات الخليج، في مواجهة المحور الذي يتكوّن من إيران وسوريا وحزب الله، مشيراً إلى أنّ على حماس أمام هذا الواقع المتكوّن أن تختار الحلف الذي تنتمي إليه، إما محور مصر وباقي الدول التي تحظى بدعم أميركي ويؤمّن لها سيادة على غزة، وباباً مفتوحاً على العالم، وحصانة من هجوم عسكري، أو إيران التي وفّرت لها الصواريخ والمال والمدربين. ورأى برنياع أنّه في حال أثبت حلف مصر قدرة على الزعامة والعمل، فسيكون ذلك إنجازاً كبيراً للسياسة الخارجية الأميركية، وقد يشجّع في سيناريو بعيد المدى قراراً أميركياً بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.ولفت برنياع إلى أنّ إسرائيل ليست جزءاً من هذا التطور لكونها مكروهة في الشارع السنّي والشارع الشيعي. وشدّد أيضاً على أنّ امتحان مصر الأول هو ترويض حماس، واصفاً ذلك بأنّه تحدّ ولكنّه فرصة أيضاً، وأنّ وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تريد تشجيع هذا المسار عبر شيك يبلغ 4,5 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي.أما المعلق رؤوبين بدهتسور، في صحيفة «هآرتس»، فرأى أنّ الحملة العسكرية الإسرائيلية أدّت إلى تعزيز مكانة مرسي، كنتيجة لم يخطط لها مسبقاً، لكنه أضاف أنّ الأهداف التي أعلنها وزير الدفاع إيهود باراك، وهي تقليل إطلاق الصواريخ وتعزيز الردع وتحسين الواقع الأمني لسكان الجنوب، لم تتحقق، إذ من الواضح أنّ العملية العسكرية لم تؤدّ إلى المسّ بقدرة فصائل المقاومة على إطلاق الصواريخ، إذ تمّ إطلاق أكثر من 1000 قذيفة صاروخية في ستة أيام، وتمّ توسيع دائرة الأهداف لتصل إلى تل أبيب والقدس. أما لجهة الردع، فمن غير الواضح عن أيّ ردع يتحدث ضباط الجيش، في الوقت الذي يجري فيه إطلاق مئات القذائف الصاروخية كل يوم. وشدَّد على أنه في حال كان الهدف إعلان نصر، فقد كان هناك فشل في تقدير تصميم الفصائل المقاومة. والذي توقع أن تفضي الهجمات الجوية إلى إخضاع حماس فقد أخطأ خطأً مطلقاً. وتساءل بدهتسور عمّا سيحصل لو أنّ «حماس» عادت وأطلقت صواريخ قسّام بعد يوم واحد. وأكد أيضاً أنّهم في قيادة الجيش يبحثون بيأس عن «صورة النصر» الذي يُمكِّن إسرائيل من إنهاء القتال من دون أن يُنظر إلى ذلك على أنه فشل لها.من جهته، أكد المعلق العسكري في صحيفة «معاريف»، عمير ربابورت، أنّ إسرائيل لم تتمكن من فرض شروطها على حماس من أجل وقف النار، بل أدارت معها مفاوضات من موقع المساومة بين متساويين، وتلقّت حماس، التي طلبت إسرائيل من كل العالم عدم إدارة أي نوع من الاتصال السياسي بها، شرعية لسلطتها في غزة، ولم تتوسل التهدئة ولم تُظهر إشارات انكسار. ورأى أنه إذا كان من الصحيح أن الحملة العسكرية «عمود السحاب» تمكنت من تحقيق تعزيز الردع، فبمستوى قليل فقط، لكنه ليس مضموناً.وأضاف، بالرغم من أن العملية العسكرية كانت مليئة بالإنجازات التكتيكية للجيش، أكدت أيضاً ضعف إسرائيل والقيود المفروضة على استخدام قوتها، في الوقت الذي لا يمنحها فيه المجتمع الدولي حرية العمل كما في الماضي.وحذَّر ربابورت من أنه بالاستناد إلى ما جرى، يمكن إيران وحزب الله أن يستنتجا أن مبدأ «اللاتماثلية» يفعل فعله من ناحيتهما، لكونها قادرة على تحقيق التوازن مع التفوق الإسرائيلي المطلق في الجو والتكنولوجيا عبر صليات ضخمة من الصواريخ الموجهة إلى الجبهة الداخلية، وأيضاً عبر صواريخ مضادة للدروع في حال المواجهة البرية.من جهة أخرى، رأى معلق الشؤون الحزبية في صحيفة «معاريف»، شالوم يروشالمي، أنّ نتنياهو من بين رؤساء الوزراء القليلين الذين لم يسجلوا على اسمهم حروباً أو عمليات كبيرة حتى قبل أسبوع، عندما بدأت عملية «عمود السحاب»، والحادث الحربي الوحيد الذي سُجّل على اسمه كان أحداث النفق في أيلول 1996. وأضاف أنّ نتنياهو أبدى حذراً كبيراً، يتعارض مع صورة الشخصية المتهورة والمتخبطة، إذ لم يعلن أهدافاً بعيدة المدى ولم يطلق تصريحات تفتقر إلى أساس، مثل الحديث عن تدمير سلطة حماس كما حصل عندما كان في أيام المعارضة، انطلاقاً من فهمه أنّه في أيام الانتخابات من الممنوع عليه أن يسقط في فخّ المهمات التي لا يستطيع الالتزام بها.وعن المفاعيل الداخلية، أكد يروشالمي أنّ الصورة السياسية لنتنياهو في الوضع الحالي تبدو لمصلحته، إذ لن يهاجمه الوسط واليسار الذي دعمه طوال الطريق، بسبب إنهائه المبكر للعملية، كما أنّه لا يوجد لدى معسكر اليمين شخصية كاريزماتية وجدّية قادرة على خوض حملة ضد نتنياهو. أما بخصوص رئيس البيت اليهودي، اليميني المتطرف، بفتالي بنت، الذي يحاول القيام بهذا الدور، فهناك شكّ في كون كثيرين في الدولة يعرفون اسمه.
- الأخبار: «يديعوت أحرونوت» ــ يوسي يهوشع وإيتمار آيخنر: الربح والخسارة.. إنجازات إسرائيل
• الإنجاز الأكبر هو في الدفاع الذي وفرته بطاريات «القبة الحديدية». مع أ?